أتَّفِقُ معكِ فِيمَا آلَت إلَيهِ وُجهَة نَظَرُكِ السَّدِيدَة .. ولِكَي نَكُون أكثَرُ إنصَافَاً ..
وَلِكَي لانُظلِمُ مَعْشَر الرِّجَال .. وَلِكَي نَتَمَاشَى مَعَ شَيء أسمه العَدل وَالمُسَاوَاة ..
فأنه وَالحَالُ كَذَلك..
لَيْسَ كل الرِّجَال من أؤلئِكَ النَّفَر الَّذِيْنَ قَرَأوا من كِتَاب الله مَايُنَاسِبهُم ..
وَتَجَاهَلُوا مَالايُنَاسِبهُم أو أخَذُوا نِصْف الآيَة وَتَجَاهَلُوا نِصْفُهَا الآخَر كَمَا ذَكَرتِ
بَل أنَّ هُنَاكَ من الرِّجَال .. مَن هُوَ عَلَى إستِعدَاد تَام للتَّضحِيَة .. بِالغَالِي النَّفِيْس
من أجل نِساؤهُم من أجل ورُود غَلاهُم من أجل مِزن سُحِبهُم من أجل نَبع صَفَاهُم
ومن أجل كُل ذَلك وغَيره كَثِيْر وَكَثِير مِمَا لاتَسِعُ الصَّفحَة لِذِكره؟!
صَحِيح أن بَعض الرِّجَال عيُونهُم زَائِغَة كَمَا يَتَرَدَّد على ألسِنَة الكَثِيْر من النِّسْوَة ..
وَصَحِيْح أنّه لايُمْلِي أعيُنهُم ألاّ التُّرَاب كَمَا نَقُولُ أحيَانَاً وَلَكِن ألَيْسَ من بَاب أوْلَى
أن نُحَكِّم ضَمَائِرُنَا وَنُنْصِفُ مَن يَستَحِقُ الإنْصَاف؟!
بَعض الرِّجَال يَتَّخِذُ من ( السَّمْنَة ) وهَذَا اسَاس مَوضُوعنَا اليَوم عُذراً أوشَمَّاعَة ً
يُعَلِّقُ عَلَيْهَا رَغبَاتُه فِي الزَّوَاج من أخرَى ولَكِن حَتَّى لَو لَم تَكُن زِيجَته ( سَمِيْنَة )
حَتَّى لو لازَالَت مُحتَفِظَة بِرَشَاقَتُهَا وَرَونَقهَا ألاّ أنّه سَوفَ يَأتِي بأعذَار وَهمِيَّة أخرَى
وَلِكَي أؤكِّدُ لَكِ ذَلك .. أنظُرِي لِبَعض الرِّجَال ..
فَأنَّه يَنوِي الزَّوَاج من أخرَى مُتَحَجِّجَاً فِي أنَّ زِيجَته خَالِيَة من الذّكُور؟!
أقصُد أنَّهَا لاتُنجِب ألاّ (بَنَات) فَيَظِلّ يُصِيْح وَيُرَدِّد أنه يُرِيد (إبن) كَي يحمِلُ أسمهُ
كَي يُخَلِّدُ ذِكرَاه إذَا مَا أختَاره الله .. وهَكَذَا دَوَالِيْك؟!
أنَّ أمتَعُ لَحظَات حَيَاتُنَا فِي هَذِهِ الدُّنيَا هِيَ أن نَجِدُ(زِيجَات)يحبُّونَا لِشَخصنَا وذَاتُنَا
وَلَيسَ لِشَيء آخَر وَسَوفَ نُبَادِلهُم الحُب بِحُب أعمَق وَالوفَاء بِوَفَاء أكبَر وَالوِد بِوِد
أكثَر وهَكَذَا تَستَمِرُّ حَيَاتُنَا (الزَّوجِيَّة) خَالِيَة من الشَّوَائِب حَتَّى وإن كَانُو (سُمَنَاء)
وإن نَجِدُ تِلك ( الزِّيْجَة ) الَّتِي لاتَحُبُّنَا شَفَقَة ًعَلَينَا!!
بل عن قنَاعَة أكِيْدَة مِنهَا .. وَبِأنَّنَا نَحنُ مَن يَبحَثُ عَنْهَا .. وَنَحنُ مَن نَرتَاحُ إلَيْهَا
وَنَحنُ من يَجِدُ فِينَا نَفسُهَا؟!
وَنَحنُ كـ (أزوَاج) حِينَمَا نَكُون عَلَى قَنَاعَة بـ (زِيْجَاتُنَا) مَهمَا كَانَت اشكَالهُن
بَل حِينَمَا نَكُون عَلَى قَنَاعَة بِأحَاسِيْسُنَا وعَلَى قَنَاعَة بِمَا فِي أيَادِيْنَا مَهمَا كَانَ بَسِيْطَاً
فَلاشَك أنَّنَا سَوفَ نَكُون سُعَدَاء بِإذن الله لاتَسِعنَا الدُّنْيَا بِكُل مَافِيْهَا ..
لأن لَدِيْنَا مَايَكفِيْنَا مِنهَا ..
وَهُوَ القَنَاعَة..قَنَاعَة أنَّ لَدِي أنتِ بِكُل مَافِيكِ من جَمَالِيَّات الكَون..بِأنَّ لَدِي قَلبُكِ
بِكُل مَافِيْهِ من حُب بِأنَّ لَدِي حُظنُكِ بِكُل مَافِيْهِ من دِفْء لَدِي نَفسُكِ بِكُل مَافِيْهَا
من طُهْر بِأنَّ لَدِي مَشَاعرُكِ بِكُل مَافِيْهَا من صِدْق وَبِأنَّ لَدِيّ أحَاسِيْسُكِ بِكُل مَافِيْهَا
من وَلاء .. ألايَكفِي ذَلك لأن اصرُف النَّظَر عَن غَيرُكَ مَهمَا بَدَيْتَ ( سَمِيْنَاً )؟!
/
/
إنتـَـــر
الأستَاذَه المحترمَة ( دَي دَمُونَة ) ..
حينما افتقدُ العاطفة ..
منكِ أنتِ بالذَّات !!
مِمَن أعيشُ معها ..
فِي ( منتدَى ) واحِد؟!
ممن يفترض ..
أن تُعطِينِي إيَّاهَا!!
حينما أحرِم من عطفُكِ ..
ومن حنانُكِ ..
وأنا واحداً مِنْكِ؟!
/
/
فمن المؤكد سوف أتضايق نفسياً ..
سوف يعزُّ على نفسي ..
أن أبحث عن العاطفة ..
لدى الآخرين ..
في مكانٍ آخَر؟!
/
/
ولكن حينما أدرُك ..
ان هؤلاء الآخرين ..
ليسوا أي أناس ..
بل كل الناس؟!
حينما أشعر بصدق ..
أنهم هُم العاطفة..
الجياشة نفسها..
هم الحنان..
المتدفق بعينه ..
هم الإحساس ..
الصادق بذاته ..
هم القلب ..
الكبير بعطفه ..
فحينئذٍ!!
لا يعد يهمني شيء ..
أنسَ الضِّيق ..
أنسَ كل شيء ..
لا ألام!!
لأنني وجدتُ من يعوضني عن كل شيء..
وجدتكِ أنتِ ..
وجدتُ كل شيء افتقده معكِ ..
فماذا أريد أكثر؟!
ولكن!!
تُرى هل كل من هو مثلي ..
محظوظ بإنسان رائع مثلك؟!
.