قبل ان ينفذ الرصيد
فوجى سامر حين كشف على حسابه في المصرف الذي يتعامل معه ، أن هناك خمسين دينارا خصمت عليه دون ان يذكر عنها شي.
صار يسأل نفسه : أتراه خطأ من المصرف ؟ أم انني سحبت المبلغ ونسيت؟ أم ان احدااستخدم بطاقتي الا ليه بعد أن كشف رقمها السري ؟ ولكن هل يكتفي بخمسين دينارا من يظفر ببطاقتي ورقمها السري؟
لم يجد سامر إجابه شافيه ، ولم ير إلا التوجه إلى موظف الحسابات المسؤول ، وينقل إليه شكواه من خصم الخمسين دينارا التي لم يسحبها من حسابه .
ضرب الموظف المسؤول على جهاز الكمبيوتر رقم حساب سامر ، وظهرت على الشاشه جميع العمليات التي تمت على حسابه خلال الشهر الأخير، وبعد تأمل قصير التفت إلى سامر وقال له :
لقد خصمت الخمسون دينارا من حسابك في التاسع من الشهر الحالي وحولت إلى حساب يعود لشخص يدعى عبدالرحمــــــــن .
بدت أمارات الدهشه واضحه على وجه سامر وهو يقول :أعرف عبدالرحمن ...لكني لم أحول إلى حسابه شيئا
رد الموظف المسؤول :لعلك حررت له شيكا بالمبلغ؟؟؟
نفى سامر هذا تماما وقال:لا لا لم احرر له أي شيك.
قال الموظف : تفضل بمراجعة مدير القاعه المصرفيه وسيساعدك في كشف سبب هذا التحويل من حسابك إلى حساب عبدالرحمن
استقبل مدير القاعه المصرفيه سامرا بحفاوه ودعاه إلى الجلوس ....وبادر سامر يشرح له اكتشافه خصم خمسين دينارا من حسابه ، وكيف أن الموظف المسؤول أوضح له أن هذا المبلغ حول من حسابه إلى حساب شخص يدعى عبدالرحمن على الرغم من انه لم يقم بهذا التحويل ولا علم له به .
هون مدير القاعه على سامر وقال له: لا تقللق....ساعرف لك سر هذا التحويل في الحال.
املى سامر رقم حسابه على المدير الذي قام بضربه على جهاز كمبيوتر خاص عنده.....ثم التفت مبتسما إلى سامر وهو يقول له: أتعرف عبدالرحمن؟؟؟
رد سامر:اعرفه....لكني لم إحول إليه شي.
قال المدير: أنت لم تحول إليه....لكننا نحن حولنا اليه خمسين دينارا من حسابك.
قال سامر معترض: بأي حق؟؟
اجاب المدير:لطفا....هل تذكر يوم الخميس الثامن من الشهر الحالي؟؟لقد كنت في ديوانيه مع بعض صحبك، وورد خلال احاديثكم ذكر عبدالرحمن، فعرضت به وانتقصت منه، واغتبته بخمس كلمات فخصمنا من حسابك عشرة دنانير على كل كلمه، وأودعناها في حساب عيدالرحمن.
احمر وجه سامر خجلا واضطرب في جلسته.
واصل المدير حديثه فقال:إنه نظام جديد امرت به الحكومه، وبدانا تنفيذه من بداية الشهر الحالي.
في اليوم نفسه وفي الديوانيه نفسها كان سامر يلوذ بالصمت، يقكر في كل كلمه قبل ان ينطق بها وحين كان الجالسون يذكرون أحدا بسوء كان سامر يحاول تغيير مجرى الحديث ليخوضوا في حديث غيره
اصر عليه احدهم بان يحدثهم عن ((فلان)) الذي اساء اليه، فوقف سامر مغضبا وهو يقول :اتريدون ألا يبقى من راتبي شي... وأعيش مفلسا طوال الشهر المقبل؟؟ وخرج.
اردت بهذه القصه الرمزيه ان اعينك اخي واختي على تصور الخساره الكبيره في الرصيد من الحسنات كلما اغتبت صديق او قريب او زميل...
ولا شك في ان خسارة الحسنــــــات أهم من خسارة الدنانير والريالات والدراهم.
ولعل ماقاله ابن المبارك رحمه الله تعالى يؤكد هذا الفهم: لو كنت مغتابا احدا لاغتبت والدي لأنهما احق بحسناتي.
وقيل للحسن البصري رضي الله عنه: ان فلانا اغتابك، فأهدى اليه طبقا من رطب ،فأتاه الرجل وقال له : اغتبتك فأهديت الي!!!!؟؟ فقال الحسن: اهديت الي حسناتك فأردت أن اكافئك.
وقال: اياكم والغيبه والذي نفسي بيده لهي اسرع في الحسنات من النار في الحطب.
العرض العادي
