صحيح أنها دنيا هذه الدنيا وفي اعتقادي أنها حظوظ فمن له نعمه امتاز بها ومن ليس له فهذا حظه وقسمته ونصيبه، وصدق المثل القائل: (فاقد الشيء لا يعطيه).. وقد تكون هذه الحظوظ حكمه من عند الله عز وجل لا يعلمها الا هو وحده سبحانه. فبالمقابل من حُرم نعمةً من الله قد يعوضه الله نعمةً غيرها وهذا مارأيته في حياتي البسيطه ذات الخبره القليله (((جداً)))
ياناس ليس كل مايعرف يقال وليس كل شي له حل كما يقال، مثلاً هل تستطيع ان تغير طبع انسان ؟!! وهل تستطيع تغيير ارتياح شخص لشخص اخر؟
وهي معلومه خاطئه ان تكون صريحاً في كل شيء أو أن تفضفض لشخص اخر عن كل شيء، يعني لو افترضنا ان شخص يظن انك بارع في لعب كرة القدم مثلاً وهو يرى انك تعرف تلعب هذه اللعبه باحتراف وقد شاهدك وانت تلعب، ثم تأتي انت وتقوله: (لا تحسبني لعيب ترى ماعندي سالفه ولو شفتني مباراه كامله والا كذا مباراه راح تغير رايك لاني احياناً ابدع وكثير من الاحيان اخربط يعني المسأله حظ)
اكيد راح تكون ردة فعله انه يبدأ يشك في قدراتك في اللعب وما عاد يثق فيك زي الاول ((فهذه هي الصراحه المطلقه)).. وبالمناسبه الناس ماتحب الشخص اللي يقلل من قيمة نفسه..!
أما الفضفضه مثلاً لو واحد يحسبك مرتاح في حياتك بصفه عامه ويشوفك تضحك وتنكت وهو يتتريق معاك ويضحك ويحسبك انسان عادي مبسوط مرتاح ماعندك اي مشاكل، ولكن تجي حضرتك وتقول لازم ياخي افضفض واطلع اللي في قلبي وارتاح، تقوم تقوله مشاكلك وحالتك النفسيه الصعبه ووضعك المزري.. بالتالي تزيد الطيب بله، بعدها ماراح يمزح معاك زي الاول بالطريقه العفويه الجميله، انما على العكس راح ينظرلك انك انسان معقد مسكين يحن لك ويبدا ينتبه لأي حركه يسويها او كلمه يقولها لك عشان مايجرحك او يزعلك لانك في نظره اصبحت انسان حساس.. فبالتالي مايصير يرتاحلك زي الاول وتخف العلاقه ويبدا يبتعد عنك بطريقه غير مباشره.
ولكن المصيبه اذا كان هذا طبعك !! ان ماعندك ثقه في نفسك !! لانه ما عندك الشي اللي تثق فيه في نفسك اصلاً!! فبالتالي تقول للناس وضعك عشان ماينصدمون فيك وتتأثر نفسياً، فتقوم انت بتقليل الصدمه بإخبارهم حالتك والتصرف بأنك شخص غير واثق وغير جريء وغير قوي الشخصيه.
الحياه غريبه مو لازم الناس يقولولك سوي الشي هذا ولاتسوي الشي هذا، يعني الشغله ماهي شغلة نظام معقد (سوي ولاتسوي وقول ولاتقول) هذا النظام نظام اجهزة الكمبيوتر مو نظام البشر، ياخي سوي الشي اللي ترتاحله، ماعليك من كلام الناس، صح انهم ممكن يحبطونك لكن استمر لانهم اولاً هم نفسهم راح تزداد ثقتهم فيك ويقولون هذا شخص رهيب
ماعليه في الناس يسوي اللي هو يبغاه، وبالتالي تزداد ثقتك في نفسك وتروح وتجي وتكتشف وتتصرف بعفويه وتغامر في الحياه من غير تردد .. ليش؟؟
لان الناس صاروا واثقين فيك، وبعد فتره يمكن نفس هذولا الناس يسألونك في هذه الاشياء اللي انت تسويها وهم اصلاً ما كانوا يبغونك تسويها.. اعطيك مثال: لو اهلك يقولولك لاتتأخر برا البيت ولاتطلع بالسياره كثير وتفرفر في الشوارع وتركّب معاك فلان وعلاّن، لكنك تعاند وتروح وتتأخر وتركّب علاّن وفليتان، وترجع البيت ويهاوشونك اهلك وترجع تعيدها وهكذا وهكذا ...
النتيجه انك اصبحت ((بعد فتره من الزمن بعدما كبرت وتغيّرت عقليتك وكبر عقلك وصرت شخص عاقل وفاهم))، اصبحت تعرف تسوق السياره بفن وثقه وبراعه ولما يركبون معاك اهلك او اصحابك يرتاحون لانهم واثقين من قيادتك ، وتعرف طرق كثيره في الشوارع والاحياء والمحلات وتعرف تصل الى مكان معين بطريقه اسرع واسهل، واصبحت شخص اجتماعي وصرت تعرف تصاحب مين وتمشي مع مين وتكلم مين وتطنش مين، بالتالي لو ضاع ابوك مثلاً ((اللي كان زمان يقولك لاتتأخر برا البيت ولا تطلع مع الصيّع الضايعين))، لو ضاع أو تاه في شارع معين يتصل عليك ويقولك ياخي كيف اوصل للمحل الفلاني؟؟!
او حتى لو احد من اصحابك مايدل في المدينه اللي انت عايش فيها وضاع مثلاً في شارع معين.. يقومون اصحابه يقولون اتصل على فلان ((اللي هو انت)) يوصفلك الطريق..
وإذا جا لابوك صديق او ضيوف مايقلق من انه يخليك تدخل عليهم وتسلم عليهم وتسولف معاهم..! ليش؟؟
لانه اصبح واثق فيك، فأنت شخص تجيد الكلام والسواليف والترحيب بسبب احتكاكك بالناس، بمعنى اخر بسبب انك ماسمعت كلامهم ونصايحهم ((التي يظنون انها مفيده)) في الصغر..!
وهذه من اكبر الاشياء التي تعطي الشخص ثقه كبيره في نفسه، لانه سيشعر انه شخص مفيد ومرغوب من الاخرين..
الزبده: لو انك مبدع في شي معين وفنان فيه من الصغر، فإنك بطريقه لاإراديه راح تسويه من غير ماتشعر مهما قالولك الناس لا تسوي الشيء هذا، والعكس بالعكس، بمعنى لو انه ماعندك هذه الموهبه ومنت مبدع فيها لكنك تبغى تسويها بالقوه، والناس واهلك واصحابك يشجعونك عليها، والله ماراح تبدع فيها ولا بعد مية سنه ((وإن)) ابدعت فيها ماراح تكون ابداً زي اللي موجوده فيه هذه الموهبه منذ ان خلقه الله تعالى..
الكلام هذا اللي قاعد اقوله علم نفس بحت..!
وانا متأكد ان كلامي صحيح 100%
((اكتشف موهبتك وسوّيها.. وماعليك في الناس أعلى مافي خيلهم يركبونه))
وعلى فكره: لو انك تطنش كلام الناس بمزاجك وتسمع كلامهم بمزاجك راح يعجبون فيك ويرتاحون لك وينبسطون في جلستهم معاك ويثقون فيك ويحبونك..
بينما لو انك تسمع كلامهم كل ماقالولك (لأ) قلت (طيب) ونفذت اللي يبغونه، بالتالي ماراح يرتاحون لك ولايحبونك ولا يثقون فيك ويعتبرونك شخص غير نافع وغير منتج وأي قرار تتخذه لايهتمون به وإن كان صواباً.. ليش؟؟
لانه ليس لك قرار أو هدف في هذه الحياه، محتار، متردد، خايف، شكّاك، حريص، طيب، صدّاق، تخاف من المغامره ومن ردود الافعال وتريد الناس كلهم في صفك ويمدحونك..
والنتيجه انك خسرت كل الناس ولم يقف في صفك أحد ولم يمدحك أحد (((إلا مجاملةً)))
انت وشخصيتك اللي وهبها الله تعالى لك، يعني لو انت كوميدي ومضحك وكلّيم وعندك صفات الشخص الاجتماعي، راح تستمر على هذه الشخصيه طول عمرك ولن تستطيع قوى الارض كلها تغيير شخصيتك هذه، بالمقابل لو انك شخص بارد وهادي وماتعرف تتكلم كثير وماتحب تجازف وتخاف تجرب ومتردد يعني ماعندك صفات الشخص الاجتماعي، وتقوم تسوي نفسك انك كلّيم وراعي سواليف وقصص وان عندك خبره في الحياه وتتصرف بتصرفات ماهي من طبعك الاصلي، بالتالي الناس ماراح ترتاحلك (الناس ممكن يجاملونك بأنهم مرتاحين لك ولسواليفك لكنهم بالأصل غير مرتاحين).. ليش؟؟
لانك تتصنع شخصية الشخص الاجتماعي فبالتالي ماراح تتقنها، والناس مايحبون أبداً الشخص المتصنع، يحبون الشخص العفوي.. ولن تستطيع قوى الارض ايضاً ان تغير شخصيتك هذه الى شخصية شخص اجتماعي..!
الخلاصه: كن عفوياً كما خلقك الله عز وجل ولاتسمع كلام الناس ماعليك فيهم يقولون اللي يقولونه.
معلومه: الشخص الذي أوجد الله فيه منذ ولادته شخصيه معينه هو الشخص الذي يستطيع أن ينمّيها ويطورها في حياته.. أما الشخص الذي لم يوجـِـد الله فيه هذه الشخصيه فلن ولن وألف لن تتطور معه هذه الشخصيه ولن يتقنها اساساً (ولو ذهب لمليون طبيب نفسي)
الكلام نعمه كبيره من نعم الله تعالى على العبد، لانه مجرد انك شخص كلّيم تستطيع ان تكون شخص اجتماعي، لانه ماهي الاجتماعيه..؟؟
هي عباره عن (كلام).. قد عمرك سمعت ان شخص اجتماعي بس انه مايعرف يتكلم؟؟! أو ان ماعنده اسلوب رائع في الكلام أو سرد القصص؟؟!
وعشان تكون اجتماعي لازم (تبهّر) يعني تبالغ في القصص وتضيف عليها اشياء من عندك عشان تشد السامع لك..!
أما انك تكون صادق وتدقق في القصه اللي سمعتها وتقولها زي ماهيه بالضبط وماتزود عليها ولاكلمه، مستحيل راح تكون شخص اجتماعي.. لانك ماراح تشد السامع لك ولقصتك..!
حتى مجرد انك تكون شخص كلّيم الناس لاإرادياً مايخافون عليك..!! كيف؟؟
يعني لو اهلك مثلاً جاهم ضيوف أو راحوا عند ناس، مايخافون عليك لانهم واثقين انك شخص كلّيم وتعرف تخارج نفسك!
طيب كيف تصير شخص كلّيم؟
الجواب: مجرد ان اهلك واصحابك وكل اللي حولك يحسسونك بأنك شخص كلّيم ومايستحون لما تتكلم او يتذمرون من كلامك أو يخافون انك تتكلم قدام ناس وتخبص الدنيا.. هم بأنفسهم لاشعورياً يعطونك الضوء الاخضر بأن تتكلم بدون خوف أو خجل أو تردد، وبالتالي تصبح عندك ثقه كبيره في نفسك وتصبح شخص ((كلّيم))..
الزبده: (((الكلام نعمه))).. بمعنى لو ان الله تعالى رزقك هذه النعمه ستكون رغم عن انف كل من على هذه الارض شخصاً كلّيماً.. ولو لم تـُـرزق هذه النعمه فوالله لن تصبح شخصاً كلّيماً ولو رحت لنفس الاطباء النفسيين المليون اللي رحتلهم أول..!!
ممكن تكون شخص طيب كريم شهم أمين ذوق محترم هادي تحب الخير للناس.. وكثير من الصفات الطيبه، ولكن مع ذلك كثير من الناس مايرتاحولك وصعب تلاقي صديق يرتاحلك وترتاحله، بمعنى انك لو تكلمت مع أي شخص تلقاه محرج منك أو مو على عفويته معاك، فبالتالي مايرتاحلك وإن لم تخطي ولم تقل شييء غير مؤدب أو يخدش الحياء.
اعطيك مثال: انت وصاحبك.. صاحبك رهيب كلّيم له هوايات خاصه مبدع في شيء معين محبوب من كثير من الناس، طلعتم مع اصدقائكم في العمل مثلاً، راح تلاقي هذولا الاصدقاء عفويين مع صاحبك ومرتاحين معاه ويسولفون بكل عفويه وراحه وحتى لو تزاعلوا في الحديث مع بعض لكن تبقى صورة الارتياح والعفويه من قبلهم لصاحبك، فلو افترضنا انهم قالوا يبغون يطلعون يتمشون، ايش اول شي يسوونه ؟ راح يكلمون صاحبك
الرهيب يقولوله: هاه تطلع معانا اليوم؟ ماراح يقولولك انت اول! انت راح يقولولك بس بعد موافقة صاحبك على انه يطلع معاهم ( يعني اذا صاحبك وافق يطلع معاهم كلموك وقالولك تطلع معانا ؟!) لكن اذا ماوافق صاحبك ماراح يكلمونك، راح يقولون اش نبغا بهذا الغثيث ؟؟! اذاً انت شخص ثانوي..!
فبالتالي مهما كنت مبسوط مادياً وصحياً واجتماعياً وعائلياً، ماراح تكون ابداً انسان سعيد.. ليش ؟؟!!
لانك شخص مو رهيب ماعندك اسلوب معين في الحياه منت كلّيم ماعندك هوايه معروفه عنك، مع انك طيب وخلوق ومحترم وهادي و و.. (لكن كلها ماراح تفيد)!
والعكس كذلك لو انت شخص شرير حسود غير أمين غير محترم متكبر حقود تحب الخير لك فقط وتحب الثناء لك فقط، لكنك كلّيم وراعي سواليف وقصص وحركات ومواهب ومغامرات راح يحبونك الناس ويرتاحولك ويستمتعون بالجلسه معاك
ايش تتوقعون من صاحبنا هذاك المحترم الخلوق المبتسم، اللي كل ذنبه انه غير كلّيم ماهوب راعي سوالف وقصص وخبرته في الحياه قليله بسبب انه غير اجتماعي، اش تتوقعون راح يسوّي..؟؟
راح يكره كل الناس وأي شيء يقولونه الناس يسوّي عكسه انتقاماً منهم، لانهم مطنشينه ومو ومعطينه وجه، وبدون شك كل انسان عنده كرامه وعزّه نفس..!
ياخي لازم يكون لك شخصيه معينه تمتاز فيها وتميزك عن الاخرين، فإنت شوفلك موهبه معينه واتقنها بس اهم شي تكون ترتاحلها، حتى لو كانت سيئه لانها هذه شخصيتك اش تسوّي..!؟
واحد شخصيته قويه ... يقدر يغيرها ؟؟
واحد دمه ثقيل ... يقدر يسوّي نفسه دمه خفيف ؟؟
واحد هادي ... يقدر يسوّي نفسه انه فرفوش ومزعج ؟؟
... كلهم ماراح يقدرون يغيرون شخصياتهم ((مستحيل)) !!
الشي الوحيد اللي ماحد يقدر يغيره في الانسان هو (طبعه) والطبع هو الشخصيه، لأن هذه جينات وراثيه ماتتغير لا بالممارسه ولا بالعلاج
فكن كما خلقك الله عز وجل، عشان تعيش حياه عفويه بسيطه بدون تكلّف وتمثيل وضحك على النفس، لانه مستحيل تعيش طول عمرك تمثل دور شخصيه معينه وتحاول تبتعد عن شخصيتك الاصليه وتتبرا منها ((مستحيل))، لانها راح تظهر عليك الشخصيه الاصليه التي وهبها الله تعالى إيّاك سواءً ستظهر عاجلاً أم اجلاً، والناس اساساً راح يعرفون انك
انسان تتصنع الشخصيه وانك غير طبيعي (لان الناس اذكياء وعندهم عقول كما لك انت عقل).
نصيحه: فاقد الشيء لا يعطيه .
فيه ناس شخصياتهم ماتبرز الا اذا عاشو مع اشخاص بعكس شخصياتهم تماماً ..! ولو عاش مع شخص بنفس مواصفاته، تلقاهم يكرهون بعض ومايرتاحون لبعض وماحد يتمنى الخير للثاني (بطريقه أو بأخرى)..
يعنى لو واحد هادي وطيب وكلامه قليل، يرتاح للشخص المرجوج والخبيث والثرثار عشان تبرز شخصيته ويقولون عنه الناس هذا رهيب هادي وطيب عكس خويه المرجوج هذاك..! وايضاً يرتاحله لانه يجد فيه شخص مكمّل للنقص اللي هو فيه فالإنسان يحب الشخص اللي يملك مهارات لايملكها هو
افضل مثال على ذلك ان اكثر اللي يشاهدون مباريات كرة القدم بشغف هم اصلاً مايعرفون يلعبون هذه اللعبه، لانها تكمل النقص اللي يشعرون فيه.. وهذا طبع الانسان!!
وفيه ناس غريبين اذا تصاحب مع واحد مرجوج كوميدي وثرثار وملقوف، تلقاه لاإرادياً هادي وساكت، والعكس لو تصاحب مع واحد هادي بارد ومايتكلم كثير ودمه ثقيل، تلقاه مرجوج ودمه خفيف وينكت ويسولف كثير..
هذولا شخصيتهم هي (( على حسب))!!
وفيه اشخاص شخصياتهم مكمله لبعض، يعني اذا صاروا مع بعض تلقاهم رهيبين، لكن لو واحد جلس بدون الثاني تلقاه يرفع الضغط وشخصيته غثيثه، فهم مكملين لبعض، ولاتبرز حركاتهم ولا كلامهم الا اذا كانوا مع بعض.!
من الرحمه الا يعرف الانسان حظه في هذه الدنيا!
لو انسان حظه في هذه الدنيا (منحوس)، يعني هو يتمنى يكون شخص مهم مؤثـّـر قيادي له كلمته وله سمعته بارز بين اخوانه واقاربه واصحابه موهوب في شي معين ويتقه بشكل احترافي مميز ويكون مرجع في هذا الشي عند اصحابه واهله واقاربه.. ((هذا مايتمناه هو))..!
ولكن فجأه تعرف هذا الشخص على حظه وعرف انه شخص (ثانوي)، يعني غير مؤثـّـر ولامتميز بين الناس، انما هو إمـّـعه ان ذهبوا الناس ذهب وان جلسوا جلس وان قالوا قال وان سكتوا سكت، وليس له شخصيه معينه في هذه الحياه يمتاز بها، ولايدري ماهي هوايته او موهبته، ويعتقد انه لن يبرع أو يتميز في شي، لانه اصبح عنده قناعه شخصيه في
شخصيته وحظه بسبب الحظوظ التي حصلت له في الحياه، فهو يقول: (انا ممكن اسوي أي شي لكن لن ابدع فيه، يعني عادي اسويه زي أي واحد) مثلاً: يلعب كرة قدم لكن مو حرّيف، يلعب عادي زي اي واحد يلعب كوره، يعني ماهو افضل اللاعبين في صفوف الفريق ولا حتى من افضل اللاعبين، وممكن يقولوله الناس طيب شوف فلان مايعرف يلعب انت تلعب احسن منه (من باب المجامله ورفع المعنويات)، ولكن في الحقيقه صحيح ان فلان مايعرف يلعب كوره لكنه فنان في شي ثاني يبدع فيه وهو متميز فيه وافضل من كثير غيره في هذا الشي..
فهذا الشخص مسكين، خلاص عرف حظه في هذه الدنيا وبصم بالعشره ان هذه هي حياته لن تتغير وسيعيش حتى الموت وهو شخص (ثانوي) لايتقن شي ولن يبرز في شي انما حظه انه يعرف من كل بستان زهره..
ترى الحياه مصلحه! والناس ماترحم!
الحياه كلها مصالح، اعطيك مثال حي: ليش فلان يحب فلان ودايماً يطلع معاه ويروح ويسافر ويجي ويسولف ويضحك وينكت معاه ؟؟ مع ان خويه هذاك حالته الماديه تعيسه وفاشل في حياته العامه ونذل واناني وخبيث..!
لكن تجد هذاك متعلق فيه..! ليش؟؟ لانه ارتاحله.. فهذا الشخص كلّيم ودمه خفيف وراعي قصص وسواليف ومقالب، وهذاك الشخص اعجب بشخصية هذا الرجال وصار صاحبه..!
اذاً هنا السؤال ليش يماشيه..؟؟!
لان عنده مصلحه مع هذا الرجل فإذا فضي أو كان مهموم أو يبغى يتونـّـس يناديه ويطلعون سوا، بالتالي حقق مصلحته مع هذا الشخص..!!
وايضاً هذاك الشخص اللي دمه خفيف وراعي سواليف وقصص يحقق مصلحته من صاحبه اللي يطلع معاه!! كيف..؟؟ لان مصلحته هي ان هذاك يضحكله ويصدق كلامه وقصصه وحكاياته وبطولاته ويستمع استماع جيد لما يقول.. (فهذه ايضاً مصلحه)!!
بينما لو انت منت راعي سواليف ولا تفهم في الكوره ولا في السيارات ولا السياسه ولا الاقتصاد ولا حتى في الحياه العامه ولاعندك موهبه معينه تمتاز فيها، بالتالي الشباب ماراح يمشون معاك.. ليش؟
لانهم راح يقولون ((لسان حالهم يقول طبعاً)): اش نبغا بهذا الخبل ماعنده سالفه ولاهو فاهم في شي في الحياه ولايعرف يسولف ولايتكلم..؟؟!
مع انك طيب وشهم وخلوق وتتمنى الخير للناس كلهم..!
ولكن راح يقولولك الناس: آسف ياعزيزي الحياه مصالح، ابدع في شي معين واحنا مستعدين نطلع معاك ونسولف ونضحك، ولكن حقق لنا مصلحه معينه (أيـّـا ً كانت هذه المصلحه) ولو كانت الضحك فقط..!!!
لن تجد شخص يمشي مع شخص الاّ لمصلحه، ولو كانت هذه المصلحه انه يرتاح له (مجرد ارتياح نفسي)، فهذه ايضاً مصلحه..!!
فيه مقوله اعجبتني: (إذا أردت أن تتحاشى النقد فلا تعمل شيئاً)
وهذا اكبر غلط، ماعليك في الناس خليهم يقولون اللي في قلوبهم كله، ولا تعـبّـر كلامهم..!
لانه مستحيل انسان يكون كل الناس معاه، أو كل الناس ضده..!
عندك افضل وأسمى مثال: نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أطهر وأعظم وأكرم وأصدق انسان خلقه الله تعالى على هذه الارض الى قيام الساعه.. ومع ذلك كان له اعداء فكانوا يقولون عنه كاذب وساحر ومجنون وشاعر، ولكنه لم يستمع لكلامهم واستمر في دعوته الى ان حقق ما أراد..! (فاجعل نبينا صلى الله عليه وسلم قدوتك وإمامك)
شوف هوايتك اش هي وسويها وشد حيلك وانطلق، ووالله سيثنون عليك الناس اللذين كانوا يريدون تحطيمك، لانهم رأوا فيك رجلاً شجاعاً قوياً تتحدا الصعاب مهما كانت..!
وسيبقى لك اعداء الى ان تموت، ولكن المهم ان يكون عندك عزّة نفس وكرامه وشخصيه معينه تميزك عن الاخرين..
ستـُـنـتـَـقـد مهما فعلت.. ((اذا كان علماء المسلمين الأجلاّء ورثة الانبياء ماخلوهم في حالهم.. فكيف انت..؟؟
لكن المصيبه الشخص اللي مايدري اش يسوي، مايدري اش شخصيته بالضبط واش هوايته بالضبط واش موهبته بالضبط..؟؟!
فهو شخصيته انه متعدد الشخصيات (وغير متقن لها)، ومتعدد الهوايات والمواهب (وغير متقن ولا لواحده منها)..!!
((هذا سيستمر على ماهو عليه))
لو كان الشخص محبوب من الناس تلاقي الناس يرتاحوله حتى لو كانت بعض تصرفاته خاطئه، بل على العكس راح يعتبرون هذه التصرفات الخاطئه من مزاياه وهي اللي محلياه..!
بينما لو شخص غير محبوب، تلاقي الناس مايرتاحوله حتى لو كانت كل صفات الخير موجوده فيه ونادراً مايغلط وتلاقيه ملتزم وخلوق ومحترم لكن خلاص الناس مايرتاحوله، وتلاقيهم اذا سألتهم: ليش ماتجلسون معاه..؟؟ تلاقيهم ينكرون هذا الشي أو يجيبون لك اعذار غريبه بعيده كل البعد عن السالفه.. مع انه ممكن تلاقي نفس هذه الصفات السيئه موجوده في الشخص هذاك المحبوب لكن يعتبرونها من مزاياه وتلاقيهم يعجبون فيه لما يسويها..!!
المحبوب محبوب مهما سوّا..!
والمبغوض مبغوض مهما سوّا..!
المحبوب الله سبحانه وتعالى أوجد فيه هذه النعمه، اللي هي ان كل الناس يرتاحون لجلسته.. وحتى لو كان مايبغى هذه الصفه ماراح يقدر يتخلى عنها
بينما المبغوض الله تعالى لم يرزقه هذه النعمه، فتلاقيه غير سعيد في هذه الحياه، لانه يحس ان الناس ماتحبه وماترتاحله..
خلاصة الموضوع قول الشاعر:
عينُ الرضا عن كلِّ عيبٍ كليلة ٌ وعينُ السخط تبدي لكَ المساوئ َ
اذا انسان ارتاح لانسان راح يكون في نظره رهيب مهما سوّا..!
ولو انسان ماارتاح لانسان ماراح يملى عينه هذاك الشخص لو مهما سوّا أو قال..!
حكاية ان شخص يرتاح لشخص أو مايرتاحله، هذه مسأله شخصيه ونفسيه، مستحيل جداً أن تتغيرلا بالاقناع ولا بالقوه ولا حتى بالعلاج..!
وايضاً الثقه كذلك، لو انسان واثق في انسان تلقاه مرتاح من ناحيته لانه واثق فيه.. ويتصرف معاه تصرف الشخص الواثق، بالتالي تنمو عند هذا الشخص الثقه في نفسه..
بينما لو ماكان واثق تلقاه مايثق بتصرفاته ولا حتى كلامه، وبالتالي مايرتاحله لانه يخاف انه يخبص الدنيا، واذا سوّا هذا الشخص حركه رهيبه أو قال كلمه رهيبه، ماراح يعتبرها
هذاك الشخص (اللي مو واثق فيه) يعتبرها غلطه أو نزوه (يعني طلعت بالغلط منه)، لانه خلاص اصبح عنده قناعه شخصيه ان هذا الشخص ماعنده سالفه..!
بالتالي هذه النظره راح تأثر كثير على هذا الشخص، وراح يحس انه انسان ماعنده سالفه ومهما سوّا ماراح يحصل على اعجاب الاخرين فيه، لان كل اللي حوله مو معطينه الثقه أبداً، بالتالي هو نفسه ماراح يكون عنده الثقه في نفسه..! وهذه اكبر مصيبه..!!!
ليش اكبر مصيبه..؟؟
لان هذا الشخص سيصبح شخص غير منتج وغير مؤثر وليس له قيمه أو وزن في هذه الحياه.. والناس مايحبون الشخص اللي ماله داعي، لانه كما قلنا في السابق الناس تبغى مصلحه منك ((يعني هات وانا اعطيك)).. لكن هذا الشخص ماعنده شي يعطيه الناس..!!
بالتالي راح يطنشونه الناس ومايكلمونه ومايطلعون معاه (الا مجاملة ً ورأفة ً بحاله)، والانسان بطبعه ذكي يميز بين الشخص اللي يكون عفوي معاه ومرتاح والشخص اللي يجامل ويبتسم على استحياء..!
والانسان عنده كرامه وعزّة نفس، وماراح يرضا ابداً ان يرأف الناس بحاله..!!
الشخص اللي يبغى يكون شخص ذو شخصيه قويه ويحصل على ثقة الناس يصاحب شخص اقل منه خبره في الحياه واضعف منه شخصيه واقل منه ذكاء، عشان اذا قارنوه الناس مع صاحبه يجدون انه افضل من صاحبه، بالتالي كسب ثقة الناس من ناحية قوة شخصيته وذكائه وخبرته في الحياه..!
وايضاً راح يرتاح هذا الشخص مع هذاك الشخص الاقل منه خبره وذكاء وشخصيه، لانه يدري ان هذاك مهما سوّا ماراح يكون افضل منه لان هذه شخصيته اللي حباه الله تعالى ايّاها، فبالتالي لايخشى من المنافسه الغير شريفه من قـِـبـَـل صاحبه هذا الاضعف شخصيه وذكاء وخبره..!
وتجده ايضاً يتقمـّص شخصية الناصح والقيادي والمؤثر والمعين والمساعد، لان هذاك الشخص يسأله عن اشياء خوينا هذا يعرفها وقد مرت عليه وسهله بالنسبه له ((لان هذاك تفكيره اقل من تفكير خوينا))
لكن المشكله انه مايثق فيه، لانه يعرف ان ماعنده سالفه وخبرته على قده وذكاءه محدود ومخالطته للناس محدوده لانه شخص غير اجتماعي، فبالتالي تنعدم ثقته فيه لانه يدري انه ماراح يسوّي شي جديد، وان سوّا شي جديد و مفيد راح يعتبرها خوينا ((صدفه)) لانها ماهي من عوايده..!!
هذاك الشخص قليل الذكاء والخبره والتفكير اذا كان ايضاً قليل العزه والكرامه راح يرضى بهذه العيشه ويبقى في دور الشخص الثانوي والطفيلي الغير مفيد والغير منتج والذي لاتـُـسمـَـع نصائحه وتعليقاته ولا يـُـعبـَّـر كلامه.. اما اذا كان عزيز النفس وعنده كثير من الكرامه (وهذا هو الاغلب في البشر) فلن يرضى بهذه العيشه، وسيطور من شخصيته بطريقه أو بأخرى، وسيواجه المجتمع بشخصيه معينه تحكي شخصيته واسلوبه الذي يمتاز به هو وحده وتعكس رغباته الشخصيه، لا الشخصيه المصطنعه التي يعيش بها كأنه ممثل طيلة حياته ولا الشخصيه التي يقلد بها شخص اخر..!
كل انسان خلقه الله بشخصيه معينه، فليتقمـّـصْها ولا يتمثل بشخصيه اخرى ((وان كانت شخصيته لاتعجبه))..
خلاصة الكلام هذا كله، انه اذا شفت انسان كئيب وكاره الدنيا باللي فيها ومايحب الناس ودايماً يفضـِّـل انه يعيش وحده ويتمشى وحده وينام وحده..!
لا تقول اشبه هذا كذا كئيب؟؟ ليه مايخالط الناس ويصير شخص اجتماعي زيي؟؟ ليه ماعنده اصحاب؟؟ ليه دايماً ساكت وزعلان؟؟ ليه مايبتسم ويضحك ويتكـلـّـم؟؟!
انت في نظرك ان اجوبة هذه الاسئله سهله جداً، لان الله تعالى اعطاك هذا النعم كلها، فتحسب الناس كلهم يقدرون يسوون اللي انت تسوّيه بكل سهوله وعفويه..!!
اوكي انا راح اسألك سؤال: لو افترضنا ان شخص انت ماترتاحله، ليه ماتمشي معاه وتضحك وتسولف معاه وتطلعون سوا وتنكتون مع بعض زي ماتنكت مع اخوياك الثانيين..؟؟
اكيد راح تجيب عذر وعذرك انك ماترتاحله (عذرك مقبول طبعا).. بالتالي هذا الشخص كل الناس ابتعدوا عنه لانهم مايرتاحوله
اذاً كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (التمس لأخيك عذراً)..
وبعدين هذاك الشخص الكئيب لو عنده نفس المزايا اللي وهبها الله تعالى إيـّـاك راح يكون زيك ((اجتماعي)) ويمكن يكون احسن منك.. وانت بالمقابل لو ان الله لم يرزقك هذه النعم لن تصبح شخصاً اجتماعياً مهما فعلت، وستصبح مثل ذلك الشخص الذي يثير تساؤلاتك..!!
فقل الحمد لله، لاني متأكد ان هذه المزايا التي تمتاز بها انت لم تشتريها بفلوسك، وخوينا الكئيب هذاك ماراح يقدر يشتري شخصيه اجتماعيه بفلوسه
اذاً المسأله مسألة نـِـعـَـم من عند الله عز وجل وحظوظ يكتبها الله تعالى للعبد وابتلائات من عنده تعالى.
علم نفس ((مقتطفات رائعه من الحياه)).. راح تفيدك
العرض العادي
