الفتاه "..
.. أنت أيتها المضغة العجيبة لا يتجاوز حجمك قبضة اليد
ولكنك غريب ليتني أفهمك أو أعرف سرك .
القلب "..
.. أي سر أيتها الفتاة ..
أي سرٍ هذا الذي تتحدثين عنه
فما أنا بصاحب أسرار .
.. أيها القلب أو لست سبب صلاح المرء وفساده
أو لست سبب سعادته وشقائه ومع ذلك
تقول لي لست صاحب أسرار . ..
.. نعم , قد أكون سبب شقائك وسعادتك وصلاحك وفسادك
بعد إرادة الله عز وجل ولكن أعلمي يقيناً أنني لست الملوم الوحيد
في ذلك فأنت لك اليد الأولى في ذلك . ..
.. كفاك مراء وهراء يا قلبي
إنك بلا شك قلب فاسد جداً . لا أقول حجراً فربما كان الحجر ألين منك
وأرق ! أما تخاف الله عز وجل !؟ أما تخشاه ؟.. إيه فقد اشقيتني وأقلقتني . ..
.. اسمعي !! .. أنتِ أراك قد أكثرتِ عليّ اللوم وبدأت تنهرين ..
رويدك فقد أكون قاسياً فعلاً ولكن . ..
.. دعك أيها القلب من هذه فأنت قاسً بلا شك ! !
وأشكو قسوتك إلى الله هو يفصل بيننا . ..
.. عجباً لك إنك أنانية تحاولين دائماً تبرئة نفسك
وتلقين اللوم والذنب على غيرك ,وكأنك لم تعملي شيئاً .
لذلك فأنت تقاطعيني في الكلامي . ..
.. أقاطعك !!!؟..
وهل لديك كلام حتى أقاطعك فيه ؟
.. يا سبحان الله . عجيب إنك تثرثرين بسرعة
وقد برأت نفسك وجعلتيني المتهم الأول والأخير
إنك تحاولين مخادعة نفسك . ..
.. أيها القلب .
كفاك تزيين الكلام وتحسين البيان
فأنا أفهمك . ..
.. الاثنان :: .. أنت تفهمين ؟ ! أو مثلك يفهم ؟! . ..
.. أعلم أنك تحاول إثارة أعصابي ببرودك هذا . ..
.. معاكي لا أكون بارداً وأنا متأكد مما أقول . ..
.. عجباً من شدة أفكارك !! فكل كلمة من كلماتك
تزيدك قسوة وغفلة وإعراضاً . ..
.. والله ما زاد قلبي قسوة إلا من جراء أفعالك . ..
.. هراء .. ؟؟ أنا أجبرتك لتكون قاسياً . ..
... أجل أنت السبب في قسوتي فما أنا إلا جزء في هذا الجسد,
الذي ينغمس في أنعمُ الله وما شكرته على ذلك طرفة عين .
أنتِ التي تسيرين بي إلى ما حرم الله .
إن سرتِ سرت معك .... لا أذهب وحدي أبداً أليس هذا صحيح . ..
.. يهتز صوتها . نعم ..آ .. آ.. ولكن .. ,.. ولكن ماذا .. أ لديك ما تقولين ؟!
مثلك يجب أن يطأطئ رأسه .. ما أجرأك على حدود الله إني أشكوك إليه تعالى .
.. تمهل أيها القلب !!
.. أو مثلك يستحق التمهل .. وإن تمهلت فإلى متى ؟! لقد سئمت .. لقد مللت ..
أجل سئمت الذنوب تحرقني .. سئمت المعاصي توجعني .
أخبريني هل بحثت عني يوماً وأنت إلى الصلاة ذاهبة هل حاولت استحضاري معك ؟!
أم أنك أهملتني وركلتيني بكلتي قدميك ..
تقرأين القرآن ولستُ معك .. ما أتعبت نفسك في البحث عني ..
وحتماً ستجدينني وقريب منك جداً ولكنك !! قد غفلت وأهملت أليس" هذا هو الحق ؟ الذي تتعامين عنه ؟!!
.. أجل .. آ.. آ ولكنك .
".. ولكنني ماذا ، ألا يزال لديك ما تقولينه .. قولي لي : هل سجدت ودعوت لي بالرقة والصلاح ؟ هل ألححت يوماً على الله في السؤال لي بالخشوع والخضوع ؟ هل بكيت يوماً حرقة على هذا الوضع الذي أنا فيه ، أم أنك كالبهيمة ترعى في هذه الأرض لا هم لك إلا مطعمك ومشربك بهيمة في مسلاخ بشر . ناسيه أو متناسيه أن وراءك جنة ونار وحساب وعقاب .
".. رويدك أيها القلب . ..
".. ولماذا لم تتمهلي أنت قليلاً في البداية .. نزلت علي ّ
كالسيل الجارف أو البرق الخاطف ..
ولم تنتظري مني الرد أو تسمعي مني إجابة
إنك حقاً متعجرفة عجولة تفكرين في نفسك دائماً . ..
.... ثم اعلمي أنك لم تحاولي أن تعلقينني بربي عز وجل .. بل
تعلقينني دائماً بغير ربي فيزيد قلبي قسوة وتغلظ على الغشاوة ،
ركضت وراء الدنيا متجاهلة صراخي وآهاتي وأنيني
غفلتِ عن ذكر الله عز وجل فعشت في وحشة وغربة .
وبعد كل ذلك تقولين رويدك !! . ..
... طأطأت رأسها إلى الأرض خجلاً وندماً . .. !!! .. .قلبي الحبيب !!
.. إني مخطئة .. أرجوك سامحني .. وأعدك ألا أعود لمثل هذا مرة أخرى ..
وسأبدأ صفحة جديدة من حياتي .. لقد علمت جهلي وإعراضي ..
سامحني ... سامحني ..
ثم تلت قوله نعالى .. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
.. اللهم ".. يامقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك . ..
منسوخ
العرض العادي
