واشنطن - وكالات :
09\04\2003
تحصن البنتاغون امس الثلاثاء وراء التحذيرات التي وجهها الى وسائل الاعلام بمغادرة بغداد بوسائلها الخاصة، دفاعا عن تصرفات القوات الاميركية من دون ان يفسر لماذا اطلق الجنود النار على مبان تضم عاملين في الصحافة مما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى في اقل من 24 ساعة في صفوف الصحافيين.
وتجنبت الناطقة باسم البنتاغون فيكتوريا كلارك التحدث بالتحديد عن الصحافيين الذين قتلوا في بغداد مقدمة "تعازي" وزارة الدفاع لعائلات كل الصحافيين الذين سقطوا في العراق.
واوضحت كلارك خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون "كانوا يقومون بعمل مهم جدا ونحن حزينون لمقتلهم".
وبعد هذه الاعتذارات المقتضبة، حذرت كلارك وسائل الاعلام من ارسال صحافيين الى بغداد خارج اطار قوات التحالف البريطانية-الاميركية في اشارة غير مباشرة الى الصحافيين المقيمين في فندق "فلسطين" الذين قتل اثنان منهم امس الثلاثاء بقصف من دبابة اميركية.
واوضحت كلارك "جرت محادثات خلال اليومين الاخيرين مع وسائل اعلامية متحمسة لنشر عاملين لها من جانب واحد في بغداد. قلنا لهم ان الوضع غير امن ويجب الا يتواجدوا فيها".
وشددت على ان "منطقة الحروب مكان خطر. وبغداد خصوصا منطقة خطرة. ونواصل تحذير وسائل الاعلام".
وفي الوقت ذاته دافع البنتاغون مطولا عن "حق القوات في الدفاع عن نفسها" ضد اي تهديد وقد اكدت الناطقة باسم وزارة الدفاع في الاشارة المباشرة الوحيدة الى قصف دبابة اميركية لفندق فلسطين، ان ذلك اتى ردا على اطلاق نيران عراقي.
واعتبرت كلارك "مرة اخرى نحن في اطار حرب. بغداد تشهد معارك. استهدفت قواتنا فاستخدمت حقها المشروع في الدفاع عن النفس".
وشددت على ان القوات الاميركية "تبذل جهودا كبيرة لتجنب المدنيين. نقوم بجهود كبيرة لحماية الصحافيين. لقد اجريت 300 اتصال (بمسؤولين عن وسائل اعلامية) قلت فيها ان الحرب خطرة ولا احد في مأمن عندما يكون في منطقة حرب".
وتطرق الجنرال ستانلي ماكريستال مساعد مدير العمليات في هيئة اركان الجيوش الاميركية الى الموضوع ذاته. فقال ان العسكريين الاميركيين "يملكون الحق في الدفاع عن النفس. عندما يتم استهدافهم لا يحق لهم الرد فحسب بل من واجبهم الرد لحماية الجنود الذين يرافقونهم".
وتابع يقول "لذا عندما يتعرضون لاطلاق نار وحتى لو انهم عاجزون عن تحديد مصادر النيران بدقة لديهم هذا الحق وهذه المسؤولية" بالرد.
وقبل التطرق الى مقتل الصحافيين خصص البنتاغون جزءا كبيرا من المؤتمر الصحافي اليومي لعرض مشاهد رسمية اميركية تظهر جنودا اميركيين يوفرون خدمات طبية لمدنيين عراقيين مصابين بجروح او بمشاكل طبية غير مرتبطة بالتدخل العسكري.
ومن ثم اشادت كلارك بالاهتمام الذي توليه القوات الاميركية لاسرى الحرب العراقيين موضحة ان احدهم قال "للفريق الطبي انه خلال 27 عاما، لم يعامل بهذا الاحترام والاهتمام".
ومنذ بدء الحرب قبل عشرين يوما، قتل 11 صحافيا وهو عدد يتجاوز الحصيلة في افغانستان (عشرة قتلى) وفي حرب الخليج العام 1991 (اربعة قتلى).
العرض العادي
