السلام عليكم ورحمة الله ..
أخوتي في الله ...
لست هنا لأناقشكم في أمور السياسة لأنني لا أملك ذلك ولا تعنيني السياسة ودهاليزها في شيء ..
ولكني كعربية وكمسلمة فاضت بي اليوم المشاعر والهموم ..
وكاد القهر يقتلني ..
و آلمتني حالة الذل والهوان والخنوع العربي ... والتي هي من صنيع حكام العرب ...
كلهم بلا استثناء ... سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ...
اليوم و أنا أراقب الأخبار وأرى قوة وعزيمة أبناء العراق وقادتها ... كبريائهم.. وتمسكهم بموقفهم ( العنصر المفقود في قادة العرب ) رغم أنهم يعلمون أنهم يخوضون حربا غير متكافئة ... يعلمون أنهم يواجهون أقوى دولة في العالم و أمل الانتصار عليها معدوم ... حسبنا الله ونعم الوكيل ..
تلك الرجولة.. والصلابة .. والعزيمة التي رأيتها جعلتني اردد في نفسي ...
يا خســـــــــــــارة ...
لو كان صدام قد سخر هذه القوة ..وهذه العزيمة لنصرة الحق ... ولعزة العروبة ...
لو أنه جمع حوله العرب وغدا قائدا لهم ليكونوا يدا واحدة ..ولست أظنهم كانوا سيمانعون ... لو أنهم توسموا فيه الخير ...
لو أنه كوّن معهم قوة واحدة تجمعهم وحدة الدين والعروبة ..
لما كان هذا هو حال العرب ...
ولما كان هذا هو حال العراق ... بلد الأمجاد التاريخية العظيمة ....
وربما استطعنا استرداد القدس ... ودحر أي عدوان ..
لكان لنا قيمة كبشرفي عيون أوغاد الغرب .. وعلى رأسهم بوش الذي طغى وتجبر ..
الذي سحب كل أمريكي من المنطقة ليضربها !!
وكأن من بها ليسوا بشرا ...
ولكن لا لوم عليه.. فنحن فعلا لا نستحق الحياة ...
لأن من هانت عليه نفسه ... فهي على غيره أهون ...
إننا بكل أسف أمة (( كانت)) خير أمة أخرجت للناس ....
(( فأصبحت)) أمة كبيرة العدد.. قليلة الفائدة .. إلا أنها لا تملك سوى الإنكار بالقلب وهو أضعف الإيمان ...
فعلا ..يا خسارة ..
لو أن صدام سخر قوى العراق الهائلة لخدمة العروبة لما كنا في هذا الحال المزري ...
ولأصبح رمزا تاريخيا كصلاح الدين .. ولقـــاد الأمة إلى المعالي ..
إلا أنه اختار لنفسه أن يكون أسطورة للشــــــــــر والطغيان ... ويجعل الأمة تداس تحت الأقدام ....
سبحان الله ...
فبعد أن كانت العروبة عز وأمجاد ...
أصبح العربي يخجل من عروبته .. التي غدت رمزا للشقاق والذل والخنوع ...
ما ذنب الأجيال القادمة حين تقرأ تاريخها الذي المتمثل في واقعنا اليوم ؟؟
نحن اليوم ..لازلنا نتشدق بأمجاد تاريخينا العربي العظيم والحافل بالعزة والكرامة والانتصارات...
أما هم فلن يجدوا سوى سطور الذل والخزي التي شوهت حتى جمال التاريخ العربي القديم .. الذي مزقت أمجاده بيد أبناءه.. فلا حول ولا قوة إلا بالله ..
كلمة أخيرة ...
رغم رفضنا القاطع للنظام العراقي و عدوانه الغادر على أرض الكويت ... ألا أن العراق منا .. والكويت منا ... ولا نرضى لهذه ولا لتلك أي عدوان ...
ولكن.. ومهما كانت الظروف والمسببات ...
يبقى العدوان الأمريكي الحقير على العراق هو جرح في الصميم ينزف داخل كل عربي أصيل .. وكل مسلم غيور ...
إخوتي ..
بما أننا أمة لا تملك إلا الدعاء ..
ولا أمل بنا ولا رجاء لننصر بعضنا ..
فلندع الله أن يرينا في أعداء دينه عجائب قدرته ...
ويجعل في تدبيرهم تدميرهم . . ويرد كيدهم إلى نحورهم ... انه ولي ذلك والقادر عليه ....
امين..منقول
العرض العادي
