السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ...
{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ
فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) }
بل نقذف بالحق ونبيِّنه, فيدحض الباطل, فإذا هو ذاهب مضمحل. ولكم العذاب في
الآخرة - أيها المشركون –مِن وَصْفكم ربكم بغير صفته اللائقة به.
18- فَيَدْمَغُهُ أي يكسره . وأصل هذا إصابة الرأسِ والدماغِ بالضرب وهو مقتل.
فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ أي زائلٌ ذاهب .
جملة "بَلْ نَقْذِفُ" مستأنفة. وجملة "فَيَدْمَغُهُ" معطوفة على جملة"نَقْذِفُ"، والفاء في "فإذا" عاطفة، و"إذا" فجائية، وجملة "فإذا هو زَاهِقٌ" معطوفة على جملة "يَدْمَغُهُ"، وجملة "وَلَكُمُ الْوَيْلُ"مستأنفة، وقوله "مما" : مؤلف مِن "مِنْ" الجارة، و"مَا" المصدرية، والمصدر مجرور متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر.
وقوله: ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ) أي: نبين الحق فيدحض الباطل؛
ولهذا قال: ( فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) أي: ذاهب مضمحل، ( وَلَكُمُ الْوَيْلُ )أي: أيها القائلون: لله ولد،
( مِمَّا تَصِفُونَ )أي: تقولون وتفترون.
ثم أخبر تعالى عن عبودية الملائكة له، ودأبهم في طاعته ليلا ونهارًا ، فقال:
( وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ )يعني: الملائكة،
( لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ ) أي: لا يستنكفون عنها،
كما قال:
{ لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ
وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا }
[ النساء :172] .