في بيتنا زوار
كانوا كثر ودخلوا البيت خجلين متأسفين أناس غرباء
لو رأيت ووجوههم بالشارع قبلا لما عرفتهم
عرفتهم من صفاء سرائرهم نقاء قلوبهم وسمو غاياتهم
أول ما طالعني وجه أمي وهي تحدق بي مندهشة
كأنها تجيب على سؤالي إن البيت لا يسعهم
تعالت أصوات الترحيب والتهليل والتسهيل والتحية والسلام
وتناثرت أنواع وفنون الفوضة واعتلى الصخب
هناك المزيد من الحقائب احتلت مساحات واسعة من البيت وعند الباب رتل من الأحذية
اقتحموا مملكتي و هزوا عرشي زعزعوا صولجاني دخلوا غرفتي احتلوا سريري ناموا على وسادتي
اختلسوا أحلامي
رسمت وجوهكم على مرآتي خصلات شعرهم اختلطت بمشطي
أزالوا الستائر فتحوا النوافذ فاقترب القمر الخجول وقد احمرت وجنتاه آآآآآآهـ وأخيرا رأيتكم مسائكم فل وعنبر
وهللت خيوط الفجر للصباح
وقبل الوجوه نسيم الصبا وصدح ذاك الكناري وعبق أريج الجلنارة والياسمينة
وشدت البلابل معلنة الانتصار فهنالك من يصغي اليهااا
ورسم جديل الشمس لوحاته على الجدران
وطردت الظلمة وسحب الديجور أشلاء ه فارا ومنهزما أمام إصرار النهار
وولج النور واحتل الزوايا المظلمة وهكذااا
والفت أصواتهم الفت ضحكاتهم حركاتهم همساته موسيقاهم من تلك الغرفة ترنيمات ومن هاتك كلاسيك
ومن هناك سيذار وفي الصالون ناي ووتر قيثارة
تعالت أصواتهم وتعالى الصخب هذا يوضح وذاك يشرح وذاك يترجم
أكلنا معا شربنا معا هزنا الحزن وشدنا الفرح تقاسمنا الضحكة واعتلت على وجوهنا البسمة
كسروا روتين الأيام وشتتوا سيرها البطيء كسروا الصمت واغتاالوا برد الشتاء القارس
خلخلوا الموازين غيروا المعايير عدلوا الدساتير
معهم افتقدت الغربة افتقدت الوحدة افتقدت الحزن وصيحات الألم وتلك الغيوم لم تعد سوداء تجسو على الصدور وتخنق الاروااح بل أضحت مطرا يسقي ويغسل النفوس ويذيل ترسبات الزمان
وتسألنا مسرورين أ عدى قطار الزمان ونسانا ؟
آآآآآآآآآآآآآآهـ من الزمان ليته يقف ليته لا يعرف المسير ليت الساعة لم تخلق ليت العداد ليعد
آآآآآآآآهـ من الزمان أصر وألح ألا يرحل إلا ويسطحبنا
بات الساعة تعد الدقائق والساعات والأيام تعد الثواني وتنذرنا بموعد الرحيل وتذكرنا بموعد الوداع
حاولنا تجاهلها حاولنا نسيانها وهيهات هيهات إن تنسى هيهات إن تصمت هيهات إن تتوقف
[IMG
صرت الحقائب وتبادلت الهدايا اغرورقت العيون بالدموع تسابقت تروي الخدود والحزن ابتسم راسما لوحاته على الوجوه
وصمت الجميع وتكلم الوداع وأعلت الساعة انتهاء كل شيء
لا لابد من الوداع لابد من الرحيل لابد من النهاية
ودارت عجلات الراحلة تعلن آآآآآآآخر لوحة رسمت من خلال الزجاج
الأيادي تلوح وتلوح وتلوح
والغصة سكنت الحلق وبكت القلوب والعيون جف نبعها ومآقيها والأصوات لم تعد تسمع
ومع دوران تلك العجلة
دار في خلدي لحظة البداية
وعاد وصوت أمي إن البيت قد وسعهم وهي تربت على كتفي
ادعي لهم واطلبي من العلي القدير الذي جمعنا بهم هذا العالم إن يجمعنا بهم
كل عام[/COLOR]
العرض العادي
