آهِ ماأكثر في الأفراح أعداد الصحابِ * أمَم’’ حولي وعن جنبي ومنهم خلف بابي
كنت لاأخشى صروف الدهر مادام رفاقي* بعضهم كالأسدِ من حولي وبعض’’ كالذئابِ!!
لم أكن أحصي لهم عداًّ ولم أحتج لهذا * فهم الاكثر والأقوى اذا اشتدَّ اكترابي
ومضت أيامنا البيضاء ولّت للمغيبي * وانبرت سود ليالينا كإقدام الغرابِ !!
دولاً قالوا عن الأيام في زحف الخطوبِ * عسلاً تأتي وقد تأتي بألوان العذابِ
قد أتى دوري مع الحرمان في غمضة عينٍ * قُلبت حالي وأضحى الفجر كالليل المهابِ!
طعنتني حربة الأيام في أعماق صدري * فتذكّرتُ أحبّائي وحرّاس شبابي!
ياصديق العمر حينما اخترتك من بين البرايا * لم أكن أبحث عن أرضٍ لتوطين اغترابي!!
ياصديق العمر لم أخترك أطماعا بدنيا * فأنا القانع في رزقي وفي شح اكتسابي
انما الصحبة إيثار’’ اذا الدنيا استدارت * هاهي الدنيا وقد حنّت لأيام الضِّرابِ!!
صحتُ من زوبعة الآلام ياصحبِيَ هبُّوا * ويحكم يافتية الأمس هل يَخفى مصابي؟
أين أيام تغنّيكم بألحان التفاني؟ * هل نسيتم أم أنا المخدوع في كل حسابي؟!
سمعوا صرخة أوجاعي ولكن لم يجيبوا * صمتهم مُطبقُ والساحات كالأرض اليبابِ!
أدبروا عني كماالأشباح قد كنتُ أراهم * خلسةً قد نظروا نحوي بخبثٍ وارتيابِ!
صورة’’ من قصة النكران لازالت أمامي * كيف من كنتُ لهم درعا رموني بالترابِ؟
يارفاقي رغم ماأخفيه من جمر جراحي * ثقتي في الله تسمو بي لهامات السحابِ!!
يصنع الايمان من آلامنا للسعد جسراً *** ويظلُّ الصبر للإنسان من حُسنِ الثوابِ!!
شعر/ حمدان بن سالم