زارني الليل حزينا,يبكي أمطارا على نافذة العلية.
لم يحمل لي قمرا ولم يرني نجما وبدا مهموما خلف الغيوم الكثيفة.
سألته :ياليل مابك,أأرهقك الخريف, أم جو الشمال؟ أمللت نظرتي إليك أم أنك بي لا تبالي؟
مابك ياليل؟ هل هي علة في جوفك تختبئ كالدر في أحشاء الصدف ؟
ولم يرد بل اختارالصمت المصحوب بإيقاع سمفونية المطر.
ناجيته متعبة ,مستسلمة,معترفة بأنني تمنيت لو أنه كان أكثر إضاءة و أقل وحشة.لأن برودته تزيد جرعة الوحدة مرارة و مطره يضيف إلى سيل الكآبة أخاديد جديدة.
أظهرالليل لامبالاة غريبة ,اندست داخل عتمته لترقص مع أغصان الأشجار البعيدة.
لكنني رأيتها ولم أطق صبرا و قلت ياليل مهلا ,أقسم أنني لن أكترث لحالك,كن ممطرا أو مزمجرا دون نجم هارب أو بدر كامل!,لا لن أعيرك اهتماما! سأرسم لنفسي ليلا في قصيدة شعر أكون أنا أميرتها وطيرالنورس فارسها.
وسأمحو نافذة العلية لأضع برج منارة تطل على مرفإ متوسطي يغني فيه البحارة:'هيلا هيلا, ما أحلاها الليلة".
فابكي ياليل بغزارة لأنني بدأت أبصر غمزات المنارة