سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
العالم العاملكان لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب طائفه من الأبناء, لكن ابنه عبد الله كان اشدهم شبهاً به...
وكان لعبد الله بن عمر عدد من الأبناء أكثر مما كان لأبيه.. لكن ابنه ســـــــــالم كان اشدهم شبهاً به
فتعالوا نستمع الى هذه القصه:
ذات سنة قدم امير المؤمنين سليـــــــــمان بن عبد الملك مكه حا جاً...فلما أخذ يطوف طواف القدوم
ابصر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب يجلس قبالة الكعبه في خضوع..
ويحرك لسانه بالقران في تبتل وخشوع...وعبراته تسح على خديَه سحاً كأن وراء عينيه بحراً من الدموع..
فلما فرغ الخليفه من طوافه وصلى ركعتين سنة الطواف,,توجه الى حيث يجلس سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وجلس بجانبه
واخذ يرقبه بطرف خفي ويلتمس فرصة يتوقف فيهاعن التلاوه ويكف عن النحيب حتى يكلمه..
فلما واتته الفرصه مال عليه وقال:السلام عليك يا ابا عمر ورحمة الله.
فقال سالم:وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
فقال الخليفه بصوت منخفض:
سلني حاجة أقضيها لك يا أبا عمر.
فلم يجبه سالم بشيء,,,فأعاد الخليفه عليه السؤال
فقال سالم:والله إني لأستحي أن أكون في بيت الله عز وجل؛ثم أسأل أحداً غيره
فخجل الخليفه وسكت
فلما قضيت الصلاه خرج سالم من المسجد الحرام ولحق به جموع الناس هذا يسأله عن احاديث الرسول
وذاك يستفتيه في أمور الدين
وآخر يطلب منه الدعاء
وكان في جملة من لحق به خليفة المسلمين سليمان بن عبد الملك,,فمال عليه وهمس في أذنه وقال ها نحن قد خرجنا من المسجد,,فسلنى حاجة لك أقضيها
فقال سالم :من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخره؟؟
فا رتبك الخليفه وقال:بل من حوائج الدنيا..
فقال سالم:إنني لم أطلب حوائج الدنيا ممن يملكها؛فكيف أطلبها ممن لا يملكها؟
فخجل الخليفه منه وحياه,وانصرف عنه وهو يقول:
ما أعزكم آل الخطاب بالزهادة والتقى؟وما أغناكم بالله عز وجل!!
وبعد ...
فقد عاش سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عمراً مديداحافلاً بالتقى
عــــــــامراً بالهدى..أعرض عن الدنيا وزخرفها..
وأقبل خلا له على ما يرضي الله,,
فأكل من الطعام ما غلظ..
ولبس من الثياب ما خشن..
وغزا الروم مع جيوش المسلمين جندياً
وقضى حوائج المسلمين وحنا عليهم حنو الامهات
فلما أتاه اليقين سنة( 106)للهجره ارتجت المدينه حزنا عليه ..وترك نعيه في كل قلب لوعه..وعلى كل خد دمعه
وهب الناس,,كل الناس يشيعون جنازته ويشهدون دفنه.
[سلمه بن دينار
المعروف بأبي حازم الأعرج وهو من التابعين وأحد علماء المدينة وفقهاءها الأجلاء
في السنه السابعه والتسعين للهجره,شد خليفة المسلمين ســــــــليمان بن عبد الملك الرًحال إلى الديار المقدسه للحج فلما بلغ المدينه المنوره وحط رحاله فيها أقبل وجوه الناس للسلام عليه,,ولما فرغ من إستقبال المرحبين’ قال الخليفه لبعض جلسائه::إن النفوس لتصدأ كما تصدأ المعادن إذا لم تجد من يذكرها الفينة بعد الفينة ويجلو عنها صدأها
فقالوا نعم يا أمير المؤ منين
فقال:أما في المدينه رجل أدرك طائفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا؟؟؟
فقالوا :بلى يا أمير المؤمنين,,ها هنا ابو حازم الأعرج
فقال الخليفه:ومن أبو حازم الأعرج؟؟
فقالوا:سلمه بن دينار عالم المدينه وإما مها وأحد التابعين اللذين أدركواعدداً من الصحابه
فقال:: أدعوه لنا ,وتلطفوا في دعوته
فلما أتاه...رحب به وأدنى مجلسه وقال:إن فى النفس شئوناً أحببت أن أفضيها لك...
فقال سلمه:هاتها والله المستعان..
فقال الخليفه:يا أباحازم,,ما لنا نكره الموت؟؟!
فقال سلمه:لأننا عمًرنادنيانا وخربنا أخرتنا..فنكره الخروج من العمار إلى الخراب
فقال الخليفه: صدقت..ثم أردف يقول,,يا ابا حازم_ليت شعري_( ليتني أعلم)) ما لناعند الله غداً؟؟
فقال:أعرض عملك على كتاب الله عز وجل تجد ذلك
فقال الخليفه:وأين أجده فى كتاب الله عز وجل؟؟
قال سلمه:تجده فى قوله تعالى{إن الأبرارلفي نعيم**وإن الفجار لفي جحيم}
فقال الخليفه:فأين رحمة الله؟؟
فقال أبو حازم:{{إن رحمت الله قريب من المحسنين}}
فقال الخليفه:ليت شعري((ليتني أعلم))كيف القدوم على الله جل وعز غداً؟؟
فقال أبو حازم:امًا المحسن,فكا لغائب يقدم على أهله..
وامًا المسيء,,فكالعبد الآبق((الهارب))يساق إلى مولآه سوقا..
فبكى الخليفه حتى علا نحيبه,,وأشتد بكائه
ثم قال:ياأباحازم,كيف لنا أن نصلح؟
فقال تد عون عنكم الصلف,وتتحلون بالمروءة,
فقال الخليفه :وهذا المال ما السبيل إلى تقوى الله فيه؟؟
فقال أبو حازم:إذا أخذتموه بحقه.ووضعتموه في أهله..وقسمتوه بالسويه وعدلتم فيه بين الرعيه
فقال الخليفه:يا أبا حازم ,,اخبرني من أفضل الناس؟؟
فقال أولو المروءة والتقى,
فقال:وما أعدل القول يا أبا حازم؟؟
فقال :كلمة حقً يقولها المرء عند من يخافه, وعند من يرجوه.
فقال الخليفه:فما أسرع الدعاء إجابة يا أبا حازم؟؟
فقال :دعاء المحسن للمحسنين
فقال الخليفه :وما أفضل الصدقه؟؟
فقال جهد المقلً((الرجل القليل المال))يضعه في يد البائس الفقير من غير أن يتبعه منً ولا أذى
فقال الخليفه :منً أكيس الناس؟؟
فقال :رجل ظفر بطاعة الله تعالى فعمل بها ,,ثم دل الناس عليها..
فقال الخليفه :فمن أحمق الناس؟؟
فقال :رجل إنساق مع هوى صا حبه,,وصاحبه ظالم, فباع آخرته بدنيا غيره,
فقال الخليفه:إرفع إلينا حاجتك ياأباحازم نقضها لك.
فقال :حاجتيأن تنقذني من النار وتدخلني الجنه...
فقال الخليفه:ذلك ليس من شأني.
فقال أبو حازم:مالى من حاجة سواها يا أمير المؤمنين
ثم أردف يقول :يا أمير المؤ منين:إن الذين مضوا من الأمم الخاليه ظلوا في خير وعافيه ما دام أمراؤهم يأتون علماءهم رغبة فيما عندهم,,,
واعلم _أيها الامير_أنه إذانفق((رغب فيه))الباطل عندك وراج؛؛أقبل عليك المبطلون المنافقون والتفوا حولك..
وإن نفق عندك الحق وراج التف حولك أهل الخير وأعانوك عليه::فاختر لنفسك ما يحلو لك
فقال الخليفه:عزمت عليك أنتوصيني يا أبا حازم..
فقال :نعم.. سوف أوصيك وأوجز..
عظًم ربًك عز وجل ونزهه أن يراك حيث نهاك...
وأن يفقدك حيث أمرك..
ثم سلم وانصرف
ولقد كان منزل سلمه بن دينار مورداً عذباً لطلاب العلم ورغَاب الصلاح
فقد دخل عليه مرة((عبد الرحمن بن جرير)) ومعه ابنه,وأخذا مجلسيهما عنده ودعوا له بخيري الدنيا والآخره..
فرد التحية بأحسن منها ورحب بهما ثم دار بينهم الحديث فقال له (عبد الرحمن بن جرير:كيف نحظى بالفتوح((يقظة القلب))يا أبا حازم ؟؟
فقال:عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر...
وإذا عزم العبد على ترك الآثام أمًه الفتوح..
ولا تنسى يل عبد الرحمن ان يسير الدنيا يشغلناعن كثير الآخره ..
وكل نعمه لا تقرًبك من الله عز وجل فهي نقمه.
فقال له ابنه: إن أشياخنا كثيرون؛فبمن نقتدي منهم؟؟
فقال :يا بني‘اقتد بمن يخاف الله في ظهر الغيب ويعف عن التلبس بالعيب...ويصلح نفسه في أوان الصبا‘ ولا يرجىء ذلك إلى عهد الشيب..واعلم يا بني انه ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا ويقبل على طالب العلم هواه وعلمه ‘‘‘وثم يتغالبان في صدره تغالب المتخاصمين.فإذا غلب علمه هواه كان يومه يوم غُنم له..وإذا غلب هواه علمه كان يومه يوم خسران عليه
طاووس بن كيسان
الواعظ المرشدما كاد الخليفه سليمان بن عبد الملك يلقى رحاله فى اكناف البيت العتيق..حتى إلتفت الى حا جبه وقال ابتغ لنا عالماً يفقهنا فى الدين فاقبل الحاجب على طاووس بن كيسان وقال أجب دعوة أمير المؤمنين أيها الشيخ
فأسرع طاووس الى الخليفه وذلك لانه كان يؤمن بأن على الدعاه إلى الله تعالى ألا تعرض لهم فرصة إلا إغتنموها.. وألا تسنح لهم بادرة إلا أبتدروها
وكان يوقن أن أفضل كلمه تقال هي كلمة حق أريد بها تقويم إعوجاج ذوي السلطان وتجنيبهم الحيف والجور
وتقريبهم الى الله تعالى
مضى طاووس مع الحاجب ..فلما دخل على أمير المؤمنين حيًاه فرد الخليفة التحية وأكرم إستقباله
ثم أخذ يسأله عما اشكل عليه من مناسك الحج وينصت إليه في توقير وإجلال
قال طاووس ::فلمًاشعرت أن أمير المؤمنين قد بلغ بغيته ولم يبق لديه ما يسأل عنه‘‘قلت في نفسي::
إن هذا المجلس لمجلس يسألك الله عنه يا طاووس ..ثم توجهت إليه وقلت ::
ياأمير المؤمنين‘‘إن صخرة كانت على شفير ((فوق))بئر في قعر جهنم..وقد ظلَت تهوي في هذه البئر سبعين خريفا((عاما))حتى بلغت قرارها..أتدري لمن أعد الله هذه البئر من آبار جهنم يا أمير المؤمنين.؟
فقال من غبير روية::لا..
ثم قال ::ويلك لمن أعدها؟؟!
قال طاووس أعدها الله جل وعز لمن أشركه في حكمه فجـــــار((بمعنى ولاَه الله أمور الناس والرعيه فطغى عليهم وظلمهم ولم يعدل في الرعيه))
فأخذت سليمان لذلك رعدة وجعل يبكي ولبكائه نشيج يقطع نياط القلوب
فتركه طــاـووس وانصـرف..وهو يجزيه خير الجزاء
وكان من نتائج هذه النصيحه الغاليه,,,ان الخليفه ســــــليمان بن عبدالملك أخرج الخلافة من بين إخوانه وأبنائه وعهد إليها من بعده إلى الخليفه الزاهد
عـــمر بن عبـد العــزيز وكتب ذلك في وصيته
هذا وان طاووس بن كيسان لم يخص الخلفاء والولاه بمواعظه ,, وإنما بذلها إلى جميع الناس
من ذلك ما رواه عطاء بن أبي رباح وقال ::
رآني طاووس بن كيسان في موقف لم يرتح له ,,فقال::
يا عطاء إيـــــــــاك إن ترفع حوائجك إلى من أغلق في وجهك بابه.......
وأقام دونك حجـــابه.....
وإنما اطلبهاممن أشـــرع لــــك أبوابه
وطــــــالبك أن تدعــــــــوه ...ووعـــــــدك الإجابه..........
علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب والملقب ب((زين العابدين))او (سيد العا بدين)) كانت امه بنت يزدجرد آخر ملوك الفرس
وذكر الزمخشري أن يزدجرد كان له ثلاث بنات سبين((وقعن أسري في أيدي المسلمين )في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأشار علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب أن بنات الملوك يجب معا ملتهم معامله خاصه حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((إرحموا عزيز قوم ذل))لذلك لم يتم بيعهن في سوق العبيد كما هو حال الأسرى في ذلك الزمان ولكن تركن لهن حرية الإختيار
فواحدة منهن إختارت الصحابي عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإنجبت له سالم,,والأخرى إختارت محمد بن ابي بكر الصديق وأنجبت له إبنه القاسم والأخرى إختارت الحسين بن علي رضي الله عنه(سبط النبي صلى الله عليه وسلم)وأنجبت له علي ((زين العابدين) فكلهم بنو خاله
ويقال ان امه كانت تسمى سلامه او غزاله...وقال الزهري ::لم أرى قرشيا أفضل منه وكان مع أبيه يوم قتل في معركة كربلاء
كان علي بن الحسين من اورع الناس وأعبدهم وأتقاهم لله عز وجل
ويقول التابعي طـــــاووس ::سمعته وهو ساجد عند الحجر((حجر إسماعيل عليه السلام)) يقول عبيدك بفنائك,مسكينك بفنائك,,,,سائلك بفنائك,,,فقيرك بفنائك,,,فقال طاووس :فوالله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عني...........
وذكروا أنه كان كثير الصدقه باليل وأنه قاسم الله تعالى ماله مرتين...
وكان الناس بالمدينه يعيشون ولا يدرون من أين يعيشون ومن يعطيهم فلما مات علي بن الحسين فقدواذلك ,,فعرفوا أنه هوالذى كان يأتيهم بالليل بما يأتيهم ولما مات وجدوا في ظهره وأكتافه أثر حمل الجرب إلى بيوت الأرامل والمساكين في الليل وقيل أنه كان يعول مائه من أهل المدينه...ولا يدرون بذلك حتى مات....
وقال الزهري :سمعت زين العابدين بن على يحاسب نفسه وينا جي ربه ويقول:: يا نفس حتام إلى الدنيا غرورك,,وإلى عمارتها ركونك أما أعتبرت بمن مضى من أسلا فك ومن وارته الارض من آلافك,,ومن فجعت به من إخوانك,,ونقل إلى البلى من أقرانك,كم تخرمت أيدى المنون من قرون بعد قرون!!وكم غيرت الارض ببلائها وغيبت في ثراها ممن عاشرت من صنوف الناس وشيعتهم إلىالأرماس ...انظر إلى المم الماضيه والملوك الفانيه,,كيف أفنتهم الأيام,فانمحت من الدنيا آثارهم وبقيت فيها أخبارهم...كم من ذي منعة وسلطان وجنود وأعوان تمكن من دنياه ونال فيها ما تمناه,,وبنا فيها القصور والدساكر وجمع الأعلاق والذخائر
أتاه من الله ما لا يرد ,,ونزل به من قضائه ما لا يصد,,فتعالى الله الملك الجبار المتكبر القهار ,’,قا سم الجبارين,,ومبيد المتكبرين..
فالبدار البدار..والحذار الحذار من الدنيا ومكايدها,,وما نصبت لك من مصا يدها,,وتحلت لك من زينتها,,وأظهرت لك من بهجتها,,فكم ترقع بآخرتك دنياك وتركب فى ذلك هواك!أراك ضعيف اليقين,,يا مؤثر الدنيا على الدين,أبهذا أمرك الرحمن ؟؟أم على هذا نزل القران؟؟
وقد اختلف أهل التاريخ فى السنه التى توفى فيها على بن الحسين...والمشهور أنها فى ســــــنة(94)للهجرة النبوية الشريفه
صور رائعه من حياة التـــــــــــابعين
العرض العادي
