{ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }
لسنا هنا بحاجة إلى أن نشد الرحال لنقترب ..
ولسنا بحاجة إلى تقنية تلغي المسافات لنقترب ..
ولا لسرعة تطوي الساعات لنقترب ..
سنكتفي هنا بوسيلة لم تحتضنها (كتب العشاق) التي اكتفت (بالحسِّيات) ..
و لم تحتويها أشعارهم التي تشبعت (بالماديِّات) ..
سنكتفي بوسيلة تختصر لنا طريق الوصول إلى (نعيم القرب و لذته)
لتستريح به القلوب المُتعبة ,
وتقر به الأعين المُعذبة سنكتفي هنا بــ ( وأسجد) نعم فقط ( وأسجد )
هذا الطريق الوحيد والوسيلة المختصرة للقرب لا يعنيني
إذا كنت سمعت عن هذا من قبل ..
أو قرأت تلك الآية في آخر سورة العلق ألف مرة أو حتى مليون مرة
لا يعنيني ذلك لأن هذا الإحساس مُغيب ,, لا نقرأه في صحف ولا مجلات
ولن نحلم يوم أن تتحدث عنه الفضائيات بحثت عنه كثيرا حتى وجدته ..
فخذ ما وجدت والآن أحبابي بعيدا عن التنظير
هل ( و أسجد ) تكفي حقا ؟ اقرأ ..
( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )
[ مسلم « 482 » ]
هكذا بدون تفصيل أو شرح ولا مقدمات ولا تكلف
(تريد أن تقترب .. أسجد)
قانون الاقتراب المسألة هنا مختلفة كثيرا ..
فليس القرب قرب مسافات , و لا البعد كذلك أنه قانون جديد ـ أكرمنا الله به ـ
لنجد من يصدق معنا عند يكذبون .. ومن يسندنا عندما يخذلون ..
من يفي بوعده عندما يخونون .. ومن يكون قريبا عندما يهجرون .
هو قانون ـ أكرمنا الله به ـ ليكون مصدر الأمان ( ثابت)
لا تهزه ظروف ..و لا تغيره أحداث
فما هو هذا القانون :
قال الإمام أبو حنيفة في كتاب الفقه الأكبر:
[ وليس قرب الله تعالى و لا بعده من طريق طول المسافة وقصرها
ولكن على معنى الكرامة والهوان،
فالمطيع قريب من الله و العاصي بعيد من الله بلا كيف ]
ـ (واقترب) ليس معناه القرب المسافي
بل المقصود تقرب إلى الله عز وجل بالطاعة والعبادة ـ
هل تصدق قربا لا يعترف بقصر المسافة أو طولها ..
ألم أقل لك أنه قانون أنعم الله به علينا و أكرمنا به حسنا ..
توقف عن متابعة القراءة و ردد معي :
{ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }
[ العلق : 19 ]
لا يشترط أن يكون صوتك عذبا .. رتل وكرر:
{ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }
[ العلق : 19 ]
كررها حتى تشعر أنها تخرج من قلبك ..
دون أن يحول بينك وبينها أي حائل قلوبنا تحتاج إلى جلاء .. فكرر
و الآن ..
أقرأ ما سطره أحدهم ـ كأعذب ما يسطره قلم ـ
يقول : كم عمر أطول سجدة سجدتها لله ؟
دقيقة , ثلاث دقائق , 5, 10 , ساعة أعــد النظر,
وتفكر في هذه الآية
{ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }
[ العلق : 19 ]
*إذا أردت القرب منه سبحانه، وحدك الشوق إليه وأخذك الحنين له ..
فاهرعإليه، تذكر
{ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }
[ العلق : 19 ]
وأطل في سجودك له.
* وعندما تذهببك الدنيا بعيدا، وتنغمس في مشاغلها وزخرفها،
فانفض يديك منها، تذكر
{ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }
[ العلق : 19 ]
وأطل في سجودك له.
* وكلما ضاقت بك السبل، وادلهمت الخطوب، وكثرت المحن،
وأردت المخرج منها والخلاص، فالجأ إليه .. تذكر
{ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }
[ العلق : 19 ]