بسم الله الرحمن الرحيم
مبدأ المساعدة الخدمة
في إحدى المناطق النائية رأى أحد المسافرين على فرسه ولدا صغير في العاشرة من عمره
يحمل جرة ماء ، تقدم نحو المسافر وقال
هل تسمح لي أن أسقي الحصان
فنحن في منطقة تبعد ثمانية أميال عن أقرب
مكان فيه ماء
وبعد ان قدم الصغير خدمته
المتواضعة مضى في طريقه دون أن يأخذ أجرا وبينما يراقب المسافر الصبي
أكتشف انه يعاني من أعاقه ( إحدى رجليه ) سأله عن سر عمله فقال : بسبب إعاقتي لا استطيع أن أعمل
أشياء كثيرة كالأقوياء القادرين
فرأيت أن أروي عطش الحيوانات
التي تمر أمام بيتنا
كم هي عظيمة الإعمال الصغيرة في سبيل الآخرين ، لأنها تترك مكانا في قلوب الناس
أسمى من أي شيء آخر ، فالخدمة الحقه ليست تلك البطولات والانجازات الضخمة
بقدر ما هي المشاركة الصادقة بأقصى ما يستطيع المرء أن يقدمه حسب طاقته
دون أن يتردد في تقديمها
( ما هي الخدمة ولماذا )
المعنى العميق لكلمة الخدمة هو :
المشاركة التطوعية النبيلة
النابعة من نفس الإنسان
لكي يلبي احتياجات الآخرين
فالخدوم هو ذلك الشخص الباذل المعطاء
والمحب للآخرين وتتعدد أنواع الخدمة
بحسب احتياجات الآخرين بحسب احتياجات الآخرين من البشر
ويشير علماء الاجتماع بأن الأشخاص الذين يندمجون في المجتمع ويقبلون على المساعدة
التطوعية للصالح العام يتمتعون أكثر من غيرهم بصحبة أوفر وبحياة ايجابية وسعادة أكثر
كما أن تدريب الشباب على التفكير بالآخرين وتقديم الخدمات الممكنة لهم
( خاصة مع ذوي الاحتياجات الخاصة
كالمعاقين ، العجزة ، المتشردين )
من شانه ان يقيهم تبعات
خطر الفراغ والانحراف
بينت إحدى الأبحاث الطبية
حول طب المناعة بأن القيام بإعمال الخير
وخدمة الآخرين
يعود على الجهاز المناعي للجسم بفائدة ما
حيث وجد ارتباط الجهاز المناعي للجسم
مع حالة استقرار العقل ، كما يعمل الطحال بشكل ناشط على إنتاج خلايا ضد المكروبات
ودلاله على ذلك ما توصلت إليه جامعة هارفارد من نتائج تحليل لعاب الشباب الذين
شاركوا الأم تريزا في خدماتها الانسانيه مع الفقراء والمرضى بمدينة كالكتا الهندية
كما ذكر احد الدكاترة من احد الجامعات : أن أداء الإعمال للغير دون انتظار منفعة
يعجل بشفاء المرضى ويساعد على التئام جراحه النفسية والجسمية بصورة ما
ذلك لان الإيثار بلسم اجتماعي ناجع يكون له أثاره الايجابية
( كيف نخدم )
ثمة أعمال قليلة من حياة الانسان
لا يذكرها ولا يسميها
إنها أعمال العطف والحب
أن خدمة الانسان لأخيه المحتاج في هدوء وصمت ليس أمرا عاديا لأنه من الطبيعي
ان نفضل أنفسنا على غيرنا لكن الرغبة الجامحة نحو الذات سرعان ما تروض على
العطاء إذا تخيل أحدانا أنه في مأزق
ولا أحد يهتم به
كم يكون الأمر مؤلما
لنتدرب أولا كيف نعمل ضد ( رغبة الأنا )
ونتعلم كيف يمكن أن نتطوع لخدمة الناس
ويمكن للغاية ان تضع في اعتبارك
المبادئ التالية :
1
ـ شارك الناس في صراعهم
من أجل الحياة الأفضل
بأن ترفع المعاناة عنهم في حدود الامكانياة
2ـ تقديم الخدمة للآخرين له ثمن
جهدك ، وقتك ، مالك ، علمك ، أعصابك
فابذل ذلك كله بمحبة وابتسام
3ـ اظهر اهتماما صادق وعفوي بالناس من حولك وبخاصة من يحتاج إلى المساعدة
4ـ لا تقلل من شأن ما تقدم ومن تقدم له الخدمة ، اظهر تقديرك المخلص له
واجعله يشعر بأهمية نفسه
لأنه يطلب بخجل فلا تحرجه
5ـ انس ما تفعل ، ولاكن تذكر اسم من تقدم له الخدمة ،فأسم الشخص أحب ما يريد
أن يسمعه وربما تلتقيه ثانية وتطمئن
على حالة بعد الخدمة
6ـ اعرض مساعدتك من باب المشاركة
وتفهم ظروف من تقوم بخدمته
من خلال وجهة نظرة
حتى تؤتي الخدمة ثمارها
7ـ تمسك بدوافعك النبيلة على تقديم الخدمة
مهما كانت النتائج غير مرضية
لا تنتظر تقديرا أو شكرا
8ـ آمن بما تفعل ( لا تقل مثلا
واجب أؤديه وينتهي الأمر )
لان عمل بلا إيمان شجرة بلا ثمر
واشكر الله على ما منحك من مواهب
وقدرات تساعد بها غيرك
(( من نعم الله عليك حاجة الناس إليك ))
ان الحياة تقدم لنا فرصا قليلة جدا لتحقيق البطولات ، لكنها تقدم آلاف الفرص
للقيام بخدمات صغيرة ، في كل لحظة يستطيع أبسط الناس ان يقدم كلمة تشجيع
لخائف ، أو شهادة لمظلوم ، أو كلمة مواساة لمتألم ، واعتقد بسهولة نلبي حاجاة
جائع ، أو نرشد تائها ، أو نزور مريض ، أو نمسح دمعة طفل أو حزين
أو نضمد جرح متألم
قليلون أولئك الذين ولدوا ليؤدوا
الإعمال الجليلة في العالم
لكن العمل الذي يستطيع الجميع عمله
هو جعل دائرة المحيط الذي يعيشونه
أكثر إشراقا ورونقا
ولعل التكافل
والتساند
وتلبية الواجب الاجتماعي
والنداء الإنساني
أسمى هذه الإعمال
دمتم
في حفظ الرحمن
الود
العرض العادي
