العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 23-12-2002, 04:33 AM   رقم المشاركة : 1
elfhad
( ود فعّال )
 





elfhad غير متصل

الأمـــــــانة

الأمانة

من أخلاقنا الإسلامية ، الأمانة ، وهي السلعة الغالية والنادرة في هذه الأيام ، فالإسلام يرقب من معتنقه أن يكون ذا ضمير يقظ ، صيانةً لحقوق الله عز وجل ، وحقوق الناس ، وحراسةً للأعمال من دواعي التفريط والإهمال .

والأمانة في ميزان الدين واسعة الدلالة ، وهي ترمز إلى معان شتى ، ومناطها جميعاً شعور المرء بتبعته في كل أمر يوكل إليه ، وإدراكه الجازم بأنه مسؤول عنه أمام ربه سبحانه وتعالى على النحو الذي فصّله الحديث الكريم :

" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

فالإمام راع ، وهو مسؤول عن رعيته

والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته

والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها

والخادم راع في مال سيّده ، وهو مسؤول عن رعيته " رواه أحمد والبخاري ومسلم
.



وعن أنس رضي الله عنه قال : ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال : " لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له " رواه الترمذي .



ولمّا كانت السعادة القصوى أن يوقى الإنسان شقاء العيش في الدنيا ، وسوء المنقلب في الآخرة ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع في استعاذته بين الحالين معا إذ قال : " اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة " رواه أبو داود . فالجوع ضياع الدنيا ، والخيانة ضياع الدين .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته الأولى قبل البعثة يُلقّب بين قومه بالأمين .

وكذلك شوهدت مخايل الأمانة على موسى حين سقى لابنتي الرجل الصالح واحترم أنوثتهما ، وكان معهما عفيفاً شريفاً } فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير ، فجاءته إحداهما تمشي على استحياء . قالت : إن أبي يدعوك ليجزيَك أجر ما سقيت لنا ، فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ، قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين {. ومن معاني الأمانة وضع كل شيء في المكان الجدير به ، واللائق له ، فلا يسند إلا لجدير به ، ولا تملأ وظيفة إلا بالرجل الكفء ، واعتبار الولايات والأعمال العامّة أمانات عظيمة ، أمرٌ ثابت من وجوه كثيرة .
فعن أبي ذرّ رضي الله عنه قلت : يا رسول الله ألا تَسْتَعْمِلُني ؟ قال : فضرب بيده على منكبي ، ثم قال : " يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها " . رواه مسلم .

فكم من الجناية يرتكب أولئك الذين يُولّون أمور المسلمين أناساً غير مؤهلين ، بسبب قرابة أو حزبيّة أو عنصريّة أو محاباة !.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من وُلّي من أمر المسلمين شيئاً فأمَّر عليهم أحداً مُحاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صَرْفا ولا عَدْلا حتى يُدْخِله جهنّم " رواه الحاكم .

وما مدى الجريمة التي يرتكبها أولئك الذين يولّون أهل الفساد ويُبعدون أهل الإيمان عن أعمال الناس ؟!.

جاء رجل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى تقوم الساعة ؟ فقال له : " إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة . فقال : وكيف إضاعتها ؟ قال : إذا وُسِّد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة " رواه البخاريّ .

وهذا يُعطينا الدلالة الواضحة عن سبب تأخّر أُمّتنا ودولنا التي يحكمها أناس غير مؤهلين ، ويُؤمّرون علينا أناساً غير مؤهلين .

من الأمانة ألا يستغل الرجل منصبه الذي عُيّن فيه لجرّ منفعة إلى شخصه أو قرابته .

ومن معاني الأمانة أن تنظر إلى حواسّك التي أنعم الله بها عليك ، وإلى المواهب التي خصّك الله بها ، وعلى ما حُبيتَ من أموالٍ وأولاد ، فتُدرك أنّها ودائع الله الغالية عندك ، فيجب أنْ تُسخّرها في قرباته ، وأن تستخدمها في مرضاته ، وإلا فهي الخيانة بعينها .

} يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون {

ومن معاني الأمانة أن تحفظ حقوق المجالس التي تُشارك فيها ، فلا تدع لسانك يُفشي أسرارها ويسرد أخبارها ..

فكم من حبال تقطّعت ، ومصالح تعطّلت ، لاستهانة بعض الناس بأمانة المجلس .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا حَدّث رجلٌ رجلاً بحديث ثمّ التفت ، فهو أمانة ". رواه أحمد وأبو داود والترمذي .

ومن الأمانة الودائع التي تُدفع إلينا لنحفظها حيناً ، ثمّ نردّها إلى ذويها حين يطلبونها .

وقد استخلف النبيّ صلى الله عليه وسلم عند هجرته ابن عمّه عليّاً رضي الله عنه ليُسلّم للمشركين الودائع التي استُحْفِظها .

قال ميمون بن مهران : ثلاثة يُؤدَّيْنَ إلى البرّ والفاجر :

الأمانة ، والعهد ، وصلة الرحم .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : القتل في سبيل الله يُكفّر الذنوب كلّها إلا خيانة الأمانة . ثمّ قال : الصلاة أمانة ، والوضوء أمانة ، والوزن أمانة ، والكيل أمانة …

والأمانة تدعو إلى رعاية الحقوق ، وتعصم عن الدنايا .

والأمانة فضيلة ضخمة لا يستطيع حملها الرجال المهازيل ، ولا يستطيع حملها أصحاب القلوب الخائنة والنفوس الشريرة .

وفي آخر الزمان يقال : إنّ في بني فلان رجلا أميناً ..

وحتّى يقال عن الرجل : ما أجلده ، ما أظرفه ، ما أعقله وما في قلبه مثقال حبّة من خردل من إيمان .
( جزء من حديث رواه البخاري ومسلم ) .

فالأمانة الأمانة يا رجال بعد أن عزّ الرجال .






التوقيع :
[c]
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
[/c]

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية