العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 01-06-2014, 03:34 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : التنافس المحمود و المذموم‎

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد البارئ بن عواض الثبيتي - حفظه الله
خطبتي الجمعة من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بعنوان :
التنافس المحمود والمذموم
والتي تحدَّث فيها عن التنافس في الخيرات، والمبادرة والمسارعة لفعل الطاعات،
ذاكرًا النماذِج العديدة من سيرة الأنبياء والصحابة في التسابُق إلى الخير،
كما أشارَ إلى التنافُس المذموم، وبيَّن صُوره التي ينبغي أن يحذرَ منها كل مسلم.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه، حثَّ على المُسابَقة في البرِّ وحبِّ التنافُس،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نرَى آياتِ إعجازِه في التزاوُج والتلاقُح،
وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه دعا إلى الرحمة والتسامُح،
صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.
أما بعـــد ...
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
[ الأحزاب: 70، 71 ].
وقال تعالى:
{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
[ المطففين: 26 ].
يُنافِسُ المُسلم في الطاعة، ويُسارِعُ في الخير؛ لأن الأعمارَ قصيرة،
والآجالَ محدودة، واللبيبُ العاقلُ يُبادِرُ قبل العوائِق والعوارِض،
فلا يستوِي مُبادِرٌ إلى الخير ومُتباطِئ، ومُسابِقٌ في الفضل ومُتثاقِل.
التنافُسُ المحمود يُثرِي الحياة، ويجعلُ المُسلمَ يطمَحُ إلى السمُوِّ بنفسِه
والارتِقاء بعلمِه وعملِه للسعيِ إلى الكمال.
سرَت روحُ التنافُس في نفوس أصحابِ الهِمَم،
وأعلاهُم قدرًا أنبياءُ الله - صلوات ربي وسلامُه عليهم -؛
فنبيُّ الله موسى - عليه السلام - بكَى لما تجاوزَه النبي - صلى الله عليه وسلم - غِبطةً،
( فقيل له: ما يُبكِيكَ؟
فقال: أبكِي لأن غُلامًا بُعِث بعدِي يدخل الجنةَ من أمَّته
أكثرُ ممن يدخلُها من أمَّتي )
وكان يقول رسولُنا الكريمُ - صلى الله عليه وسلم -:
( فأرجُو أن أكون أكثرَهم تابِعًا يوم القيامة )
بثَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابِه مبدأَ التنافُس وخُلُق التسابُق؛
ليرتَقُوا سُلَّم الوصول،ورسمَ لهم أهدافًا سامِقة في أحاديث لا حصرَ لها، منها:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
( لا تنافُسَ بينَكم إلا في اثنتَين: رجلٌ أعطاه الله - عز وجل - القرآن،
فهو يقوم به الليلَ والنهار، فيتتبَّعُ ما فيه،
فيقول الرجلُ: لو أعطاني الله مثلَ ما أعطَى فلانًا فأقومُ به مثلَ ما يقومُ به فُلان.
ورجلٌ أعطاه الله مالاً يُنفِقُ ويتصدَّق، فيقول رجلٌ مثلَ ذلك )
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
( من قامَ بعشر آياتٍ لم يُكتَب من الغافِلين، ومن قام بمائة آيةٍ كُتِب من القانِتين،
ومن قام بألفِ آيةٍ كُتِب من المُقنطَرين )
ومما رغَّبَ فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المنافسةُ على الصفِّ الأول،
وفي الحديث:
( لو يعلمُ الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ
ثم لم يجِدوا إلا أن يستهِمُوا عليه لاستهَمُوا،
ولو يعلَمون ما في التهجِير لاستَبَقُوا إليه،
ولو يعلَمون ما في العتَمَةِ والصُّبحِ لأتَوهُما ولو حبوًا )
أما الصحابيَّان الجليلان أفضل الأمة بعد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -:
أبو بكر وعُمر، فقد صالَت عزائِمُهم، وجالَت هِممُهم في رِحابِ المُنافَسة،
وصعِدوا بأعمالهم مراتِب عليَّة، ولن يبلُغ أحدٌ مبلغَهما.
قال عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه -:
( أمرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدَّق،
فوافَقَ ذلك مالاً عندي، فقلتُ: اليوم أسبِقُ أبا بكرٍ إن سبقتُه يومًا.
قال: فجِئتُ بنِصفِ مالي،
فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أبقَيتَ لأهلِك؟
قلتُ: مثلَه. وأتَى أبو بكرٍ بكلِّ ما عندَه،
فقال: يا أبا بكر! ما أبقيتَ لأهلِك؟
قال: أبقيتُ لهم الله ورسولَه.
قلتُ: والله لا أسبِقُه إلى شيءٍ أبدًا )
تأجَّجَت في حياة الصحابة - رضوان الله عليهم - جَذوةُ المُنافسَة الشريفة،
فاغتَنَموا الأوقات، واستثمَروا الأعمار، وصارُوا أعلى شأنًا،
وأرفعَ علمًا وعملاً؛ بل غدَوا أصحابَ فضلٍ وسبقٍ.
قال - صلى الله عليه وسلم -:
( يدخلُ من أمَّتي الجنةَ سبعون ألفًا بغير حسابٍ
فقال رجلٌ: يا رسول الله ! ادعُ الله أن يجعلني منهم،
قال: اللهم اجعله منهم
ثم قام آخر فقال: يا رسول الله! ادعُ الله أن يجعلني منهم،
قال: سبقَك بهم عُكاشَة )
وفي يوم أُحُد استثَارَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رُوحَ المُنافسَة الشريفة
بين أصحابِه فقال:
( من يأخُذُ هذا السيفَ بحقِّه؟
فقام أبو دُجانة سِماكُ بن خَرَشَة فقال: أنا آخُذُه يا رسول الله بحقِّه، فما حقُّه ؟
قال: ألا تقتُلَ به مُسلِمًا، ولا تفِرَّ به عن كافِر
قال: فدفعَه إليه، وكان أبو دُجانة رجلاً شُجاعًا )
ربَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه على المُبادَرة إلى الخيرات،
والتسابُق في الطاعات، والتنافُس في أعمال البرِّ؛






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية