الفـــــــــــــراق
في كل يوم يمر علينا نفقد شخص أو أشخاص غالين علينا ولكن يختلف اثر الفراق من شخص إلى آخر وذلك يعود لنوع العواطف التي تربطنا بذلك الشخص .
ربما يكون أصعب اثر هو إذا فقدنا الحبيب وهناك أربع مراحل نفسيه تمر على الشخص المحب إذا فارق من يحب (أبعدها الله عنا وعنكم )
المرحلة الأولى : الصدمة
عندما يأتي خبر فراق الحبيب بأي طريقه سواء كان بمسج أو أميل أو حتى عن طريق وسيط فان المحب يبقى في حالة ذهول مؤقت وصراع بين تصديق هذا الخبر أو تكذيبه تستمر هذه الحالة فترة تطول وتقصر حسب درجة الحب التي تربطه بمن فقده.
المرحلة الثانية : البحث
إذا خرج المحب من مرحلة الصدمة ووصل إلى استيعاب حجم الخبر وتوقع أثره فانه يقوم بالبحث والبحث هنا في اتجاهين متوازيين:
الاتجاه الأول: يبحث المحب عن موقع ذلك الشخص في داخله وعن كمية العواطف الموجهة نحو ذلك الشخص ويبدأ بالتفكير في موقع ذلك الشخص وذلك الحيز الذي كان يشغله في حياته
الاتجاه الثاني: يبحث المحب عن نفسه في زحمة تلك المشاعر المترابطة والمتشابكة وأين هو منها ويكون البحث نتيجة الإعتمادية النفسية والجسمية التي كان يشغلها الحبيب في حياة المحب والإعتمادية النفسية تكون بوجود مشاعر دافئة لشخص لا يستحقها غيره وإحساس الشخص أن له قلب ينبض في جسم إنسان آخر والاعتماد النفسي يكون بإشباع الحواس هو وجود الحبيب المفقود مثل نظرات عينية لمسة يديه والصوت . وهنا يفكر المحب بوجود ألاف المشاكل لدية وتداخلها وهو في واقع الأمر لدية مشكلة واحدة وهي فقد محبوبه.
المرحلة الثالثة: الإكتئاب
(وهي من الحزن الشديد) يصاب المحب بحالة من الحزن والإحباط الشديدين نتيجة فقد محبوبه يصاحبها الكثير من التغيرات الفسيلوجية حيث تنتابه حالة من البكاء وخمول وكسل عام وقد يعيش لبضعة أيام دون طعام أو بتناول كميات قليلة جدا من الطعام وأصعب ما في الأمر إذا تطورت حالة الإكتئاب إلى حالة من اليأس أو حتى مجرد مرور فكرة الموت عليه لان الحياة في نظرة لم يعد لها أي قيمة وليس هناك سبب للحياة وطبعا في مثل هذا الموقف هناك نوعين من الناس هناك أشخاص متزينين قد يعيشوا فترة الحزن وذلك من خلال خطين متوازيين الخط الأول مع الناس بان يترك حياته وعمله أو دراسته تبقى في مسارها بدون أن يلحظ عليه احد أي تغير والمسار الأخر داخل نفسه بحيث يعيش حالة الحزن وأنا أقول هنا أن الحزن هو ملك لأي شخص يعبر بها عن حالة أو موقف يمر به ومن الخطأ أن نقول لشخص لا تحزن لأنه ملكية خاصة ووقتيه لا يجب أن نتدخل بها والنوع الأخر من الناس يبلغ به اليأس والاعتماد النفسي على محبوبه لشغل مكان محبوبه بأي شخص وذلك لمجرد الخروج من الحزن والتعويض عن ذلك المكان الذي أصبح فارغا ( وهنا تجدر الإشارة إلى انه من الخطأ اتخاذ أي قرارات ترتبط بأشخاص آخرين في مثل هذه الحالة لان الارتباط بأي شخص إنما هو فكرة لامتداد الشخص الذي فقدناه ).
المرحلة الرابعة : الانفراج
وهي حالة متأخرة تأتي حتى لو تأخر بان يرضى المحب بما حدث ويبدأ في التفكير في حياته ويعود إلى الخط الذي كانت تسير فيه حياته وهنا اذكر حالة سميتها (ألم الذكرى ) بان يتذكر الشخص أو حتى تمر عليه لحظه يذكر حبيبه بها فيحس بألم بداخله يذهب الألم بمجرد ذهاب الفكرة أو الذكرى وهنا أحب أن أشير إلى الارتباطات الشرطية التي تحدث هناك ارتباطات مكانية وزمانية بالمحب بحيث نذكر من أحببناه بمجرد المرور بمكان كنا نقابله أو نحدثه فيه أو بوقت من السنة مرتبطة بتاريخ ميلاد أو موعد لقاء وهناك ارتباطات بروائح العطور أو ألوان معينه وهي غالبا ما تكون لاشعوريه بحيث يجتر الشئ الفيزيقي عديم القيمة ذكرى شخص يرتبط به فيكون قيمه نفسيه وعاطفية كبيرة.
. في الختام أتمنى أن لا يمر أي منا بهذا الألم. وان لا يفارق اي حبيب محبوبه
تجياتي لكم: الشوق
العرض العادي
