في رحلة الحياة
بدأت بحجز التذاكر
فـ ركبت قطار العمر
تستوقفني فيها محطات عدة
لكل محطة:::
زمانها...
و مكانها.....
و أناسها.......
و لكن هناك وعند محطة "اضطرار الوقوف"
ترجلت قليلاً من مقعدي,
لأحرك عضلات جسدي,
و أغير قليلاً من جو "الروتين الممل",
قررت النزول و التجوال في هذه المحطة,
حتى يـُأذَنْ لنا بإكمال الرحلة,
و لكن في تلك المحطة:::
وجدت:::
المكان يعج بــ أشباح الأنس
و الجو تخنقه أفواه زفير أنفاسها السم
و الجدران يكسوها عفن دنو الأخلاق
و للأسف قادتني رجلي للتجوال بين جموع البشر
فوجدت هناك مجموعة منهم
مهمتهم غثاء الألسنة
يحيط بهم دخان الكذب و النفاق
و نسوا قوله تعالى::
( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق 18
و هناك مجموعه سمتهم رفع الأنوف
و عنوانهم الكبر والفخر
يحيط بهم إطار التعالي
وآآعجباه ألم يطرأ على بالهم
ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم::
( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )
التفت بناظري قليلا لليسار
فوجدت أناس خفت أيديهم
همهم النهب و السلب
ويالـ أفكارهم العظام في أداء وظيفتهم
على أكمل وجه
فتردد في بالي قوله تعالى::
{ والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم } المائدة 38 .
آه ما هذا الحال؟!!
و لكن لـ انتظر قليلاً
لا أنسى هناك في تلك الزاوية
أناس تبدو على وجوههم علامات النور
اقتربت منهم
فإذا بأحدهم يناديني
و وجدته كريماً خلوقاً
فقد دعاني لمائدة غدائهم
لم أتردد في تلبية الدعوة
"فلا يرد الكريم إلا اللئيم"
و بعد تلك الدعوة
جلست أتجاذب أطراف الحديث معهم
و إذا بنا نختلف عند وجهة نظر
لكل منا رأيه و لكل منا فكره
و لكن صدمت إذ أجدهم يذكروني بتلك الوجبة التي قدموها لي
و بدؤوا بـ ذكر محاسنهم, وكرمهم معي,
آآآهـ زفرتها
و لساني يردد قوله تعالى:
{ يا أيها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى } البقرة 264
و هنا تبين لي أن هذه المحطه
فساد × فساد
فهنا أحسست
بالاختناق
رغبة بالهروب
الفرار
الخلاص من هذه الكتمه
ولكن
سمعت نداءًداخلياً
يقول
لا
لا ترحلي
لا ترحلي بدون
فعل أي موقف إيجابي
هنا تخاطر لعقلي أفكار عدة
ربما أستطيع أن أغير حال هذهالمحطة
ربما أستطيع أن أحسن من حالها
و بذلك
بدأت بمهمة التغيير
و يا ليتني لم أبدأ
فقد واجهت عظيم الصد
و اتهمت في حسن نواياي
فقررت الرحيل
و لكن القطار توقف هنا اضطرارياً
ماذا أفعل؟!!
ما الحل؟!!
فوجدت أنه من الأفضل
أن أعود لأجلس على مقعدي بصمت
و انشغل بنفسي عن أناس هذه المحطة
و أُعمي بصري عن أفعالهم
حتى يتحرك بي القطار لـ المحطة التالية
متأمله أن تكون هي الأخرى
أكثر نوراً و إشراقاً