لماذا إذا دخل شخص إلى مجلس عام هش الناس في وجهه وبشوا ..
وفرحوا بلقائه .. وود كل واحد لو يجلس بجانبه ..
بينما يدخل آخر .. فيصافحونه مصافحة باردة –
عادة أو مجاملة – ثم يتلفت يبحث له عن مكان
فلا يكاد أحد يوسع
له أو يدعوه للجلوس إلى جانبه ؟
إنها مهارات جذب القلوب والتأثير في الناس ..
يختلف الناس بقدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الآخرين ..
وبالتالي يختلف الآخرون في طريقة الاحتفاء بهم أو معاملتهم ..
والتأثير في الناس وكسب محبتهم أسهل مما تتصور ..
لا أبالغ في ذلك فقد جربته مراراً .. فوجدت أن قلوب أكثر الناس يمكن صيدها بطرق ومهارات سهلة ..
بشرط أن نصدق فيها ونتدرب عليها فنتقنها ..
والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا .. وإن لم نشعر ..
أتولى منذ ثلاث عشرة سنة الإمامة والخطابة في جامع الكلية
كان طريقي إلى المسجد يمر ببوابة يقف عندها
حارس أمن يتولى فتحها وإغلاقها ..
كنت أحرص إذا مررت به أن أمارس معه مهارة الابتسامة ..
فأشير بيدي مسلماً مبتسماً ابتسامة واضحة ..
وبعد الصلاة أركب سيارتي راجعاً للبيت ..
وفي الغالب يكون هاتفي المحمول مليئاً باتصالات ورسائل مكتوبة وردت أثناء الصلاة ..
فأكون مشغولاً بقراءة
الرسائل فيفتح الحارس البوابة وأغفل عن التبسم ..
حتى تفاجأت به يوماً يوقفني وأنا خارج ويقول : يا شيخ ..! أأنت زعلان مني ؟!
قلت : لماذا ؟
قال : لأنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان ..
أما وأنت خارج فتكون غير مبتسم ولا فرحان !
وكان رجلاً بسيطاً .. فبدأ المسكين يقسم لي أنه
يحبني ويفرح برؤيتي ..
فاعتذرت منه وبينت له سبب انشغالي ..
ثم انتبهت فعلاً إلى أن هذه المهارات مع تعودنا عليها تصبح من طبعنا ..
يلاحظها الناس إذا غفلنا عنها ..