كم تمنيتك بلادي بلا سرابْ
كم تمنيتكْ بلادي بلا ذئاب
ولا أشوف عيون تدْمع ضايعةْ
كم تمنيتك بلادي بلا سرابْ
والسراب يكون ألْسُن دالعةْ
كم تمنيتك بياض من السحاب
تكتبك فرحةْ السماء السابعةْ
تنزل بغيثك نزول على الترابْ
تبعث البهجة بكفوف الضارعةْ
كم تمنيتك بلادي بلا عذاب
خَلْها فيك نجوم عدلك ساطعةْ
كم تمنيتك وطن كامل نصابْ
تجتمع فيك الرؤى المتصارعةْ
وأَنْتَ تجمعها بخيالك في كتابْ
يحتوي فيها الحلول الناجعةْ
كم تمنيتك خَضَرْ زاهر جنابْ
والشعبْ أشجار زهرك زارعةْ
تنزع الأحقاد منّك والخرابْ
والقلوب من المعالي نابعةْ
يا وطن قلّي وصارحني الجواب
لو سألتك ليش عينك دامعةْ
ليش تخفي همّك وتخفي العتابْ
خايف الأحباب أَلَكْ مو سامعةْ
أصْدَح بسرّكْ وزيل الأرتيابْ
حتى لو كانت أسرارك لاسعةْ
ما يصح تخفي الوَهَن وانت شبابْ
يَلْزَنُودك بالفضايل يافعةْ
أدري أنَّ الواسطةْ أصل المصابْ
تمنع أنوار السماءِ اللامعةْ
تمنع الفكر السليم من الخطابْ
والخطاب تحوكه ألسن خادعةْ
كم تمنيتك وطنْ دون اغترابْ
للعقول الفالحة والنافعةْ
ترفع ترابك لعند فمَّ السحاب
فوق هاماته القُبَل متنازعهْ
كم تمنيتكْ وطنْ فوق الصعابْ
خطوته نحو البنا متسارعهْ
يبني ما يعرف معاني الأحترابْ
رايته ترفرفْ على الحبّ شارعهْ
حسين إبراهيم الشافعي
السعودية
سيهات