المـــــلاكــم
حــقق الشــاب لطــفي الميدالية الذهبية الأولمبيــة في ريــاضة الملاكمـــة ورفــع أسم بلاده عاليـــا كان فخــر الــوطن وفخــر كل الشباب من أبنـــاء جيله , وعندمــا رجع إلى بلاده أستقبل أستقبال الأبطال والــعظماء لهذا الأنجاز الذي حــققه وأســعد به كل الـــعرب بعد أن حمل رايتهم ورفعهــا فوق كل الرايـــات .
وبعــد يــومين أستضافته أحدى الــقنوات الفضائية لـــتجري معه مقابلـــة ويبارك له المواطــنين ويتعــرفون أكــثر على شخصية بطلهـــــم المحبوب , راح يتحدث ويسترســـل سعيدا بما وصـــل إليه وما حقــقه بــدأت القناة في أستقبال الأتصالات الكثيرة المهنئة والمباركـــة لـــه والأعجــاب بشخصيته الــفذة الصلبـــة .
أحــد المتصلـــين بدا كأنه يريد أن يعكــر صفو الأفــــراح والتهاني , خاطب لطــــفي
- أنت أيهـــا الــغبي ..!
- لا أحد يــريد رؤيتك تتباهـــى أمــام الكاميرات بأنجازك السخيف ..!
- فهـــذه مجــرد ميدالية تباع في الأسواق بسعر القمامـــة فلا تغتــــر بنفسك كثيرا ..!
- حتى أبتسامتك تصيبنا بالضغــط ..!
- هيئتك تــدل على مدى بلاهـــتك ..!
- ويحـــك حتى جسدك أنسيابي غير متناسق وتقول بأنك رياضي وتظـــن الفتيات يتهافتون عليك , من أخبرك بذلك فهو يخدعك ..!
- صدقنــي لــقد ........
قطع منتــج البرنــامج المكالمـــة قبل أن يكمـــل تلك المداخلة التي جعلت لـــطفي يتقلب إلى ألـــوان القوس قــزح خجــــلا من كلمـــات السخرية التي سمعها وسمعها معــــه المــلايين خلف الشاشات ما جعلـــه يصبح محــط شماتة للجميــع في بيوتهم .
أنتهـــى وقت الــبرنامج الذي مــر على لــطفي كالساعــة المتوقفة عقاربهــا عن الدوران كان غاضبا بشدة في قمـــة جنونه من ذلك المتصـــل الذي مـــرقه في الــتراب رغم قوته وبطولاته التي فــاز بهــا , ذهب إلى "الــكنترول" والمتحكم بالأتصالات وراح يتوسلهــم أن يعطوه الـــرقم الذي هاتف منــه الا أنهم رفضوا ذلك , ظــل يتوســـل ويتوسل ويسترجــي لكي ينتقـــم منه حتى أستسلمـوا لــه أخــيرا وأعطـــوه رقم المتصـــل الذي جعل منه أضحوكة ونكتـــة .
بحـتث عنه وبحــث في كل مكــان حتى وجده جالسا في أحد المطاعــم وبدون أيــة مقدمات ذهب وهجـــم عليه يلكمــه ويصفعه ويركــله ويضربــه بكل ما تناولتــه يديه حتى أسقــط ثلاثــة من أسنانه الأماميـــة وقبل أن يتركه , قـــام بتهديده
- أسمعني جيدا , بعد أربعــة أيــام ستستضيفني أحدى الــقنوات وأريدك أن تتصــل بهم وتعتذر إلي على المـــلأ عمــا قلته والا سأعود إليك ثانية .
مــرت الأيام الأربع ولــطفي يجلس ضيف أمــام أحدى الشاشـــات ينتظــر أن تفـــتح خطــوط الهاتــف لــترد كرامته التي سلبت , بــالفعل بدأت المحطــة تستقبل المكالمات وأتصــــل الشخــص الذي أهــانه وراح يطلب مسامحته والــعفو عنه , كان لــطفي سعيدا بذلك عفى عنه بعد أن أسقط ثلة من أسنانـــه ما جعله يشعـــر بإرتياح كــبير بدا واضحا حتى للمشاهدين خلف الشاشة الفضيــة , الا أن فرحته تلك لم تــدم طــويلا إذ بعد مداخلتين فقط أتصل شخص أكــثر عنجهية وصــلافة من سابقه , وقــال لــه
- أنت يــا عــنزة ..!
- هــل تذكــر في الأبتدائية حينما كنا نسميك عــنزا وكنت تستمع كثيرا بذلك لأنهــا تشبهك ..!
- الآن تظــن نفسك شجاعــا ..!
- فعــلامــا كل ذاك ..!
- تحمــل 6 كيلــو من الحديد وتضرب أسفنجة غبية وتعتبر أنك بطــلا ..!
- هل أنت فــرح بتلك العضلتين الصغيرتــين التي تشبه كــرات التنس الخضراء فــي ذراعيك وتظـــن جسدك رائعا قويـــا ..!
- ولا تنســــى بأنك ...............
قطعت مكالمتـــه هو الآخـــر بأمــر من منتج الــبرنـــامج الــــذي كان يضحك تارة ويتعاطف تــارة أخــرى مع لـــطفي الذي ظـل على هذه الحال يتنقــل من قنـاة إلى أخـــرى وفي أربـــع مقابــلات تلفزيونية يجريهــــا يسمـــع أهانــة وسخـــرية وأطلاق النكات عليه إلى أن سئم الوضع ومــل منه فتنــازل عن ميداليته ولــقبه وراح يفـــرط في الأكـــل حتى أصيب بــالسمنة وتـــرك اللعبــــة إلى الأبد .
قلــم \ مضطرب