السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تصديق وعد الله و وعيده
الصادق الوعد الأمين .
أيها الأخوة : في سورة النحل في أول آية منها
قوله تعالى:
{ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}
(سورة النحل )
أتى فعل ماضي، أتى و انتهى .
﴿ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ لم يأتِ،
أتى في الكلمة الأولى، وفي الكلمة الثانية لم يأتِ .
﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾
استنبط علماء التفسير أنه ينبغي أن تأخذ وعيد الله وكأنه وقع لشدة مصداقيته،
ولأنه وعيد الله والأمر كله بيد الله، أنت قد تتوعد ولا تستطيع أن تنفذ ما تتوعد به،
تأتي ظروف صعبة تكون في مركز قوي تزاح عن هذا المركز لم تستطيع أن تنفذ توعدك لإنسان،
أنت حينما تؤمن بقدرة الله عز وجل وبأن الأمر كله بيده، وبأن مقاليد السماوات والأرض بيده،
وبأنه إله في السماء وإله في الأرض،
وبأنه فعال لما يريد حينما توقن ويوعد الله وعيداً تأخذه وكأنه وقع، هذا حال المؤمن ..
{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً}
(سورة الأنعام)
من ألمع تفسيرات هذه الآية أن الله عز وجل في هذا الكتاب في قرآنه الكريم في الذكر الحكيم،
كل هذه الآيات لا تزيد عن نوعين إما أنه يخبرك وإما أنه يأمرك،
ففي أمره عدل وفي إخباره صدق .
{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً}
الآن إذا أخبرك قال:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) }
(سورة الفيل)
من رأى منكم هذا الحادث ؟ ولا واحد .
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) }
(سورة الفجر)
أنت لم ترى، ونحن جميعاً لم نرى، ولكن لأنه إخبار الله عز وجل ينبغي أن تأخذه وكأنك تراه،
وعيد الله ينبغي أن تأخذه وكأنه وقع، وإخبار الله ينبغي أن تأخذه وكأنك تراه،
هكذا ينبغي أن يكون المؤمن، لكن بالواقع ليس كذلك .
يمكن بفترة الثمانينات صدر قرار عن وزير الداخلية
مركبة لا يتطابق رقم محركها مع رخصتها لا تحجز تصادر نهائياً !
وأكثر السيارات العامة لها محركان،
ولص هؤلاء أصحاب السيارات واضعون المحرك لا يتطابق رقمه مع المحرك،
والله خلال أسبوع رأيت العجب العجاب كان أحدهم يرسل صديقاً يمشي أمامه
واتفق معه إذا كان هناك دورية أشعل الوميض حتى يرجع،
أحدهم نقلها في الساعة الثامنة ليلاً لتبديل المحرك، أحدهم وضعها على سيارة ثانية،
وكأنها معطوبة، أنا عجبت لما رأيت من تصديق شديد لهذا القرار،
مركبة ثمنها مليونين أو ثلاثة تذهب نهائياً ليس له حق باسترجاعها
وقد صودرت هذه السيارات فلا حظ تعامل المواطن مع إنسان قوي وكلامه واضح.
مرة الإمام الغزالي قال:
يا نفس لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها، أكلة محببة جداً لكن يتفاقم فيها مرض المريض،
لاشك أنك تمتنعين، أيكون الطبيب عندك أصدق من الله ؟ إذاً فأنت كافرة !
أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ؟ إذاً فأنت جاهلة،
الأولى: فما أكفرك، الثانية: فما أجهلك،
كلام واضح طبيب قال لك: هذا الطعام يرفع الضغط عندك والضغط هو القاتل الصامت،
لا عرض له، قد سكون اثنا عشر أو ثمانية عشر في الأعم الأغلب لا أعراض له،
بعض الحالات لها أعراض لكن قد يكون بأعلى درجة وأنت لا تشعر،
الضغط قد يفجر شرايين الدماغ خثرة بالدماغ، الضغط قد يسبب جلطة في القلب،
لو أن الطبيب قال لك: هذا الطعام إياك أن تأكله قال:
يا نفس لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها لاشك أنك تمتنعين
أيكون الطبيب أصدق عندك من الله فـمـا أكـفـرك
أيكون وعيد الطبيب أشد من وعيد الله إذاً فـمـا أجهـلك
فكل من يعصي الله عز وجل موسوم بالكفر والجهل، لكن بكفر دون كفر،
هناك كفر يخرجه من الملة، شواهد كثيرة:
أحياناً تقرأ تصريح لوزير اقتصاد بالجريدة،
في اليوم الثاني تهبط أسعار السيارات كل سيارة مائتين ألف،
بأربع كلمات مطبوعة بجريدة يومية .
في وقت ما منع تحويل العملة إلى الخارج حدثني أخ في الاقتصاد قال:
ألفين مستورد انسحبوا من الاستيراد، لأن الثمن عشرين سنة سجن !
يعني أنهم صدقوا،
أخ عنده معمل سمع تصريح أن عام ثلاثة وثمانين نهاية القطاع الخاص باع آلاته،
يعني أنه صدق،
تأتي بالقرآن لا أحد يصدق، كلام الخالق كلام من بيده الأمر،
كم هناك من مؤامرات ؟
كيف أن العالم الإسلامي يواجه حرب عالمية ثالثة معلنة ضد الإسلام ؟
لاشك شيء واضح عندما يقول الله عز وجل:
{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}
(سورة آل عمران)
أنت معك طريق لو سلكته تعطل كل ما يفعله أعداء المسلمين .
{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}
مرة كنت أمشي في سوق تجاري فخرج أخ من محل ودعاني إلى زيارة المحل، جلست قليلاً،
وكان الهدف يسألني سؤال فتوى
قال: جاءني خاطب لابنتي جيد وسيم وبيته جيد صاحب معمل وعنده مركبة
قال كل الشروط جيدة إلا أن دينه رقيق ما قولك ؟
قلت له: هل تقرأ القرآن ؟
قال: طبعاً أعوذ بالله، أنت حينما تقرأ القرآن ماذا تقول بعد قراءته ؟
قال أقول: صدق الله العظيم،
قلت له: اسمع ما يقوله الله !
ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبك .