العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-05-2013, 04:55 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


الفرق بين التعالي الإسلامي السوي والتعالي التكفيري المَرضي.

ذكرنا قبل ذلك أن الظاهرة الإسلامية هي ظاهرة استعلاء إيماني على الحضارة الغربية بوصفها جاهلية، وذكرنا أيضا أن ظاهرة التكفير المنبثقة من الظاهرة الإسلامية كخلل هي ظاهرة استكبار تعويضي استخدم أحكام التكفير تبريرا له. فما هو الفارق بين الاستعلاء الواجب والضروري بالإيمان والذي هو أساس الظاهرة الإسلامية وبين الاستكبار الذي يتخذ من أحكام التكفير وسيلة له والذي هو أساس الظاهرة التكفيرية؟

الحقيقة أن أساس التمايز بينهما هو موضوع الشهود (أي الانتباه والاهتمام والنظر)، فإذا كان موضوع الشهود عند الإنسان هو ذاته، (أي كان متمحورا حول ذاته)، كان استكباره سابق على تدينه زمانا، وكان تدينه وسيلة لتبرير استكباره الكامن فيه أصلا، ويشعر بأن تدينه هو حق اكتسبه لنفسه لفضل فيه هو وليس نعمة وهبها الله له تفضلا منه هو سبحانه، قد يكون هذا الحق المتوهَّم هو قدرته الذاتية على التدين، أو ذكاء أو علم أو نسب، ولكنه غالبا ما يكون مجرد شعور غامض بالأفضلية لا يستطيع صاحبه البوح به، لكنه مع غموضه شعور قوي فعال. ويفرح كلما ظهر، كمؤمن، في قلة من الناس وسط كثرة كافرة، ويستبشر كلما سمع من أحدهم مقولة مكفرة، وقد يختبر من حوله أحيانا ليوقعهم في ذلك، ويشعر بالظفر حين يصل لمبتغاه، وذلك أن وجوده في نفر قليل من المؤمنين يؤكد ندرة معدنه وما ظنه في نفسه من فضل، وهو لذلك لا يغضب لوقوع أحدهم في الكفر، بل يبتسم بهدوء وقد أيقن أنه أفضل منه.

أما الاستعلاء الواجب والضروري بالإيمان، فصاحبه يشعر بعلوه على الكفار بعد إيمانه وبسبب منه وليس العكس، أي علوه بسبب تدينه وليس تدينه بسبب علوه أصلا. وذلك أنه أصلا يشعر بينه وبين نفسه أنه غير مستحق لهذا الإيمان، بل يراه نعمة ممنوحة له من الله دون وجه استحقاق، وهو يشعر دائما بالامتنان تجاه الله لوجوده كمتدين، وعلى عكس المستكبر بتدينه، فالمؤمن يفرح بكثرة المؤمنين حوله وبقلة العصاة والكفار، وذلك أن في هذه الكثرة تأكيدا لمقام الله سبحانه وإنكارا لمقامه هو، ولذلك لا يختبر من حوله، ولا يفرح بوقوعهم في المعصية أو الكفر، بل يغضب لأن تلبسهم بذلك الكفر يستفز شعوره بعظمة الله سبحانه وعلو مقامه.

إذا رأيت في نفسك أنك مستمتع بممارسة التكفير ولو بحق، وإذا لاحظت أنك حريص على أن يعلم الناس عنك أنك تكفيري، فاعلم أنك عالة على الحركة الإسلامية، فأنت واقع تحت سيطرة نمط «احتقار المجتمع»، وهو النمط الثالث الذي فرغنا للتو من إضافته إلى نمط «محاكاة المجتمع» الذي تمثله جماعة الإخوان، ونمط «الهروب من المجتمع» الذي تمثله الدعوة السلفية.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 05:01 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



نصوص منتخبة من ورقة (التنوير الإسلامي في المشهد السعودي)

نصوص منتخبة من ورقة (التنوير الإسلامي في المشهد السعودي) أصوله الفكرية وموقفه من القضايا الشرعية، للأستاذ: عبد الوهاب بن عبد الله آل غظيف، إصدار مركز التأصيل للدراسات والبحوث، الطبعة الأولى (1434ه-2013م).

١- خدعوا الناسَ بإسلامٍ مُحدَثٍ ليس هو الذي أنزله اللهُ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وليس هو الذي دانَ به المسلمون مِن بعده إلى ما قبل الثورة الفرنسية.

٢- لا يَضير المرء أن تلحقه هزيمة بالمعايير المادية، تمامًا كما لا ينجيه عند ربه أن ينتصر بهذه المعايير.

٣- إنَّ الهزيمة الحقيقية حينما يُهزم المرء في مبادئه، فيضلّ عن دين الله وينصرف عن اتباع الوحي، فيلحقه بذلك خسارة أبدية، لن تفلح في ترقيعها متع قرونٍ ضئيلةٍ من أزمة الدنيا المنتهية، هي في الميزان الأخروي اللانهائي لا تساوي شيئًا.

٤- خفتَ عند كثيرٍ من المسلمين حسّ الانتصار الحقيقي بالثبات على المبادئ في وجه الأعاصير الدنيويَّة الزائلة، وجهل كثير منهم في حمأةِ التدفُّقِ المادي أن وظيفته في الدنيا مؤقتة، تتكلَّل بالنجاح والنصر حينما يُحقِّق فيها مراد الله، وسواء أكان هذا العبد في موقع الريادة والتمكين أم في موقع البلاء والمصابرة.

٥- جربت الأمة مسلك نبذ الدين كحلٍّ نهضويٍّ في ساسَتها، فكانت واحدة من أشأَمِ الحقب في تاريخها وأشدها طغيانًا ودموية، لم تزد على أن كرَّستْ التراجع والتخلف، وكشفت زيف أعداء الإسلام.

٦- لا تكاد تجد منكرًا من منكرات الجاهلية المعاصرة إلا وثمّة أطروحة تبرره يلهج بها (تنويري إسلامي).

٧- حينما يكون الدين صنعًا بشريًّا قاصرًا لا يناسب كل زمان ومكان -كما هو واقع الدين المحرَّف- فإن العصرانية أداة للتغلب على قصوره بمواصلة التحريف فيه، ومواصلة الصناعة البشرية له.

٨- لا وجود حقيقي لتعارض العقل والنقل؛ لأن مصدرهما واحد، فخالق العقل هو منزل الوحي.

٩- مفهوم العبودية في الإسلام لازم للمرء لا ينفك عنه، فتحريره من عبودية غير الله لا يتم إلا بتعبيده لله، بالتالي لا يمكن أن يتصور العقل الإسلامي تحريرًا مجردًا من المعبودات.

١٠- لخَّص رِبْعيُّ بن عامرٍ الرسالة الإسلامية في الجهاد بكلمته المُشِعَّة باليقين حينما قال: "جئنا لنخرج العباد مِن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد".

١١- الحرية التي تسبق التوحيد لا تؤدي إلا إليه.

١٢- حينما تغدو عقيدتنا مجرد رأيٍ قابلٍ للبحث؛ فالنتيجة أن تصبح حرية الرأي عقيدة!

١٣- كل رأي مُذاع في المجتمع الإسلامي يخالف دين الله -عز وجل- وينافيه فهو مشمولٌ بوصف (المنكر) قطعًا، وهذا الوصف له ترتبات شرعية، أجلاها: فريضة إنكار المنكر، والتي تكون بمراتبها الثلاث (اليد، اللسان، القلب)، ويجري الإنكار بهذه الطرق الثلاث وفق ضابط الاستطاعة، فلا يسوغ في مجتمع مسلم بقاء المنكر فيه دون تغيير باليد إلا والقدرة الإسلامية منتفية.

١٤- إن الموقف من حرية الرأي (بين الإسلام والفكر الغربي) لا يحتمل تلفيقًا، إما أن نؤمن بالإسلام دون ارتيابٍ وشك، بالتالي نؤمن بثنائية الحق والباطل، وبأنَّ تقرير الباطل، وترويجه بين المسلمين يندرجُ ضمن (المنكرات والمعاصي)؛ وإما أن نؤمن بنسبيّة الحقيقة، ولا نقطع بإسلامٍ ولا بغيره، ولا نرى في الآراء منكراتٍ ومعاصي، فعندها نستطيع أن نقول بحريةٍ وفق التصور التنويري.

ومن يؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ويقطع بأن الإسلام حقٌّ وأن مخالفته باطل فإنه سيكون مضطربًا إلى درجة العبث حينما يعتقد الحريةَ للباطل والكفر والمنكر والعصيان من الآراء، فماذا يفعل بالأوامر الصريحةِ الموجبة لإنكار المنكر وتغييره في المجتمع الإسلامي؟ أم كيف يشيِّدُ حصانة وحماية لما هو في كتاب الله وشرعه باطل ومنكر وإثم؟


١٥- (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر) عدَّ اللهُ -عز وجل- الطعنَ في الدين تصرفًا يستوجب القتال ويساوي إعلان الحرب العسكرية.

١٦- لا عبرة بمُقدَّساتٍ باطلةٍ تستمدُّ قُدسيَّتها من أهواء الناس ووضعياتهم الكاذبة، بل إن التقديس الوضعي باطل ومنكر، يُمتهن ويُبطل، لا أنه يُعترف به ويُحترم، فضلاً عن أن يُساوى بما هو مُقدَّسٌ شرعًا كالذات الإلهية أو جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم .

١٧- الفكر الفاسد كما يواجه بتفكيكه فكريًا يواجه أيضًا بمنع انتشاره ورواجه، ولا منافاة بين الإقناع بالحق وبين منع الباطل، فالإقناع يستهدف هداية المبطل، والمنع يستهدف حماية المجتمع من باطله، وحفظ مقام الحق من تجريحاته.

١٨- مَن ظنَّ أنَّ كل خلافٍ حادثٍ يؤثر في صحة ما أُجمع عليه، فما أحوجه لمراجعة دينه وصيانة إيمانه.

١٩- وجود الخلاف الفقهي داعم لحقيقة القطع والجلاء والجزم بأحكام الشريعة وليس مُلبِسًا عليها، فهو خلافٌ باعتبارٍ ضيِّقٍ، وقطعٌ باعتبار المعاني والكليات التي تحكم هذا الخلاف.

٢٠- حكمة الله من وقوع الخلاف: أراد الله من الناس الاجتهاد في طلب الحقيقة ومن ثم الثبات عليها مع كثرة المعارضين، وهذا سر العبادة التي خلقنا الله لأجلها.

٢١- قد تواتر واستفاض في الكتاب والسنة والإجماع وهدي الخلفاء الراشدين وبقية السلف ما يناقض التصور الديمقراطي وينافيه، مما يفيد سيادة الشريعة وكونها ملزمة في ذاتها دون توقف على رضا الناس واختيارهم.

٢٢- الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وتصرف أولياء الله والمؤمنين به في الأرض من مقتضى هذه العقيدة، وأما أهل الكفر والعناد فلا اعتبار لهم ولا لرضاهم، ومن هنا شرع الله لقوم موسى -المؤمنين- أن يدخلوا الأرض المقدسة ويطردوا منها أهلها الكافرين، وعند هذا التصور تتبخر أوهام التنوير وديمقراطيته، الذين يزعمون حقًا ثابتًا للكافر في معارضة الشريعة وفي المطالبة بتنحيتها، وفي مزاحمتها في الحكم!

٢٣- المسلمون لا يعرفون حرية مكفولة لمن يخالف الشريعة.

٢٤- إن الحقوق والحريات المشروعة تستمد مما قررته الشريعة وأذنت به.

٢٥- الحل العسكري في حماية المشروعية الإسلامية ومنع الخروج عليها حل معتبر شرعًا، وهو من الجهاد في سبيل الله -عز وجل- بإجماع المسلمين، وهو ما امتثله خير الخلق بعد الأنبياء وخير جيل من أجيال هذه الأمة، أبو بكر والصحابة معه -رضوان الله عليهم جميعًا- في حروب الردة.

٢٦- الإصلاح ينبغي أن يكون منطلقًا من قاعدة شرعية عدلية تناسب هوية الأمة ودينها.

٢٧- كان موقف الإسلاميين في الإفادة من النظم والمنجزات الغربية هو الاستفصال، فيأخذون النافع ويتركون الضار، ويقبلون ما لا يعارض دينهم ويطرحون ما يعارض الدين، أما غيرهم فقد رفضوا هذا الموقف الذي يقتضيه الشرع والعقل، وأخذوا بموقف التبعية الكاملة في الخير والشر.

٢٨- أيقاتَل سُرَّاق الأموال ومن يحجز عن الناس أمن الطرقات ولا يُقاتَل سُرَّاق العقائد والأديان ومن يحجز عن الناس أمن العقول والضمائر ويحجزهم عن سبيل الهداية والفلاح الأبدي؟

٢٩- كل ما لم يُعن على عبودية الله ولم يؤد إلى هذا الغرض فهو دائر بين مرتبتين لا ثالث لهما: إما مُحرَّم يجب الكف عنه، وإما فضول يُشرع الزهد فيه.

٣٠- كما توهم قوم من نصوص الصفات أن فيها تشبيهًا فأنكروها، توهم الموقف التنويري من نصوص السمع والطاعة أن فيها ذلًّا وسكوتًا عن المنكرات ثم أنكروها، والسِّمة الجامعة بين الفريقين والتي في ضوئها تكون مثل هذه المعضلة: قلة العناية بالسنن والآثار، وقلة التفقه فيها، وهو ما كان مع المشتغلين بعلم الكلام في عهدٍ مضى، والمشتغلين بعلوم الغرب ومفاهيمهم في العصر الحاضر.

٣١- الصبر الوارد في نصوص السمع والطاعة هو صبر عن مقاتلة أئمة الجور كما هو واضح في سياقها وفهم السلف لها، وليس صبرًا عن الاحتساب عليهم والإنكار والنصيحة.

٣٢- الحفاظ على دين الله عز وجل -كما كان بفهم السلف الصالح- هو الإجماع بأعلى مراتبه وأجلاها، الذي هو حجة قاطعة بدلالة المعقول والمنقول، إذ ليس له معنى يزيد على تلقي هذا الدين من مصادره الأصلية، ومحاذرة بدع المتأخرين وإحداثاتهم.

٣٣- مخالفة السلف لا تكون إلا بإحداث.

٣٤- مخالفة ما كان عليه السلف الصالح دليلًا قاطعًا عند علماء الإسلام على الخطأ، حتى تواردوا في إبطال الأقوال بوصمها بأن أحدًا من السلف لم يقلها ونحو ذلك.

٣٥- كثير من الأفكار التي تلقفها التنويريون عن المذاهب الغربية والتي هي نتاج عملية التلفيق بين الإسلام والحضارة الغربية تنطوي على (محدثات) تقوم على أنقاض إجماعات المسلمين، لا في مدة السلف فحسب بل في تاريخ الإسلام كله قبل الحضارة الغربية.

٣٦- التجديد الديني الصحيح ليس بإحداث دين لم يأذن به الله، فهذا خروج عن دين الله وتمرُّد عليه، وإنما هو بإعادة الناس إلى الدين الصحيح وتنقية ما أحدثوه وبَعث ما نسوه وجهلوه.

٣٧- إنَّ العدسة الغربية التي يطالع من خلالها التنويري تراث الأمة وتاريخها -في المجال السياسي خاصة- كفيلة بإحداث انفصام بينه وبين هذا التراث والتاريخ.

٣٨- القضية الأهم في الفكر التنويري ليست شرع الله، وإنما في حرية الناس، ولذا كفلوا لهذه الحرية تنحية الشرع، ورفضوا الشرع الذي لا يكفل هذه الحرية.

٣٩- معيار الأصول والقطعيات وفرزها عن غيرها من الاجتهاديات والظنيات يتعلق بدرجة وضوح وظهور الدليل الشرعي، كتابًا وسُنَّة وإجماعًا.

وكما أن الدليل الشرعي معيار لفرز القطعي من الظني، فإنه معيار لفرز القطعيات بعضها عن بعض، واختلاف درجاتها، فمنها ما يرتقي لدرجة يصبح معها التردد فيه داخلاً في حيِّز الكفر، ومنها ما يعتبر التردد فيه ضلالاً لا يبلغ هذه الدركة وإن قاربها.

٤٠- كثير من التنويريين متناقضون، فلا هم الذين انطلقوا من النسبية ليساووا بين الحق والباطل، ولا هم الذين انطلقوا من الشرع ففرقوا بينهما.

٤١- الاتجاهات العلمانية والحداثية لما شرطت للنهضة نبذ الشريعة الإسلامية لم تحظ دعواتهم بقبولٍ وانتشارٍ في المجتمعات الإسلامية، فلجأت إلى صياغةٍ لهذا النبذ من داخل الشريعة نفسها.

٤٢- لم تختلف كلمة المسلمين على أن الدولة الإسلامية مهمتها حفظ الدين وسياسة الدنيا به وأن هذا مقتضى الإسلامية في وصفها.

٤٣- الأحكام لا يضرها فهم الخاطئين لها.

٤٤- شرارة التحريف للأديان والرسالات والعدول عنها، من أقوى ما يذكيها موافقتها لحاجة الناس، وتوهمهم أنها تحل مشكلة صادفتهم.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 05:18 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور



45- يُنكَر التوظيف بحسبه، ولا يؤدي إنكاره إلى إنكار المبادئ، فما من مبدأ ولا فكرة إلا ويمكن توظيفها.

٤٦-
يراد بالتغريب: ذلك التوجه الذي يصبغ الحياة في المجتمعات الإسلامية بصبغة الغرب بما يُقلِّص الفارق والتميز بين أمة الإسلام وسواها، وبما يعود على مفاهيم الإسلام وخصائص المسلمين بالتمييع والتذويب، ويحقق تبعية كاملة للغرب وارتماء في أحضانه وتعويلٌ عليه وعلى منتجاته، على حساب التعويل على هوية الأمة وتراثها الإسلامي.

٤٧-
لا يدخل في التغريب المحذور الإفادة من المشترك الإنساني، والمنتجات الدنيوية التي تخدم المسلمين في معاشهم، ولا تمس قيمهم وهويتهم، ولا تسرب إليهم مضامين فكرية تخالف الشرع.

48- إن للفكرة التنويرية ثمرة مُرَّة في تشكيل الشخصية الإسلامية وتضييع معالم الدين واحكامه.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 03-05-2013, 02:08 PM   رقم المشاركة : 4
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء

ودي وتقديري







رد مع اقتباس
قديم 29-05-2013, 04:04 AM   رقم المشاركة : 5
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♪♥̊۾ـﻠﮕـةﭐلر̉و۾ـنسے̊♥♪
يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء
ودي وتقديري

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 05-05-2013, 12:37 AM   رقم المشاركة : 6
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر المزيد دوماا







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 29-05-2013, 04:04 AM   رقم المشاركة : 7
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح القيم

مجهود مميز عساج ع القوه

ننتظر المزيد دوماا

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 29-05-2013, 04:10 AM   رقم المشاركة : 8
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


بين ديدن القلب و العقل موجة طمأنينة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في هدوء قلب ينبض نبضات التقى على وتر الخوف من الله...بداخل فكر عقل فيه وجدان باطن يفكر في الأحسن و الأجمل و الأنفع و الأدوم، لست أرى في وجدان العقل ما يدعو للسؤال إن كان للعقل وجدان؟..نعم له وجدان يطرب له القلب ،بين ديدن أني ابحث و أريد ودا لامتداد بصري فيما تخفيه حقيقة الوجود من صعب و سهل ، من خير و شر ، من حق و باطل ، من ألم و فرحة...بالمرة لم تكن منغصات بقدر ما كانت أثوابا نرتديها عن قناعة في أن الحياة هكذا ،هي امتداد لسيرورة كون واسع بمجرات لا متناهية..لم تكن مكرهة أو مؤلمة بالتصور الذي نرسم به طريقنا،لأن الطريق أصلا مرسوم،لكن التردد فينا و الخوف متأصل ،ربما لم نتدرب بعد أن طعم النجاح يأتي بذوق المرار،ثم لم ندرك بعد أن حياة العباقرة محزنة و مميزة،لأن العبقرية تفرز الحلول في كل مكان و تسهل الصعب في لمحة بصر،لكنها تجلب المتاعب و المطاردات حبا في امتلاك عبقرية الضمير قبل عبقرية العقل،لكني أرى في عبقرية العباقرة رسالة موحدة، أن ديدن العقل لا يرضى بغير ديدن القلب مرافقا...لماذا؟
لا لشيء سوى انسجام النبض و الفكر في أن يكونا على سياق التوحيد في فكر الوجودية بربانية الضمير أن لا شيء يسمو فوق الآخر.
....هو المنان،هو الرحمان،سيد الأكوان..هو الله
...هو الصادق،النعمة المهداة،السراج المنير..هو الرسول عليه الصلاة و السلام.
لا اله إلا الله .. محمد رسول الله .. خلاصة و زبدة ديدن القلب و العقل لتكون موجة طمأنينة على صدى مسامع البركة و الرضى و الخشوع .. لكن هل بلغ بنا الديدن أن نفهم حقيقة الوجود.
هل بسبابة الشهادة و التوحيد عددنا نعم الله علينا؟ هل ببصيرة الحقيقة استخلصنا اللغز من بواطن عقد الإنسانية على مر سنوات بل قرون الغموض ، تتساءلون أي غموض ؟.. أعني به غموض التيه و الضياع في ما نريد .و هل حققنا ما نطمح له؟ أم هو مجرد أحلام بقيعة على مشارب من كؤوس الظمأ الغير منتهي..ظمأ العقيدة و اليقين.
ما أحلاها من موجة طمأنينة لما يكون القرار بأيدينا..ما أحلاها من لذة عيش لما يكون اليقين من ينبوع في عهد الوفاء في أن الأمانة مصانة و الكرامة مستور و متستر عليها برداء العزة في أن لا شيء يضعف لغة الحق، و لا شيء يعلو فوق صوت الحق فقط سأترك لديدن القلب أن يشارك ديدن العقل و على موجة الطمأنينة أن الله حق يحب الحق.

ارفع بصرك عاليــــــا --- هل من صدى لعقم الروح
حول آذانك في كل مكان --- هل لروحانية القلب أذى في الجسد
اترك لديدن القلب متسع --- فلديدن العقل حق في المتسع
و على موجة الطمأنينة --- طفت كلمة الحق في سكينة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 29-05-2013, 04:12 AM   رقم المشاركة : 9
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

مقالات في مآثر معالي الشيخ صالح الحصين رحمه الله تعالى
ت : 24-6-1434هـ
فإن الحديث عن الكبار من أهل العلم والفكر ينقطع به صرير الأقلام وتنفد به مداد المحابر، وما ذاك إلا لسمو القدر، وعمق الحكمة، ورصد المواقف والمعارف. والعطاء العلمي

والمتابعة الفكريَّة لمثل هؤلاء يحتاج لهمّة تستوعب تلك المواقف وتعيش معها وتستلهم الدروس من فصولها، كما تبرز الواقع والظروف التي عاشوا فيها، وكشف أدواتهم التي صنعوا بها أمجادهم.

ومعالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين -رحمه الله وأنزله عالي الجنّان- جبل أشم وطود شامخ، عرفه عارفوه قائمًا بقيم، وزاهدًا بعلم، ومفكرًا بنضج، وموازنًا بشجاعة، عمله يسبق قوله. وسلوكه يتقدم توجيهه.

تعلّق به وسم المعالي منذ نعومة أظفاره فكانت المعالي ترقبه وما رقبها، أتته وهي راغمة لم يخط سوداء في بيضاء ليسود، ولم يشرئب للغرب ليُسوّد في الشرق، وظف حرفه بِحِرْفَة من غير انحراف، أخذ بخطام دنياه يقودها لا تقوده، أحبَّ المعرفة وزفها لواقعه بقيم دينه ومقاصد شرع ربه.

لن أتكلم عن سيرته الذاتية في علمه وفضله وورعه وزهده منقطع النظير، فقد كتب في ذلك إخوة أفاضل وأحسنوا، وبعضهم كتب عن مواقفه الشخصيَّة معه -رحمه الله- وهي مواقف كريمة فيها العبر والدروس والشهادة وهي مادة ثرية.

ولكني رأيت ألا يكون الكتابة عن رجل في مثل قامة معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين -رحمه الله- قصصًا وأحداثًا، ورصدًا للسيرة والمسيرة وأن كان هذا جميلاً وممتعًا ومفيدًا وثريًّا، بل حاولت أن تكون كلمات تنشر وعيًا وتبث أملاً للأجيال وصنَّاع التاريخ، فَيُشْرِق من الحدث حديثًا، ومن القصَّة درسًا وعبرةً، لأن في حياة هذا الرَّجل وفي سيرته من الثَّراء والعطاء ما تقوم به الحجة على الأجيال وناشدي الخبرات والمجربين.

معالي الشيخ -رحمه الله- خطا خَطْوهَ في العلم وتحصيله في محاضن علميَّة مُتعدِّدة وفي بلاد متنوّعة، فاخذ العلم نهمًا لا همًا، وسعى إلى التنوّع في المعرفة التي قادها وقيّدها بأصول الشرع وكلِّياته، فتعلم الشريعة ودرسها، ونظر في القانون وحصَّله فاجتمع لديه أصل ووسيلة، فحكم الوسيلة بالغاية، ولم يجعل الوسيلة تعود على الغاية بالابطال أو الإخلال، لقناعته بسيادة الشرع وعلّوه، علمًا وعملاً، وهذا بدوره رسخ عنده -رحمه الله- ثقة عالية بكلِّيات الشريعة وأصولها فأدرك مقاصدها في كثير من الجوانب في الاقتصاد والفلسفة الماليَّة وفصول السياسة الشرعيَّة وتأمَّل التاريخ وسنن الله فيه، فبهذا وذاك أسس بنيانه العقلي والعاطفي والمنطقي على قواعد متينة تصنَّع النجاح وتوظفه من خلال مهام عمله الحكومي، ومشاركته الأهلية، وبذله التطوعي، وتفسيره للظواهر السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة.

ومجامع الحكمة والحنكة لا تكون إلا بتوفيق من الله للعبد بأن يستعمله في طاعته لينشر شرعه وينفع خلقه.

تواصل معاليه -رحمه الله- مع الغرب فكرًا وحضارةً تواصلاً مشهودًا معدودًا في رواق الإيمان العميق والوسطية في التعاطي التي تعتز بالثوابت وتزاوج بين المُتغيِّرات وفق مقاصد ربانية تؤمن بالعدل وتنتج الاعتدال. يدرك ذلك من سبر سيرته وتأمَّل مكتوبه وملفوظه عندما يتكلَّم عن الغرب ونظرته للحياة وكيف يتعامل -رحمه الله- مع نظريات الغرب وممارساته من صناعة الأحداث أو توظيفها، فلا غرابة في هذا النَّظر الثاقب والعزَّة الشامخة؛ فهو لم يسبقه انبهار وانجذاب بظاهر حياتهم الدُّنْيَا ولا بمظاهر تقدمهم، فقد كان يتحرَّك في تلك الحضارة بعينين: عين القدر المشفقة وعين الشرع الموازنة بوضع الأمور في نصابها، ومن نظر في مقالات معاليه تبيّن له ذلك بجلاء بمثل: (تجربتي في الحوار مع الآخر)، وكتابه الماتع: (التسامح والعدوانية بين الإسلام والغرب) وطرحه المتميز: (جهود الغرب في تحجيم البذل التطوعي الإسلامي لماذا؟) و(العلاقات الدوليَّة بين منهج الإسلام ومنهج الحضارة المعاصرة).

كان معالي الشيخ -رحمه الله- من أوائل من وطئت قدماه أرض أوروبا في حقبة كانت محط النَّظر ومقام الإعجاب من بعض أبناء العرب والمسلمين، ولكن معالي الشيخ -رحمه الله- كان ينظر إليها بِكلِّ ثقة، ينتقي النافع، ويكمِّل الناقص، ويكشف القصور بإحلال القيم والمبادئ الشرعيَّة في الحقِّوق والواجبات ليرسم للغربي والمستغرب عالميَّة الشريعة وشمولها وقيادتها لإصلاح الزَّمَان وإعمار المكان لما فيها من نصوص حاكمة، وكلِّيات ضابطة، واجتهادات محكمة، تعطي كل ذي حقٍّ حقَّه، وفق مناطاتها وأنماطها ووسائلها ومقاصدها.

وحينما يضعف بعض الكتَّاب والمفكِّرين أمام هجمة الغرب على الإسلام والمسلمين لاتهامهم بالعنف والأصولية والعدوانية والتعصب والإرهاب، وحينما يستسلم بعض أبناء العرب والمسلمين أمام هذه الهجمات أو يقف بعضهم مدافعين بضعف أو مبررين بيد مرتعشة وناظرين بفكر مهتز وبصر زائغ يقف هذا الجبل الشامخ والمفكر العميق وقبل ذلك وبعده المتدين الصلب والمؤمن القوي -أحسبه كذلك والله حسيبه- يقف ليتكلَّم بالبرهان وبلغة العلم وبلسان الحجة ويسعدني غاية السعادة أن تكون هذه الكلمة نقولات ومقتبسات من يراعه الشامخ وكلماته السامقة.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 29-05-2013, 04:13 AM   رقم المشاركة : 10
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


ولبيان عمق فكره وقوة حجته: -رحمه الله- فإليك
مختصر بعض نظراته في أمور ثلاثة:

أولاً: حول الأصولية والتعصب والعدوانية:
يقول أحسن الله إليه: إن الكتّاب الغربيين والسياسيين والقائمين على وسائل الإعلام في الغرب يصرون على تثبيت صورة الإسلام على أنَّه ثقافة عدوانية تجعل من المسلمين مصدرًا للعنف والإرهاب. ولإيضاح تصور الإسلام في قضية التسامح والعدوانية يشير -رحمه الله- إلى أنَّه لم يكن هناك مفر من المقارنة بالقافة المعاصرة وبالذات الثَّقافة الغربيَّة، موضحًا أنَّه حيث تجري هذه المقارنة فلا بد من الفصل بين الإسلام كما في حقيقته وبين المسلمين على اختلاف عصورهم وأقطارهم، ليس ذلك فقط لأن الإسلام واحد وتصورات وسلوكيات المسلمين مختلفة مُتعدِّدة بل لأنَّه لا أحد يدَّعي أن حياة المسلمين في الوقت الحاضر تجري مطابقة للاسم تصوُّرًا ومنهجًا للحياة.

لا يوجد كتاب دين أو تربية في أيِّ ثقافة غير الإسلام يعطي مساحة للمعاني المذكورة حول التسامح مثلما أعطاها الإسلام.. فالتسامح بمعنى عدم العدوان قيمة مطلقة فريضة على كلٍّ مسلم إِذْ يعني ذلك العدل، والعدل مطلوب من كل واحد لِكُلِّ أحد في كلِّ حال.

اليونسكو في تحديدها للتسامح حدَّدته بِشَكلٍّ قريبٍ من التصور الإسلامي ولذلك فإنَّ فكرة الإسلام عن التسامح كانت واضحة للمنصفين من مفكري الغرب مستشهدًا في ذلك -رفع الله مقامه -بما ذهبت إليه المستشرقة الإيطالية لاورا فيشيا فاجلييري من أنَّه ليس من المبالغة التأكيد على أن الإسلام لم يكتف بالدعوة إلى التسامح الديني بل جعل ذلك جزءًا من قانونه الممارس دائمًا.

إن سماحة الإسلام ويسره اقترنت بحكم ما تقتضيه طبيعة الأمور بسمته العامَّة الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلوّ والتطرف والتشدُّد والإسراف ولذلك لم يكن غريبًا أن يتكرَّر في القرآن الثناء على الوسطية والاعتدال والنعي على تجاوز الحدّ وما يَتولَّد عنه من تعصب وبغي وعدوان وأن يتكرَّر ذلك في أكثر من ثمانين موضعًا يعبّر فيها عن تجاوز الحدّ والخروج عن الوسطية والاعتدال بألفاظ الغلوّ والإسراف والطُّغيان والاعتداء.

التسامح طبع سلوك المسلمين بقدر التزامهم لمنهج الإسلام في كلِّ العصور وفي كلِّ الأقطار هو ما يفسر أن انحراف بعض المسلمين عن منهج الاعتدال والتوازن شكّل أول إخفاق للمسلمين في تاريخ الإسلام وكان عاملاً مهمًا في خلق ما واجهه المسلمون من مشكلات فيما بعد وعلى مدى الزمن.

من مؤشرات التسامح في الإسلام إلغاء الطبقية والتمييز العنصري، والتاريخ يكشف في مختلف العصور ومختلف الأماكن عن وجود ظاهرتين في العالم الإسلامي وهما إلغاء الطبقية في المجتمع ومنح الأديان واتباعها الحُرِّية في الاعتقاد والعبادة والتمتع بالحقوق المدنية بصورة لا تمنحها أيّ دولة حديثة للأقليات الموجودة بها.

وقد انتبه عدد من كتاب الغرب لهذه القيمة الإِنسانيَّة «التسامح» من قيم الإسلام وأشادوا بها ومن ذلك ما ذهب به المستشرق البريطاني جيب من أن لدى الإسلام تقليدًا رائعًا من التعاون والتَّفاهم بين مختلف الأعراق ولا يوجد مجتمع آخر كالإسلام كان له مثل سجله في النجاح في أن يوجد المساواة في المركز الاجتماعي والفرص في العمل والنجاح بين مثل هذا العدد والتنوّع من الأجناس البشرية.

في الدَّوْلة الحديثة تسود فكرة مبدأ السيادة ولذا فليس من الممكن أن تمنح الدَّوْلة الحديثة الأقليات فيها ما منحه الإسلام في عصوره المختلفة من حريات وحقوق للأقليات الخاضعة لسلطان المسلمين التي تعتنق أديانًا وثقافات مخالفة وإن كان ذلك لا يعني القول: إن مثل هذه الدول تعادي التعدُّدية غير أن قبول الإسلام ديانة وتاريخًا منح الأقليات الإثنية التي تكون تحت سلطان تلك الحريات والحقوق إنما يعد دليلاً منطقيًا على طبيعة الإسلام في صلته بالتسامح أو التعصب ومدى قابليَّته للتعددية ومدى قدرته على التَّعايش مع الأفكار والثّقافات المخالفة.

قد تمتعت الأقليات في ظلِّ سلطان الإسلام بالحرِّية الكاملة في ممارسة دينها وعباداتها وفي استمرارها في استخدام لغتها وعاداتها وطرق تربية أبنائها كما بقيت لها الحُرِّية في الاستقلال بقوانينها وقضائها واستثنت من القانون الجنائي العام الإسلامي.

وعلى صعيد العلاقات الدوليَّة: إن المبدأ الذي يرتكز عليه منهج الحضارة الغربيَّة في العلاقات الدوليَّة لا يختلف عن المبدأ الذي يحكم سلوك قاطع الطَّريق أو عصابات الجريمة المنظمة، بل سلوك الحيوانات في الغابة، مؤكِّدًا أن منهج الإسلام في العلاقات الدوليَّة يختلف عن منهج الحضارة المعاصرة اختلافًا كليًّا، إِذْ يرفض الإسلام من البداية أن تبنَّى العلاقات الدوليَّة على المصلحة الوطنيَّة أو القُوَّة ويفرض أن تبنَّى على العدل والقُوَّة الإلزامية للاتفاقية في ضوء ما هو معروف أن الاتفاقات بين الدول هي المصدر الرئيس للقانون الدولي.

ثانيًا: العمل التطوعي:
وفي موقفه من العمل التطوعي وإفرازات أحداث الحادي عشر من سبتمبر تراه بعينه الباصرة ورؤيته الثاقبة يقرر أن من أهم آثار «أن يكون البذل التطوعي مكوِّنًا مهمًا من مكوِّنات شخصيَّة المسلم» أن الحضارة الإسلامية قامت على أساس «البذل التطوعي» وقد أكْسَبَها ذلك خصائصها التي انفردت بها عن الحضارات الأخرى ومن أهمها:

أ‌- أنّها حضارة شعبية بمعنى أنّها ليست كغيرها من الحضارات من صنع الأباطرة والملوك أو القوى العسكريَّة والسياسيَّة وإنما كانت تقوم كلية -تقريبًا- على «البذل التطوعي» من جمهور المسلمين.

ب‌- أنّها حضارة إِنسانيَّة لأن الدافع لمنجزاتها دائمًا قصد البر والتَّقوى سواء في مواجهة الإِنسان أو الحيوان أو البيئة.

ج- أنّها نتيجة للأمرين كانت دائمًا تستعصي على الظروف المتغيّرة من أن تكون عاملاً لانهيارها، فالتقلُّبات السياسيَّة، والحروب واكتساح الغزاة للعالم الإسلامي من الصليبين والتتار، هذه العوامل لم يترتَّب عليها انهيار الحضارة، بل ظلَّت باقية مستمرة العطاء.

في عقيدة المسلم، أن أيّ جهد يبذل للنفع العام مع الإخلاص هو في سبيل الله، وأن الصد عن سبيل الله بأيِّ وجه يستحقُّ ما وصفه الله به في القرآن، وتوعد عليه، ففي سورتي الفجر والماعون نعى على من لا يحض ّ على طعام المسكين فكيف بمن يعوق إطعامه، لقد أوضح القرآن الكريم أن منع الإِنسان من العبادة الخاصَّة النَّفع به من أشنع الظلم، فكيف بمنع العبادة التي يتعدى نفعها إلى الغير. وعندما يغفل أهل البلد عن هذا الجانب فلا يقدر قدره، فقد يغفلون أيضًا عن آثار هذا الوضع المدمر على أمن المجتمع واستقراره وسلامته، ليس الأمر قاصرًا على تعويق مواجهة الحاجات الأساسيَّة للبشر من طعام وغذاء وإيواء وتعليم وتهيئة للعيش الكريم، بل حرمان النَّاس -ولا سيما شبابهم- الذين تملأ قلوبهم ومخيلاتهم الأشواق إلى المثل العليا والإرضاء النفسي بالبذل للغير، حرمانهم من المجالات النَّافعة السَّلِيمَة فيدفعهم الإحساس بالفراغ Existential Vacuum والحرمان من البذل للغير والحاجة النفسية الملحة لمثله إلى مجالات قد لا تكون نافعة ولا سليمة.

مغزى ما تقدم أن البذل التطوعي في سبيل النَّفع العام في جانب الإِنسان المسلم ليس فقط وسيلة للإرضاء النفسي ومِنْ ثمَّ تلبية لحاجة طبيعيَّة للإِنسان السوي، بل هو عبادة وشوق على رضا الله وتلبية لنداء ملح من الضَّمير والوجدان.

هذا يعني أن أيّ تحديد لفرصة الإِنسان المسلم في ممارسة البذل التطوعي للنفع العام لن يكون فقط مُجرَّد انتهاك للحرِّية الشخصيَّة والمدنية، بل انتهاك لحق الإِنسان في حرية العبادة وحرية الضمير.

المقصود من إيراد ما سبق هو التقييم الصحيح لجهود الغرب الجادة في تحجيم البذل التطوعي في العالم الإسلامي ومن أبرز مظاهر ذلك جهوده في تحجيم النَّشاط الخيري لبلدان الخليج في الخارج، ونشاط الغرب الدعائي المحموم في هذا المجال:

أ‌- فور غياب «الشيوعية» عدو الرأسماليَّة «الأحمر» رشح الغرب «الإسلام» عدوًا بديلاً وسماه العدو الأخضر (كان أول تصريح معلن بذلك الترشيح قد صدر عن الأمين العام لحلف الأطلسي) ومنذ ذلك الوقت بدأت التهيئة لحرب باردة بديلة «الرأسماليَّة الغربيَّة» في مواجهة «الإسلام» وبرز من وقت مبكر من مظاهر هذه الحرب قرن الإسلام بـ»الأصولية» و»العنف» ففي النصف الأول من العقد الأخير للقرن المنصرم كانت أوروبا كلّّها تشاهد فيلم «الإرهاب في سبيل الله» وكانت أمريكا تشاهد الفيلم الوثائقي «الجهاد في أمريكا».

ب‌- ومن الحقائق أن التَّخْطِيط الغربي الذي كانت إجراءاته تنشط على قدم وساق لتنصير مجتمعات إسلاميَّة معينة، قد واجه معوقًا جديًّا لانتشار التنصير من قبل بعض المؤسسات الخيريَّة الخليجيَّة، فكان من الطّبيعي أن تتصدى القوى الامبريالية لإضعاف هذا المعوق أو إزالته.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:54 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية