كشفت دراسة أمريكية حديثة، أجراها باحثون بجامعة ميريلاند الأمريكية، وجود ارتباط وثيق بين تحدث الأشخاص في الهواتف المحمولة وزيادة الشعور بالأنانية لديهم.
وأوضحت الدراسة أن التحدث في المحمول يحد من طابع الأشخاص الاجتماعي بشكل كبير، ويؤدى إلى امتناعهم في الكثير من الأحيان عن مساعدة الآخرين في لحظات الشدة، ما يعكس أنه بقدر ما ساهمت به تلك الأجهزة من تقريب شعور البشر اجتماعيًا، إلا أنها فعليًا أدت إلى تغيير سلوكهم إلى كائنات أنانية.
وأكدت الدراسة -التي نُشرت على شبكة الإنترنت- أن الإنسان تنتابه في الدقائق التي تلي التحدث في المحمول، مشاعر طاغية من الأنانية تحد كثيرًا من رغبته في مد يد المساعدة للآخرين.
ورجّح العلماء أن تكون هذه الظاهرة نتيجة طبيعية لشعور الإنسان بالاكتفاء العاطفي، بعد التحدث عبر الهاتف، مشيرين إلى أن البشر يشعرون بميل طبيعي للتواصل الاجتماعي، ثم يتراجع اهتمامهم بالتواصل بعد إشباع تلك الحاجة.
وشبه آدم وايتز -المشرف على الدراسة- التواصل الاجتماعي بتناول الطعام، مشيرًا إلى أنه كلما جاع المرء أكثر زادت لهفته لتناول الطعام، ثم تتراجع تلك الرغبة لتصل إلى حد التوقف عن الأكل بعد الانتهاء من الوجبة، وكذلك الحال عند تواصل بعض الناس فينتابهم شعور بالفخر وتتراجع رغبتهم في التواصل مع البعض الآخر.
وكان الباحثون قد أجروا دراستهم على بعض المشتركين من خلال جعلهم يتحدثون عبر هواتفهم، مقابل حرمان مجموعة أخرى من ذلك، واتضح أن أفراد المجموعة الأولى كانوا أقل استعدادًا للتجاوب مع طلبات التطوع أو الإجابة على أسئلة تتعلق بطرق حل مشاكل العالم أو التبرع لأعمال الخير، والغريب أن مستويات الأنانية ارتفعت لدى أفراد المجموعة الأولى، حتى بمجرد الطلب منهم رسم صور لهواتفهم النقالة على أوراق أمامهم وتخيل التحدث عبرها.
يُشار إلى أن الدراسة رصدت ارتفاع مستويات الأنانية لدى البشر أيضًا، بعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل موقع فيسبوك ولكن بنسب أقل، مقارنة بالتحدث عبر الهواتف المحمولة وأعادت الأمر إلى انتشار الهواتف على نطاق أوسع وسهولة استخدامها.