يا أمي ما شكل السماء .. وما الضياء وما القمر ..
بجمالها تتحدثون .. ولاأرى منها أثر ..
هل هذه الدنيا ظلامٌ هم في ظلامٍ مستمر..
يا أمي مـُدي لي يديك عسى يزايلني الضجر ..
أمشي أخاف تعثراً .. وسط النهار أو السحر ..
لا أهتدي في السير .. إن طال الطريق وإن قصــُــر ..
أمشي أُحاذر أن يــًُصادفني إذا أخطو خطر ..
والأرض عندي يستوي منها البسائط والــحــُــفر ..
عــُــكازتي هي ناظري .. هل في جمادٍ من نظر ..
يجري الصغار .. ويلعبون ويرتعون ولا ضرر ..
وأنا ضريرٌ قاعدٌ في عـُـقر داري مستقر ..
الله يلطف بي ويصرِفُ ما أقاسي من كدر ..
/
كانت تجلس بقربي في الباص ..
لم أشعر ابدا انها كفيفة ..
كنت مسندة رأسي على المقعد ..
فجأة ..
شعرت بلمسة يديها على يدي ..
ثم قالت : لو سمحتي اختي ..
انا جديدة بالسكن ..
ممكن توصليني لمبناي ..
لأني كفيفة وماحفظت الطريق ..
كلمات كالصاعقة وقعت على رأسي ..
أجبتها فورا ..
أكيد عزيزتي ..
ثم عم السكوت ..
وكانت في داخلي مئات الأسئلة ..
لكني لم اتجرأ ان أسألها ..
وصلنا ..
ومسكت بيديها ..
ونزلنا معا ..
ثم تركتها دقائق لآخذ بطاقتي من المشرفة ..
ومشت هي بخطوات بطيئة ..
ولم ترى فتاة امامها فاصطدمت بها ..
وكانت الأخرى عصبية ..
قالت دون ان تنظر اليها :
عمى .. ماتشوفين !!
فما كان من تلك الكفيفة ..
الا أن قالت : آسفة اختي ..
انا فعلا عمياء ..
يعلم الله ..
لم أشعر بذلك الشعور المؤلم الذي شعرت به
في ذلك اليوم ..
أوصلتها الى مبناها ..
ملقية نظرة تأسف ولوم على تلك الفتاة السيئة الخلق ..
وعدت الى غرفتي باكية ..
وقلبي مليء بالأسئلة التي لم اجد لها جوابا ..
أخي الغالي .. أختي الغالية ..
فلنجرب جميعا ان نغمض اعيينا دقائق معدودة ..
5
4
3
2
1
هي ثوان مرت سريعا ..
لم نر فيها سوى ظلام دامس ..
يالها من وحشة قاتلة ..
وياله من شعور مؤلم ..
أنك تسمع عن جمال صنع الخالق ..
ولا تراه ..
كثيرا ماأجلس مع نفسي ..
أفكر ..
وأفكر ..
ماذا لو كنتي..
قد فقد منك الباري نعمة البصر ..
ثم في يوم من الأيام اعاده لك ..
هل ستنظرين الى المنكرات ؟!
هل ستجعلينها تغضب الباري ؟!كلا والله ..
ولكن لم نحن جميعا ..
لانفكر بقيمة نعمة البصر ..
ولم لا نشكر الباري عليها حق شكره ؟!
الا بعد فقدان النعمة !!
أسئلة تترد في ذهني كثيرا ..
ربما لديكم علم عنها ..
ماهو تخيل الكفيف للأشياء ..
وكيف هي احلامه ؟!
وياترى .. ماذا يتمنى ان يراه أول شيء ان رد بصره اليه ؟!
أعلم انها اسئلة ربما لن يجيب عليها سوى من كان كفيفا ..
لكنها تشغلني كثيرا ..
والفتيات الكفيفات هنا معي بالسكن ..
لايختلطن الا مع امثالهن ..
مع انني اتمنى ان اتعرف عليهن ..
وأسألهن مالدي ..
واعذروني يالغاليين ..
على شتات أفكاري ..
ولكن كل مااشغلني شيء ..
لم أجد أخلص وأوفى منكم كي أشكي لكم وأبوح ..
لكم مني كل الوداد ..
:::::::
طرح مختلف"".,
..
وأحببت أن تشاركوني فيه الشعور بنعمة الله علينا ،
والإحساس بمن حولنا ومراعاة شعورهم دائما .. !
واللهم لكـ الحمد على نعمكـ