السَّلام عليكم ................... من إنتـَـر
ومسَاء الخَير أختنا الكبيرة ( فَوق الغيُوم ) ورمضَان مبَارَك بأذن الله
تحدثنا فيمامضَى عن ( الدَّلال ) وسَوف نتحدَّث الآن عمَّا جَاء ..
فِي عنوَان موضوعكِ .. ( فِي بَيت زوجهَأ تِتعَلَّم )؟!
الحياة يا أستَاذَه لم تعُد كالسَّابِق بالنسبة للفتَاة..فسابقاً كانت شبه فاضِيَة
بإستثناء بعض الأمور المنزلية ..
كالتَّكنِيس .. وغَسل الملابس والأواَنِي والطَّهِي .. وسُقيَا البهائِم كالمَاعِز
والدوَاجِن التِي تجُب ساحَة الحَوش في ذلك المنزِل التُّرَابِي !!
يعني كلّهَا أمُور سَلِسَة وبَسِيطَة وسهلَة .. أمَّا اليوم يختلفُ عن سَابقَه ..
فالفَتَاة لاتكُون على إستِعدَاد تام لتعلُّم ( الطَّهِي ) .. وإدَارَة شؤن المنزل ..
لأنها مشغولة بمُذَاكَرتهَا ..
تُرِيد أن تحقق أكبر مجمُوع من الدرجَات كَي تُتَاحُ لها الفُرصَة ..
لدخُول الجَامِعَة والحصُول على وَظِيفَة .. تُساعدهَا على مَصَارِيف الحياة
والتي تزدادُ يوماً بعد آخَر ..
تُرِيد أن تتابع الموضه وتلحَق بركبهَا أوَّل بأوَّل .. بخلاف فتاة الأمس ..
والتِي تكتفِي بـ ( درَّاعَة ) وشَيء رائِع إن لم تكن ( مَشقُوقَة ) من الجَانِب
تُرِيد أن تتصَفَّح ( النِّت ) ..
تُرِيد أن تتبادل القَفشَات وأحدَث النكَات الفكاهِيَّة الظَّريفة وأن تتواصل ..
مع هذه الصَّدِيقَة وتلك القَرِيبَة وتبعَثُ رسائِل جوَّاليَّة .. كل تِلك الأمُور ..
مجتمِعَة لامُفتًَرِقَة .. تجعلها مشغولة عن دورهَا الرَّئِيسِي في هذهِ الحَيَاة ..
من ناحية تعلُّم شؤن المنزِل وإدَارته؟!
فلابأس من أن تتعلَّم فِي ( بيت زوجهَا ) حيث تكون قد إنهَت تحصِيلُهَا..
العلمِي وودَّعَت مقَاعِد الدراسَة إلى غير رجعَة ..
الشَّيء الآخَر .. ممكن وهذا على سبيل المثَال .. قد تتعلَّم أن تُطهِي ..
طَبَق فاخِر من السَّمَك .. وتُبرِعُ فِيهَ .. فما الفائِدَة إن كان زوجهَا لايحُب
طَبَق السَّمَك اليسَ ذلك مُتعِباً عليها من حَيثُ الوَقت الطوِيل الذِي إنقَضَى
وهيَ تتعلَّم إعداد طَبَق السَّمك؟!
قد يكون زوجها يُحِب السَّمَك عليه بالعَافيَة ولكن ماذا لو كَانت تعلَّمت ..
إعداد طبق مقلِي بينما هُوَ يحِبّهُ ( مَشوِي ) أوفِي قَاع القِدر ( كَبسَة )!
أليس من باب أولى أن تُؤجِّل تعلُّم الطَّخ وفنونه ( فِي بَيت زوجهَا ) ..
كي تعرف مايُحِب ومالايُحِب؟!
وما المانع .. أذهَبِي وإن شِئتِي إلى المكتبَات سوف تجدِي أرفُفهَا تغصُّ
من الكتَيُّبَات الخاصَّة لتعلِيم فنون الطَّبخ .. سواء الشَّرقِي منها أو الغَربِي
الصِّينِي أو الإيرانِي .. الهِندِي أو الشَّامِي .. ويكفِي الشِّيف ( رَمزِي )
والذِي بفضلٍ منه بعد الله ..
أضحَت الفتَاة الخلِيجِيَّة من أمهَر الفتَيَات على وَجه الأرض مِمَن تُجِيد صُنع
الأطبَأق الرئِيسيَّة والحلَوِيَّات ألاتوافقِينِي؟!
حتى أنا أيضاً لا أخفِيكِ سِرَّاً..سبَق وإن تعلَّمت من الشِّيف ( رَمزِي ) صُنع
طَبق الخُضَار باللحمَة .. ولكن ربكِ سَتَر نَسَيت الطَّبخَة على الناَر ..
وبقيت أحرِق البيت بكُل مافِيهِ من أحياء وأكتفِي بهذا القدَر وشكراً جَزِيلاً؟!
/
/
إنتـَــر
الأستاذه ( فَوق الغيُوم ) ..
حتى الطعام ..
مهما كان شكله ..
مهما كان نوعه ..
لا أتذوقه ..
لا أشعر بطعمه ..
الاّ حينما يكون معكِ ..
حينما يكون من يديكِ ..
حينما يكون فيه نَفَسُكِ ..
/
/
نعم ..
انها اجواؤكِ أنتِ ..
من تُضفي ..
على الأكل مذاقاً!!
من تُعطي ..
للمكان دفئاً؟!
من تجعل ..
للحياةُ معنى؟!
من تجعلني ..
أشعر انني أسعد الناس ..
فهلاّ شاركتيني أياها؟!
هلاّ أحسستيني بها؟!
.