السلام عليكم ‘ وأسعد الله أيامكم ‘ هذه قصيدة اعجبتني ( الراحلون ) للشاعر محمد بن
عبدالرحمن المقرن من بلدة حريملاء ( 1425 ) هكذا قرأت
‘‘‘
طال الطريق وملَّــــنا التـــــرحـــالُ =وتغـلَّـقت في وجهنا الآمــــــــــــــالُ
الراحلون إلى المدى المجهـــــول لا =هـــادٍ ولا زاد ولا أبـطـــــــــــــــــــالُ
خلف الظهور ديارنــا وأمانـنــــــــــا =تبكي على أيامـــنا الأطــــــــلالُ
هل ذقــتم الإخراج من أوطانكــــــم ؟ =هل تعرفون الدمع كيف يُـسالُ ؟
هذي قوافلنا يسير بها الأســـــــى =وتحفُّها الأخطـــــــار والأهـــــوالُ
بغداد نبراسُ الحضارة دُنســــــت =قهراً وعاث بمجدهــــــــا الأنذالُ
تبكي بلادُ الرافدين وملؤهــــــا =تلك الدماءُ وهذه الأوصـــــالُ
الليل رعب والصباح مذابـــــح ٌ=والوعرُ صعبٌ والسهولُ قتـــــالُ
يهمي رصاص القاذفات كأنــــــه ُ=وبلٌ على هاماتــــنا هطّـــــــــــالُ
ويخرُّ بيتُ الآمنين بأهلـــــــــــــه ِ=ويموتُ تحتَ سقوفهِ الأطفـــــالُ
فلّوجة الأبطالِ صارتْ مأتمــــــــاً =وعلى أساها تضربُ الأمثـــــــالُ
البعدُ يا وطني عسير والهــــــــوى =بقلوبنا بَـــعْد الـنـــــوى قــتَّــــــــال
ما زلتُ أذكرُ في الطفولةِ مرتعـــي =نلهــــو وتحملُ حُــلمنا الآمــــــــالُ
صرنا أُسارى الذكرياتِ فمالنـــــــا =إلا أسىً وتــفكرٌ وخيـــــــــــــــالُ
لَعِـبَ النصارى في بقيةِ شعبنــــــــا =فكأنـنا في كـفـهم صلصـــالُ
من لم يَمُتْ من قومنا عاش الأســى =وسـقـاهُ مــرَّ كــؤوسِـــه الإذلالُ
هل تعرفونَ عن الحصارِ وما الـــذي =صنعـتـهُ في أعناقـنـا الأغـــــــلالُ
قد خانــنا الأحبـابُ يـا لمصابنــــــا =من عثرةِ الأحبابِ كيف تُـقالُ ؟
هذي خيولُ الحربِ تركضُ وحدَهـــا =يا قــومُ أين الفارسُ الخيَّـــــــــالُ ؟
سأعودُ يا أمـاهُ فاحـتــســبـي دمـــــي =إن سالَ فهو كـرامةٌ وجــــــلالُ
سأعودُ كي تردَ المعـالــي أمتـــــي =وتظلَّ تذكرُ صولتي الأجيـــالُ
ما حرَّكـتــنــي ثــــــورةٌ عربــيـــةٌ =سقطت .. ولا صنم ولا تمثـــــــالُ
بل جــئــتُ للإسلامِ أنــقــذُ أهـلــــه ُ=شبلاً تــتـوقُ لعزمهِ الأشبــــــــــالُ
سيَرى البـغـــاةُ بأنــني من أمــــــةٍ =أعلى عُلاها مصعبٌ و بـــــلالُ
لي في الجهــادِ معالـــمٌ وعـزائــــم ٌ=مثلَ الجبالِ .. فهل تُدك جبـــــالُ ؟
هذي غصونُك أمتي قـد أورَقـــت ْ=وشدَت على أوراقهــــا الآمــــــــالُ
إن غاب بدرُك واشتكى الساري الدُّجى =فغداً سيولدُ في السماء هــــــلالُ
لله دره ‘‘‘
تحية عطرة ‘‘