في هذا الصباح
عندما نظرت الى اللون الذهبي الذي اصطبغ بحمرة الشفق .. والذي يدل على ان الغروب في طريقه الى الشمس ..
وجدت مقلتي تنساب بامطار لم أعهدها من قبل ..
أمطار مالحة حزينة جامدة ..
كانت أمطارا باكية ..
ذلك لأن ما أراه الان ذكرني بك وانت ترحل ..
لم تعلم ان رحيلك هو ميعاد لبدء غروبي أنا ..
لم تعلم ان فراقك هو اللون الأسود الذي أصبح يترائى لي كثيرا ..
لم تعلم انك حين امسكت حقائبك ومضيت ..
انما اخذت معك روحي ..
فكيف تريني أستطيع العيش بلا روح ..
مازال ذلك اليوم خالدا في ذاكرتي ..
يوم ان نظرت لك حيث كنت تقف في منتصف الطريق..
بيدك اليمنى حقائبك ..
وبيدك اليسرى قلب ينبض كل دقيقة ليخبرك انه مازال هنا .. معك والى جوارك ..
وورائك .. كان القمر ينظر اليك كاسفا حزينا ..
نظرة واحدة وجهتها لي .. ثم اعطيتني ظهرك .. ومضيت ..
ووقفت أنا والقمر نرثيك وظلالك العذبة تطول وتطول .. ثم تختفي فجأة ..
ويختفي معها القمر ..
ويبدأ المطر بالهطول ..
واقفة أنا وحدي .. حزينة باكية ..
والظلام يغلفني من حولي ..
والمطر يتساقط .. فأسمع كل قطرة ترتطم بالثرى ..
والبرد والثلج يصنع تلالا بيضاء على ثيابي وقبعتي ..
والبرق يصرخ من فينة الى اخرى معلنا انني المجنونة الوحيدة التي تقف هكذا عارية من أي مظلة تسترني ..
وهو لايعلم .. ان جنوني سببه فراقك ..
والرعد يضئ لي الطريق تارة .. ثم يحجبه عني تارة أخرى ..
غير عالم .. انني من بعدك .. لاطريق لي
مســــــــــــــــاء الخـــــــــــــيــــر .::
العرض العادي
