• الشكوى, مهما يكن نوعها,
هي اعتراف علني بضعف الشاكي و جهله تجاه ما يشكوه, وبإستسلامه الباطني للإنخذال و القنوط.
ولو أنه كانت له الثقة بالتغلّب على ما يشكوه, ولو في المستقبل البعيد, لما شكأ !
• إنّما الشكوى ضعف لا يليق بالإنسان الواثق من نفسه.
• يقيني أن كثرة التشكّي تشلّ عزم المتشكي فتقعده عن الانكباب بكلّ قواه على التخلّص ممّا يشكو.
• ما أجمل الصمت عند المصيبة !
و أجمل منه النطق الذي يستخفّ بالمصيبة.
و أجمل من الاثنين الإيمان بأن لا مصائب في الكون ..
بل هنالك أحداث نجتذبها إلينا عن وعي منّا و عن غير وعي .!
• هنالك قوم يشكون ولا يحكّون ظفراً بظفر للخلاص ممّأ يشكون,
أولئك هم النعّابون و الهدّامون.
و قوم يشكون و يحاولون التخلّص ممّا يشكون,
أولئك هم التائهون المؤملون.
و قوم لا يشكون, و لكنّهم أبداً بفهم وجد يعملون.
أولئك هم الهداة و البنّأؤون.
• لعلّ أكبر عقبة في طريق الناس إلى التجدّد و التقدّم هي أنّهم يألفون على التمادي نمطاً من العيش إلى حدّ أن يعتبروه غير قابل للتغيير و التحسين.
بل إلى حدّ أن يعتبروا كلّ تغيير فيه خروجاً على النظام و تصدّعاً في بنيان حياتهم,!
و بالتالي خطراً جسيماً على راحتهم و بقائهم.
• إن ثروة الشباب هي في صفاء بصره و بصيرته,
و في مضاء عزيمته, و في ثورته على الركود و الجمود, و على القيود و السدود.
• حذار أن تنكر الشمس لأن غيمة حالت بينك و بينها.
و حذار أن تحكم على الينبوع بالفساد لأن الشاربين منه بعيداً عن مصبّه قد لوّثوا مياهه.
حذار أن تنفر من الدين لأنّ السواد الأعظم من المتديّنين براء من الدين.
• إنما الدين هدف و طريق.
أمّا الهدف فالخلاص من حياة تتحكّم فيها الأمراض و الأحزان و الشيخوخة و الموت إلى حياة ليس فيها لهذه الآفات كلّها ولا ظلّ سلطان.
و أمّا الطريق فالإيمان بأنّ في الكون قدرة مبدعة, منظمة, و انّ نظامها يقضي على الإنسان, إذا هو شاء بلوغ الهدف, أن يغالب ما فيه من غرائز تكبّل خطاه في السير نحو الهدف; وانّ تلك القدرة قد سلّحته بكلّ ما يمكنّه من الغلبة.
ففي مستطاعه أن يقهر الشكّ باليقين, و العنف باللطف, و الشهوة بالعفّة, و الجهل بالمعرفة, و البغض بالمحبّة.
وإذ ذاك فهو من الدين في لبّه, و الدين ملاذه الذي ما قبله ولا بعده من ملاذ.
• الإنسان سُلّمٌ أسفله في الأرض و أعلاه في السماء,
و إن درجاته لا تكاد تُعَدّ, و أنّ البعض منّا ما يزال في أسفل السلّم و القليل القليل قد بلغ أعلاه.
أمّا السواد الأعظم فما يزال بين بين.