خلونا نكون صريحين .. أنا أكذب عليكم ..
نسمع دائماً في إجابات بعض المسئولين أو المحللين في الإعلام عبارة أصبحت روتينية لايستغني عنها أصحاب اللقاءات أبداً وهي (عشان أكون صادق معك ..) أو ( خلينا نكون واضحين ) أو ( سأجيبك بشفافية .. ) والحقيقة أن هذه العبارات التي تستفتح الإجابات لدى المسئول أو الإعلامي تفيد المتلقي بأن ماسبق هذه الإجابة لم يكن الضيف فيها صادقاً أو لم تكن الإجابات بالشفافية المطلوبة التي أوحى صاحبها بأنها ضرورية ..
الأصل في استضافة أي مسئول أو مفكر أو صحفي في أي لقاء هي الصراحة والشفافية والصدق وإلّا لما تمت محاورته ، ولا أعلم لماذا يأتي أكثر الضيوف بهذه العبارات التي تستوحي منها عدم ثقة المتلقي بهم وبإجاباتهم وأنهم يريدون من ترديدها شد انتباه المستمع أو المشاهد الذي لم يضيع وقته إلا للبحث عن الحقيقة الغائبة والإجابة الشافية ولكنه يُفاجأ بمثل هذه الكلمات التي تُشعر المتابع أن كل ماكان قبلها من إجابات لم تكن صادقة وأن الضيف لم يكن شفافاً بالقدر الكافي قبل إعلانه الرغبة بالوضوح هذه المرة ..!!
خلوني أكون صادق معكم أكثر ـ أكيد حسيتوا إن الكلام الأول ماكنت صادق معكم فيه ..!! والحقيقة أن ـ حتى هذه الكلمة ستبدي لكم أنني لم أهتم في البداية بقول الحقيقة ..!! وعشان أكون شفاف ـ أكثركم الآن وبعد هذه العبارة سيقول لابد أن ماسبقها كان غامضاً ..!! إذاً لماذا تصدر هذه الكلمات من الضيوف دائماً وهم الذين يُفترض بهم أن يكونوا شفافين وصادقين منذ البداية وليس في منتصف اللقاء أو عندما يأتي أحدهم سؤال يهم الجميع وينتظرون إجابته ..؟ أعتقد أن بعضهم لايريد من هذه العبارات توضيح الأمرالمبهم بقدر مايريد التوضيح بأنه هو الصريح والشفاف وأن غيره من المسئولين يعتمدون الضبابية وعدم الوضوح في إجاباتهم لكي يصبح في نظرهم هو الصادق الأمين الذي جاء بما لم يأتي به الأولين ..!!