العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > منتدى القضايا الساخنة
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 17-08-2009, 08:04 AM   رقم المشاركة : 1
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر
يَالَهَا مِن قَاسِيَة ...


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

اقتباس
عظم الله اجر اهل الكويت ورحم الله موتى حريق الجهراء

فِي اللحظَة التِي كَنت فِيهَا أقَلِّب قَنَوَات التِّلفَاز وعَن بُعد

من خِلال الرِّيمُوت كُنترُول وأنَا مُستَلقِ فَوق السَّرَائِر ..

فَجَعت بِخَبَر عَاجِل فِي قَنَاة الجَزِيرَة فِي قَطَر ..

يُفِيد بأن هُنَاك العَشَرَات من الضَّحَايَا ..

فِي مُحَافَظَة الجَهرَاء الكوِيتِيَّة .. أثَر حَرِيق نَشَب ..

فِي إحدَى خِيَام الأعرَاس .. التِي ضَمَّت بَينَ طَيَّاتُهَا ..

الكَثِير من المَعَازِيم ..

وقَبِل كُل شَيء أرِيد أن أعتذِر من الأستَاذَه ( مَلاك )

لأنِّي سَرَقت العِبَارَة أعلاه من تَوقِيعهَا حَيثُ تقدِّم ..

أحَر التَّعَازِي القَلبِيَّة مَشفُوعَة بإكلِيل الوَرد ..

لأهل الكُوَيت كَافَّة وَأهل الجَهرَاء خَاصَّة ومَعهَا الحَق

إنَّها بالفِعل كَارِثَة بكَافة المقاييس ..

نعم من أقسَى تلك اللحظات على الإنسَان ان يصله

خبر وفاة من يحب وَرَحيله عن الحياة فجأة ..

وبصُورة درَامِيَّة مُتسَارِعَة لا تدع له مجالاً حتى في

التفكير في صحة الخبر او التأكد منه وفي يوم عرسه

وهذا بالفعل ما حدث من يومَين ..

حينما نُكبت ( الجَهرَاء ) بكارثة الحريق المفاجئة ..

التي أودَت بحَيَاة أروَاح بَريئَة كثيرة أتت لتشارك ..

غيرها الفرحة ..

ولكن هكذا هي الحياة ..

تُفاجئنا على حِين غرَّة بِمَا نَكرَه وَتَسلبنا اعَز مَا نَملك

وتُدمِي قلوبنا ولا نملك سِوى الصَّبر ..

والإحتسَاب إلى الله .. لأنه خير عزاء ولأننا لا نَدرِي ..

ماذا يخبئ لنا القدر..

نعم كَارثَة تجعلكَ تحزن بشدَّة .. تتألم من كل قلبك ..

تُعِيد النَّظر في هَذهِ الحياة الفانية غير مَأمُونَة الجَانب

لقد تَنَقَّلت فِي كَافَّة الموَاقِع الكُوَيتِيَّة ..

مِمَا جَعَلنِي أشعُر بُرهَة وكأنَّنِي فِي قَلب الحَدَث ..

وسط مسرح الأحداث بعد حدوث الكارثة ..

وَكَأنَّنِي زرتُ تلك القرية المنكوبة .. لأرى بنفسي ..

عُمق الكارثة ..

ولأشعُر بعُمق المَأسَاة .. ولأعيشُ حالات الألم ..

التي عاشها ويعيشها حتى الآن أسَر الضَّحَايَا ..

والمنكوبين عن قُرب .. وهذا ما كان بالفعل ..

وكأنِّي دَلَفتُ القَريَة .. فرأيتها مُتَّشِحَة بالسَّواد ..

ليس على النساء فحسب ..

ولكن على المباني والجُدران .. كان الحزن مخيماً ..

على القرية بكل ما فيها .. ومن فيها ..

كانت رغم الفاجعة التي ألمت بها ..

كان يلفُّها الصَّمت المُطبَق .. تعلوها وجوه حزينة

هدّها سماع الخبر أعياها ترددها لمكان دفن موتاها

لتودعهم الى مثواهم الأخير .. بشكل جماعي مؤثِّر

ولمَ لا؟

نعم لِمَ لا يكون هذا هُوَ حالها وشعُورها والخَطبُ جَلل؟

فيا الله تخيَّل انتَ نفسك في نفس الموقف ما هو حالك؟

ما هو شعورك عندما تواري الثرى اقرب قريب ..

وأعز عزيز وأحب حبيب ثم تتقبل التعازي فيه ثم تعود ..

بعد يوم أو يومين أو أكثر من وفاته ..

لتتلقى التعازي في قريب آخر أو أكثر ..

ثم تنتظر توديع آخر..لأنه في حال صحية حرجة جداً

الله وحده أعلم بها ..

وهكذا تظل تتردد على المستشفيات ..

بقلب يعتصره الألم .. لمعرفة آخر الاخبار الصحية

لفلذات الأكباد ..

إنه الموت حق علينا .. ولا راد لقضاء الله ومشيئته ..

ولكن تظل الطريقة البَشعَة التي يموت بها أصدقَاؤنَا

مصدر ألم وحُزن .. بل مصدر كوابيس ليلية مُزعِجَة

تجثم على قلوبنا .. بل مصدر ذكرى حزينة لن تُمحي

من الذاكرة بسهولة ..

وكيف تُمحى بسُرعة وسهُولة وأنتَ معهم ..

حتى آخر لحظة تشاركهم فرحتهم وسعادتهم كيف ..

قُل لِي كَيف؟

تخيَّل ذلك الشعُور المُؤلم وأنتَ تبحث بين جثث الموتى

لتتعرف على اي منهم قريبك ..

كي تأخذه بنفسك لمثواه الأخير؟

تخيَّل الشعُور الأكثر إيلاماً حينما لا تجد امامك سِوَى

جُثث ( مُتفحِّمة سَوداء ) طُمِسَت معالمها وتشوهت

ولم يعد يعرف هويتها بعد؟

تخيل هذا المنظر أمامك الآن فماذا تفعل بالله عليك؟

انه لشعُور مُؤلم بحق..

والأكثر من ذلك..حتى لو إتصلوا بك بعد ذلك بأيام..

من التحري والبحث وأخبروك بأن تستلم جثة قريبك

أو إبنك أو إبنتك او زيجتك أو أمك المتفحمة ..

فهل ستصدقهم كلاّ هل ستسلِّم بما يقولون مستحِيل؟

هل سيرتاح بالك وأنتَ بنفسُك يا من عشت ..

مع هذه الضَّحية سنين طويلة عن قُرب لم تعرف هويتها

وتحترق من داخلك .. ولسان حالك يقول ..

أين أنت يا فلذة قلبي من هؤلاء؟

كيف أعرف انك أنت؟

شعور حزين ويصعب وصفه أو تخيله ..

وأنت تبحث عن قريبك في المستشفيات لتعرف مصيره

أهو حي يرزق وبخير ام في حالة حرجة ام انه اصبح

في عداد الموتى .. وهذا ما كان؟

فحينما تذهب للمجمع الصحي محافظَة ( الجَهرَاء )

كما قد قرأت في إحدى المواقِع الكويتِيَّة ..

تَرى أسماء الضَّحايا معلقة على جدرانه ..

وبجانب كل أسم عمر الضحية ..

والمستشفى الذي يرقد أو يعالج فيه قوائم لا توضع

بهذه الصُّورة وبتلك الطريقة إلاَّ في حالات الكوارث

اللتي أوجدتها الطبيعية والحروب فَقَط!!

يا لها من لحظات مخيفة تلك التي تبحث فيها ..

عن قريبك لمعرفة مصيره ..تناظِر تلك القوائم المعلَّقة

ويدك على قلبك .. ودموعك على خدَّيك ..

والذُّعر يبدو على ملامح وجهك وبينما انت تتلفَّت هنا

وهناك إذا بصَرخَة مدوية تهزُّ الأركَان والجُدرَان ..

من شخص آخر .. إكتشف لتوِّه خبر وفاة قريب له ..

او طفل لم يتجاوز عمره السنة بعد ..

تلك الصَّيحة المدوية تربكك مهما كنتَ قَوِيَّاً شَامِخاً

لايهزُّكَ رِيح .. ولا تعد تملك قِواك بل قد يجعلكَ تُعيد

قراءة القوائم من جديد ليس لأنك بمفردك ..

وتقرؤها على مهلك أبداً .. بل لأن تعالي الصِّياح

والبُكاء من حولكَ .. لا يجعلُكَ تتذكَّر هَل شَاهَدتَ ..

الأسم أو لا أم إلى اي القوائم وصلت ..

لأن الكل من حولك يحاول الوصول لتلك القوائم ..

من أقرب مكان ..

وكأن الإنسان من هؤلاء يبحث عن خبر نجاحه في

الثَّانوية العامة أو خبر قبوله في الجامعات من خلال

تلك القوائم المُعلَّقة ذات الطابع السَّوداوِي الحَزين؟

أليسَت تلك مُفَارقَة عَجيبَة ومُحزِنَة؟

وان شِئت ان تتلَّمس وقع الفاجعة أكثر وأكثر ..

فليتك كنت قَرَأت..تشييع جثمان الضَّحايا الأبرياء ..

لمثواهم الأخير!!

ليتك شاهدت أولئك الآلاف المؤلَّفة من المشيعيين

لجثمان الضَّحايا .. وسمعت مثلِي تعالي الصَّيحات ..

والبُكاء والدعوات والتكبيرات ..

بل ليتك إنتظرت قليلاً حتى دفنهم في قبُور جماعية

لا تقُام إلاّ في مثل هذه المناسبات من الكوارث ..

وليتك شاهدت بنفسك حالات الإغماء ..

التي تجاوزت المائة حالة من فجيعة الموقف نفسه

ومن مشاهدتهم للجنائز وهي توارى الثرى ..

لمثواها الأخير؟

وهذا فقط في المقابر .. فمابالُكَ في البيوت ..

فالحال أعظم ولا شك لأن الفجيعة أصَابَت كل بيت

وكان الله في عون أهل ( الكُوَيت ) !!

يا الله .. لقد مرَّت هذه اللحَيظات العصيبة بسرعة

في حين ان ما خلفته من ضحايا ..

وما أحدثته من ( جِرَاح غَائِرَة ) وحرقة في القلوب

شيء لا يُنسَى بسهولة .. ربما على مر السّنين

وهذا ما ردده بعضهم .. كَيف لا والمُحَافَظَة صغيرة

لاتُقَارَن بمحافظاتنا في ( المملَكَة )؟

وكل منزل فيه قد نكب بتلك الفاجعة بشكل أو بآخر

الآن وقد حصل ما حصل .. وقدر الله وما شاء فعل

ولا نملك سِوَى ان ندعو ..

لأهالي أولئك الضَّحايا الأبرياء بأن يؤجرهم الله ..

في مصابهم ويعوضهم خيراً بل وندعو ..

لكل مسؤول ( كُوَيتِي ) إنسان خفَّف من مُعانَات

أسَر الضَّحايا ..

وساعدهم ووقف معهم في محنتهم بداية بالدولة ..

التي سارعت منذ اللحظة الأولى للحريق ..

في إفراغ مكان الحريق .. وتوزيع المصابين ..

على المستشفيات ..

والتكلُّف بعلاج من لا تستوعبه المستشفيات الأخرى

أو تقدر عليه ..

فإلى هؤلاء النَّفَر كل الدعوة بالخَير والمثُوبَة والأجر؟

الآن وبعد هذه الحادثة المُفجعة ليسَ للكوَيتِيين فَقَط

وإنما لكُل دوَل الخَلِيج العَرَبِي .. فما بعد؟

نحنُ حتى اللحظة لم نعرف بَعَد السبب الحقيقي ..

والرئيسي لحدوث هذه الكارثة .. ولكن الا تدعونا ..

هذه الكارثة ان نتساءل عن جدوى الأمن والسّلامة

في المخيمات التي يقيمها الأهالي ..

للإحتفال بمناسباتهم وأفراحهم؟

ألا يجعلنا نُزيد من وعي المجتمع .. بإجراءات الأمن ..

والسَّلامَة في كل الأمور الحياتية بدءاً من المنزل ..

بشكل فردي ومروراً بالمجتمع على شكل جماعي؟

لا نشك ان المقدر مكتوب ..

ولكن هذا لا يمنع من وجود ضوابط معينة ..

قبل إتخاذ اي عمل جماعي منعا لحدوث كوارث مشابهة

في المستقبل يذهب ضحيتها المئات ..

من أبناء ( الكُوَيت ) الغَالِي عَلَى الجَمِيع ؟

ألا تستدعي الحادثة للأفراح الجمَاعيّة إقامتها في ..

مكان آمن؟

وإذا لم تتوفَّر تلك ( الصَّالات ) الآمنة في الأماكن ..

غير القادرة على إنشائها ألا يحق لمثل تلك الأماكن

وجود مثل تلك الصَّالات أو إلقاعات الآمنة ..

والمنظمة بشكل يحفظ الأمن ..

ولا تُترك عرضة للعشوائية والإرتجال ..

والحوادث العرضية البسيطة؟

اننا يا أخوة لا نتحدث عن أشخاص قادرين على التعامل

مع الأزمات المُفاجئة .. وإذا كان الرجال أنفسهم ..

لا يعرفون كيف يتعاملون مع الحدث المفاجئ ..

بشكل سليم وسريع .. كإخراج المصابين بسرعة ..

والتحكم في مصدر الخطر فما هو الحال مع النِّسوَة ..

والأطفال مِمَن لا حول لهم ولا قوة وغير مدربين ..

أو مهيئين .. لمواجهة مثل هذه المخاطر المفاجئة ..

ومعهم أطفالهم ( الرُّضَّع ) أحياناً وفي مكان مغلق

ليس فيه سِوى مخرج واحد؟

انها دعوة جادة من القلب لإعادة النَّظر في الكيفية

التي نقيم فيها مناسباتنا الإجتماعية ..

والأماكن التي نستأجرها أوننشئها للإقامة المؤقتة فيها

دعوة لأن يكون لنا دور في التفاعل مع الحدث الطارئ

بهدوء ورباطة جأش .. وعن علم ودراية وهذا لن يأتي

طالما ليست هناك ضوابط من الجهات المعنية ..

وطالما ليسَت هُناك دَورَات عَمَليَّة لتدريبنا على مُواجَهَة

مثل هذه المواقف العصيبة المُفاجئة ..

التي تلجمنا حتى عن التفكير وتشلُّ حركتنا ..

انها دَعوَة ..

أرجو ان تلقى آذاناً .. وصدى طيباً لكل من يعنيهِ الأمر

فَهَل قَصَّرت؟

/

/

/

إنتـَــر






ان الحياة من دون الأحبة ..

ليسَت حياة ..

بل مُعاناة ..

وألم ..

حسرة ..

وندم ..

فَقَط ..

مجرد مكان ..

نقضي فيهِ ..

ما تبقى من عُمْر ..

والله نسأل ..

حُسن الختام؟

.







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:21 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية