العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 30-03-2010, 09:37 PM   رقم المشاركة : 1
الـعـاطفي
Band
 
الصورة الرمزية الـعـاطفي
 






الـعـاطفي غير متصل

Icon3 ஐ◄██, فضل ذكر الله ██►ஐ


مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد:
فضائل الذكر ، فقد ذكر رحمه الله في كتابه الماتع : الوابل الصيب ، فضائل الذكر ، وقبل ذكر هذه الفوائد مع تعليق خفيف عليها ، أذكر مقدمة فأقول مستعيناً بالله مصلياً على رسول الله عليه الصلاة والسلام :
لا شك أن ذكر الله من أجل الطاعات ، وأفضل القربات ، ودليل على حب الله ، فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره .
فليس هناك شيء من الأعمال أخف مؤنة منه ، ولا أعظم لذة ، ولا أكثر فرحة وابتهاجاً بالقلب .
وقد أمر الله بذكره في آيات كثيرة :
فقال تعالى (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) .
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ) .
وقال تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ) .
وقال تعالى (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ) .
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ) .
وأما الأحاديث فكثيرة جداً سيأتي بعضها ضمن الحديث .
ومنها
قوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ ذكر الله)) .
وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يتشبث به؟ فقال: ((لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله)) .
وقال  ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت ) .
وأما أقوال السلف فهي كثيرة :
قال الحسن البصري : تفقّدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة ، وفي الذكر ، وفي قراءة القرآن ، فإن وجدتم وإلا فالباب مغلق .
وقال مالك بن دينار : ما تلذّذ المتلذذون بمثل ذكر الله .
وقال معاذ : ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله سبحانه فيها .
وقال بعض العارفين : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن عليه لجالدونا بالسيوف .
وقال علي : أشد الأعمال ثلاثة : إعطاء الحق من نفسك ، وذكر الله على كل حال ، ومواساة الأخ في المال .
وعن مالك بن دينار قال : خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها ، قالوا : وما هو يا أبا يحيي ؟ قال : معرفة الله .
وعن سعيد بن عبد العزيز قال : قلت لعميْر بن هانىء : إن لسانك لا يفتر عن ذكر الله ؟ فكم تسبح كل يوم وليلة ؟ قال : مائة ألف ، إلا أن تخطأ الأصابع .
وقال عون بن عبد الله : مجالس الذكر : شفاء القلوب .
وعن ميمون قال : إذا أراد الله بعبده خيراً : حبّب إليه ذكره .
وقال لقمان لابنه : إن مثل أهل الذكر والغفلة : كمثل النور والظلمة .
وعن عبيد بن عمير قال : تسبيحة بحمد الله في صحيفة مؤمن يوم القيامة ، خير من أن تسير معه الجبال ذهباً
وقال بعض العلماء : ما طابت الدنيا إلا بذكره ، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه ، ولا طابت الجنان إلا برؤيته
وقال بعض السلف : اذكروا الله حتى يقال : مجنون .
وعن عكرمة : أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثني عشر تسبيحة ويقول : أسبح بقدر ذنوبي .
وعن الأوزاعي قال : كان حسان بن عطية إذا صلى العصر يذكر الله تعالى في المسجد حتى تغيب الشمس
وقال ابن السماك : رأيت مسعراً في النوم ، فقلت : أي العمل وجدتَ أنفع ؟ قال : ذكر الله .
وقال بعض المحدثين : والله ما أحب الحياة إلا للذكر وللتحديث .
وقال أحمد بن حنبل : لزمت هشيْماً أربع سنين أو خمساً ، ما سألته عن شيء إلا مرتين هيبةً له ، وكان كثير التسبيح بين الحديث ، يقول بين ذلك : لا إله إلا الله ، يمد بها صوته .
والأقوال كثيرة ، وقد جاءت الفضائل العظيمة للذكر ، ذكر ابن القيم كثيراً من هذه الفضائل في كتابه الوابل الصيب :
فمنها : أنه يَطرُدُ الشيطانَ ويقمعُه ويَكسِرُه .
وهذا من أعظم فضائل الذكر ، فإن الشيطان عدو للإنسان ، كما قال تعالى (إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) وقال تعالى (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) .
وقال تعالى (إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ) .
فلا يستطيع المسلم أن يحرز نفسه من عدوه اللدود إلا بذكر الله ، كما قال  ( وآمركم أن تذكروا الله تعالى ، فإن مثلَ ذلك مثلُ رجلٍ خرج العدو في أثرهِ سراعاً ، حتى أتى إلى حصنٍ حصين ، فأحرزَ نفسَه منهم ، كذلك العبد لا يُحْرِزُ نفسه من الشيطان إلا بذكر الله ) .
قال ابن القيم : فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقاً بالعبد أن لا يفترَ لسانُه من ذكر الله تعالى .
وقال  ( إذا دخل الرجلُ بيتَه فذكر الله عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان لأصحابه : لا مبيتَ لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامـه قال : أدركتم المبيت والعشاء ) رواه مسلم .
وقال  ( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، في يومٍ مائةَ مرة ، كانت له عدلَ عشرِ رقاب ، وكتبتْ له مائةُ حسنةٍ ، ومُحيتْ عنه مائةُ سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومَه ذلك حتى يمسي ) متفق عليه .
ولذلك شرع ذكر الله عند قراءة القرآن الكريم كما قال تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) حتى يطرد بهذه الاستعاذة وساوس الشيطان ، فإن الإنسان إذا اتجه إلى طاعة – وخاصة مثل القرآن الكريم – فإن الشيطان يحاول أن يوسوس له وأن يكسله عنها ، فشرعت الاستعاذة طرداً للشيطان ووساوسه
بل إن ذكر الله يجعل الشيطان حقيراً صغيراً ، كما في الحديث عن رجل من الصحابة قال ( كنت رديف النبي  ، فعثرت دابته ، فقلت : تعس الشيطان ، فقال : لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بقوتي ، ولكن قل : بسم الله ، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب ) رواه أبوداود .
بل إن ذكر الله يطرد الشيطان بعيداً ، كما في الأذان ، فقال  ( إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاةِ ذهب حتى يكون مكانَ الروْحاء ) رواه مسلم قال الراوي الروحاء : هي من المدينةِ ستةٌ وثلاثون ميلاً .
ومنها : أنه يزيل الهمّ والغم ويجلب للقلب الفرح والسرور .
ولذلك أيها الإخوة ، شرع ذكر الله عند الهموم والغموم .
وقد كان النبي  إذا حزبه أمر قام إلى الصلاة ويقول لبلال : أرحنا بالصلاة يا بلال .
عن ابن مسعود . أن رسول الله  قال :ما أصاب أحد قط هم ولا حـزن فقال : اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض فيّ حكمك ، عدل فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي إلا أذهب الله همه ) .
وفي دعاء الهم والغم عن ابن عباس ( أن رسول الله  كان يقول عند الكرب : لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ) متفق عليه .
فمن أراد أن ينشرح صدره وأن يذهب همه وغمه فعليه بذكر الله دوماً وأبداً كما قال تعالى (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) بعكس قليل الذكر فهو مغموم مهموم كما قال تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) . ولذلك كان النبي  يذكر الله على كل أحيانه .
ومنها : أنه يورث المحبة ، التي هي روح الإسلام ، ومَدار السعادة والنجاة ، وقد جعل الله لكل شيء سبباً ، وجعل سبب المحبة دوام الذكر .

للأمانة منقول
تحياتي واحترامي واشواقي






 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية