العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-2002, 11:40 AM   رقم المشاركة : 1
&^^&تركي&^^&
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية &^^&تركي&^^&
 






&^^&تركي&^^& غير متصل

الســــــــــــــــــــــــــــــــــينما

مواصفات الفيلم الغنائي في الشاشة السينمائية العربية




هل كل فيلم سينمائي يتضمن اغنية او أكثر.. يمكن اعتباره فيلما غنائيا؟


ذلك هو السؤال الذي يدور حوله هذا التحقيق ابتداء من اول فيلم عربي ناطق وحتى افلام الموجة الجديدة التي نشهدها هذه الايام! عندما يكون للغناء دور اساسي في احداث الفيلم, نستطيع القول بانه فيلم غنائى من حيث المبدأ ولكن هناك شروط اخرى مهمة.. وعلى هذا الاساس نستطيع التمييز بين الفيلم الغنائي بعناصره الفنية المتكاملة, وبين اي فيلم آخر فيه اغان قليلة أو كثيرة ولكنه لا يتمتع بصفة الفيلم الغنائي اطلاقا.


بعد خمس سنوات من السينما العربية الصامتة, عرف العالم العربي ــ وبالتحديد في مصر ـ الفيلم الناطق عام 1932, وعلى الرغم من اختلاف المؤرخين حول اسم اول فيلم ناطق, وهو فيلم (اولاد الذوات) ليوسف وهبي ام فيلم (انشودة الفؤاد) للمطربة نادرة وجورج ابيض, الا ان ما بينهما هنا ان السينما في مصر, وبمجرد ان تعلمت النطق, غنت.. حتى ان الاغنية اصبحت عامل جذب اساسي في معظم الافلام التي تعرض هذه الفترة, بصرف النظر عن كون بطل او بطلة الفيلم من المطربين ام لا.


ولكن.. هل كل فيلم تتسلل الى اذاننا عبر احداثه اغنية أو اثنتان او حتى خمس اغان يعد فيلمها غنائىا؟


الحقيقة لا, ولا اصبحت, ومن هذا المنطلق 99% من افلامنا افلاما غنائية, والا اصبح فيلم مثل بداية ونهاية (فيلما غنائيا لمجرد ان بطله فريد شوقي غنى فيه بشكل ساخر.. وكذلك فيلم (جري الوحوش) لان محمود عبدالعزيز غنى فيه اغنية أو اكثر ولذلك يجب التمييز بين افلام فيها اغان واخرى يمكن ان تعتبرها افلاما غنائية.


ولكن على اي اسس سنقيم هذه التفرقة؟ بشأن الفيلم الغنائي, بحيث يكون فيه للغناء دور اساسي في الاحداث تماما كالحوار والسيناريو, وان يكون وجوده مبررا ولا تستقيم الاحداث من دونه وبناء على هذا التعريف الدقيق, فنحن امام عدة حقائق قد تصل الى حد المفاجأت.. أو هي خروج على ما اعتدنا ان نتعامل معه على أنه من المسلمات. ليس غنائيا.


على الرغم من الملاحظات التي يمكن ان يبديها نقاد اليوم حول فيلم (انشودة الفؤاد) أول فيلم غنت فيها السينما, فانه سيظل علامة بارزة في تاريخ السينما العربية, حتى لو لم نعتبره فيلما غنائيا بالمعنى المتفق عليه, وسيبقى يوم الرابع عشر من ابريل من عام 1932 يوما مهما في مسيرة الانتاج السينمائى.


فهو اليوم الذي عرض فيه هذا الفيلم بدار سينما ديانا بالقاهرة.. ويكفي لشركة نحاس فيلم وصاحبها ادمون نحاس, جراءتهما في تقديم فيلم غنائي في تجربة لم تكن نتائجها مضمونة, على اعتبار انه الفيلم رقم واحد في قاعة السينما العربية الناطقة, وبعد خمس سنوات فقط من بداية صناعة السينما الوطنية في مصر.


وقد اخرج الفيلم مخرج ايطالي اسمه ماديو فولبي عن قصة لنيكولازور وسيناريو استيفان روستي وادمون نحاس, وصورت بعض مشاهده في استوديو (كلير) بباريس, وشارك في تمثيله المطربة نادرة وفنان المسرح جورج ابيض, وعبدالرحمن رشدي ومحمد عبدالله, وزكريا عبد اللطيف, وعلي احمد, ونادية مرسى, كما شارك في التمثيل ــ لاول واخر مرة في السينما ــ الموسيقار زكريا احمد الذي وضع الحان اغاني الفيلم وهي من نظم الشاعر خليل مطران, وقد غنت (نادرة) في الفيلم عدة اغان من بينها: يا بحر النيل, انت في مرادي ايها البلبل الحنون, بالاضافة الى قصيدة (ليلى) التي كتبها زكي مبارك ولحنتها نادرة بنفسها واذا كان هناك ما يمكن ان يقال عن هذا الفيلم, فهو التأكيد على أنه شرف ريادته للسينما الغنائية جدير بان يغفر لهذه التجربة الأولى اية اخطاء سبعة.. . ولكن!


دخل الموسيقار محمد عبدالوهاب مجال السينما بعد اقل من عام على ظهور اول فيلم ناطق فقد قدم عام 1933 فيلم (الوردة البيضاء) ثم قدم بعده, على مدى ثلاث عشرة سنة, ستة افلام اخرى اخرجها كلها محمد كريم.. وهذه الافلام بالترتيب هي: الوردة البيضاء, دموع الحب, يحيا الحب, يوم سعيد, ممنوع الحب, رصاصة في القلب, ثم لست ملاكا, الذي كان اخر افلام عبدالوهاب, وان كان قد ظهر بعدها مرة اخرى في فيلم (غزل البنات) ولكن كمطرب فقط حيث قدم اغنية واحدة بصوته, عاشق الروح, وكانت من كلمات حسين السيد.


واستناد الى التعريف السابق والخاص بالفيلم الغنائي, فإن افلام عبدالوهاب السبعة لا يمكن اعتبارها افلاما غنائية, باستثناء فيلمه الأول (الوردة البيضاء)و بشيء من التحفظ ايضا, فهو يحكي قصة شاب كان يعمل في المحاسبة ويحكم بان يكون مطربا مشهودا, ولم يتحقق له ذلك الا بعد فصله من عمله بسبب حبه لابنة مخدومه, وبطبيعة الحال فإن رواية مثل تلك تتيح فرصة امام المطرب للغناء.. ولكن عبدالوهاب لجأ في هذا الفيلم شأنه شأن بقية افلامه, الى الاغنية الفردية الوصفية البعيدة عن اللغة السينمائية, وغير المنتمية الى البناء الدرامي, ولم يشفع له على طول مشواره ان اربعا من بطلاته السبع كن مطربات: نجاة علي (دموع الحب) ليلى مراد (يحيا الحب), رجاء عبده (ممنوع الحب) ونور الهدى (لست ملاكا).


ومع ذلك, يذكر لعبد الوهاب انه كان رائد الثنائيات المعتمدة على مواقف درامية.. ولا يكاد فيلم من افلامه يخلو من هذه الديالوجات.. في فيلم (دموع الحب) غنى مع نجاة علي من تأليف احمد رامي اغنيتي كل اللي بينا انتهى, وصعبت عليك.. وفي (يحيا الحب) ومن نظم احمد رامي ايضا, قدم مع ليلى مراد ويالوجين هما: طال انتظاري لوحدي, ويادي النعيم اللي انت فيه ياقلبي.. اما فيلم (ممنوع الحب) الذي شاركته فيه البطولة رجاء عبده, فقد قدما معا ثلاثة ديالوجات غنائية من تأليف حسين السيد: اوعى تقول ممنوع الحب, وأن الاوان وارتاح البال, ياللي فت المال والجاه.. اما فيلم (رصاصة في القلب) الذي لم تكن بطلته مطربة ـ رقية ابراهيم ـ فقد قدم فيه عبدالوهاب ديالوجين هما: حقولك ايه عن احوالي, وحكيم عيون, وهما ايضا من تأليف حسين السيد الذي كتب كذلك لفيلم (لست ملاكا) ثلاثة ديالوجات, غناها عبدالوهاب مع نور الهدى وهي شبكوني ونسيوني قوام, وكنت فين غايب وتايه, واضحكي وغني.


كما يذكر لعبد الوهاب ايضا انه كان اول من حاول تقديم الاوبريت على شاشة السينما, حينما نقل الى الشاشة الفضية جزءا من (مجنون ليلى) لاحمد شوقي, بمشاركة اسمهان وذلك في فيلم (يوم سعيد) كذلك فقد حاول ــ بشكل محدود ـ تقديم الاغنية السينمائية, بتعبيرها الدقيق, مثلما حدث في (أجري أجري) ومحلاها عيشة الفلاح.. ولكنها تبقى محاولات محدودة جدا ولا تمثل الا القليل, نسبة لانتاج عبدالوهاب الغنائى على الشاشة الكبيرة.


السيدة.. الجارية


بين 10 فبراير 1936 و10 ديسمبر قدمت سيدة الغناء العربي ام كلثوم ستة افلام, احتوت على 45 اغنية بالاضافة الى عمل اوبرالي كبير, وقد ادركت ام كلثوم مفهوم الفيلم الغنائي, وكانت هذه النوعية من الافلام هي هدفها وهي تختار قصص افلامها, بدليل ان خمسة افلام من اصل ستة كانت تحكي قصص حياة مطربات, ثلاثة أفلام منها لجواري اشتهرن في التراث العربي بحلاوة الصوت: الجارية المملوكية وداد الجارية ـ العباسية دنانير ـ الجارية الاموية سلامة ـ اما الفيلمان الاخران فالاول (نشيد الامل) يروي قصة سيدة عصرية خدعت في زواجها الى ان اكتشفت حقيقة زوجها حينما اودع السجن,.. ولما كانت تتمتع بصوت جميل, قررت ان تتجه الى التمثيل والغناء, الى ان اصبحت نجمة مشهورة.. والفيلم الاخر (عايدة) فهو يحكي عن فتاة ريفية احبت ابن احد اثرياء القرية الذي كان يدرس في معهد الموسيقى, فتنتمي للمعهد بدورها لدراسة الموسيقى والغناء.. ونصل الى فيلمها السادس والاخير (فاطمة) واحداثه لم تكن تسمح بتوظيف الاغاني توظيفا دراميا وبالتالي كان يمكن الاستغناء عن هذه الاغاني, باستثناء اغنيتي (ح اقابله بكره) و(اصون كرامتي) ولذا فقد انتفت عن هذا الفيلم صفة الفيلم الغنائي. وعلى افتراض ان ام كلثوم لم تقدم كل هذه التجارب الغنائية (خمسة افلام من اصل ستة) فإنه يكفيها تجربتها الرائدة في تعريب الاوبرا, حينما قدمت في فيلم (عايدة) مع ابراهيم حمودة وفتحية احمد, تعريبا, لاوبرا عايدة) للايطالي فيردي بالحان صاغها القصبجي والسنباطي, كذلك قدمت ام كلثوم الحوارات الغنائية كما في فيلم (سلامة) وفيه قدمت: سلام الله على الاغنام, وقوللي ولا تخبيش يا زين, وهما من تأليف بيرم التونسي والحان زكريا احمد.


سندريلا


ذات مساء وفي احد ايام عام 1929 كان الموسيقار الشاب مدحت عاصم مستغرقا في عزفه على البيانو فاذا به يسمع اصواتا غير مألوفة في حديقة منزله, اوقف مدحت عاصم العزف واستعد لمواجهة هؤلاء المتسللين, امسك مسدسه واتجه الى مصدر الصوت, وحين تأكد ان شخصا ما يختبىء خلف الاشجار, شهر مسدسه وقبل ان يضغط على الزناد سمع صوتا ضعيفا يرتجف من شدة الخوف يقول له: (انا مش حرامية.. لا تقتلني) فأخرجها من بين الاشجار فاذا بها طفلة صغيرة لم تتعد الحادية عشرة ولم تكن هذه الطفلة سوى ليلى, ابنة صديقه المطرب زكي مراد, التي اجتذبها صوت البيانو, ففعلت ما فعلت, وبعد ان اصبح مدحت عاصم مسئولا عن الموسيقى والغناء بالاذاعة المصرية عند انشائها سنة 1934 احضر ليلى مراد كي تغني في الاذاعة, وكان قد رشحها قبل ذلك بعام لتغني اغنية واحدة في فيلم (الصحايا) للأخوين لاما, ومنذ ذلك التاريخ, عرفت السينما العربية نجمة النجمات وسندريلا الشاشة ليلى مراد مطربة وممثلة.. ان سبعة وعشرين فيلما ــ بخلاف فيلم (الصحايا) بين عامي 1938 و1955 جعلت من الصعب ان تمحى ليلى مراد من الذاكرة الفنية العربية على الرغم من اعتزالها السينمائي منذ أكثر من 35 عاما.


وليلى مراد ـ الظاهرة ـ التي عملت في اكثر من ثلثي افلامها باسمها, بدأت من القمة حينما رشحها الموسيقار محمد عبدالوهاب لبطولة اول افلامها (يحيا الحب) عام 1938 ثم كونت بعد ذلك وعلى مدى مشوارها الفني, اكثر من ثنائي ناجح مع المخرج توجو مزراحي, ثم يوسف وهبي, ثم مع انور وجدي الذي تزوجها لمدة ثماني سنوات قدما خلالها ثمانية افلام, ومع ذلك فإن ليلى مراد, نجمة الفيلم الغنائي كما يطلق عليها حتى يومنا هذا, لم تقدم من بين السبعة والعشرين فيلما سوى ستة افلام ينطبق عليها تعريف الفيلم الغنائى, وهذه الافلام هي: ليلى, عنبر, شادية الوادي, شاطىء الغرام, ورد الغرام, سيدة القطار, وكلها كانت تحكي اما عن فنانة اشتهرت بحلاوة الصوت شادية الوادي, وليلى وسيدة القطارـ واما عن فتاة عادية اكتشف فيها جمال الصوت كما في فيلم (عنبر ـ شاطىء الغرام) ان فيلمها السادس (وردة الغرام) احتوى على ثلاثة نماذج للاغنية السينمائية المنتمية الى البناء الدرامي للاحداث, وهي ديالوجات: شحات الغرام, في حاجة شغلاك, وياللي شغلتي القلب معاكي, وغنتها بالاشتراك مع محمد فوزي الذي وضع الحانها بطبيعة الحال, وكانت من تأليف بديع خيري.


اما بقية افلام ليلى مراد, وعلى الرغم ما بها من روائع الغناء العربي, فإننا يمكن ان نطلق عليها افلاما بها اغان, اكثر منها افلاما غنائية.. ومع ذلك, فستظل ليلى مراد اسما كبيرا في عالم السينما الغنائية.


غني يا وحيد 31 فيلما قدمها فريد الاطرش للسينما العربية منذ عام 1941 وحتى اخر ايامه, فقد توفى في السادس والعشرين من ديسمبر عام 1974 ولم يكن قد انتهى بعد من تصوير بقية مشاهد فيلمه الاخير (نغم في حياتي) ويمكن القول, بأن اكثر من ثلاثة ارباع ما قدم فريد للسينما يدخل في عداد الافلام الغنائية, لانه ادرك بذكائه, وصدقه مع نفسه, ان موهبته الحقيقية تكمن في الغناء والتلحين, وان التمثيل امر مكمل وليس اساسيا, ولهذا حرص فريد الاطرش على ان تسمح احداث افلامه بمساحات جيدة ومبررة للغناء (موهبته الاصلية) ولذلك, نجد معظم افلامه تدورحول مطرب شاب مغمور يحلم بالشهرة او مطرب مشهور بالفعل يعاني بعض المشاكل العاطفية, وسواء كان مغمورا ام مشهورا, فانه يحلم بتقديم اوبريت ضخم, ينجح بالفعل في تقديمه في نهاية الاحداث.


بدأ فريد مشواره السينمائي عام 1941 بفيلم (انتصار الشباب) مع شقيقته اسمهان من اخراج احمد بدرخان, ولقى الشقيقان نجاحا كبيرا بشر بمولد ثنائي فني.. وبالفعل شرع فريد واسمهان في تكرار التجربة بفيلم (احلام الشباب) عام 1942, ولكن زواج اسمهان من ابن عمها, وعودتها الى مسقط رأسها جبل الدروز في سوريا, الغى الفكرة, وحلت مديحة يسري محل اسمهان في الفيلم, اما فريد فقد استمر في محاولاته للبحث عن نصفه الفني الآخر.


ورحلة البحث هذه اوجدت تحيا كاريوكا في فيلم (ماقدرش) ونور الهدى في (عاوزة اتجوز) وصباح في (بلبل افندي) و(لحن حبي واخريات.. والى ان وجد ضالته في سامية جمال, التي قدم معها ثمانية افلام, تعد من علامات الفيلم الغنائي والاستعراض في السينما العربية.


واذا كان محمد عبدالوهاب قد قدم الاوبريت الغنائي الى السينما العربية لاول مرة في فيلم (يوم سعيد) (اوبريت مجنون ليلى) واذا كانت ام كلثوم قد ارتفعت بهذا الفن درجة, حينما تربت اوبرا (عايدة) في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه, فإن فريد الاطرش يبقى صاحب الفضل الاول في المحافظة على فن الاوبريت وتطويره, بحيث لا يكاد يخلو فيلم من افلامه من اوبريت, او عمل غنائي ضخم مثل: الغروب والشروق في فيلم (انتصار الشباب) وجوز الاثنين في فيلم (عاوزة اتجوز) وقمر الزمان في فيلم (ماتقولش لحد) وفارس الاحلام في فيلم (لحن حبي) وبساط الريح في فيلم (آخر كدبة) والربيع في فيلم (عفريته هانم).. ومع ذلك, فقد وقع فريد في فخ تقديم الاغنية الفردية غير السينمائية, وان كان بقدر اقل من معظم مطربي العالم العربي الذين خاضوا تجربة العمل السينمائى, وربما لان فريد بدأ حياته على مسرح بديعة مصابني وعرف دور الاغنية جيدا.


مطربو مابعد الحرب


وفي اعقاب الحرب العالمية الثانية والسنوات التي تلتها, حدثت عدة ظواهر فنية غنائية انعكست بطبيعة الحال على الفيلم السينمائي, نتيجة لظهور طبقة اغنياء الحرب وتركز المال في يد طبقة معينة, واول هذه الظواهر, ظاهرة اسمها عبدالعزيز محمود, الذي حقق جماهيرية كبيرة لم يكن هو يحلم بها, ولم تكن قدراته الصوتية واللحنية تؤهله لذلك, حتى ان احتفالات الزواج في مصر كانت تحدد مواعيدها استنادا لمواعيد المطرب عبدالعزيز محمود!! وقد دفعه هذا النجاح الى تقديم العديد من الافلام, ملأها بالاغاني, ولكن لم يبق منها الا القليل في الذاكرة السينمائية, مثل (تاكسي الغرام) اما هدى سلطان, و(خد الجميل) امام سامية جمال.. اما الظاهرة الثانية فكان اسمها محمود شكوكو, هذا الفنان الذي نال حب الجماهير لدرجة انهم صنعوا له تماثيل وباعوها في الشوارع. . وقد اصبح شكوكو قاسما مشتركا في كثير من الافلام في هذه المرحلة ومنها معظم افلام ليلى مراد, وشادية, واسماعيل ياسين.


ولكن الظاهرة التي تفجرت كالقنبلة, كانت نعيمة عاكف, التي احضرها المخرج حسين فوزي من السيرك وتزوجها وقدمت في عدة تجارب غنائية ناجحة, ابتداء من عام 1949 ومرورا بسلسلة افلام اهمها (العيش والملح وبابا عريس ــ لهاليبو ـ نور العيون ــ احبك يا حسن).


الكوميديا الموسيقية


في هذه الفترة ظهر اسم كبير في عالم الغناء والتمثيل هو محمد فوزي الذي بدأ السلم من اوله, حينما رشحه يوسف وهبي لتلحين بعض اغاني فيلم (شادية الوادي) والى ان اصبح اشهر من قدم الكوميديا الموسيقية في السينما العربية, ولكن العديد من افلام محمد فوزي لا يمكن اعتبارها افلاما غنائية على الرغم من احتوائها على معظم تراث محمد فوزي الغنائي فغالبية هذه الافلام دارت حول شاب خفيف الظل له العديد من المغامرات النسائية ولا يغيره الا الوقوع في الحب الحقيقي, وهو ما حدث في افلام (فاطمة وماريكاوراشيل) و(بنات حواء), و(دايما معاك) و(ورد الغرام).. ومع هذا, فإن لمحمد فوزي محاولات جيدة في تقديم الفيلم الغنائى المعتمد على الاغنية الدرامية أو حتى الفردية المبررة, كما في افلام (كل دقة في قلبي) امام سامية جمال كبطلة, والمطربة اللبنانية نازك التي غنت الاغنية التي تحمل اسم الفيلم (والانسة ماما) امام صباح.


وفي هذا الوقت تقريبا, ظهرت شادية التي تميزت بغزارة انتاجها السينمائى خلال اكثر من ثلاثين عاما, فأفلام شادية تنوعت بين افلام ظهرت فيها كممثلة فقط مثل (مراتي مدير عام) و(ميرمار) وافلام فيها اغان, كمعظم افلامها مع كمال الشناوي في المراحل الاولى وافلام (التلميذة) و(المرأة المجهولة) و(الزوجة 13) و(لا تسألني من انا) الذي كان آخر افلامها, اما افلامها الغنائية, فلم يبق في الذاكرة منها سوى فيلم (حبيبي انت) امام منير مراد, وافلامها الثلاثة امام عبدالحليم حافظ (لحن الوفاء ـ دليلة ــ معبودة الجماهير), وامام فريد الاطرش (انت حبيبي).


الاغنية السينمائية


ظهر عبدالحليم حافظ في وقت كان فريد الاطرش ومحمد فوزي وعبدالعزيز محمود وشادية في اوج تألقهم, فأخذ عبدالحليم حافظ يبحث لنفسه عن نقاط التميز, الى ان وضع يده على شاعريته ورومانسيته المليئة بالاغاني, ولكن يصعب ان نسميها كلها افلاما غنائية... فمن بين ستة عشر فيلما قدمها عبدالحليم يمكن اعتبار افلام: لحن الوفاء, موعد غرام, دليلة, شارع الحب, حكاية حب, معبودة الجماهير, افلاما غنائية مرتبطة باسم عبدالحليم حافظ (6 فقط من اصل 16) وفي رأيي ان عبدالحليم حافظ قد وصل الى قمة النضج في الفيلم الغنائى شكلا ومضمونا في فيلمي (حكاية حب) و(معبودة الجماهير) فالأول يحكي عن مطرب مغمور يصل الى قمة الشهرة على الرغم من قسوة ظروفه الصحية والثاني يحكي ايضا عن مطرب مغمور يتحدى الظروف الصعبة وفشله في الحب حتى يصل الى قمة النجومية.


اما لماذا هما قمة نضج عبدالحليم, فلأنه في الفيلمين واضافة لكونه مطربا, جاءت اغاني الفيلمين معادلا حقيقيا لجمل حوارية, رأى مخرجا الفيلمين استبدالهما بأغان, دون اي خلل بمضمون الاحداث, كما في اغنية (في يوم في شهر في سنة) فيلم حكاية حب وكذلك, كل اغاني فيلم (معبودة الجماهير) احبك, حاجة غريبة, لست قلبي, جبار, وبلاش عتاب.


ومن باب الانصاف علينا ان نذكر ان عبدالحليم حافظ حاول تقديم الاغنية السينمائية بشكل متفرق في بعض افلامه, مثل (يا قلبي يا خالي) في فيلم (بنات اليوم) و(ضحك ولعب) في فيلم (يوم من عمري) و(الحلوة) في فيلم (الخطايا) و(دقوا الشماسي) في فيلم (ابي فوق الشجرة) اخر افلامه وقبل رحيله بثماني سنوات.


مابعد القمم ومع بداية السبعينيات, وفي ظل ظروف مرض عبدالحليم ثم وفاته, وكذلك برحيل فريد الاطرش, وتوقف شادية عن العمل السينمائي ثم اعتزالها الفن نهائيا, اختفى المطرب الممثل الذي يستطيع تحمل مسئولية فيلم غنائى, خصوصا بعد فشل نجاة ومحرم فؤاد ووردة, آخر المنتمين الى جيل الكبار, وفي تولي هذه المهمة, فحاول المخرجون حل هذا الوضع بالاعتماد على الممثل المغني, وقد تكون ابرز هذه المحاولات تلك التي قدمها المخرج حسن الامام في فيلمي (خلي بالك من زوزو) من بطولة سعاد حسني و(قمر الزمان) من بطولة نجلاء فتحي كما حاول البعض الاخر, الاعتماد على الغناء الجماعي, كما في افلام مثل محمد رضا ومجموعته صفاء ابو السعود وسمير غانم ونبيلة السيد.


وتبقى محاولات جادة في السبعينيات, قام بها المخرج حسين كمال وتمثلت في فيلم (مولد يا دنيا) من بطولة المطربة عفاف راضي, فعلى الرغم من نجاح الفيلم, الا ان نجمته لم تكرر التجربة حتى الان.


اما احمد عدوية نجم الغناء في السبعينيات, والمشارك في العديد من افلام هذه الفترة, فهو ظاهرة افرزتها ظروف مشابهة الى حد كبير لتلك التي كانت سائدة في اعقاب الحرب العالمية الثانية والتي افرزت كما ذكرنا عبدالعزيز محمود وشكوكو.


وبتعقد الظروف الاقتصادية في الثمانينيات, ومع استمرار الاسباب السابقة, تعذر بالفعل تقديم الفيلم الغنائي, باستثناء محاولات قليلة ابرزها فيلم (المغنواتي) لعلي الحجار, عن الحكاية الشعبية, حسن ونعيمة, و(حكاية في كلمتين) لايمان البحر درويش, ثم (شباب على كف عفريت) لمحمد منير ومحسن محيي الدين.


الاستعراض والفيلم الغنائي


نسمع كثيرا عن المطالبة بعودة الفيلم الغنائى ولكن الواقع يؤكد استحالة هذه العودة لانتفاء عناصرها الاساسية في المرحلة الحالية على الاقل) والسينما العربية والمصرية بشكل خاص, ان ارادت ان تعيد امجاد الفيلم الغنائي, فان اول ما عليها ان تفعله هو التخلص من مفهوم سيطرة المطرب النجم والاستعاضة عنه بالبطولة الجماعية, والغناء غير المعتمد على التطريب.. وفي اعتقادنا انه في ظل الظروف الفنية الحالية, وبافتراض التغلب على العقبات الاقتصادية, فان الفيلم الاستعراضي الجماعي, سيكون اقرب الى سينما الغد من الفيلم الغنائى الذي عرفناه مع بداية السينما العربية.







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:54 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية