في جو ارتفعت فيه الايدي للسماء، ورددت الالسن عبارات الدعاء، واجهش الجميع فيه بالبكاء، انطلقت بعد ظهر امس الخميس مسيرة الوفاء، وفاءً لأميرنا ووالدنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.
وشارك في المسيرة التي رعتها «الوطن» والتي بدأت من الجزيرة الخضراء بشارع الخليج العربي حتى قصر دسمان آلاف من المواطنين والمقيمين رجالاً ونساء واطفالاً، حاملين صور الشيخ جابر واللافتات التي تعبر عن الحزن والاسى على رحيل سموه.
كما شارك في المسيرة معظم الجاليات العربية والاجنبية في الكويت، وعدد كبير من المعاقين على كراسيهم المتحركة وعائلات بكل افرادها، وكل يحمل صورة الامير تعبيرا عن مكانة سموه في قلوب الناس بشتى اطيافهم.
كم كانت تلك المسيرة معبرة عن عظم الحب الذي تحمله القلوب لأمير القلوب، وكم كان كبر الوفاء الذي تحمله لأمير الوفاء، وكم كان كم الدموع التي انهمرت من اجل والد انهمرت دموعه في مجلس الامن ايام الاحتلال العراقي حزنا وشفقة على وطنه وشعبه، وكانت دمعة الأمير دمعة رجل آمن بالله ونصره، ودعا الله وتوكل عليه فلم يخذله، كانت دمعة رجل حمل الحب بقلبه لشعبه ووطنه، دمعة رجل وفيّ ادرك عظم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» فرعى رعيته خير رعايته، وتخطى بها الازمات، وكان والدا للجميع، وبرحيله كان الوفاء من الجميع، وجاءت الدموع دموع وفاء لرجل الوفاء، ودموع ايمان لرجل آمن في اليسر والعسر بالإله القادر الرحمن الناصر عباده المؤمنين، ودموع الابناء الذين فقدوا والدهم الراعي الناصح المرشد العطوف، وكأنما الكل يقول: «اعيني جودا ولا تجمدا».
ان المسيرة التي ارتدى المشاركون بها ملابس سوداء وحملوا لافتات تعبر عن حب الوالد ومن بينها «ستظل في القلوب يا أمير القلوب»، و«اخلاق أميرنا الراحل قدوة لنا» و«باقون على الوفاء لاسرة آل الصباح الكرام» و «الى جنات الخلد يا جابر الخير» و «القلوب تبكيك ايها القائد الغالي» وغيرها من عبارات حب، لم تكن مسيرة وفاء وحسب انما هي بيعة ابدية من الابناء للوالد، وعهد تقطعه الرعية لراعيها بانه باق في القلوب مدى الدهر، وان الدعاء له لن ينقطع، وذكراه لن تغيب، وكلماته المأثورة ستبقى نبراسا ينير الطريق، فبابا جابر لم يرحل عنا بل ما زال معنا في كل لحظات حياتنا «ولم يمت الانسان ما حيي الذكر».
إن الألوف المشاركة في مسيرة الوفاء، والوف الرسائل التي تلقتها «الوطن» من المواطنين والمقيمين، ووفود التعازي، والكلمات التي سطرتها صحف العالم في مآثر سمو الأمير الراحل شهادة على عظمة سموه ومكانته العالية، والفراغ الكبير الذي تركه برحيله.
لله درك يا قائدنا ووالدنا..أحبك الله فحبب خلقه فيك، وأعزك الله، فعشت عزيزا كريما، ورحلت عزيزاً كريما، ورفعك الله، فرفعك الناس مكانا عاليا، الى جنات الخلد يا والدنا مع الأنبياء والصديقين والشهداء.
قدرت مصادر في وزارة الداخلية عديد المشاركين في المسيرة التي تمت برعاية «الوطن» امس من الجزيرة الخضراء الى قصر دسمان بنحو 18 الف مشارك الى عشرين الفا.
المصدر : جريده الوطن
.
العرض الشجري
