رسالة إلى المجاهدين المطاردين
الحمد لله موجد المخلوقات , القائم بأمر الأرض والسموات , معطي من صدق من عباده الهبات , وصلى الله وسلم على خير البريات بإزكى ذكر وأطيب تحيات , ,,,,,,,,,,أما بعد ,
الحمدلله الذي ينعم على عبده بالبلاء ليرده إليه ,ويطهره من أدران الذنوب , وجملة الخطايا, فيهبه الإنكسار بعد الجفاء, والأنس بعد الوحشة ,والقرب بعدالبعد ,فيمشي على الأرض كالزجاج صافياً من الأثام , محبوب عندأهل السماء قبل أهل الأرض , فأليكم ياصفوة الأرض , ويارحيق الأمة , ويامشعل الهداة , ومفاتيح الخير , وينبوع العزة ,وتيجان الفخار , وياعزالأمة , إليكم انتم أسطر خواطري , وأجري قلمي , وأسبل مدامعي , يامن لفظتم الدنيا حين إستساغها الأخرون, وشريتم الأخرة بعد أن باعها الأخرون , وحملتم جراح أمتكم بعد أن تناساها اللاهون , إليكم أنتم أفحم جواد البيان , وأشحذ سنان القلم , وأروض مطايا فكري , كي أوفيكم حقكم , يوم لاكت ألسن المتخاذلين أعراضكم ,وشمت الخلوف بسيركم , وتجشئت سرائر المتعالمين بنبزكم ,
إليكم يامن ملكتم علي فؤادي ,وكان حديثكم وذكركم زادي , يارفقاء دربي , وياخير صحبي , أني أشعر بما تشعرون , فقد حطمت يد الأوغاد جدار أنسي , وروعوا بنياتي وعرسي , وأبعدوني وأنا قريب ,وعشت في وطني وأنا غريب , لم يراعوا حرمة عرضي ,فاستحلوا حريتي وأرضي , أخرجوني من بيتي كارهاً , ولوثوا سمعتي بالأكاذيب , فكانت يد الغدر وساعد الصليب , ومانقموا مني ,إلاأني أحبكم وعلى دربكم , أدرك ماتعانون من بعد عن الأهل والأحباب, وغربة بين العشيرة , والأصحاب ,ينظر إليكم بعين الريبة والإتهام ,وتوعدون بالسجن والموت الزؤام , لكن لاتحزنوا فأليكم مدحت ربكم لمن سار على دربكم { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فماوهنوا لما أصابهم في سبيل الله وماضعفوا ومااستكانوا والله يحب الصابرين }وهاكم بشرى مليككم {وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا}
دعوا أعدائكم يرتمون في أحضان الصليب , ويقدمون دينهم قرباناً على مذبحه , وأنتم إنطرحوا بين يدي ربكم وأدعوه بخالص الدعاء وأفصحه , فسترون كيف تهتز السماء , وتساق الرياح , وتضج الملائكة لنصرتكم , إن صدقتكم ربكم ,
إخواني وأحبابي
تذكروا وأنتم مطاردون خائفون , يفزعكم الصوت ,وتريبكم النظرات , خوف الأنبياء قبلكم , ومطاردة الطواغيت لهم , فهذا موسى عليه السلام يخرج من بلده خائفاً يترقب وهو يقول {ففرتم منكم لما خفتكم } , وهذا عيسى عليه السلام تحاك ضده المؤامرات لقتله , فيطارد ويحاصر في بيت فتدركه العناية الألهية , فيرفعه الله إليه , وهذا الحبيب صلى الله عليه وسلم , يخرج من بلده وأحب البقاع إليه تاركاً أهله وماله من أجل نصرة الدين وتبليغ رسالة رب العالمين , ويطارده قومه وبني عمه ,ويجعلون لمن يأتي به الأموال الطائلة
فهل صدهم هذا عن ترك الطريق وتبليغ رسالة رب العالمين , هل ركعوا للطواغيت , وتركوا محاربة أعداء الدين ,,لاوالله , بل ضحوا وبذلوا وحرضوا والعاقبة للمتقين , فلايهولنكم سيوف الصليبين , ولاسجون الطغاة , ولاتخذيل الحثالة , وخذلان العلماء ,ومخالفة الرويبضة , فالطريق محفوف بالمخاطر والأشواك , وفي نهايته محمد عليه الصلاة والسلام ,واقفاً على باب الجنة يقول لمن سار على دربه وأتبع سنته وجاهد عدوه , أفلحت الوجوه , أبشروا برحمة الله ورضوانه , أنتم أخواني أمنتم بي ولم تروني , وصبرتم علىالأذى , وجاهدتم في الله تصديقاً بوعده , فأنتم أحباب الله وأولياء ه مساكنكم جنات عدن , تدخلون على الرحمن بكرة وعشيا , بما صبرتم فنعم عقبى الدار , فالصبر الصبر , إنما هي أيام معدودة فنلقى محمد وصحبه بأذن الله , وحياة المطاردة ولاحياة الجبناء ,وعيشة التشريد وأنتم أعزة خير من ذل الحديد ,و إليكم وعد الله لايخلف وعده
{لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد o متاع قليل ثم مأواهم النار وبئس المهاد }
وأما أنتم فلكم {وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلكم وليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لايشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون }
عزام خاطر
المدينة النبوية
العرض العادي
