المدرب الهولندي يترك فريق برشلونة بعد خمسة مواسم مليئة بالانتصارات وخيبات الأمل أيضاً. خلال هذه المواسم الخمسة حاز حب الجماهير والاحترام داخل عالم كرة القدم. وقد شكل حدثا داخل تاريخ النادي الكتالوني.
لم نره يفقد أعصابه في أي مؤتمر صحفي ولم ينشر أو يذيع أسرار فريقه أو ما يحصل في الداخل، ولم يحاول أن يظهر في الصورة على حساب لاعبيه، انه فارس من فرسان هذا الزمان همه الوحيد هو التركيز في عمله. وهو مدافع عن لاعبيه حتى عندما هاجمه بعضهم.
وصل مع رونالدينهو إلى نادي برشلونة وفي الحال سمح للاعب البرازيلي بان يقود الفريق على طريقته. وأعطاه كل الثقة والعناية ليصبح رقم واحد على العالم، وكان المدافع الأكبر عن هذا اللاعب عندما فقد مستواه.
طريقة اللعب عند ريكارد لم تتغير 3 مهاجمين، هم اثنان على الأطراف وواحد في الوسط، وثلاثة لاعبين وسط، تجمع هذه الطريقة الدفاع الإيطالي والهجوم الهولندي. وتضمن هذه الخطة السيطرة على الكرة والضغط على الخصم في الملعب ولكن هذه الخطة لكي تنجح محتاجة لتضحية من اللاعبين.
من صفات ريكارد انه غير ديكتاتوري ولم يستعمل صلاحياته لمعاقبة اللاعبين غير الملتزمين خارج أو داخل الملعب، وأخذ طريقة اللين والتعامل الأخوي واعتبار اللاعبين زملاء وأصدقاء، ولكن هذا اللين أدى إلى ما وصل إليه برشلونة هذا الموسم، وتخلفه إلى المركز الرابع في الدوري.
من الأعمال التي تحسب لصالح ريكارد هو ثقته باللاعبين الصغار وإعطاؤهم الفرصة، وهذا ما حصل مع اللاعب ميسي الذي منحه فرصة اللعب في الكلاسيكو وإحرازه ثلاثة أهداف في مرمى الريال مدريد، وكان عمره 18 عاماً، ولا ننسى بوجان واللاعب الصغير أيضاً جوفاني دوسانتوس.
نقاط الضعف
من نقاط ضعف ريكارد عدم قدرته على قراءة المباراة، وعندما عرفت بقية الفرق طريقة لعب برشلونة ظهر كأنه فوجئ مع العلم ان طريقته 3/4/3 لم تعط النتائج المطلوبة ولم يستطع الفوز في أي مواجهة مع مدربين كبار مثل بيليفريني مدرب الفياريال، أو بينيتز مدرب الليفربول.
ومن الواضح أن عدم استعمال الشدة مع اللاعبين ووضع الأمور في نصابها أدى في النهاية إلى تردي أوضاع الفريق وضياع هيبته، ليس من الطبيعي أن ينهار فريق مثل برشلونة في هذه المدة الزمنية القصيرة وان ينتقل من فريق طموح ومن أحسن الفرق الأوروبية إلى فريق عادي تائه في زحمة الفرق الأخرى. ولم يحاول المدرب أن يعمل شيئاً لتصحيح المسار ومرات كثيرة صرح بانه سوف يشكل الفريق من اللاعبين الجاهزين بدنياً وفنياً ولكنه لم يعمل بذلك ولم يستطع أن يبعد عن التشكيل لاعبين من أمثال رونالدينهو وديكو وايتو وهنري.
القادم الجديد هو اللاعبي الكبير بيب جوارديولا الذي لعب في الدوري القطري بالأهلي، والمطلوب منه إعادة تشكيل وبناء الفريق الكتالوني وهي مهمة في غاية الصعوبة.
جوارديولا أحد أفراد فريق الأحلام مع جوهان كرويف صاحب الخطط الهجومية 3/3/4 وهذه الطريقة تقوم على اللعب الهجومي الجميل والاعتماد كثيراً على الأجنحة لفتح الملعب.
فهل ينجح جوارديولا صاحب الخبرة القليلة كمدرب فيما عجز عنه الآخرون.
<<<<