العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞ > الأحاديث الضعيفة و المكذوبة والمنقولات الخاطئة
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-01-2009, 10:41 AM   رقم المشاركة : 1
دامبيش
Band
 
الصورة الرمزية دامبيش
 







دامبيش غير متصل

التدين الشعبي عادة ولا عبادة

منقول
ربما يكون مصطلح "التدين الشعبي" غريبا بعض الشيء، لكنه على أي حال يعكس واقعا لا يمكن تجاهله في عدد من البلدان العربية والإسلامية. وإذا كان للتدين المغشوش صور ونماذج متعددة، فإن "التدين الشعبي" بشكله الشائع وما يحمله من مخالفات شرعية، يعتبر أحد النماذج الصارخة لـ"التدين المغشوش".
وفي مصر تعرض المصطلح للتسييس كثيرا؛ ابتداء من الفاطميين الذين وظفوه لإلهاء الشعوب عن الدخول في شئون السياسة والحكم، وانتهاء بالحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) –لم يتجاوز عمرها العامين بعد- التي رفعت في وجه السلطة شعارات، مثل: "كنس السيدة"، و"مدد يا أم العواجز"!.
ورغم اختلاف وجهات النظر حول ماهية تعريف "التدين الشعبي"، فإنه من الممكن النظر إليه باعتباره كل الممارسات الدينية التي ليس لها أصل في الإسلام، والتي يعتقد فيها بعض الناس، ويمارسونها -لجهلهم بحقيقة الإسلام- كجزء أساسي من عباداتهم اليومية، اعتقادا منهم أنها صحيحة.
واشتهرت مصر بحب "آل البيت"، والأولياء الصالحين، غير أن البعض يعتقد أن السيدة زينب رضي الله عنها -أخت الإمامين الحسن والحسين- تنتقم للمظلومين؛ ولذا تراهم يتسابقون على "تنظيف الضريح"، أو "كنس ما يحيط به من مخلفات"، أو "التصدق بالعيش والفول" على الفقراء.
كما يتصور البعض أن الإمام الشافعي -صاحب أحد المذاهب الأربعة المشهورة- يستجيب لطلبات المستغيثين والمستغيثات؛ لذا تقصده بعض النساء العاقرات حتى يرزقهن الله الولد، ويقصده الغارم (المدين) ليقضي الله عنه دينه.
الحسين يفتح الأبواب!
وفي جولة لشبكة "إسلام أون لاين.نت" عند مسجد الإمام الحسين وسط القاهرة، وجدنا سيدة أمام ضريح "الحسين"، تقف وعيناها مليئتان بالدموع؛ تحاول أن تمسحها من على وجهها النحيل. اقتربنا منها وسألناها: هل تأتين إلى هنا بانتظام؟ ولماذا جئت؟ قالت: هذه هي المرة الأولى التي آتي فيها إلى هنا. جئت مع زوجي وأولادي إلى القاهرة لزيارة أهله وقراءة الفاتحة والدعاء بالستر وتفريج الكرب وفك حبس المحبوسين.
وتقول سيدة أخرى تحمل صغيرا على كتفها: "آتي إلى هنا شهريا. فعندما أسند ظهري على المقام أشعر براحة شديدة، وتهدأ نفسي وينشرح قلبي. وعندما تغلق الأبواب في وجهي.. أجد الحسين المكان الوحيد الذي ألجأ إليه لكي يفرج الله عني الهم والغم"!.
كما لفت انتباهنا أحد الزوار اقتربنا منه لنتعرف عليه، قال: اسمي محسن سيد، أعمل محاسبا، وعمري 32 سنة. وكنا قد رأيناه يصلي أمام المقام؛ وكان في أزمة نفسية، لم يرغب في الإفصاح عنها، لكنه أكد لنا أنه سيخرج من هنا في أحسن حال قائلا: "بإذن الله ربنا لن يخيب رجائي؛ وأنا أصلي وأدعو في هذا الركن المبارك".
وأمام المسجد التقينا بـ"أحمد محيي الدين" وهو طالب جامعي من محافظة المنصورة شمال القاهرة. سألناه عن رأيه فيما يحدث حول قبر الإمام الحسين، فقال: "هناك العديد من العادات التي ترسخت لدى المصريين باعتبارها جزءا من الدين مثل زيارة قبور أولياء الله الصالحين؛ والتمسح بها وطلب البركة والشفاء منهم، وهي في حقيقتها نوع من التهريج الذي لا يمت للإسلام بصلة، وليس له علاقة بالعقيدة الإسلامية الصحيحة؛ إذ كيف نقصد الأموات طلبا للمساعدة ولا نطلبها من الحي الذي لا يموت!".
ولا يقتصر الأمر على المسلمين؛ فتظهر ذات الطقوس أو قريب منها لدى الأقباط. لكن البطل في هذه المرة: السيدة تيريزا، وعذراء الزيتون التي يدّعون أنها تظهر في الأزمات، كما ظهرت بعد هزيمة يونيو في مصر، زاعمين أن كلا منهما قد أعطي قدرات خاصة.
معتقدات شعبية
حاولت أن أبحث عن أصل هذه الممارسات؛ وكيف رسخت لدى العامة على أنها جزء من العقيدة. ومن خلال تتبعي لهذا الخيط، وقعت يدي على ورقة بحثية بعنوان: "ما الشعبي في المعتقدات؟" نشرتها مجلة فصول، في عدد (صيف– خريف 2002) وترجمها إبراهيم فتحي، تحدث فيها الباحث صامويل شيلكة عما هو معتقد من صفات يمكن إدراجها تحت ما يطلق عليه "التدين الشعبي" في مصر.
ويشير الباحث إلى ارتباط هذا التدين بمستوى اقتصادي وعلمي معين، وأن من يمتلك رأس مال أكثر يكون أقل اعتقادا بمثل هذه الممارسات. وأن الوسط الاجتماعي النموذجي لهذه المعتقدات هو وسط القرية أو المدينة القديمة أو التجمعات السكنية العشوائية.
كما يؤكد البحث على أن هذه الممارسات تنتشر بكثرة بين النساء، لأسباب كثيرة لعل في مقدمتها تفشي الأمية والجهل، وسعي الكثير من النساء في طلب الزواج، والخصوبة... إلخ.
وإن طالت هذه الظاهرة عامة الناس، فلم ينجُ منها بعض خاصتهم؛ فيقول الدكتور عاكف عبد الحليم، أستاذ الطب في القصر العيني: "اعتدت منذ زمن على زيارة مساجد الأولياء بانتظام أسبوعيا. أقضي يوم الجمعة في التنقل بين مساجد السيدة نفيسة والسيدة عائشة والسيدة زينب وأحيانا الحسين؛ حيث أجد الراحة والسكينة هناك، وأشحن روحي بشحنات إيمانية تعينني على الاستمرار في الحياة المليئة بالماديات. ولست أرى في مداومتي على الصلاة في هذه الأماكن المباركة أي مخالفة للإسلام أو ارتكاب الذنوب؛ فأنا لا أستعين بهم ولا أدعوهم من دون الله سبحانه وتعالى".
غير أن ما نراه خاصة في الليالي الحسينية أو غيرها من وجود مجموعات غفيرة من الرجال ذوي المستويات التعليمية والثقافية المرتفعة، بالإضافة للثراء الفاحش البادي على هيئتهم، يدفعنا للسؤال: هل هذا حقا جزء من التدين الشعبي أم أنها مجرد عادات متوارثة؟.
الدكتورة سامية خضر -أستاذة علم الاجتماع- أجابت على سؤالنا بقولها: لا يوجد شيء يمكن أن نطلق عليه "التدين الشعبي"، وكل ما نشاهده من ممارسات خاصة مثل "زيارة أضرحة الأولياء"، و"توزيع الفتة"، وغيرهما هو مجرد عادات متوارثة، لا علاقة لها بالدين وإن ارتبطت به في شكل أسماء مشاهير الأولياء أو بعض المناسبات الدينية مثل مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضافت الدكتورة سامية: "لكل شعب عاداته، المرتبطة بممارسات عبادية تنشأ من خلال ظروف تاريخية معينة متأثرة بالبيئة والمناخ، وللشعب المصري طبيعة مختلفة؛ فهو يميل إلى الفرح والاحتفال بأي مناسبة على طريقته؛ ولهذا تجد في مصر احتفالات المولد النبوي والليالي الحسينية دون الجزيرة العربية ذات البيئة القاحلة".
خرافات لا أصل لها
وحتى تكتمل الصورة، ولأن الأمر يمس جزءا عزيزا من عقيدتنا، وديننا الإسلامي الحنيف، كان لا بد من التوجه إلى بعض من مفكرينا وعلمائنا، سائلين إياهم عن سبب عدم اندثار بعض هذه الطقوس المصرية رغم ما يشوبها من التحريم؛ على الرغم من مرور عدة قرون عليها، وارتفاع نسبة الوعي الديني لدى الشعوب، وانتشار الثقافة الإسلامية الصحيحة.
فأوضح المفكر الإسلامي الدكتور عبد الصبور شاهين أن هذه الطقوس هي من البدع؛ وأصلها متوارث عن شعوب قديمة نقلتها المواكب الرحالة والأجيال المتعاقبة من مكان إلى آخر، ومن حقبة زمنية لأخرى، وأعطتها صبغة الدين.
ويقول عبد الصبور: "يقوم المصريون بزيارة الأضرحة والتبرك بأولياء الله الصالحين أملا في أن يكون ذلك خيرا ينالون به بركة هذا الشيخ أو ذلك الولي. وهذه طبائع موجودة لدى عدة شعوب، ومنتشرة بين جميع الأوساط العلمية والاجتماعية؛ لأن الخرافات الشعبية لها سطوة الحقائق العلمية. وهذا هو سبب رسوخها في المجتمعات التي تنشا فيها".
أما الداعية الإسلامي الدكتور محمد داود، الأستاذ بجامعة قناة السويس، فيقول: "يعد الشعب المصري شعبا متدينا بطبيعته؛ لذلك يتحول الدين لدينا إلى عادة. لكن خلال فترات الضعف والجهل التي يمر بها المجتمع الإسلامي تفقد هذه العادات روحها الدينية".
ويضيف داود: تتحول لمجرد عادة؛ مثل: "الختمة"؛ وأصلها أن الله يستجيب الدعاء عند قراءة القرآن وختمه. فبدأ الناس في صنع الطعام ودعوة الناس إليه ابتهاجا بهذا الأمر. ومع مرور الوقت انسحب الجزء الديني وظلت العادة؛ فأصبحت الختمة الآن هي أكل فقط دون ختم لكتاب الله عز وجل.
ويستطرد داود قائلا: يعود السر في ذلك إلى استحكام العادة في نفوس العرب؛ وقد نعى الله عليهم ذلك في القرآن، وتأخذ العادة لدى الشعوب منحنى أكثر تأثيرا من الدين. فلا تجد رد فعل سلبيا تجاه الغيبة والنميمة رغم عدم مشروعيتها. ولا توازي النظرة إلى المرأة الأجنبية ذات الإثم للغيبة في الدين؛ إذ تعد ذنبا يسهل التكفير عنه. ولكن العادات العربية تجرم هذا الفعل بشدة لحد الثأر. بما يمكن أن نسميه إخضاع الدين للعادة. ومن ثم فإن مقاومة إلف العادة ليس بالشيء السهل؛ بل يحتاج إلى كثير من جهد الدعاة وأهل العلم حتى ينيروا الطريق أمام الناس".
وبعد.. فالأمر ليس بالهين؛ فتغيير عادات نشأت منذ مئات السنين وتغلغلت في نفوسنا، وارتدت زي الطقوس الدينية المقدسة التي تقربنا إلى الله زلفى؛ يحتاج إلى مشوار طويل. ويبقى التساؤل: هل من الممكن قطع هذه العادات أو تحويلها؟ وكيف نقنع كل العيون الدامعة أمام الأضرحة والقلوب المتعلقة بيد الشيخ الذي يهب الحجاب أن الأمر غير مجد؟.







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية