بسم الله الرحمن الرحيم ..
مدخل ..
إن الملائكه لتفرح بذهاب الشتاء لما يكون للفقراء من الشده والبلاء ..
ذات ليله بارده مظلمه كنت جالسه أراقب نجوم السماء وسرح عقلي قليلاً ليستيقظ ذلك العقل
على إحاسيس يداي البارده التي تقترب من فمي لتدفأ بــ أنفاس روحي الدافئة ..
من وجهة نظري أن الشتاء أكثر فصول السنه قسوه وجرأه يستفز مشاعرنا وإحاسيسنا ودموعنـا
رويداً رويداً ..
تأملت كثيراً كيف تحولت سنتي الصيفيه إلى شتويه بسرعه البرق .
جلست أفكر وأفكر كيف أستعديت لهذا الفصل الساخن بل أقصد البارد ولكنه ساخن بقسوته
علينا ..
كيف أستعديت له من ملابس وأغطيه ومدفائه لكي أستطيع الكتابه دون عناء أو برد ..
حاله هدوء أستشعر بها كياني ..فكرت في أناس ينامون عراء في فصل الصيف ..
فكرت في أناس يشربون الماء وأن سقط على الأرض ..
فكرت في أناس شاب الشيب برؤوسهم من الكبر ونظراتهم لنا لماذا نسيتونا في هذا الشهر ..
هؤلاء يفضلون كثيراً فصل الصيف ويعدون الأيام والساعات لينقضي فصل الشتاء كما آتى ..
أين نحن منهم ..وأين هم منــا ..
دعو صدقاتنا تكثر في هذا الشهر فوالله هناك من يبكي من البرد قبل الجوع ..
وهناك من مات من البرد والجوع معــاً ..
لاتتجمد قلوبنا كما تجمدت أعضاءنا ..
عن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اشتكت النار إلى ربها فقالت
يارب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين ..نفس في الشتاء ..ونفس في الصيف فهو أشد ماتجدون
من الحــر وأشد ماتجدون من الزمهرير )) متفق عليه ..
العرض الشجري
