العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-2003, 02:41 AM   رقم المشاركة : 1
بحور بلا شطآن
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية بحور بلا شطآن
 





بحور بلا شطآن غير متصل

الشهيد سيد قطب والحرب علي العراق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
من منا لا يعرف سيد قطب ؟ تقبله الله من الشهداء الذي اعدمه الطاغيه جمال عبد الناصر وهو صاحب تفسير في ظلال القرآن هذه رؤيته عن حرب العراق .

في الكتاب الذي أصدره سيد قطب عام 1951 بعنوان "السلام العالمي للإسلام"، عقد فصلا لتحليل الاستراتيجية الأمريكية في الهيمنة ، مستمدا هذه الرؤية من الحرب الكورية ، التي كان يجري الاستعداد لها أو تقرع طبولها ولم تقع بعد ، والحقيقة أن تلك الرؤية تصلح لتفسير وفهم ما يجري تجاه العراق، ويمكن أن تضيف الكثير لتحليل التجارب التاريخية والمواقف السياسية ، وبخاصة موقف الحركة الإسلامية من الاتحاد السوفييتي والشيوعية وقضايا العدالة الاجتاعية، وتبدو في تلك المرحلة من حياة (سيد قطب) القدرة الفائقة على اسيتعاب الأحداث المحيطة وتوقعاتها وتداعياتها، كما أنه يقدم رؤية واقعية جدا وتستند إلى أفكار ممكنة التحقيق وليست صعبة ولا مثالية، وربما كان يمكن تحقيق الكثير لو أُخذت مقولات سيد قطب في حينها بالاعتبار، ولكن الأمر يبدو كما قال الشاعر:

نصحتهم أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد

والغريب أن هذا الفصل من الكتاب حذف من الطبعات اللاحقة، ويقع الفصل في 24 صفحة، وملخصه بعد مجموعة من التساؤلات اُفتتح بها الفصل، مثل:
ماطريقنا نحن الأمة المسلمة؟ وما موقفنا من الصراع العالمي الذي يدور حولنا؟ وما واجبنا تجاه الحياة، وتجاه أنفسنا، وتجاه الإنسانية؟ كيف نواجه مسألة السلام العالمي بعقيدتنا الإسلامية؟ وكيف نتصرف في المجال الدولي طبقا لهذه العقيدة؟

على حافة الهاوية

ناقوس الحرب يدق، هاهو ذا يقرع سمع البشرية المنكودة، ولقد سمعته من قبل في أمريكا ؛ حتى قبل قيام الحرب الكورية، وكل من عاش في أمريكا في خلال الأعوام الأخيرة يدرك بوضوح أن أمريكا ستحارب، كل شيء ينطق بهذه الحقيقة أو يوحي، التعبئة العامة، وما يغطي هذه التعبئة إلا ستار رقيق من الدبلوماسية، والصحافة وأجهزة الإعلام والدعاية، بل وفي الجامعات والمعاهد.
إن أمريكا تريد أن تحارب ولو طاوعتها أوروبا لما صبرت على الحرب حتى حادث كورية، فقد كانت تريدها حربا كاملة منذ (أزمة برلين) المعروفة.
فرؤوس الأموال الأمريكية في حاجة ملحة إلى حرب جديدة، هذه هي المسألة، والإنتاج الأمريكي مهدد بالكساد ، والخسارة الكبيرة لرؤوس الأموال الأمريكية، ولم يكن مشروع مارشال إلا لغايات ثلاث: تصريف الإنتاج الأمريكي الفائض، واتقاء حالة التبطل بين عمال أمريكا، وتحريك الاقتصاد العالمي.
وقد استعادت أوروبا قدراتها الإنتاجية والاقتصادية ، وبدأت تنافس الولايات المتحدة ، وما كان تخفيض الجنية البريطاني إلا لمنافسة الصادرات الأمريكية، وقد تنبهت أمريكا لهذه الخدعة وأخذت ترد على بريطانيا باستنزاف الخامات من الأسواق العالمية ، مستعينة بقدرتها الفائقة على الشراء وبقوة نقدها في الأسواق العالمية ، كي ترفع سعر هذه الخامات ، وتجعل بريطانيا وأوروبا أقل قدرة على المنافسة، فمثلا قد ارتفع سعر خامات الصوف - التي تقوم عليها الصناعات البريطانية- خمسمائة بالمائة.
وقد فقدت أمريكا الأسواق الصينية بعد اجتياح الشيوعية لها، وأحست رؤوس الأموال الأمريكية بالاختناق، كما أحست الدوائر الاجتماعية بالخطر، فبلغت الأيدي المتعطلة قبل الحرب الكورية خمسة ملايين نقصت إلى ثلاثة ملايين بعد ابتداء الحرب، ومن هنا لا بد لأمريكا أن تحارب، ولا بد من حرب شاملة تجتذب جميع الأيدي العاملة، وتضمن لرؤوس الأموال أرباحا كبيرة، فالحرب بالقياس لأمريكا هي ضرورة حياة قومية، وإذا كانت أوروبا تتلكأ ؛ فتؤجل بذلك الحرب المطلوبة، وتهدئ الأعصاب الأمريكية الثائرة، ولكن ذلك ليس إلا عوامل وقتية للسلام، وليست ضمانات حقيقية لهذه البشرية المنكودة الطالع.
إن أمريكا تستخدم الضعوط الاقتصادية والسياسية ، والضغط المسلح وإغراء الدولار، والمساعدات الاقتصادية، وتخاطب الطبقات الحاكمة والمتنفذة اقتصاديا، ولا تعتمد كثيرا على الجماهير، ولا تُلقي بالاً إلى مطالب الشعوب لفرط ثقتها بالطبقات الحاكمة والرأسمالية، ولن تنصت إلى الشعوب إلا حين تتوقف عن الاستماع لشعوذات الزعماء والكبراء المتعاونين مع الاستعمار.
وتريد أمريكا أن تجند العرب في حربها ؛ لتتخذ من بترولنا ومواردنا الغذائية ومواقعنا الاستراتيجية عدة للنصر في المذبحة العالمية المنتظرة، وبخاصة بعد تلك الصفعة القاسية التي أصابتها في الهند الصينية.

ضرورة بقاء الشيوعية

إنه ليس من مصلحتنا نحن ، ولا من مصلحة الإنسانية أن تتغلب الآن إحدى الكتلتين على الأخرى، وتمحوها من الوجود محوا، فنحن في دور استكمال وجودنا الطبيعي في الحياة، واستنقاذ مصالحنا المغصوبة بأيدي المستعمرين، فبقاء الشيوعية في وجه الرأسمالية هو الضمانة المؤقتة للبشرية ألا تسيطر عليها قوى الاستعمار الجائر الغاشم الظالم، وإذا كان فينا من يحسن الظن بأمريكا فلينظر كيف تقف في صف الاستعمار، وكيف تمده بالحديد والنار عند الاقتضاء، على أني أعيذ البشرية أن يستبد بها الصلف الأمريكي السخيف ، الذي قد لا يقاس إليه الصلف البريطاني، فصلف الرجل الأبيض الأمريكي يفوق كل ما كانت تتصوره النازية الهتلرية، وويل للبشرية يوم يوقعها سوء الطالع في ربقة هذا الصلف الأمريكاني بلا قوة في الأرض تخشى ويعمل لها حساب.
ونحن في حاجة مؤقتة للكتلة الشيوعية ، لتخويف الطغاة والمستغلين ، واسترداد حقوق الجماهير المسلوبة، وفي ظل هذا التخويف فإننا نَدين لوجود هذه القوة بالشيء الكثير من محاولات تحقيق العدالة الاجتماعية، ولولا الخوف من الشيوعية لما تم منها الكثير.

طبيعة الحياة

إن طبيعة الحياة تأبى الانتصار الكامل الحاسم لقوة واحدة، وإن الهزيمة لتنبت في زحمة النصر، كما أن النصر ينبت في ركام الهزيمة، وها نحن أولاء نرى أن الحلفاء الذين بذلوا ما بذلوا لقهر ألمانيا واليابان ينحنون اليوم على الحطام والأشلاء، ليستنقذوا منها المارد الذي صرعوه بالأمس ، كي يستعينوا به على المارد الجديد، ولئن انتصروا غدا على الجبهة الشرقية فليواجهن ألمانيا من جديد.
إنه لمن السذاجة أن نتصور أننا نستطيع أن نجني ثمرة السلام العالمي من وراء اصطدام هاتين الكتلتين الضخمتين في حرب حاسمة، ولقد كان الطيبون الأبرياء يتصورون أن نجني هذه الثمرة بعد كل من الحربين العالميتين الماضيتين، فلم تُطلع شجرات الحرب إلا ثمرات مرة للطيبين، وكان الجنى الحلو كله للطغاة والمستغلين.

طريق الخلاص وكلمة الإسلام

إن هذه الشعوب - التي تعد بمئات الملايين ، والتي تتحكم مواقعها الاستراتيجية ، ومواردها الطبيعة في نتائج أية حرب ، وفي النصر والهزيمة - لا تعجز عن شيء حين تريد، وما من جيش يواجه عداء الشعوب وهو آمن في قديم الحروب وحديثها، وما يؤمن بذلك إلا المستغلون الأذلاء، وكل قول غير هذا هراء.
والإسلام بفكرته العامة ومبادئة الكلية يلعن هذه الحروب، ويحرم علينا أن ننضم إلى قوى الطاغوت في الأرض، وأن نعاون على الإثم والعدوان، ويحرم علينا أن نمد أيدينا إلى الذين يؤذون المسلمين، ويخرجونهم من ديارهم ، ويظاهرون على إخراجهم، ويحتم علينا أن ندفع عن البشرية الظلم، وأن نبدأ بأنفسنا في دفع هذا الظلم عنا، وليس على وجه الأرض ظلم أشنع من الاستعمار.
وما ينطبق على الدول والحكومات ينطبق على الجماعات والأفراد، فكل شركة أو مؤسسة مالية أو تجارية وكل فرد يتعاون مع هذه الدول الاستعمارية هو مخالف لأمر الله خارج على الأمة المسلمة، مؤذ للمسلمين في كل مكان، وهؤلاء المقاولون الذين يوردون الأطعمة للجيوش والعمال الذين يعملون مع مؤسسات الاستعمار إنما يخونون الله ورسوله ، ويخونون المسلمين ويخونون أنفسهم.
إن الكتلة الإسلامية - المتصلة الحدود من شواطئ الأطلسي إلى شواطئ الباسفيكي ، وتملك أغنى منابع البترول والمواد الخام والمواقع الاستراتيجية - تملك أن يكون لها وزن حتى لو كانت مجردة من السلاح، وأنا أكتب هذا للشعوب لا للحكومات، وللجماهير لا للمستغلين، وأنا مؤمن بالشعوب والجماهير في تلك الرقعة العريضة من الأرض، وأيا كانت عوامل الضعف والفرقة والضغط والكبت فإن واجب الدعاة ألا يفقدوا إيمانهم بالشعوب، فالشعوب تملك حين تريد أن تسبب المتاعب للأقوياء ولحلفائهم من أهل البلاد، وأن تكلفهم عنتا دائما لا يأمنون معه الاندفاع ، ولا يحمون ظهورهم من الاضطراب والانتفاض.

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:58 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية