العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > همس القوافي
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-2003, 07:07 PM   رقم المشاركة : 1
راماالمطيري
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية راماالمطيري
 





راماالمطيري غير متصل

معاناه اللقطاء....تعبير على السنتهم..(مجله فواصل)

بلا حدود
--------------------------------------------------------------------------------

الواقع يلفظه.. والمجتمع يتبرأ منه
ـ مشاري العبدلي ــ يوسف الكهفي تصوير: هاشم المصري
ديسمبر 21, 2002









عزيزي القارئ.. نحن في فواصل.. لم يكن أمامنا إلا أن نغوص في أعماق هذه القضية.. بغية الوصول لما يفيدنا في فك رموزها.. وتصحيح خطأ لدى العامة لمفهومها.. التقينا أصحاب الآراء النيرة، والعامة من المجتمع.. وأصحاب العلم والعلماء.. طرحنا عليهم القضية لنقف على آرائهم ونظرتهم تجاه هذه الفئة.. كما التقينا عدداً من أصحاب القضية.. وخرجنا بهذه المحصلة..

في البدء يقول عبدالعزيز الريس: عند ذكر كلمة اللقيط ومنذ الوهلة الأولى يتبادر لأذهان الكثيرين منا بأنه ابن الزنا، وأنه لا أهل له أو عشيرة، وهذا خطأ فادح، ومفهوم خاطئ تماماً، فقد يكون ثمرة زواج شرعي غير أنه ألقي به خشية العيلة والفقر، أو فراراً من تهمة بعينها أو نتيجة أسباب أو ظروف قاهرة دفعت الأبوين أو أجبرتهما للتصرف حيال وليدهما بهذه الصورة.. وما أود قوله هو أن اللقيط يُعد يتيماً من الناحية الشرعية والاجتماعية، كما لا يجوز أن نحكم على أي لقيط بأنه ابن غير شرعي.

النكاح الفاسد

ويضيف الأستاذ محمد العبدالوهاب ويقول: اللقيط هو ثمرة زواج عجزت الأم عن إثبات صحته وخشي الطرفان من التهمة لعدم توفر بعض شروط العقد الصحيح، وهو ما يعرف في الفقه الإسلامي بالنكاح الفاسد، وهذا النوع من النكاح يجيء في صورعدة كعدم رضا ولي أمر الفتاة، أو إتمامه دون وجود شاهدين، أو بصورة مخالفة للنظم المعمول بها في المنطقة التي يقيمون بها وبدون مستند يثبت ذلك، أو غيرها من صور العقد أو النكاح الفاسد، ولا شك أن كل تلك الصور ينتج عنها طفل بريء ويكون هو الضحية في ذات الوقت.

على المجتمع تقبل اللقطاء

عواد السهو يدعو المجتمع لأن يكون خير معين للقيط ويقول: لا أحد ينكر أن اللقيط إنسان لم يقم باختيار قدره، بل هي إرادة الله عز وجل التي جعلته مجهول الهوية والنسب، فهو وكأي فرد آخر من أفراد المجتمع له حق العيش بصورة طبيعية، ونحن كمجتمع يجب علينا التعامل معه بهذه الصورة، ولا يحق لنا بأي حال من الأحوال أن ننظر إليه كآفة موجودة بمجتمعنا لأننا ندرك تماماً كيف وبأي صورة أتى إلى الوجود، وليس من واجبنا أيضاً أن نحمله أخطاء غيره، ويجب علينا أن نعي تماماً بأن المذنب الحقيقي والمتسبب في وجود هذا الإنسان المظلوم هارب ولايملك الشجاعة لمواجهة نفسه أو مجتمعه أو تصحيح خطئه، ولكل ذلك يجب على المجتمع أن يتقبل تلك الفئة المغلوبة على أمرها ويكون نعم المعين لها..

ويقول محمد محسن: أحسب أن اللقيط مولود غير شرعي، جاء كثمرة لقاء محرم بين رجل وامرأة، وبعد مجيئه إلى الدنيا غصباً عنهما لا تجد الأم وسيلة للتخلص منه إلا بإلقائه بعيداً عنها، ولأن قلبها الحنون لا يطاوعها على قتله، أو أن يموت وليدها، وتضمن بقاءه على قيد الحياة تؤثر وضعه أمام أحد المساجد لأنها وبهكذا طريقة تتيقن بأنه في أيد أمينة، فسيأخذه أحد المصلين لأحد أقسام الشرطة وتتولى الدولة فيما بعد رعايته.

الأسرة تساهم في الجريمة!!

وتتهم إحدى الفتيات - رفضت ذكر اسمها - ورمزت له بـ (ن.ع) بعض الأسر بالإسهام في بروز مثل هذه الجرائم وتقول: دعني أصارحكم.. قد يشارك الأهل في كثير من الأحايين في حدوث مثل هذه الجرائم، والتسبب في مأساة مولود لا ذنب له فيما يحدث له، فمن المعلوم أن بعض الأسر تجبر الفتاة على الزواج من رجل لا تطيقه لأسباب عدة يجيء في مقدمتها الكسب المادي، أو تزويجها من أحد أفراد العائلة كابن عمها وهذا أمر شائع في مجتمعنا، فعندما تقترن به وهي كارهة له ولا ترغب في الإنجاب سرعان ما تتفاقم المشاكل بينهما، وتفارقه وهو لا يعلم بحملها، فعندما يجيء الطفل لا تتقبله الأم وتكرهه من فرط كرهها لوالده، مما يدفعها للتخلص منه بأية طريقة حتى لا يبقى هناك رابط بينها وبين ذاك الزوج الذي كرهته، ولا شك أن الشيطان يكون مسيطراً عليها، ويجعلها فاقدة للوعي ولا تشعر بأية أحاسيس للأمومة حين تقدم على هكذا فعلة.

شكوك الأب تسهم في تفشي الظاهرة!!

من جهتها ترفض سارة توجيه الاتهام إلى الأم وحدها وتقول بأسى: لماذا يوجه الاتهام للأم وحدها.. أين الأب.. أليس من الممكن أن يكون هو السبب الحقيقي؟! فمن المعلوم أن الأم أياً كانت من المستحيل أن تفرط في وليدها وفلذة كبدها بهذه الصورة أو تعامله بهذه القسوة مهما كانت الظروف، فاتهام الأم أمر مدهش للغاية.. فربما يكون نتاج تصرف زوج مصاب بمرض الشك، أو تراوده الوساوس الشيطانية وتسول له بأن زوجته ذات سلوك مشين، مما يدفعها لاتهامها في وليدهما، بل يرفض أن ينسب إليه زاعماً بأنه ليس ابنه، بل يذهب لأبعد من ذلك ويقوم بالتخلص منه بإلقائه بأحد الأمكنة ومن ثم يدعي وفاته، فيما تكون الزوجة أمام نارين، أما أن تفقد زوجها أو أن تلزم الصمت وتموت كمداً على فراق وليدها، وأىاً كان يظل الابن هو الضحية.

زميلتها مشاعل توافقها الرأي غير أنها تنظر للقضية من زاوية أخرى وتقول: قد يكون اللقيط نتاج زواج شيخ طاعن في السن بفتاة صغيرة، قدر الله لها الإنجاب منه، مما يثير حفيظة أبناء الشيخ خشية أن يقاسمهم مولودها الجديد الميراث، ويضطرهم إلى رمي زوجة أبيهم بتهمة الزنا وأن الطفل ليس لوالدهم المسن الذي لا يمكنه الإنجاب بأي حال من الأحوال في هذه السن، والسعي للتخلص منه بشتى الطرق والقيام بإلقائه بعيداً عنهم!!

ويرى سالم العنزي أن الظروف المادية هي سبب العديد من المشاكل ويقول: اللقيط لا شك ابن شرعي، ولكنه ضحية ظروف مالية أو اجتماعية، فقد تصاب الأم بمرض عضال لا يرجى شفاؤه، ومع عدم وجود العائل وكثرة الأطفال وضيق ذات اليد تضطر إلى تركه بالمستشفى والهروب بعيداً عنه عسى أن تمتد إليه يد رحيمة تتولى أمره، فهناك كما نلحظ، لديه أبواه، غير أن الظروف المادية هي التي فرقت بينهم وجعلته الضحية ووضعته تحت مسمى لقيط!!

المجتمع لا يرحم!!

ويشارك ربيع النتيفي - طالب جامعي، ويقول بصراحة شديدة: أعتقد أن اللقيط نتاج علاقة غير شرعية، وهذا اعتقاد شخصي، والله سبحانه وتعالى وحده العالم بحقيقة أمره، ولا شك أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي في مجملها لبروز مثل هذه القضايا في مقدمته الغزل لأن أوله مكالمة، وثانيه لقاء وآخره مولود ظلم دون أدنى سبب، بجانب الفقر أو المشاكل الاجتماعية.. وأنا من جانبي أعامل اللقيط كأي فرد من أفراد المجتمع دون النظر لأية اعتبارات أخرى، واللقيط دون شك باحترامه لنفسه ووعيه وبشخصيته يجبر الآخرين على احترامه ويجعلهم يفتخرون بصداقته، وهذا الأمر يشمل الفتيات مجهولات الهوية فمتى ما أردن أن يكن فاعلات في المجتمع فعليهن احترام أنفسهن وفرض شخصياتهن.

ويضيف النتيفي: أما عن الاقتران بالفتيات مجهولات النسب فدعنا نكون أكثر واقعية، فمن الممكن القبول بهن كزوجات ولكن: (من يفكني من لسان الناس)، فهذا واقعنا فالمجتمع لا يرحم الشاب أو الفتاة.. فالأمر مخيف جداً، ولكن متى ما تمسكت الفتاة وتوكلت على ربها فحتماً سيكون نعم المعين لها في كل أمورها وكذا الأمر بالنسبة للشباب مجهولي الهوية.. وأنا من جانبي أدعو تلك الفئة إلى عدم التفكير مطلقاً في الانحراف، وأدعوهم للابتعاد عن الخطأ وهم مطالبون بسلك الطريق الحسن، فطريق الانحراف سيء فما بالك إذا انحرفوا وهم مجهولو النسب.. فالأجدر بهم أن يعتصموا بحبل الله، والتمسك بكل ما هو جميل ويقرب إلى الله.

أم خالد.. أصرت على الإدلاء برأيها.. وتطرقت لجانب الفتيات مجهولات الهوية وتقول: الفتاة مجهولة النسب أمرها صعب وعجيب للغاية، فمعاناتها تفوق معاناة الشاب بكثير، فهي في الأصل قليلة الحيلة فما بالك حين تكون في هكذا وضعية، فهناك الكثيرات اللائي يعانين، وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك فتاة نعرفها ونعرف الأسرة التي تبنتها، وهي فتاة مثال للبنت الصالحة، المجتهدة في كل شيء، ولكن عندما أرادوا الزواج منها كانت الطامة وبدأت معاناتها، فحين علموا بحقيقة أمرها، وانها متبناة لدى تلك الأسرة وليست ابنتهم عدلوا عن فكرة الزواج منها، فأصابها اليأس، ولأنها تربت تربية جيدة جعلت الأمر لله عز وجل.. فهو من يرزقها الزوج الصالح الذي سيقوم على رعايتها ويسعى لإسعادها.

ويقول سعد بن سالم: مجهولو النسب في الغالب نتاج علاقة غير شرعية، دفعت الطرفين إلى التخلص منهم، وأحسب أن هذا هو قمة الألم، وأنا من جانبي أنصح كل من تسول له نفسه بالتخلي عن ابنه باتقاء الله وتذكر عذابه.. أما بخصوص الزواج من الفتيات مجهولات النسب فكيف لي أن أقترن بهن وأنا لدي قريبات ينتظرنني؟! حتى وإذا قدر لشخص ما الاقتران بإحداهن فهل سترحمه ألسنة الناس؟! صدقني حديث الناس مؤلم خاصة في هذه النقطة!!

أنا لقيط.. ولكنني محظوظ!!

عزيزي القارئ.. بعد أن وقفنا على مفاهيم بعض أفراد المجتمع.. ونظرتهم لتلك الفئة.. كان لابد لنا أن نقترب من تلك الفئة التي تعاني الأمرين.. وأن نلتقي بعضهم.. كان مشهد اللقاء مؤلماً أكثر مما توقعناه..

- عبدالرحمن.. التقيناه في البدء.. ملامح الأسى بادية على وجهه.. وفي نبرته حزن دفين.. يقول: بكل بساطة اسمي عبدالرحمن.. لم أترعرع في دار رعاية، بل تبنتي امرأة وأنا لم أزل طفلاً رضيعاً.. كانت لي نعم الأم.. والأب.. والراعي.. لا أستطيع مجازاتها أورد جزء من جميلها.. عملت كل ما في وسعها لإسعادي.. ولأنني كنت محظوظاً منذ البدء فحين تبنتني وكانت ابنتها الكبرى حديثة الزواج قد وضعت وليدها الأول.. أقنعت الأم ابنتها بأن ترضعني.. فوافقت، فرضعتها مع وليدها، وأصبحت شرعاً صاحب انتماء حقيقي لهذه الأسرة، ومع هذه الأم التي غدت والدتي بالرضاعة.. وأنا أعتبر هذه نعمة من الله وواجب عليّ شكرها في كل وقت، وذكر فضائله لأنه رزقني هذه الأسرة التي لم تجعلني أشعر في يوم من الأيام بالغربة..

ويضيف عبدالرحمن، عندما أردت الزواج لم تبخل عليّ هذه الأم التي رزقني الله بها بشيء بل حتى في اختيار الفتاة التي تزوجتها، فقد قامت هي بكل شيء، ولا أخفيك فالفتاة التي تزوجتها من أسرة معروفة محافظة، ووالدتي لم تقدمني لهم إلا لعلمها بأنها أحسنت تربيتي وأنني غدوت ابناً باراً وناجحاً في حياتي العملية والعلمية، وأنا وأحمد الله على ذلك حاصل على شهادة البكالوريوس وشرعت الآن في إعداد رسالة الماجستير.. وكل هذا بفضل الله ثم بفضل تربيتها ورعايتها الفاضلة لي، وزوجتي من جانبها لم ترفض ارتباطي بها، وعائلتها تقبلت الأمر بأريحية تامة وأحمد الله على ذلك كثيراً.. وما أود قوله لكل إنسان تسبب في وجود مجهول النسب هو أن يعلم أنه يتجرع ألماً وينزف أوجاعاً، وإذا كان هو من جانبه قد نسيه، فهو لن يقوى على نسيان المرارة ودوامة الآهات.

لا تلمني إن بكيت

(ن.م).. مثال يستحق أن نتوجع ونتألم من أجله.. التقيناه.. ودون أن نطلب منه إجابة انفجر باكياً وهو يقول: أتمنى لو أعرف من نحن ومن نكون!! نعم نحن مسلمون.. ومؤمنون بقضاء الله وقدره.. ولكن هل المجتمع غفر لنا خطيئة لم نرتكبها؟ ببساطة نحن لا نفهم معنى كلمة أم أو أب ولا نستشعرها حتى في الخيال.. نسمع بوجود أخوال، وأعمام ولاندري معنى هذه الكلمة ولحظات حنانها.. نحن لسنا مجهولي النسب والهوية فقط، بل نحن محرومون من أبسط حقوقنا وهي الإحساس بالأم والأب والخال والعم!! وهل بعد هذا الحرمان حرمان آخر.. فالـ «آهـ» هي عائلتنا، و«الدمعة» حسبنا، و«الألم» هو نسبنا.. فلا تلمني إن بكيت لأنني لا أجد حتى في البكاء أبي أو أمي.. فدعني أبكي لكي أشعر بأني إنسان ينفعل.. يأكل ويشرب.. يبكي ويضحك!!

ويختم حديثه ويقول: أنا متشائم بكل تأكيد.. رغم علمي بأن المستقبل واسع أمامي لكي أسعد بعائلة أنا من أكونها.. وهذا ما أريده أيضاً من كل المجهولين في هذه الحياة، بأن يكون المستقبل اهتمامهم.. ولكن لا تلمني وتتهمني بالتشاؤم فأنا لي الحق أن أحزن لأنني مجهول النسب سحب مني الحق حتى في الحزن كبقية البشر.. فما أود تأكيده هو أننا نطلب الحنان والوقفة الصادقة معنا في كل شيء حتى في الكلمة التي تجعلنا نشعر بالارتياح.

هؤلاء هم أصحاب القضية.. والألم والتعب.. حملنا آلامهم.. ومتاعبهم وتوجهنا بهم صوب المختصين لعلنا نجد في أجوبتهم ما يهون علينا وعلى هذه الفئة المظلومة والمقهورة.

المسئولون يؤمنون كافة احتياجاتهم

في البدء يتحدث إلينا الأستاذ صالح بن عبدالله يوسف، مدير العلاقات العامة وتنمية الموارد بجمعية الأيتام الخيرية ويقول: لا يستطيع أحد البتة الجزم بأن اللقيط هو نتاج وثمرة علاقة غير شرعية، ويمكنني تأكيد ذلك من واقع المستندات التي نطلع عليها خلال عملنا اليومي، فالنسبة التي نلحظها قليلة جداً ولا تكاد تذكر، وحتى أولئك الذين تثبت بالفعل وبالمستندات أنهم أبناء غير شرعيين نجد وراءهم أسباباً قاهرة، كأن تكون الأم قد أنجبت وليدها سواء كان ذكراً أم أنثى في السجن وتعترف هي بذلك.. لذلك فنحن من جانبنا ليس في مقدورنا تسمية أي مجهول للهوية أو النسب أنه ابن غير شرعي، فهناك فارق كبير بين اللقيط، ومجهول النسب والابن غير الشرعي، فهو حتماً غير ذلك علماً بأنه يجب إثبات ذلك شرعاً ونظاماً على أنه أتى إلى الوجود بهذه الطريقة..وما أود قوله إن مجتمعنا ومنذ فترة سابقة بدأ يتفهم وضعهم ويتقبلهم ويتعاطف معهم، وغدا يرى فيهم الأشخاص الذين وجدوا في هكذا ظروف دون أدنى ذنب منهم، كما أصبح هناك توجه من قبل المسئولين بالدولة حفظهم الله، الذين لم يضنوا عليهم بشيء، فوفروا لهم العناية والرعاية والاهتمام اللازم، وفتحت لهم الدور الاجتماعية والتربوية والتعليمية، وأمنت لهم كافة ما يخص حياتهم ومستقبلهم، فهم يتلقون تعليمهم مع باقي أفراد المجتمع وفي المدارس الحكومية كغيرهم من أبناء الوطن.

لا ننصح بإخطار اللقيط بحقيقته!!

ويضيف الدكتور عبدالله الحريري، استشاري الأمراض النفسية ويقول: لا شك أن مثل هؤلاء يشعرون بالدونية وأنهم مرفوضون من قبل المجتمع، وقد يشعرون بالعار.. ولا شك أن شعوراً كهذا مؤلم يؤدي في الغالب إلى نمطين من ردود الأفعال أولهما تزايد الشعور بالدونية والشعور بالرفض من قبل المجتمع مما يؤدي للإصابة بالاكتئاب والخوف ومزيد من الانسحاب والعزلة الاجتماعية وغياب الاهتمام بالأنشطة الحياتية خاصة ذات العلاقة بالمستقبل كالدراسة والعمل، وثانيهما هوتزايد الشعور بالدونية ورفض المجتمع وقيمه الأخلاقية مما يؤدي إلى ظهور بوادر التمرد والعصيان واضطراب الخلق، رفض الانصياع للأوامر، السرقة، الاعتداء بالقول والفعل، والاعتداء الجنسي!!

ويستكمل الحريري حديثه ويقول: على الأم الحاضنة أن تخطره بحقيقة الأمر بصورة تساعده على بناء الثقة والاطمئنان اللذين يحتاجهما.. وبالرغم من المتاعب التي تواجهه حين تخطره بالحقيقة إلا أن نسبة لا بأس بها لا تعاني من مشكلات نفسية جراء ذلك فيما يعاني البعض من ردود فعل اكتئابية ومخاوف وميلاً للعزلة ورفضاً للأم البديلة، وقد يعاني البعض من الغضب والسلوك العدواني، ولكن من الممكن علاج ذلك بمساندة الطفل معنوياً وقضاء وقت منتظم معه ومساعدته على التعبير عما يشغله وما يشعر به من انفعالات، والاستعانة ببرامج علمية نفسية علاجية يتم تنفيذها على أيدي اختصاصيين إكلينيكيين عندما تتفاقم ردود الفعل إلى درجة مرضية واضحة.

ولا شك أن إخطاره بحقيقة وضعه أمر قاس ومدمر.. وأنا لا أحبذ ذلك، وقد نضطر لإخفاء هذه المعلومة عنه حتى ينضج نفسياً وأخلاقياً ودينياً.. إلا إذا بادر هو بالسؤال.. فحينئذ علينا معارضته.

اللقيط بريء من الذنب

ويقول الشيخ ماجد السلطان: إن مما اتفقت عليه الشرائع السماوية هو المحافظة على الضرورات الخمس، ومن الضرورات الخمس «النسل».. فقد جاءت الشريعة بوجوب حفظه، فشرعت النكاح ودعت إليه وحرمت الزنا وحذرت منه، بل حرمت كل السبل الموصلة إليه..

واللقيط هو ناتج عن الإخلال بهذه الضرورة (النسل)، وعدم حفظها، فهو ناجم عن ذنب وجريمة في الغالب، لكنه بريء من الذنب والجريمة، إذ لايدله في كسبها ولا استطاعة له في دفعها.. فلا يحمل وزر غيره، ولا يؤاخذ بجريمة سواه، لأن من قواعد الشريعة الإسلامية أن لا يؤاخذ المرء إلا بكسبه هو، وفي ذلك يقول المولى عز وجل: «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، ويقول تعالى: «وان ليس للإنسان إلا ما سعى». وقد أوجب الشرع العناية باللقيط وتربيته، وتعليمه، وتسميته، والعناية به حتى يصبح عضواً نافعاً، ومؤثراً في المجتمع المسلم، وحرم التعرض له بالأذى والسب والشتم، أو اللمز أو تعييره بأصله، إذ يقول تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.

ولقد قامت الدولة مشكورة بالعناية بهذه الفئة من المجتمع، فأقامت لهم دور الرعاية ويسرت لهم سبل التعليم في جميع المراحل.. ويبقى دور المجتمع في التعامل مع هذه الفئة وفق الضوابط الشرعية المذكورة سابقاً..







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 13-04-2003, 10:08 PM   رقم المشاركة : 2
عيون الشوق
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية عيون الشوق
 






عيون الشوق غير متصل

تسلم اخوى المحترم


موضوع جميل ومميز

تحياتى لك


اخوك

عيون الشوووووووووووق







قديم 15-04-2003, 03:35 PM   رقم المشاركة : 3
محـــــروم
( وِد لامِـــع )
 
الصورة الرمزية محـــــروم
 






محـــــروم غير متصل

تسلم اخوي على موضوعك


تحياتي لك/


أخوك

عـــ$$$ـــذاب







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية