تصريحات دائي وهدوء بيسيرو
عبدالله الفرج
ندرك أن مباراة المنتخب السعودي غداً أهميتها كبيرة للمنتخب الإيراني تماماً كما هي مهمة للسعوديين؛ بل هم يرونها مفصلية تحدد نتيجتها إمكانية ارتقائهم لوصافة ترتيب المجموعة الحديدية في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال في حال الفوز، أو الدخول في حسابات معقدة عند التعثر في مواجهة حساسة تقام على أرضهم في طهران، وبين جماهيرهم أمام منتخب قوي ظل حاضرا على صعيد المنافسات القارية، ولم يغب عن المونديال منذ العام 1994م.
المنتخب السعودي يدخل المواجهة وهو مثقل بالتجديدات على صعيدي الجهاز الفني، واللاعبين؛ فالإصابات التي داهمت أكثر من نصف الفريق ستجبر مسيِّري المنتخب على الاستعانة بعناصر جديدة، وربما إقحام وجوه شابة، وهي أول مباراة رسمية منذ استقالة المدرب الوطني ناصر الجوهر، ولا شك أن المدرب البرتغالي الجديد خوزيه بيسيرو حديث عهد بالمنتخب؛ حتى وإن سبق له التواجد مع الهلال، ولا يمكن أن تظهر بصماته بتطوير الأداء، وتحقيق الانسجام المطلوب بين عناصر المجموعة في هذه الفترة القصيرة؛ وربما كان لتلك الظروف، وقبلها الظهور الفني غير المقنع للمنتخب في الجولة الأولى من التصفيات، وما تبعها من نتائج سيئة دور وراء التصريحات النارية التي أطلقها مدرب إيران علي دائي قبل المواجهة حين أكد ثقته بقدرة إيران على الفوز بنتيجة ثقيلة.
علي دائي المهاجم الشهير، والمدرب الحالي هو أكثر الإيرانيين معرفة بقوة المنتخب السعودي فقد كان شاهداً على الكثير من المواجهات الحاسمة التي جمعت المنتخبين سواء في البطولات الآسيوية على كأس الأمم، أو تلك المؤهلة لنهائيات بطولة كأس العالم، والتي يسجِّل التاريخ التفوق المطلق فيها للمنتخب السعودي.
يبدو أن دائي تسلَّح في تصريحاته الأخيرة المفرطة بالتفاؤل إلى ما تعانيه السعودية من إصابات اعترت مراكزه الثلاثة، وأنه اعتبر غياب المهاجمين المؤثرين ياسر القحطاني، وسعد الحارثي، ومالك معاذ كفيلا بحماية شباكه من الاهتزاز، وكافيا لصناعة الأفضلية المطلقة للإيرانيين على أرض الميدان؛ في وقت ظهرت فيه تصريحات بيسيرو هادئة، وكشف رفضه التعليق في المؤتمر الصحفي على تصريحات دائي حين وضعه في إطار ما أسماه باللعبة الإعلامية معروفة الأهداف كشف أنه ليس من هواة الأحاديث الرنانة، وأن تركيزه منصب على كيفية تجهيز فريقه، ودراسة خصمه؛ مؤكداً ثقته المطلقة بلاعبيه، وقدرتهم على التسجيل، وأن الرّد على المدرب الإيراني سيكون على أرض الميدان. نجوم منتخبنا الحاضرون غدا لابد أن يعلموا أن الانتصارات السعودية التي تحققت للمنتخب في الماضي سواء في البطولات الخليجية، أو العربية، أو الآسيوية كان للمواهب الجديدة، والعناصر البديلة دور رئيس في الفوز بها، وأن لديهم فرصة قد لا تتكرر عند تمثيل منتخب بلادهم في هذه الموقعة التاريخية؛ بالمساهمة في تحقيق المعادلة الصعبة، وهزيمة إيران في عقر دارها، وخلط أوراق المجموعة من جديد، وإعادة صياغة التعاطي مع ما يسمى باللاعب البديل؛ وهو ما لن يتحقق إلا بالعمل على مضاعفة الجهود، والتفاني من أجل شعار الوطن.
بالتوفيق للمنتخب السعودي