تصويت حول موضوع مهم جدا

[مــهــمه سريه]

قيام جامعة جديدة وهي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بهذا المستوى والإمكانات البشرية والتقنية وفي عامين فقط ، هو تأكيد للإرادة وقدرة بلدنا على خوض التحدي العلمي الحضاري .. إلى جانب 24 جامعة حكومية و8 جامعات أهلية تنشر كلياتها في أنحاء المملكة وكانت قبل سنوات معدودة 8 جامعات فقط تركزت في المدن الرئيسية.
هذه الحقيقة عبر عنها معالي وزير التعليم العالي ضمن إضاءته عن مسيرة التعليم واستمرار التطور لتلبية احتياجات شعب شغوف للعلم والتطور ، ويتوازى مع ذلك برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وهو في أوج نشاطه وبدرجة غير مسبوقة (70 ألف طالب وطالبة) سيعودون لجامعاتنا .كل هذا في سنوات قليلة من عهد الخير بقيادة رائد التطور والتنوير الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم الله .
أنا هنا لا أتحدث عن عدد الجامعات فقط وهو يستحق الثناء ، إنما أيضا عن تطورها المطرد والذي يدعونا لأن نرى شعاع الضوء دون تهوين أوتهويل . فليس هناك أسهل من ترديد عبارات (جامعاتنا متأخرة – مخرجاتها ضعيفة) إلى غير ذلك دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث ، فالحقائق المضيئة لها أيضا مذاق ، والمنصفون يرونها بعين الرضا الذي يطلب المزيد من التطور. وأنا لا أناقش في هذه المساحة اتهامات معلّبة . ولو نظر الناقد بموضوعية إلى مجمل التفاصيل .. وإلى مخرجات التعليم العام وإلى المجتمع والأسرة وسعيهما إلى شهادة التخرج لا باتجاه غرس ثقافة العلم والبحث والمعرفة الهادفة ، لوجدنا التبعات مقسمة على جملة من الأطراف.
نعم نطمح في مزيد من التطور وفي بيئة محفزة للبحث العلمي ، وتوفر ميزانيات مناسبة له ، وبنية أساسية لرعاية الأبحاث لا تغيب عنها الوزارات المعنية والقطاع الخاص ، وتحسين أكثر لأوضاع هيئات التدريس ، لكن مطلوب أيضا تفاعل كافة الجهات ذات الصلة . وأقول شيئا آخر : هل الدول المتقدمة شرقا وغربا تقول إن جامعاتها ذات مستوى واحد ؟!.. إننا للأسف ننظر إلى ما بلغه العالم ، ونريد أن نبلغه دون أن نهيئ مقوماته كاملة من الجميع .
بالمناسبة أنا لا أدافع عن الجامعات ولا هذا موضوعنا ، فبإمكان كل إنسان أن ينتقد ، أو يدافع ، وقد يكون محقا في أشياء دون أخرى والعكس صحيح . لهذا أؤكد على حقائق سريعة أولها : أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ، وإن كان عنوانها العالمية وباقتدار ، فإنها وباقتدار أيضا عنوان لوطننا وثمرة مباركة لرؤية وعزيمة مليكنا . وهي أيضا لا تغرد بالتميز بعيدا عن الوطن وإنما أحد عناوينه المضيئة ، وتعانق مع جامعاتنا الأخرى ، وتستعين بأساتذتها مع غيرهم ، وتفتح أبوابها لأبنائنا من خريجي هذه الجامعات ، وستؤثر بإذن الله في المسار العلمي والبحثي في المملكة .
الحقيقة الثانية أن جامعاتنا الأخرى تشهد تطورا ، لكن التعليم بكافة مراحله ليس مصنعا يمكنه تعديل خط إنتاجه في أسبوع أو شهر ثم يسوق إنتاجه ، وإنما مصانع لبناء المواطن بمواصفات القدرة . واليوم تشهد جامعاتنا السعودية كراسي علمية متخصصة يتجاوب معها الخيرون ومراكز أبحاث وعمادات جديدة للبحث العلمي ، ومزيدا من الدعم والصلاحيات النوعية من وزارة التعليم العالي وذللت كثيرا من العراقيل .
فإذا أنكرنا كل ذلك فإننا نغبن طفرة تعليمية وعلمية واضحة، كما أن العديد من جامعاتنا لا تقل شأنا عن جامعات عالمية ، وتضم أساتذة مشهوداً لهم تخرجوا من جامعات معروفة في العالم .. كل هذا يغذي تطورها والتعليم العالي عامة بتفاعل واثق ومستمر ، يصعب شطبه بجرة قلم ورأي يظلم هذه الصروح ، تماما مثلما نظلم أنفسنا عندما نقول إننا بلغنا ما نتمنى ، بينما توجد أنظمة ولوائح عتيقة يكفي أنها لا تلبي استحقاقات التطوير.
فلا تعجلوا على جامعاتنا ، وهذا عتب آخر على بعض كتابنا الذين ينفعلون لخبر يتعلق بها ويثقلون بنقدهم ، بينما لم يتعرفوا على جامعاتنا ولو بزيارة واحدة ، أثق تماما أنهم واستفساراتهم سيكونون محل الترحيب


المصدر جريديه المدينه

نرجو التصويت

ودمتم بود