السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
قبل كل شيء فإن الزواج يتم عن تراضي من الطرفين الا اذا ارغم احدها على الزواج بالطرف الاخر هنا تكون المشكلة التي نحن بصدد مناقشتها
وفي بعض الحالات الاخرة يكون الزواج عن تراض من الطرفين وتكون به مشاكل كالتي ذكرتها سابقا, لكن لايخفى علينا جميعا ان مامن زوجين الا وتمر بمهما عاصفة الخلفات والتنازعات, منها من يستقر الى حين ومنها من تدمهره هذه العاصفة فيصل الى الطلاق ومنها من يكون بين هذا وذاك.
حتى بيت النبوة لم يسلم من ذلك ففي السيرة العطرة ذكرة حادثة خلاف بين عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها وبين زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه طرفا ثالثا لفظ الخلاف, قالت السيدة عائشة للنبي عليه الصلاة والسلام تتكلم انت اولا ولا تقول الا صدقا (كلمة بين قوسين الغضب نال من ام عائشة حتى جعلها تنسى من تخاطب) فغضب ابو بكر غضبا شديدا وهم بضربها لو لا رسول الله الذي حالى بينهما فقال على رسلك يا ابا بكر انت اتيت لتصلح بيننا لا انت تضربها, وما ان خرج ابو بكر من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعهما عائشة تضحك فرحا منها لان زرجها رسول الله صلى الله عليه وسلم دافع عليها, فتبسم ابو بكر ثم انصرف.
هذه قصة فقط احببت ان ذكرها حتى ابين من خلالها ان هذه المشاكل تقع بين الزوجين مهما كانا على وفقا وحب كبير.
فالحياة الزوجية يااختي ليس فيها أي مهانة او ذل للزوجة, لا تنظري الى تلك المشاكل التي تقع من حين الى آخر, فقد يضرب الزوج زوجته او يهينها او بمعنى اصح يستأسد عليها, لكن الزوجة تستطيع بذكاء ان تحتوي كل مشاكل البيت وتستحوذ عليها, وتكون هي سيدة الموقف ان شاءت, فتجعل من ذلك الزوج العنيف الغضوب شخصا لطيفا وقور, لكن عليها بالقليل من الصبر والتضحية.
لتنال مرادها في الاخير, لكن ان لم تصبر وعادت لبيت الاهل فلن تكون في افضل حال ستتذكر كل ايامها التي خلت لا اعتقد ان البداية عذاب وفي الاخير عذاب من المؤكد انها مرت بايام حلوة ستظل عالقة في مذكرتها, خاصة وان كان ذلك الزوج قد اثمر بأبناء, ستتوقف وتفكر وتقول في نفسها -قبل ان تسمع ما يقال عنها- اني لو كنت صبرت فالصبر اهون من الجحيم الذي ينتظرني ((كلام الناس ونظراتهم واشارتهم لها)) هي اعظم جحيم وكابوس سيطاردها طيلة حياتها.
تحيه طيبة على مجهودك الذي يستحقنا منا كل الاحترام والتقدير
العرض الشجري
