العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-2003, 06:37 PM   رقم المشاركة : 1
الحب الدائم
( ود فعّال )
 





الحب الدائم غير متصل

لغتنا الجميلة ووصفها بالمرأة الحسناء

من قديم، وعلماؤنا العرب يحاولون الكشف عن الصلة الخفية التي تربط بين اللفظ ودلالته، أي الكلمة ومعناها، بسبب اعتـزازهم بلغتهم، وإعجابهم بها، وحرصهم على الكشف عن أسرارها.

من أطرف ما ذهب إليه بعضهم - في هذا المجال - أن الكلمة مهما قلبناها على وجوهها المختلفة - المشتقة من جذرها الأصلي - تشتمل على معنى عام مشترك.

مثلا، كلمة (جبر) تتضمن في رأيهم معنى القوة والشدة مهما صنعنا من حـروفها (ج، ب، ر) كلمات ومفردات جديدة.

يقال: جبرت العظم، أي قـويته بالمعالجة. وجبرت الفقير: أي قـويته وأعنته بالمسـاعدة. والجبروت: هـو القوة.

والجبار: الشـدة والقوة والبأس والبطش. والجبر: هو الأخذ بالقوة. ورجل مجرب: أي مارس الأمور فاشتدت قوته ودرايته وخبرته.

والجراب: إنما سمي بهذا الاسم لأنه يحفظ ما فيـه، والشيء إذا حفظ قوي واشتد. ومثل كلمة (جبر) كثير في لغتنا الجميلة.

ويروون أنه لما حملت قطر الندى بنت خمارويه إلى الخليفة العباسي المعتضد ليتزوجها، كتب معها أبوها رسالة يوصيه فيها بها خيرا. فأمر المعتضد وزيره بالجواب على كتاب خمارويه، وكلف الـوزير أحد كتابه بالرد، وغاب الكـاتب بعض الوقـت يصوغ رده على الرسالة ثم أتى بنسخة يقول فيها:

وأما الوديعة فهي بمنزلة شيء انتقل من يمينك إلى شمالك، عناية بها وحياطة لها.

وأقبل الكاتب على الوزير معجبا بحسن ما وقع له من الكلمات قائلا: إن تسميتي لها بالـوديعـة، نصف البلاغة.

فقال الوزير: ما أقبح هذا.. تفاءلت لامرأة زفت إلى صاحبها بالوديعة، والوديعة مستردة!

ترى ما الذي يخطر ببالنا، وما الذي نتصوره، عندما نردد كلمة كالفضيلة أو الخير أو الحق أو الصدق أو سواها من الكلمات القليلة الحروف، العامرة بالمعاني الكبيرة. لقد تناول الكاتب الكبير عباس محمود العقاد بأسلوبه المبني علي الحجة والمنطق موضوع الخير والسعادة، وتساءل: أيهما نتمناه أكثـر: الخير أو السعادة؟ وهل ترانا نرجو أن نوصف بالأخيار أو أن نوصف بالسعداء؟

ثم يقول: بغير حاجة إلى استفتاء يمكننا أن نؤكد أن السعادة تظفر بأكثر الأصـوات فنحن في الواقع نختار اسما جـذابا حين نختار السعادة، ونحن إذا تصورنا السعادة فصورتها أمامنا صورة فتاة حسناء، تمتع الحس والنفس، وتشبع اللذة والأمل. إن صورة السعـادة صورة أنثوية، حافلة بالإشراق والمتعة والجمال.

أما الخير، فيغلب على الخيال أن يرسمه لنا في صورة شيخ جليل، مهيب الطلعـة، طـويل اللحيـة، يجللـه الوقار.

وشتان بين الصورتين.

وتتميز لغتنا الجميلة بأسرار شتى في تراكيبها واستعمالاتها، ولا بد من الالتفات إلى الفروق الدقيقة بين هذه الاستعمالات، حتى يكون كلامنا وتعبيرنا صحيحا وجميلا في الوقت نفسه.

فنحن نقول: دعا له، في مجال الخير. ودعا عليه، في مجال الشر.

ونستعمل وعد: للخير والعطاء (وعدته بكذا). أما أوعد: فتستعمل في مجال التهديد والوعيـد. ونقول فـرط: ومعناها قصر (فرط في أداء الواجب). أما أفـرط: فمعنـاهـا أسرف وتجاوز الحد (أفـرط في الشراب).

ونقول: أشار عليه بكذا: في مجال الرأي والمشورة. أما أشار إليه: فتستعمل في مجال الإشارة باليد. ونقول: أشفق منه، بمعنى خاف منه. أما أشفق عليه، فمعناها عطف عليه. ومثل هذا كثير في لغتنا الجميلة. ومن الطريف أن بعض الكلمات في لغتنا العربية تستعمل للتعبير عن أشياء متعددة، من غير أن يكـون بين هذه الأشياء علاقة ظاهرة.

مثلا: كلمة "العين"، المعنى الشائع لها أنها عضو الإبصار لدى الكائن الحي. ومن معانيهـا أيضا: الشمس، وإنما سميت الشمس عينا لأنه من غير نورها لا تبصر العين، والعين، هـو الحارس، وهـو أيضـا الجاسوس، لأن مهمته تعتمد على العين ويقظتها.

وعين الشيء: نفسـه، يقال: حضر فـلان عينه، للإثبات والتأكيد. وعن الشيء أيضا: خياره وأفضله وأغلى ما فيـه، كما أن عين الإنسان أغلى حـواسه، ولذلك يقال لأشراف القوم أعيان.

والأب والأم، كل منهما عين لابنه، والجمع: أعيان، ولذلك يقال للإخوة من الأبوين: بنو الأعيان.

ومما يؤثر عن العرب القدماء دقتهم في استعمال كل كلمة في موضعها الصحيح، بحيث تنفرد بمعناها ودلالتها، فإذا ما تشابهت كلمتان وجب علينا أن نتحرى الفرق الدقيق بينهما في المعنى وفي مجال الاستعمال. فهم يفرقون بين السامع والمستمع. فالمستمع هو المصغي للاستماع المتفرغ له، أما السامع فهو الذي يطرأ عليه الكلام فيسمعه من غير قصد ولا تفرغ.

ويفرقون بين الهم والغم، فـالهم يكون لأمر يخشى المرء أن يقع، أما الغم فيكون لأمر قدر وقع فعلا.

ويفرقون بين التمني والترجي، فالتمني هو طلب ما يمكن وقوعه وما لا يمكن، أما الترجي فمقصور على طلب ما يمكن وقوعه فقط.

ومثل هذا كثير في لغتنا الجميلة.







قديم 26-06-2003, 07:23 PM   رقم المشاركة : 2
الحب الدائم
( ود فعّال )
 





الحب الدائم غير متصل

إضافة رائعة :
أخي الكنز شكــــــــراً لمرورك وتفبل تحياتي ,,,,,,,,,







قديم 26-06-2003, 09:18 PM   رقم المشاركة : 3
ميمي السنيورة
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية ميمي السنيورة
 






ميمي السنيورة غير متصل

مشكوووور اخوي الحب الدائم على موضوعك وانا اوافق اخوي الكنز


في كلامه


ويعطيك العافيه ودمت للود .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



:: كلنــ فـــداء للوطـــــن ـــا ::

(( الله ،، ثم المليــــك ،، ثم الوطـــــن ))

قديم 27-06-2003, 09:07 PM   رقم المشاركة : 4
الحب الدائم
( ود فعّال )
 





الحب الدائم غير متصل

شكــــــــــــــرا اخت ميميونة السنيورة
على مرورك وتقبل تحياتي ؛؛؛؛؛
فبكم أتواصل ......................







قديم 27-06-2003, 09:17 PM   رقم المشاركة : 5
شووق
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية شووق
 






شووق غير متصل

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كللت ايامك بمساءات الخير والسعاده اخي الغالي الحب الدائم

يكفيها جمالا أنها لغة أهل الجنة والقرآن

شكرا لك من اعماق الروح على هذه المشاركه الطيبه

وسلمت أناملك الذهبيه التي أمتعتنا

في انتظار جديدك القادم

نقبل تحياتي المكلله بأعطر الورود

اختك بالله

شووق


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الى جنة الخلد يا بابا جابر

قديم 28-06-2003, 05:02 PM   رقم المشاركة : 6
الحب الدائم
( ود فعّال )
 





الحب الدائم غير متصل

اخت شوووق
اتواصل دائماً بكم واختياري للمواضيع بناءً على مشاركتم لما أكتب
شكــــــرا على ما أضفتي اخت شوووق
وتقبلي تحياتي ,,,,,,







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:41 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية