هي بنت ابي بكر الصديق بنت احب خلق الله الى رسول الله واحدى زوجات النبي المحظوظات.
حبيبة سيد البشر المرجع الاول في الحديث والسنة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام والفقيه الاول في الاسلام.
امها أم رومان لقبها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم الخير .
عاشت في كنف الاسلام واخذت عن الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من التعاليم وروت عنه الاحاديث الكثيرة في شتى المجالات.
كانت الى جانب حفظها للاحاديث الشريفة عالمة بالطب والفلك وكانت ذات نفوذ قوى تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سودة بنت زمعة وهي بنت ست سنين ودخل بها في المدينة وهي بنت تسع سنين ولا تذكر لنا كتب التواريخ خلاف ذلك.
وقد ذكر ذلك الطبري في تاريخ كما جاء ايضا في الطبقات لابن سعد والسيرة الهشامية وعيون الاثر والاصابة وشذرات الذهب.
ان خولة بنت حكيم السليمة رضى الله عنها اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ما فقالت له : يا رسول الله كأنك قد دخلتك خلة لفقد خديجة ؟
فقال : بلى كانت أم العيال وربة البيت .
فقالت : افلا اخطب لك ؟
قال : ان شئت فانكن معاشر النساء أولى بذلك .
قالت : فخطبت له سودة بنت زمعة وعائشة بنت ابي بكر .
فدخل بسودة بنت زمعة في مكة ودخل بعائشة في المدينة وهي يومئذ بنت تسع سنين.
وتصف لنا عائشة يوم عرسها ودخول النبي بها فتقول : والحديث في السمط الثمين والمحبر للطبري والطبقات وغيرها من كتب التاريخ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتنا فاجتمع اليه رجال من الانصار ونساء فجاءتني امي وانا في ارجوحة مع صواحبي فانزلتني وسرت شعري ومسحت وجهي بشيء من ماء ثم اقبلت تقودني حتى اذا كنت عند الباب وقفت بي حتى ذهب بعض نفسي ثم ادخلتني ورسول الله جالس على سرير في بيتنا فاجلستني في حجره وقالت : هؤلاء اهلك فبارك الله لك فيهن وبارك لهن فيهم .
وجاء في كتاب وفاء الوفاء للسمهودى : وكانت عائشة عروسا حلوة خفيفة الجسم ذات عينين واسعتين وشعر جهد ووجه مشرق مشرب بحمرة وقد انتقلت الى بيتها الجديد وما كان هذا البيت سوى حجرة من الحجرات التي شيدت حول المسجد من اللبن وسعف النخيل وضع فيه فراش من ادم حشوه ليف ليس بينه وبين الارض الى الحصير وعلى فتحة الباب اسدل ستار من شعر .
قلت : (انظر عزيزي القارئ الى أثاث بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم) وفي هذا البيت البسيط المتواضع بدأت عائشة حياة زوجية ستظل حديث التاريخ كما بدأت تأخذ مكانها المرموق في حياة الرسول والاسلام .
شهدت عائشة وشهدت زوجات الرسول معها الكثير من مواقفه القوية الحازمة العادلة الحكيمة التي عود المسلمين ان يشرف بها على امورهم ويرعى بها شؤونهم .
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء يعني عائشة رضى اله عنها، كانت عائشة رضى الله عنها في آخر عهد النبي شابة لا تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها ولكنها تلم الماما كافيا بكل ما يتعلق برسالة الرسول .
وكانت تتمتع عائشة رضى الله عنها بذكاء وفطنة وقوة ذاكرة يجعل النبي يطمئن على الكثير مما سيتركه لديها من تراث عظيم .
وكان في نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت عائشة رضى الله عنها دون غيرها من نسائه ما يدفع بعائشة بكل كيانها الى تفهم كنه رسالة زوجها العظيمة .
وقد تعرضت السيدة عائشة رضى الله عنها لمحنة الافك وذلك في نحو السنة السادسة للهجرة بعد ان تزوج صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وقد روى في الصحيحين وكتب السنن وفي طبقات ابن سعد والسيرة الهشامية وغيرها.
وتحدث المنافقون واليهود في المدينة بحديث الافك ولكن برأها الله بقرآن يتلى على مر العصور والدهور .
كانت رضى الله عنها الزوجة المدللة للرسول صلى الله عليه وسلم كما كانت رضى الله عنها اشد غيرة عليه من بين نسائه .
وعندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى كانت رضى الله عنها مرجع الامة الاسلامية في جميع امور دينهم ودنياهم .
قال الامام الزهري : لو جمع علم عائشة الى علم جميع ازواج النبي صلى الله عليه وسلم لكان علم عائشة افضل .
وقال هشام بن عروة عن ابيه : ما رأيت احدا اعلم بفقه ولا طب ولا بشعر من عائشة .
وفي السنة السادسة والستين وبعد ان تركت اعمق الاثار العلمية في الحياة الفقهية والمسلمين وحفظت لهم بضعة الاف من صحيح الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم منها الفان ومائة وعشرة احاديث في الكتب الستة .
وكانت وفاتها على الارجح حسبما جاء في كتب التاريخ وفي كتاب وفيات الاعيان ليلة الثلاثاء لسبعة عشر من رمضان سنة سبع وخمسين للهجرة وصلى عليها ابو هريرة ثم شيعت جنازتها في غسق الليل الى البقيع كما اوصت على اضواء مشاعل من جريد مغموس في الزيت .
وسارت الجموع من ورائها باكية معولة فلم تر ليلة اكثر ناسا منها .
رضى الله عن أم المؤمنين العالمة الفقيهة ـ حبيبة سيد البشر ـ وأرضاها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
( ملاحظه )
هذا المقال للكاتب " أنور الجهضمي " فيه شيء من التصرف الذي لايخل بالمعنى
العرض العادي
