بسم الله الرحمن الرحيم
و أصلي و أسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعـد !
____________________________________
كان هناك شيخاً يعيش فوق تل من التلال ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه ففر جواده وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر
فأجابهم بلا حزن وما أدراكم أنه حظٌ عاثر ؟
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البرية فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد
فأجابهم بلا تهلل وما أدراكم أنه حظٌ سعيد ؟
ولم تمضي أيام حتى كان ابنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ العاثر فأجابهم بلا هلع وما أدراكم أنه حظ عاثر ؟
وبعد أسابيع قليلة أُعلنت الحرب وجندت الدولة شباب القرية والتلال وأعفت ابن الشيخ من القتال لكسر ساقه , ومات في الحرب شبابٌ كثيرون…وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر إلى ما لا نهاية في القصة...
ليس في القصة فقط بل وفي الحياة لحد بعيد فأهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجه اليقين إن كان فواته شر خالص أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون باعتدال ويحزنون على ما فاتهم بصبر وتجمل وهؤلاء هم السعداء فإن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضا بالقضاء والقدر ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء والعكس بالعكس وما أدراكم أنه حظ عاثر ؟
إنها مجرد | أسطورة (الحظ) ! |
أعتقد بأن أي عاقل يعرف أن خزعبلات الكلام و مفردات اللغو
و الجزم بأن فريق يفوق فريقاً في الحظ هي مجرد ( أساطير ) و خرافات !
ما رأيكم أن نأخذ مثالاً بسيطاً بين منتخبين من أجمل المنتخبات العالمية
فرنسا و إيطاليا
قـد يذكر الكثير منكم ذلك النهائي المثير و الجميل و المحزن للطليان و المبهرج للديوك
في يورو 2000م
حينما تأهل الإيطاليين عن طريق ركلات الترجيح من أمام المضيفين هولندا
لتتاهل إلى النهائي ,, وفي يومها كان الإيطاليين قد حسموا النهائي لمصلحتهم
حتى آخر دقيقة من الشوط الثاني ,, ليأتي ستيفان ويلتورد بالقاصمة و ( هدف التعادل )
و من ثم أتى ( تريزيـ قووول ) بالهدف الذهبي !!
فلم تنفع ركلات الحظ الإيطاليين في نصف النهائي ليجلب لهم الحظ نحساً !
كذلك الحال ’’ للفرنسيين ,, بالرغم من سيطرتهم على البطولات في عهد ( زيدان ) الذهبي
إلا أن ذلك لم يشفع لهم أمام حظهم في نهائي 2006م
حيث أن هناك استفتاء أجري على أن أكثر الإيطاليين لا يتمنون أن ينتهي النهائي بركلات الحظ
على ذكرى الألم ( نهائي كأس العالم 94م ) أمام البرازيل
وكذلك خروجهم أمام الفرنسيين أيضاً من دور الثمانية عام 98م بنفس تلك الركلات اللعينة
ومن بعدها حظهم العاثر في 2000م
وكذلك خروجهم المر في عام 2002م من أمام كوريا الجنوبية بهدف ذهبي قاتل
ومن بعدها توالت العثرات في يورو 2004م بمؤامرة الاسكندنافيين
لـ يبتسم لهم الحظ بعـد 24 سنة أمام الفرنسيين ,,, من بعد كأس العالم 82م
إلى 2006 م في ألمانيا ,, حيث حملوا أغلى و أهم كأس في عالم كرة القدم
--------------------------------
لكل حظ ساعته و لكل نصيب توقيته
والأهداف في آخر الدقائق أو إضاعة الفرص المحققة
ما هي إلا أقدار مكتوبة و محتومة ,, و إذا أتى الحظ معك هذه المرة
سيكون ضدك في أوقات أخرى ,,
لأنه القدر و النصيب ,,
--------------------------------
فأتمنى الابتعاد عن ما يصاحب العقليات المتحجرة
بأن الحظ ( خلق ) لنادي واحد ,, وأن الجميع لا حظ له
و هذا اعتراض على القضاء والقدر
بعدم الإيمان بأن الحظ والنصيب من عند له
( لكل مجتهد نصيب ) !
و
الحظ قد يأتي من لا يأتيه.
___ ____ ___ ___ ____ ___ ___ ____ ___ ___ ____ ___