العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-03-2014, 12:56 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : داء الأمة و علاجها‎


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب - حفظه الله -
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
داء الأمة وعلاجها
والتي تحدَّث فيها عن أسباب الضعف والبلايا التي حلَّت بأمة الإسلام في العقود الأخيرة،
مُبيِّنًا أنها راجعةٌ إلى أمرٍ أساسٍ، ألا وهو: تركُ التمسُّك بالكتاب والسنَّة،
مع التفرُّق الواضِح بين المسلمين،
ثم حثَّ على ضرورة علاجِ ذلك على أيدي العُلماء ووُلاة الأمور على وجهِ الخصوص .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الحمد لله، الحمد لله الذي بعثَ نبيَّه بالهُدى وخاتمة الرسالات،
وأرسلَه بالوحي وأيَّده بالمُعجِزات، وجمع به العُربَ من الشَّتات،
وأخرجَهم به إلى النور من الظُّلُمات،
أشهد أن لا إله إلا الله وحده ربُّ الأرض وربُّ السماوات،
كم توالَت علينا نِعَمُه وفاضَ علينا جُودُه وكرمُه ولم تزَل تتوالَى منَّا الخطيئَات،
وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه أحسنَ ربُّه خلقَه وأكرمَ جوهرَه،
وجعلَ هديَه زكاءً للنفوس ومَطهره، وأضاءَ الله بشرعِه الكونَ ونوَّرَه،
صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِه وصحبِه والتابعين،
ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد ...
فإن خيرَ الوصايا بعد المحامِد والتحايا: الوصيةُ بتقوى الله العظيم :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
[ الأحزاب: 70، 71 ]
كلُّكم راحِلٌ إلى الله عابِرٌ إلى الآخرة، والأيام تمضِي بالأعمار عجلَى مُسرِعة،
والنفوسُ في هذه الدُّنيا عرايا مُسترجَعة، والأبوابُ إلى الله لم تزَل مُشرَعة،
وعند الله الوعدُ والإيعاد، وهو للطاغِين بالمِرصاد، وللطائِعين رزقٌ ما له من نفاد .
أيها المسلمون :
يصطرِعُ العالمُ اليوم على رغَباتٍ سياسيَّة وقوميَّة، ودينيَّة واقتصاديَّة،
ويعيشُ أزمَاتٍ حادَّةً نتيجة الأهواء الفردية، والمطامِع الإقليمية،
واستِبدادًا يستمِدُّ بقاءَه بالبطش والاعتِداء. أنتجَ ذلك البغيَ والظلمَ،
واشتِعالَ الحُروب، وسقوطَ الضحايا وخرابَ الديار،
مما يُهدِّدُ العالمَ كلَّه بالاضطرابِ وسُوء الحال.
وقد نالَ المُسلمين قِسطٌ وافِرٌ من هذا البلاء، وأصابَهم ضِعفُ ما أصابَ غيرَهم،
وتكالَبَت عليهم الأُمم، فاحتُلَّت بعضُ أوطانِهم، واستُنزِفَت خيراتُهم،
وسُرِقَت أقواتُهم، وضاعَ صوتُهم.
فُرقةٌ وشتاتٌ، وتنازُعٌ واختلافٌ،
وفي الوقت نفسِه تنتظِمُ كثيرٌ من الدُّول في تكتُّلاتٍ عالميَّة ضيَّقَت هُوَّة الخلافات بينها،
وتقارَبَ بعضُها مع بعضٍ من أجل مصالِحِها،
مع أن ما بيننا من عُرَى الوحدة وأسباب التضامُن والتكافُل،
والتعاوُن والترابُط أكثر مما بين أُمم الأرض جميعًا.
إن واقعَ المُسلمين اليوم لَيُشبِهُ واقِعَهم يوم الأحزاب
{ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ
وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ }
[ الأحزاب: 10 ].
المسجد الأقصَى .. الأرضُ المُبارَكة وما حولَها .. شامُ العِزِّ وأهلُها ..
بُورما وأفريقيا الوُسطَى .. فضلاً عن اضطِرابِ كثيرٍ من بلاد المُسلمين
واحتِرابِ بعضِهم مع بعضٍ، وتمالُئِ الأعداء عليهم من الشرق والغربِ.
ولم يزَل جُرحُ فلسطين كُلَّما شُغِل المُسلِمون عنه بقضايا حادِثة
كلَّما حرَّك المُحتلُّ ما يُهيِّجُه ويُدمِيه،
مُستفِزِّين بذلك شُعورَ مئاتِ الملايين من المُسلمين،
مُستعجِلين به ثوراتٍ وصِداماتٍ سُرعان ما تشتعِل، وما أبطأَ ما تنطَفِئُ .
والشعوبُ المُسلمة اليوم تغلِي غلَيَان المِرجَل،
وقد أدركَ الأعداءُ ذلك فانطلَقُوا جميعًا للوقوف أمام أمانِيها، وأجهَضُوا أحلامَها،
مُستعِينين بالنفوس المريضة، والذين يُريدون جرَّ شُعوبِهم إلى هاوِيةِ التردِّي
والذُّلِّ والشَّتَات.
إن المِليارَ مُسلم يتعرَّضون اليوم لامتِحاناتٍ عالميَّةٍ قاسِيةٍ تقتَضِيها سُنَّةُ الابتلاء؛
ليقضِيَ الله أمرًا كان مفعولا






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية