متحيرا متقلبا خاضعا لهواه يرتمي في كل شهوة لا يعرف طريقه هذا هو من ابتعد عن منهج الله ,
المنهج الذي رسمه الله لنا واضحا نيرا ثابت المعالم لا يتزحزح ولا تحركه الأعاصير .
فالله سبحانه خلق هذا الانسان الذي لم ولن يقدر الله قدره, خلقه لغاية أسمى وهدف أرقى الا وهو عبادة الله وحدة.
فعندما يعلم هذا العبد الضعيف الصغير إن هذا الكون وما يجري فيه من أحداث جسام وأمور أقل إلى أقل الأمور شئنا في نظر أصحابها كحركة اليد وخاطرة القلب والنظرة العابرة أن هذا كله بإرادة الله ومشيئته وأنه لو قدر أن لا تحرك يدك لما استطعت حراكا ولو قدر أن لا تنظر لما استطعت رؤية شيئ ولأصبح الظلام محيطا بك تنتظر الدليل,
وقس على ذلك ما شئت .
فيا من صغر حجمه وكبر في نظر نفسه اعلم أنك أضعف من أن تخالف مشيئة ربك وهو قادر على أن ينسف بك الأرض حال معصيتك
ويجعلك عبرة لغيرك ,لكنه رحيم يرى عبده في حال عصيانه ولا يأخذه على ذنبه في أول أمره لكنه إن تمادى وأصر جعله نكالا وعبرة للمعتبرين(وأما ثمود فهديناهم فستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون) .
اعلم هديت الرشد أن باب التوبة ما زال مفتوحا.
وحاذر أن يفاجئك الموت فالموت يأتي بغته . وأنت تصر على العصيان .فحاسب نفسك قبل أن تحاسب وأبدأ بمظالم العباد مع بدئك بنفسك حتى لو قدر الله لك مفارقة هذه الفانية كان الله أعلم بنيتك وعملك وأنك كنت مريدا لفعل الخير وترك الخبيث فيجازيك بنيتك و لا يجازيك بعملك .فهاهي قد أهلت علينا عشر مباركة المجتهد فيها بالعبادة كالمجاهد في سبيل الله.
أسأل الله بمنه ورحمته أن يغفر لنا ولك وأن يختم لنا بخير الخواتيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كلمات اعجبتني
--------------