دخلت منزل أخ لي في الله و قدمت لنا زوجته طبق شهي منالطعام
ثم بعد أن فرغت منه قلت بصوت مسموع أحستني ...طعام شهي
فخرجتالمرأة من المطبخ و وقفت أمامي في الغرفة التي نأكل فيها أنا و زوجها
و قالت هلأعجبك الطعام؟
فقلت نعم
هل قلت أحسنتي؟
قلت نعم
قالت
فإنه لم يقل ليأحد في حياتي أحسنتي
أو طعام شهي
فنظرتُ إلي زوجها الذي لم يعلق سوىبابتسامة و بدأت أفكر
لهذه الدرجة صرنا لا نحسن معاملة زوجاتنا
لهذه الدرجة صرنا نظلمهن
حوالي خمس و عشرون عاماً من الزواج
و ست بنات و ولد
و المرأة منتقبة خرجت بل أقول قفزت من مطبخها
بدون حجابها و يديها عاريتين مصدومة
لأني قلت
هل يستطيع أحد تخيل هذا الموقف؟
هل يستطيع أحد تخيل إلى أي حد ظلمت هذه المرأة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّالضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ
و أحرج أي أضيق على الناس في تضييع حقهما وأشدد عليهم في ذلك
واحذر من ذلك تحذيرا بليغا وازجر عنه زجرا أكيدا
هل يتخيل أحد وقع الكلمة في نفوس الناس؟
بل في نفوس زوجاتنا و أولادنا
بل هل تتخيل لو أن زوجها بنفسه قال لها أحسنتي
أو
جزأك الله خيراً
شكراً يا عزيزتي
يا زوجتي
يا أم أولادي
يا حبيبتي
قال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ".
لا أقول للطعام فقط
بل كلما أحسنت
بل و كلما نطقت بالحق
استمع لها
و ناقشها
و لا تهمل كلامها أو لا ترد عليه
و أقبل نصيحتها
و إن لم يعجبك لا تعارضها معارضة الرجل للرجل
أو معارضة الرجل للعدو
اتقى الله
بل عارضها بكلام مهذب
طيب
رقيق
قل لها إن شاء الله سأفكر في رأيكِ و افعل ما فيهالخير
و لو كان في الغضب رعاك الله