العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > منتدى القصص والروايات
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-2011, 12:14 AM   رقم المشاركة : 31
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

روايــــــــات سعوديــه كامـــله


الفصل التاسع


بعد اختبارات لينا بأسبوعين جاء اليوم الموعود اللي كانت تتناسه وتهرب منه. ما كانت تحب تفكر فيه أبداً كان كل يوم يمر تقول أنه لسى باقي معها وقت لكن هي ما تقدر تقول الكلمة هاذي الحين لأن زواجها بكره. صحيح إنها نامت الأسبوع اللي بعد اختباراتها كله من غير هم لكن الأسبوع اللي بعده ما كانت تذوق طعم النوم إلا قليل. تذكرت كل شيء أشترته وجهزته عشان هذا الزواج وقالت في نفسها إنها ما تبيه ما تبغى أي شيء من هذا كله, كل اللي تتمناه إنها تنام في سريرها بعمق ثم تقوم تفتح عينها وتلقى غرفتها نظيفة مرتبه ما فيها إلا كتبها المرمية على الأرض وتعرف إن اللي كانت تعيشه كابوس مزعج انتهت منه. بدت لينا تحس بشمس الحين وتوها تعرف إنها ما تقدر تلوم شمس لما إنها تراجعت عن زواجها. مسكت لينا بطنها وهي تحس بمغص لأنها تخيلت وجه راكان ونظراته. ألشهور اللي راحت كانت تقدر تتهرب منه بسهوله لأن رأس مالها إنها ترمي الجوال عنها بعيد أو تقفله لكن بكره ما تقدر. ثلاث شهور مرت وهي للحين ما تصدق إن زواجها بكره كانت عايشه طبيعي ألين طلع راكان في حياتها وقلب كل أوراقها. دخلت عبير الغرفة وهي تتجنب أغراض لينا والهدايا اللي وصلتها واللي كان أغلبها من عائلة شمس فا بحكم علاقتهم اللي دامت خمس سنوات صارت لينا تعرف كل أخوات شمس وخالتها وعماتها وتعرفت على كل زوجات أخوانها الخمسة في أكثر من مناسبة وعلى بناتهم لكن الشيء اللي حز بنفسها أنه ما في أحد من أقارب أبوها دق يبارك لها وكانت تتمنى على الأقل لو يحضروا حفل زواجها عشان يظهرون لجماعة راكان إن بنتهم غالية عندهم لكن هذا شيء استبعدته من ذهناها يمكن اللي بيحضرون خالاتها وبناتهم وزميلاتها في الكلية. قالت عبير وهي تشوف لينا في سريرها و محتضنة وسادتها
" هيه لينا نايمه "
ردت لينا وهي على وضعها
" لا "
"طيب يا حلوة لازم تنامين "
"طالما إنك عارفه أني لازم أنام ليش جيتي ما تشوفيني أحاول "
اندهشت عبير من لهجة لينا الكسلانة وقررت ترجع من حيث ما جت. رفعت لينا راسها وشافت عبير بتطلع فا على طول انتفضت من مكانها وقالت
" لا لا عبير لا تروحين "
" توك تقولين بتنامين؟ "
" أمزح معك كنت بشوف وش بتسوين "
" وهذا وقته؟ "
" الله يعافيك والله أني مليت وأمي مسوية لي حظر تجول عشان أنام "
ضحكت عبير وجت بتقرب من سرير لينا وقالت
" يا الله غرفتك زحمه بفتح النور عشان أشوف طريقي "
لينا صاحت بصوت خفيف
" لا والله لو جت أمي لتهزئنا كلنا "
عبير بخطوة خطوة وصلت للينا وجلست جنبها
" أصلاً أمي كذا كذا بتجي أنتي ناسيه إننا بنودي أغراضك لبيتك "
" أيه بس باقي...الساعة ما جت تسع "
"من قال لك الحين الساعة تسع إلا ربع "
" والله أني أول مرة أتمنى فيها أني أبكي بس ما أقدر! مرة خايفه "
" أجل وش أقول على المسكينة هيفاء كانت خايفه أكثر منك لأن زوجها ما شافها ولا كلمها أما أنتي فالحمد لله راكان شافك وكلامك و مقتنع فيك "
" يا عمري يا هيفاء "
" لا عادي هذا الخوف طبيعي "
شوي إلا و دق خفيف على الباب رجع صوت الدق مرة ثانية لكن بطريقة غنائية ثم أنفتح الباب بهدوء وشافوا هيئة ناصر لأن نور الممر وراه وقال
" هيه لينا صاحيه؟ "
"هش أدخل بسرعة وصك الباب ما فيني حيل أرجع أسوي نفسي نايمه "
دخل وصك الباب وقال
" لا انبسطي هي بتجي تصحيك بعد شوي "
تحرك ناصر وما شاف الشنطه اللي على الأرض فا تعثر فيها وسوى إزعاج كبير. عبير شهقت أما لينا عضت شفايفها ومسكت جوالها وضغطت على مفاتيحه عشان تنور الطريق لناصر اللي مسك رجله وهو جال على الأرض وقال
" أح وش ذا الشنطة ولو إنها لغم بعدين خلونا نشغل النور "
لينا :- " لا ناصر أنا عاجبني الجو كذا "
ناصر:- " والله ولو إننا قاعدين نتسلل لبنك "
عبير :- " وين أحمد غريبة ما جاء معك؟ "
ناصر :- " أستني هو بيفقدني الحين و يجي "
وقف ناصر وجلس معهن فوق السرير وقال للينا
" الحين وش الزحمة هاذي كلها؟ "
عبير :- " هاذي أغراض لينا معظم الهدايا ما فتحتها "
ناصر :- " تبيني أفتحها عنك ترى أنا أحب أفتح الهدايا "
أحمد وناصر وعبير الوحيدين اللي ما قدموا هداياهم للينا وما اهتمت هي لهذا الشيء كثر ما يهم وجودهم حولها في أخر ليلة لها معهم. في هاذي اللحظة دق الباب ودخل أحمد ولما كان بيفتح النور قال له ناصر
" لا تفتحه لينا ما تبيه أدخل وصك الباب "
" ايه بس أخاف اتكرفس على وجهي مع ذا العفش "
" أستعمل جوالك "
صك أحمد الباب و انظم مع أخوانه فوق السرير وقال
" أحس أننا في مداهمة عسكرية "
ناصر :- " والله أنك صادق "
عبير :- " أقول شباب ولو أني مو حقت هبال زي لينا لكن أنا أشوف إننا نخلي ذا الليلة غير"
أحمد :- " وش تقترحين يعني؟ "
عبير :- " ما أدري أنتم ما شاء الله عليكم أفكاركم غير"
ناصر :- " خلينا نشوف بطلة الليلة وش ودها بما أن ها الهبال على شرفها "
لينا :- " أمممممم أنا بيني وبينك مليت من العناية اللي أمي مسويتها لي وكرهت غرفتي اللي حابستني فيها وأبيكم تطلعوني "
عبير:- " يا حياتي أمي تسوي هذا كله عشانك شوفي بشرتك وش نعمها "
لينا :- " والله من عرفت نفسي وهاذي هي بشرتي أحس أن هذا كله كلام دعايات "
أحمد :- " طيب أنتي وين تبين تروحين ؟ "
لينا تفكر :- " ما أدري "
ناصر :- " في حل أحمد هو اللي بيروح مع أمي وعبير عشان يوصلون أغراضك ويرتبونها وأنا أخذك و أوديك أي مكان تبين "
لينا :- " لا ما أبغى أتمشى بالسيارة أبغى ألعب, وبعدين ما أحس حلو لحالنا ودي أحمد وعبير معنا "
عبير :- " أنا قلت لك أنا مو حقت هبال بس عشانك أنتي بكسر القاعدة "
أحمد :- " طيب أنا عندي راي أمي غالبا تنام على الساعة 12 وإن طولت بالكثير 1 وقتها نجتمع كلنا "
عبير:- " لا مو زين للينا لأنها بكرة لا زم تقوم بدري الصباح عشان تنقش من غير أشياء ثانية "
لينا :-" الله يرحم والديك اللي يسمعك يقول أني أنام كل ليلة الحين "
ناصر يتفلسف :- " خروجاً عن الخلاف إذا أمي نامت وجينا ولقينا لينا قايمه بنلعب "
لينا ضحكت وقالت
" اللي يسمعك يقول عطيتني أغراء عشان أنام "
ضحكوا كلهم ونسوا حذرهم فا سمعت أمهم اللي جايه أصواتهم و فتحت الباب بقوة معصبه . طبعاً الشباب الكل يحترمهم و لهم ثقل في كل مجلس يحضرونه وكأنهم نسخة من أبوهم في شخصيته القوية لكن إذا صاروا في البيت يصيرون العكس تماما ولأنهم يعرفون إن أمهم ما تقدر تسوي لهم شيء حبوا يضحكون لينا. أحمد قفز و تخبى داخل دولاب لينا وكأنه في ميدان حربي أما ناصر فما كان يمديه بسبب العفش اللي قدامه فأخذ اللحاف وغطى نفسه وعبير بما أنها ما هي حقت هبال جلست مكانها تبتسم ومستعدة تاخذ تهزئ . أفتحت أم الوليد النور و خبطت ناصر على ظهره و هاوشت عبير أما أحمد اللي تخبي بأمان فناصر دل أمه عليه وأخذ هو الثاني علقة. الغريب في نظر لينا إن أمها ما صرخت عليها لأن بالعادة هي اللي تاكلها غير عن أخوانها وعرفت إن أمها تعاملها بشكل مختلف لأنها أخر ليله في عالمها البريء. أم الوليد استغلت وجود الثلاثة في الغرفة وخلتهم يا خذوا كل شيء رتبته لسيارة. لينا فوق سريرها تشوفهم يشلون كل أغراضها ألين انتهوا أخيرا و طلعوا و رجعت الغرفة فاضيه زي ما كانت تتمنى لكن التوتر والخوف لليلة هاذي لازال موجود. رمت نفسها على السرير وهي تناظر لسقف غرفتها وتفكر بلعبه تنسيها كل شيء.

أخيرا الساعة 12 واللي هو أساسا بداية يوم جديد و من المفترض يكون أسعد يوم في حياة لينا. انتظرت أحد يدخل غرفتها لكن ما جاء أحد وفجأة جوالها دق
" هلا ناصر هاه وش صار معك؟ "
"أمي في سابع نومه تعالي لغرفتنا "
" طيب ثواني و أجيك "
" لا تتأخرين "
رتبت لينا سريرها وحطت أكثر من وساده وشي من كتبها ثم غطتها بلحافها ولما اقتنعت بالشكل الوهمي لشخص النايم راحت لغرفة ناصر وأحمد. فتحت الباب و شافت كل واحد من الشباب جالس على سريره وعبير جالسه على كرسي ينتظرونها.
لينا :-" أكيد أمي نامت؟ "
عبير :- " أيه "
ناصر :- " أوكي وش تبونا نلعب؟ "
لينا :- " أنا لقيت لعبه بس قولوا تم "
أحمد :- قولي لنا أول ونشوف "
لينا :- " لا أحمد ما يصلح أنا طلبتكم "
ناصر :- " ما عليه بما إنها ليله غير بنوافق ما أحد يقدر يقول لعروسه لا "
لينا :- " أنا فكرت نروح للحوش ونغرق الأرضية صابون ونتزحلق "
عبير :- " أنتي تتكلمين من عقلك أفرضي تكسرتي "
لينا تتخيل :- " والله الفكرة ما هي بطالة بالمرة عشان ما أنزف بكره "
أحمد بنقد :- " بنت أنتي عروسه أنتي ولا وحده مخبولة؟ "
لينا :- " بلاه أنا اللي بنزف مهوب أنت "
أحمد:- " حتى ولو أنا عمري ما سمعت أن في وحده بنت قبل عرسها تفكر زيك "
ابتسمت لينا من كلامه هو قالها بنفسه ما فيه بنت بتسوي كذا أي عروسه ممكن تسلي نفسها بشيء معقول أو إنها تقعد تشوف أغراضها وتتفقدها أما هي فا تبغى تنسى إنها عروسه وتعيش أخر يوم بين أخوانها من غير أي هم أو أي تفكير في اللي ينتظرها بكره وهذا أفضل حل شافته .
عبير:-" شوفي فكره ثانية "
ناصر وهو يفكر:- " أنا ما أشوف فيها مشكله "
أحمد يهاوشه :- " صاحي أنت والله لتضحي فينا أمي قبل العيد "
ناصر:- " وجهني للقبلة وتشهد علي "
لينا تتمسكن :- " طالبتكم "
كل واحد يناظر لخويه فقال أحمد
"لا لا ما يصلح "
لينا:- " يا ربي يا أخي أنت وش فيك معقدها ؟ "
أحمد :- "لأني ما أتوقع أنه ...."
ناصر :- " يا ابن الحلال مشها "
أحمد :- " بكيفكم أجل بعدين أنا ما أستغربها منك لأن أنت ولينا عقولكم متشابهه"
لينا ابتسمت لهم لكن عبير قالت
" لا وين مروحين؟ عقولكم مقفلة أفرضوا طاحت و تكسرت "
ناصر :- " أنتي ممكن تتكسرين بس لينا قط بسبع أرواح إن شاء الله ما تطيح وتنكسر"
أحمد :- " تدرين لينا أنتي بنوته و نعومة و ما تليق عليك العربجه ولعب العيال "
لينا :-" يا ولد مهوب لآبق عليك دور المربي "
ناصر:-" بسرعة قبل يسري الليل وعشان ترجع الأخت تنام "
وقفوا كلهم بيطلعون واعترضت عبير
" بس... "
قال ناصر :-" عبير لا تزعجينا تبين تجين ولا روحي نامي "

طلعوا للحوش و اضطرت عبير تلحقهم وبدا اللعب ناصر واحمد رافعين ثيابهم و ربطوها عند وسطهم وسراويلهم البيضاء تستر سيقانهم الطويلة وهم واقفين مقابل للينا وعبير . عبير مثل عادتها مرتبة وشعرها الطويل رافعته كعكة فوق راسها أما لينا فثبتت شعرها القصير من كل جهة بأكثر من دبوس كان شكلها فوضوي على غير الأيام الثانية اللي تكون فيها دايما أنيقة. أخذوا كرة صغيرة لعبد السلام وحطوا لهم مرمى بعلب بيبسي فاضيه . الشباب كان معهم مكانس التنظيف بينما لينا وعبير أخذن المساحات. كانوا مبسوطين وهم مسوين نفسهم يلعبون الهوكي وطبعا فريق البنات كان ميئوس منه بوجود عبير اللي ما تحب تجازف أما لينا فما كان عندها مشكله وإذا حست أنها بتزحلق مسكت ثوب أقرب واحد منها . شوي شوي بدوا يدخلون جو اللعب حتى عبير نفسها ما توقعت تنبسط لها الدرجة أما لينا فنست كل شيء في العالم وما عادت تفكر إلا بالفوز المستحيل. أم الوليد نومها خفيف وقامت بسبب صوت الإزعاج اللي تسمعه في الحوش. صراخ الشباب المرتفع وعلب البيبسي اللي كل مرة يصر لها صدى وهي تطيح على البلاط أو تصدم بالجدار. أول ما طلعت مرت على غرفة لينا ولأن الغرفة ظلمة وهي في عيونها النوم ما انتبهت للخدعة. راحت للحوش معصبه وهي تنادي
" عبير ..عبير .."






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 23-06-2011, 12:16 AM   رقم المشاركة : 32
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

روايــــــــات سعوديــه كامـــله

لينا ارتبكت بس حست بسعادة كبيرة في هذا الموقف. ولأنهم ما لبسوا نعل تلخبطوا أحمد وناصر مسكوا لينا ويحاولن يسرعون بها للجهة الثانية من الحوش أما عبير مسكت المساحة و مسويه تشتغل. أحمد ترك ناصر ولينا في نص الطريق ومسك المكنسة وقعد يدعك الأرضية بكفائه عاليه أما المسكين ناصر لما وصل الزاوية وكان بيلف ويسوي حركت تفحيط تزحلق وطاح وكان الجدار أقرب شيء للينا عشان تثبت توازنها وهي تحاول تمسك نفسها من الضحك وناصر يقول لها وهو طايح
" أمحق منقذ ولو أنني في فيلم بوليسي "
لينا بصوت منخفض وهي تخنق ضحكتها بس ما هي قادرة
" بسرعة ناصر قم أمي لا تشوفك "
وقف ناصر على حيله وملابسه يملاها الصابون وسوى مثل أخوه أحمد ولما أطلعت أم الوليد و شافت الوضع استغربت
" وش تسوون؟ "
عبير:- " نغسل الحوش "
أم الوليد :- " وهذا وقته ؟ وها الثنين وش يسوون هنا؟ "
أحمد:- " ما جانا نوم قلنا نساعدها "
أم الوليد :- " وإذا ما جاك النوم تزعج النايمين أنت و أخوك أنا ما صدقت لينا تنام تقومون تثورونها "
أحمد ناظر في الأرض وناصر اللي فاتح عيونه يشوف الدهشة في عين عبير مثله .
أم الوليد :- " عجلوا نظفوا المكان وطفوا اللمبات وادخلوا داخل "
أحمد :- " خلاص أنتي روحي وحنا بندخل بعدك "
راحت أم الوليد وتركتهم يتلفتون لبعض. رقى ناصر الدرج وهو خايف ينزلق مرة ثانيه , طل مع الباب الداخلي لقى أن أمه راحت بعيد, صك الباب وقال
" خلاص زال الخطر عن المنطقة الوسطى وما جاورها "
أحمد بصوت هادي :- " تعالي يا لينا تعالي يا النايمه "
لينا طلعت لهم وهي تمشي على الصابون بمهل و الابتسامة من فمها الصغير مغطي وجهها اللي اختفى منه الهم ومتورد من كثر سعادتها.عبير لاحظت هذا فقالت
" مبسوطه الأخت ما عمر أحد فينا تهزئ كثرك واليوم كله نتهزئ عشانك "
لينا تمزح :- " ما عليكم أنتم قدها وأنا استاهل "
أحمد :- " أيه حبيبتي بس البركة فيك أنت وصوتك تضحكين وتصرخين وناسية الدنيا وما فيها "
لينا :- " أمش يا أبو الصوت المخملي "
ناصر:- " أنا أقول أن الطبخة خربت خلاص بس الجو صار حلو خلونا نريح أشوي وبعدين كل واحد يقلب وجهه لغرفته "
أحمد :- " هذا هو جو الرياض متقلب ما تعرف له "
عبير :- " ثواني بس أستنوني بروح وأجي "
ومن غير ما يقدر أحد يسألها دخلت داخل البيت وتركتهم يجلسون على الدرج .أرجعت عبير وهي جايبه معها أربع علب حمضيات مثلجة وزعتها بينهم وجلست معهم على الدرج
ولأنهم شافوا لينا أرجعت تفكر قعدوا يقطعون الوقت بالسوالف حتى اندمجت معهم . دخلوا البيت و كلهم أخذوا لهم شاور قبل ينامون ويحطون راسهم على الوسادة وناموا من دون هم إلا لينا اللي بعد الشاور صلحت لنفسها كوب (هوت شاكلت ) وجلست تشربه في غرفتها وتحاول ما تفكر في شيء غير طعمه .







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 23-06-2011, 12:17 AM   رقم المشاركة : 33
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

روايــــــــات سعوديــه كامـــله



الفصل العاشر

أم الوليد :- " لا حول ولا قوة إلا بالله يا بنت الحلال قومي "
عبير :- " اتركيها علي أنا أقومها "
كانت لينا ما نامت من الليل ولما شافتها أمها في الصباح توقعتها قايمه من بدري لأنها متأكدة من إنها شايفتها نايمه مبكر. وقتها ما أفطرت لينا إلا على فطيرة صغيرة ثم بدو يرتبون أمورها ولا أرجعت ونامت إلا بعد الظهر. كان نوم لينا إذا جاء بعد تعب نوم ثقيل لو يدخل أحد ويلعب بغرفتها أو يضرب فيها ما تقوم إلا بعد جهد كبير من اللي يقومها. أخيرا فتحت لينا عينها وناظرت لأهلها وقالت بصوت ما هو واضح
" لا إله إلا الله خير وش فيكم؟ "
أم الوليد :- " يا بنت قومي الناس صلت العصر "
لينا تحاول تميز :- " أها طيب!"
عبير ما تبغى تقول لها وهي توها قايمه من النوم إن وراها زواج عشان ما تربكها لكن أمها صرخت فيها
" لينا قومي أنتي ناسية إن العرس اليوم قومي بسرعة "
لينا لما سمعت الكلمة أرجعت ودفنت نفسها في فراشها وغطت نفسها بالحاف. أم الوليد تسحب الحاف بس لينا مسكته بقوه ولما قربت عبير وساعدت أمها بعدوا اللحاف عنها و شافوا لينا وجهها أحمر و دموعها على خدها.
أم الوليد بحنان واضح في صوتها:- " لا اله إلا الله قومي يا لينا ولا تضيقين صدري "
لينا :- " طيب خلوني شوي وأنا بقوم "
أم الوليد كانت بتفتح فمها بس لينا قالت لها :- " شوي بس أغسل وجهي وأصلي بعدين يصير خير "
أم الوليد مسكت رأس لينا :- " لا تتأخرين "
طلعت أم الوليد وتركت عبير وراها اللي قربت من أختها وبدت تدغدغها
عبير:- " قومي قومـي قومــي "
لينا تبتسم من غير نفس وقالت :- " من متى جاك الهبال؟ قلت لك بقوم خلاص "
عبير :- " أنتي حاولي ما تفكرين وخلي اليوم يمر طبيعي و بترتاحين "
لينا :- " عبير ليه ما دخلتي علم اجتماع تصلحين مستشارة أسرية؟ "
عبير مبتسمة وفي قلبها متقطعة وهي تشوف لينا مسترخية على ظهرها و مغطية عينها بذراعها ودموعها تنزل بصمت. أخذت لينا نفس طويل و لما طلعته ارتخى صدرها وقالت تسأل عبير وهي تعرف أنه من دون فايده .
" عبير! "
عبير من غير ما تفتح فمها "همم "
"ما يصلح أبطل و أفركش الزيجة؟ "
" ليه قاعدين نلعب؟ "
" أدري كنت أبغى أتكلم بس "
" لو ما قمتي الحين ما راح ترتاحين"
"أقوم ؟ وين أروح ؟ "
" لينا بلا دلع "
" طيب "
تربعت لينا فوق سريرها ومدت يدها وهي تشوف خطوط الحناء برسم جميل على يدها وذراعها. عبير جالسه قدامها وهي تشوف وجهها لأول مرة أحمر لذي درجه ولا سبق إنها شافت لينا تبكي بمثل هذا الشكل الكئيب أبدا واللي زاد ثقل الحزن بقلب عبير إن لينا رفعت شعرها الكستنائي عن وجهها بيدها اليمنى وابتسمت لها ابتسامة صغيرة ذابلة ما سبق إنها ابتسمت مثلها في حياتها .
* * * *
لينا على وشك تنزف بعد لحظات وهي بكامل أناقتها وجمالها . كل شيء داخلها على وش ينهار من خوف و رهبت الموقف وهي تشتم في نفسها اللي أبتكر الزفة وحطها شرط لحفل الزواج . دخلت عليها شمس وكان واضح عليها التعب من الرقص و من الدرج الطويل اللي رقته. تبادلت مع عبير كلمات بسيطة ثم التفتت للينا وقالت
" جاهزة يا لينا؟ "
لينا :- " يا سهلها وأنتي تقولينها "
شمس :- " أنتي بس أهدي و خذي نفس عميق واضبطي أعاصبك وإذا جلست على الكرسي أنا بزعجك "
لينا تتناسى توترها بالمزح :- " أوكي بس بشرط ارتصي جنبي ألين أوصل للكرسي، صيري أنت العريس"
شمس وهي تلعب بخصلة من شعرها الأشقر الملتف :-" والله أبو الشباب معطيني لوائح حمراء. أقول فيه حل ثاني أتخيلي نفسك ممثله أو بطلة فلم "
لينا تتصنع الملل:-" فاضيه و تستهبل "
دخلت هيفاء وهي شايله بنتها الصغير
" خلصتو بنات الزفة بتبدا؟ "
لينا :- " شمس إذا أغمى علي أفزعي "
شمس :- " ما لك هم لا توصين حريص أنتي أنزلي بس و إحنا معك بالدعاء "
شمس تحاول تلطف الجو بكلماتها الأخيرة بلهجة مصرية ثم همست في إذن عبير
"بدق عليه جوال نختبره "
عبير وشمس ضحكن فقالت لينا وهي واقفة ويدها متعلقة في المسكه
" تتكلمون فيني؟ هين خلو الليلة تعدي على خير إذا ما صفيت أوراقي معكم "
شمس :- " هذا وهي بتنزف تهدد! "
عبير :- " لينا هي لينا لو تودينها وين ما وديتيها "
هيفاء :- " خلاص عاد بنات تعالوا ساعدوني في ترتيب شرعتها "

وقفت لينا على رأس الدرج وهي تشوفه طويل وأنه بيمر وقت على ما تلمس الكرسي البعيد بما إنها بتمشي خطوة خطوة .ولأن الصالة أظلمت والأضواء كلها عليها ما قدرت تسمع من زفتها شيء غير دقات قلبها اللي بتفجر طبلتها. جميع الأعين تتأمل لينا وزينتها من فستانه اللي بين قوامها ورشاقتها وأبرز مفاتنها بطريقة مختلفة عن أي فستان إلى جمال وجهها و الماكياج اللي أعتمد على ملامحها الجذابة ما كان في ماكياجها أي كثافة أو لون صاخب أو تداخل غريب يفسد جمالها الرباني. باختصار كانت لينا أسطورة في الجمال لكل عين تشوفها. وصلت إلى أسفل الدرج وبدت تمشي على السجاد بثقة تستعيدها مابين خطوة و الثانية لأن التوتر كان يظهر على وجهها ويلحظه البعض ثم يختفي وهذا بسبب أفكارها والصراع اللي داخلها لكن مسحة الخجل أبدا ما اختفت. الوقت يمر ثقيل ولينا جالسة على الكرسي وتتأمل أقارب شمس وهم يرقصون قدامها وهي تبتسم لكل وحده تلتقي بعينها ومثل ما توقعت ما شافت أحد من أقاربها غير خالاتها. كانت تتمنى تشوف عماتها وزوجات أعمامها واللي كلهم عارضو زواجها من خارج القبيلة بحكم أنه يعارض عاداتهم وتقاليدهم .صحيح إن وجود خالاتها أسعدها لكن أقارب أبوها منها وفيها وتحمل هي نفس امتداد أسمهم وإذا كان أحد في الدنيا يذكر فما يذكر إلا بنسب أبوه. قربن منها صديقاتها وباركن لها و أكتفن بالمصافحة عشان ما يخرب ماكياجها. وبعدها اجتمعن مجموعه من البنات وأخليت المنصة لهن وبدن يرقصون الدبكة قدامها بطريقة هادية تناسب أنوثتهن أما شمس فكانت قريبه من لينا وكل ما جاء أحد يبعدها أو يكلفها بشغله كانت تتهرب وتقرب أكثر من لينا اللي كانت ممتنة لها.

في قسم الرجال كان الوضع غريب بنسبة لأبو الوليد و أولاده لأنها المرة الأولى لهم اللي يحضرون فيها زواج أهل الجنوب ويشوفون عاداتهم وخصوصا ألعرضه اللي تميزهم .كانوا متعودين أن في نجد يكون حفل الزواج عند الرجال هادي متشبع بالكرم وحسن استقبال وأحيانا يحضر فيه بعض الشعار إلا عند بعض القبائل اللي عندها عادات معينة لكن الغالبية العظمى كان يتسم جو الحفل عندهم بالهدوء. كان أبو الوليد يقوم مع أبو راكان بواجب الضيافة وناصر وأحمد كانوا مع راكان اللي صادقوه بعد ملكة لينا وعرفهم الأخير على أخوانه وبعض أقاربه الخاصين ومنهم عبد الله اللي قابلوه مرة أو مرتين من قبل بحكم معرفة أخواتهم. ما تقدم يبارك لراكان من أقارب لينا غير أخوالها ولأن جو الحفل كان صاخب و المعازيم منشغلين بالعرضه ما انتبه أحد لهذا الشيء إضافة إلى أن شخصيه أبو الوليد وأولاده كانت محط أنظارهم وكانوا هم وحدهم يكفون عشان يكونون سند وعزوة وربع لبنتهم. في الحفل تفاجئ أبو الوليد أن صديق له يكنونه أبو سلمان يكون في نفس الوقت صديق قديم لأبو راكان و اعتبروها الاثنين ( أبو الوليد – أبو راكان ) فرصه سعيدة وفاتحة خير إنهم مع مناسبتهم كان في شيء معين يشتركون فيه .

تقدمت شمس لأختها و لأم الوليد وقالت لهم أنه لازم ينقلون لينا للغرفة اللي يزفون راكان لها لأنه العادة اللي تسمح لزوج أنه يأخذ عروسة من وسط قسم النساء قلة وصارت الأسر ما تعمل فيها. جلست لينا للمرة الثانية وهي تعد بأصابعها الثواني ومع كثر الصخب والأصوات تحس إنها في حلم ما راح ينتهي على خير خصوصا بعد ما ودعوها أخواتها. الرجال اللي زفوا راكان أبوه وأبو الوليد و أخوان لينا أحمد وناصر أما الوليد فما قدر يدخل ويقابلها بعد اللي صار بينهم. دخل راكان للغرفة وما كان عنده وقت يتأمل عروسه مثل ما كان يتمنى لأن أخوانها وأبوها بيدخلون يسلمون عليها فقرب منها وحط يده على رأسها وتمتم بالدعاء المأثور وجلس جنبها. دخل من بعده أخوانها وأبوها وسلموا عليها و دعو لها ثم انسحبوا بسرعة لأن بعض قريبات راكان موجودات في الغرفة ومتغطيات أما أبو راكان فكان وضعه مختلف. وقف و تأمل لينا بشيء من الإعجاب وهو يشوف البراءة في وجهها البيضاوي والشفافية الحقيقة في العين العربية الواسعة الصافية اللي ترتخي من الخجل أجفانها بأهداب كثيفة طويلة وأستحسن دقة أنفها السليم الناعم اللي ما فيه أي عوج و شفايفها العذبة المختومة بجمال ما أخفاه الروج اللي عليها. بارك لها أبو راكان وهو يحس إن لينا قطعه منه أو إنها وحده من قريباته يعرفها من صغرها وتربت على يده ومن دون ما ينتبه بدا يوصي راكان عليها بحرص واهتمام واضح .كانت طريقته أبويه مع لينا وتركها بأسلوبه تسترخي وتميل له بعد ها لفته الحلوة منه ثم طلع وتركهم. شمس ما صدقت خبر إن ما فيه عنصر رجالي غير راكان فا نزلت عنها العبايه وباركت لركان ونفس الشيء أمه وجدته وكانت الحرمة الرابعة اللي تقدمت وباركت له وهي أم الوليد واللي أول ما بدت توصيه على لينا ما قدرت تمنع نفسها تبكي وكان هذا سبب في تجمع دموع لينا في عينها وهي تسمع صوت أمها المرتجف يقول لراكان إنها أمانة عنده. ساعدت أم الوليد بنتها في العبايه وغطتها وهي تسأل الله لها التوفيق في حياتها. أخيرا لينا تمشي وفي كل خطوة كانت ساقها المرتجفة تهدد بسقوطها كانت تحاول تتأخر في مشيها عشان يسبقها وتمشي وراه لكن راكان مسك يدها ومشى بجنبها والصوت الوحيد المسموع هو صوت الكعب العالي. أول ما طلع راكان من القصر وأخذ عروسه لسيارته شاف ناصر وعبد الله يسولفون هناك. وجود عبد الله كان بحسن نية ومباشرة أول ما أنتبه لراكان من بعيد ترك المكان ودخل للقصر وهو ما يعرف أنه حرق قلب راكان بوجوده اللي ما كان هدفه إلا أنه يدل ناصر على سيارته. قال ناصر
" خلني أوصلكم يا ركان "
"كثر خيرك يا ناصر ما تقصر ولا ودنا نثقل عليك "
" لا ثقل ولا غيره عطني مفاتيح السيارة "
" يا ابن الحلال..."
" حلفت ما يوديك الليلة غير أنا "
أنتبه راكان لعزم ناصر فأعطاه المفتاح وهو اللي منع إخوانه وأقاربه من إنهم حتى يفكرون يسوقون له السيارة. راكان كل ما حسب أنه أخيراً بيكون مع زوجته في عالم لهم هم بس يطلع له مشكلة لكنه قال كلها كم دقيقة وينتهون في مكان لهم لحالهم. فتح ناصر الباب لأخته وما كانت تتوقع إن ناصر يمسك يدها بكل حنو الأخ ويثبتها ويسندها حتى جلست في مكانها. رفع لها فستانها و طرف عباتها وصك الباب من جهتها بكل هدوء وركب السيارة وساقها للفندق اللي حاجزه راكان لليلة زواجه .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 23-06-2011, 12:20 AM   رقم المشاركة : 34
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

روايــــــــات سعوديــه كامـــله



الفصل الحادي عشر

لينا جالسة على الكرسي بظهر معتدل في الغرفة وهي تشوف راكان ينزل بشته الأسود عن كتفه ويعلقه ثم رجع لها وجلس قدامها وقال بصوت خافت
"مبروك عليك يا لينا "
لينا مع توترها ومع الغربة اللي تحسها من المكان ومن الشخص اللي قدامها وهي معه لحالهم وكأنها في معزل عن العالم الخارجي كانت خايفه لدرجت توقعت تبدأ الليلة بمجادل وهي تحس بنار كرهه تحركها لكنها قررت تتمالك نفسها بعد ما تذكرت وصية ناصر و بتأجل حربها إلى بكره و بشكل آلي ردت عليه
" الله يبارك فيك "
أبتسم وقال
" طيب أنا بعد ما فيه لي مبروك! "
بعدت عينها عنه ولا توقع أن يشوف وجها جامد بارد لدرجة تخلي اللي تكلم معها يشك أنه قال شيء غلط وفعلا هذا اللي كانت تبغى توصله لينا له خصوصا تحت وطأة الحقد والكره اللي زرعها فيها ومع هذا تغاضى راكان عن تصرفها وقال
" تفضلي "
التفتت له وشافت في يده علبتين مخمليتين ولأنها تدور شيء يقطع الوقت حتى يأذن الفجر أخذتها منه وفتحتها .العلبة الأولى كان فيها عقد والعلبة الثانية فيها سلسلة ذهبيه ناعمة و علاقتها على شكل قلبين متداخلين و في وسطهم قلب اصغر تزينه كريستالتين بلون البحر قال راكان
" أعجبك؟ "
قالت له لينا بصدق
" بصراحة عندك ذوق حلو "
" السلسال وخاتمة أبيك تلبسينها على طول وما تنزلينها ابد "
وتذكرت لينا إن عبير وناصر اختاروا هدية راكان بس هي نست المكان اللي قالت لها عبير إنها حطتها فيه و ما قدرت تقاوم الإحراج في داخلها وهي تشوف أدبه ولطفه في تعامله معها بعكس ما كانت تتخيل. شاف راكان أن اللون الأحمر بدا يزحف من جديد لوجهها فقال
" تحبين تقولين لي شيء يا لينا أو توضحين لي كيف ودك تبدين حياتك معي"
ناظرته لينا وسألت
" هو أنا أقدر أقرر؟ "
" طبيعي بما إننا بنعيش مع بعض لازم نتفق على نمط حياة معين "
قالت بنبره هاديه توضح كل المشاعر اللي بداخلها
" ما أذكر أننا اتفقنا من قبل عشان كذا ما أتوقع أننا نتفق الحين"
راكان ما حب يفسد ليلة العمر على ما يقولون ولا كان وده أنه يذكر أي شيء سيء فيها لكنه أضطر يقول للينا
" لينا أبغى منك تنسين كل شيء صار قبل ولا تفكرين إلا في ليلتنا والمستقبل بس غير كذا أنسيه ولا عاد تذكرينه "
"ما أتوقع أني أنسى "
" هذا الشيء أنا ما راح أناقشه معك الحين لأن هذا مهوب وقته "
تأملها وبدل ما يقول اللي كان يبيه تردد ولأنه كان فاتحه فمه سبقه لسانه وبدون تفكير سألها
" تعشيتِ؟ "
لينا تفاجئت من السؤال صحيح إنها متقطعة من الجوع بس هاذي ما هي طريقة يرغبها في الأكل وردت على سؤاله
" أيه "
فضحك راكان من موقفه وعرف إن سؤاله غبي لأنه ما في أحد في ليلة زواجه يقدر يأكل خصوصا البنات اللي يمكن يمر اليومين قبل زواجها وهي ما تأكل فكيف بليلة الزواج قال راكان وهو يحاول يصلح الجو
" حتى أنا بعد تعشيت "
ناظرته لينا وفي عينها الشك ولأنه كان مبتسم من موقفه ابتسمت له من غير ما تشعر . وقف وهو يرفع عقاله ويسحب الشماغ و يرتبه بطريقه معينه ويعلقه بالعقال. تأملت شعره الأسود الناعم اللي لأول مرة تشوفه كان طوله يتجاوز أذنه و أعجبتها طريقة يد الحلاق اللي قدرت تضبط قص شعره بشكل مرتب يناسب وجهه ويزيد من جماله من غير ما يقلل من هيبته. فكرت في نفسها وهي تشوف راكان أنه يتميز بوسامة عربية وجاذبية غريبة ما انتبهت لها من قبل ولو كان اللي جمعهم سبب ثاني كان ممكن تفكر إنها تسعده لكن الوضع يختلف عن اللي تتمناه. راكان يتصرف بشكل طبيعي من حولها وحركته الأخيرة في نزعه لشماغه والظهور بشكل غير رسمي خلت أعصاب لينا ترتخي و الغربة اللي كانت موجودة عندها بدت تتلاشى. سمعوا صوت جرس فا طلع من الغرفة وصك الباب بعده وأستقبل مضيف الفندق اللي رتب العشاء لهم بشكل أنيق يلاءم المناسبة وطلع وهو يقدم تهنئة الفندق له بطريقة رسمية. راكان تأخر شوي وهو يتوقع أنه يعطيها وقت عشان تقدر تبدل ملابسها بعد كذا وقف وطق الباب ولما فتحه لقى لينا في مكانها مثل ما تركها. في نفسه حمد ربه إن فستانها ما هو منفوش ويصعب حركتها فأخذها معه عشان يتعشون بس أول ما جلست لينا معه حول الطاولة عرفت أن أي لقمة بتدخل فمها بتسبب لها عسر هضم وفضلت الجوع على إنها تاكل قدامه. لكن راكان ما عجبه وضعها وبدا يتكلم ويسأل أسئلة هو يعرف أجابتها سابقا وكل هذا عشان يخليها تسترخي و تاكل وبعد ما ألح عليها إنها تاكل أخذت العصير و شربت منه شوي ورجعته زي ما كان ولا عاد مدت يدها مرة ثانية وهذا اللي ترك راكان يقوم وهو متقطع من الجوع. لينا حمدت الله إنها بعدت عن الطاولة لكن متضايقة من لبسها ودها تغير ولا هي قادرة بسبب وجود راكان معها ولما شافت الساعة غبطت بنات الحجاز على عادتهم لأن الزواج عندهم يخلص قبل الفجر أما راكان فا فكر انه يقترح عليها تروح للغرفة وتبدل ملابسها لكن تراجع وهو يحسب لردت فعلها لأنه واضح عليها إنها بدت تسترخي واحمرار وجهها تدريجيا اختفى لو كان في بيته كان لقى شيء يسويه كونه ياخذها على كل غرفة فيه أو يخليها تطلع على صور العائلة وهنا جت له فكره يتكلم فيها مع لينا. مر الوقت بشكل ثقيل وبطيء وعين لينا تشكي النوم بس ما تقدر و أجفانها تقاوم عشان ما يبين النعاس فيها. بقوا على وضعهم حتى جاء صوت الأذان وقطع الصمت فأستأذن راكان منها وأتوضأ وغير ملابسه وقال لها أنه بيرجع بعد الإقامة. المكان فاضي وهادي وتقدر لينا الآن تتحرك براحتها لكن تفكيرها مشغول بطريقة راكان لأنه طلع مع الأذان مباشرة وكان واضح أن هذا عشان يعطيها وقت تقدر ترتب فيه نفسها وهي اللي كانت تتخيل أنه بيكون مثل الشباب اللي يعتقدون أن وقت الزواج الواحد ما يصلح يطلع من البيت حتى ولو جاء وقت الصلاة. ما ضيعت لينا من وقتها شيء بدلت فستانها وفكت تسريحة شعرها وراحت وغسلت وجهها و استعدت لصلاة وبعد الصلاة زينت وجهها بالمكياج و لبست فستان الصباحية وكان لونه أصفر غير فاقع وتركت شعرها منسدل ومن باب الشكر لراكان على موقفة الأخير لبست السلسال والخاتم وثبتت الحلق على إذنها ثم بدت تفتش بسرعة على هدية راكان اللي أخذ ناصر وعدها إنها تقدمها له ليلة. لقت الهدية فأخذتها و راحت و جلست بالصالة تنتظره وهي تحس ان رغبتها في النوم زادت. راكان جلس بعد الإقامة يقرأ ورده اليومي وهو يفكر إن هذا يعطيها الوقت إنها بعد ما ترتب نفسها تروح تأكل زي ما تحب لأنه رتب لها أشياء متنوعة في المطبخ وبعد ما انتهى أستغفر وسأل الله من فضله ورجع للفندق. فتح الباب وهو يتنحنح ينبها انه دخل و أنصدم وهو يشوفها جالسة على الكنبة بزينتها وكأنها تنتظر ضيوف كان يتوقع إنها بتلبس على الأقل لبس منزلي هادي يساعدها على النوم اللي يشوفه في عينها لكنه فهم إنها بدت حربها الخاصة ببعادها عنه وإن كانت تعتقد إنها بتصعب الأمور في وجهه فهي غلطانة لكنه حب يكون سهل معها بما إن كل أفكارها سوداء عنه. قال راكان بنبرة خافته وهو يمشي لها
" لينا تبين تنامين؟ "
" لا ما فيني نوم "
راكان في نفسه يردد يا كذابة لأنه هو بعد يبغى ينام لكن قال
" طيب تبين نفطر؟ "
" لا أنا شبعانة الحمد لله "
عقد حواجبه وكان في طريقة للمطبخ بيتأكد لكن لينا قالت له
"راكان "
"هلا "
ما قدرت تقول كلمة تناسب فا مدت له الهدية اللي كانت منزعجة منها وكارهه نفسها بسببها. أخذها راكان و طلع صندوق خشبي لامع من تغليفه و لقى ساعة فخمة ومعها كرت احمر مزين بطريقة رومانسية أول ما طلع الكرت أنصدمت لينا لأنها أول مرة تشوفه فتح راكان الكرت وارتسم على وجهه ابتسامة عذبة وألتفت للينا بنظرات غريبة استنكرتها وقلبها حارقها تبى تعرف وش مكتوب لأنها الآن متأكدة إن هذا مقلب من مقالب ناصر. ما لقى راكان طريقة مناسبة يكافئها فيها على الهدية إلا انه حضنها وقبل راسها وقال
"تسلمين "
لينا متجمدة في مكانها وجهها محمر وبشرتها حارة وقلبها يخفق بشكل مجنون صحيح إنها تنفر منه لكن ما كانت تتوقع مثل هاذي الجرأة من أول يوم لهم
"لينا ترى أمي وجدتي بيجون الساعة عشر و نص فنامي عشان تقدرين تقابلينهم"
هزت رأسها وقالت
"إن شاء الله "
ومع هذا ما تحركت من مكانها، شاف راكان أن ما بليد حيلها فتركها و راح للمطبخ يتأكد إذا هي أكلت شيء من اللي حطه لها لكن كل شيء زي ما هو. فتح الثلاجة وشاف كل الفواكه على ما هي عليه علب العصير وقطع البسكوت كل شيء في مكانه ما أحد لمسه رجع لها وقال
" لينا أنا بنام تبين شيء أطلبه لك؟ "
"لا "
تركها وصك باب الغرفة بصوت مسموع ورمى نفسه على السرير و غمض عيونه . جلست لينا ربع ساعة وهي تحاول تتأكد من إن راكان نام، نزلت كعبها ومشت على روس أصابعها وحطت أذنها على الباب وما سمعت أي حركة فتأكدت من أنه نام لأنه ما هو معقول تمر ربع ساعة ويكون صاحي وما تسمع أي حركة منه. مشت للمطبخ بسرعة بتشرب عصير يملئ معدتها، فتحت الثلاجة وهي تتوقع ما تلقى عصيرها المفضل لأنه قليل اللي يحبونه لكنها طلعت غلطانة و لقت أكثر من علبه لعصير الطماطم وهي ما تعرف أن راكان اللي رتب وجودها أخذت علبتين وشربتها الوحدة ورى الثانية ثم أرجعت لصالة .تمددت لينا على الكنبة وحطت وسادة تحتها رأسها و وقتت جوالها على الساعة تسع عشان تقوم قبل راكان ولأنها ما نامت أمس إلا ثلاث ساعات دخلت مباشرة في نوم عميق . أي شخص ينام في مكان غير مكانه و ما تعود عليه ما راح يرتاح في نومته ولا حتى يقدر يطول في نومه أكثر من ثلاث ساعات حتى لو كان تعبان .صحت لينا وهي تحمل هم الآم اللي بتحس فيه برقبتها المنثنية وظهرها بسبب الكنبة لكنها انتبهت إنها تنام على شيء ناعم و ممددة على جنبها الأيمن براحة عرفت أنها في حلم وما راح ينقطع إلا إذا فتحت عينها . تدريجيا ارتفعت أجفان لينا و ركزت بصرها قدامه وهي تشوف بشكل ضبابي ومجرد زالت غشاوة النعاس عن عينيها لقت نفسها تحدق في صدر راكان العاري وهو مسند رأسه على يده اليسرى المرتكزة وعلى وجهه ابتسامة هادية كان ينظر في عينها و هو يفهم القلق اللي فيها أنشلت لينا لثواني وما عادت تعرف إلى إي جهة تتحرك فقال بهمس
- صكي عينك
ودها تقوم وتبعد عنه لكن راكان حط يده اليمنى على كتفها وأضاف برقة
- أرجعي نامي قبل أغير رأيي أنتي ما نمت من أمس .
غمضت عينها بضيق وهي تحس من خلف جفونها بنظراته تحرق وجهها و زاد توترها قرب جسمها من جسمه . حس فيها راكان و ظل يراقب جفونها اللي تهتز بحركة خفيفة بين فترة والثانية وتدله أنها للحين صاحية ومنزعجة بعد وقت لاحظ أن جفونها توقفت عن الحركة وحواجبها المعقودة انفكت وملامح وجهها المتقلص تسترخي و هدت حركتها تماما غير تنفسها المنتظم وغطت في نوم عميق .قرر راكان يسوي الشيء نفسه فانزل يده وحط رأسه على الوسادة وبصعوبة قدر يبعد عيونه عن وجهها و يغمض جفونه وينام هو الآخر بجانبها من طول السهر .

هاذي المرة أفتحت لينا عينها زين عشان تشوف حولها و ارتاحت لما لقت نفسه في السرير لحالها لكن جسمها على طول رجع وأنكمش لما سمعت راكان يقول
" صباح الخير "
شافته قدام المراية ويضبط شماغة وهو يتأمل صورتها المنعكسة قدامه فقعدت لينا ومدت يدها ترتب شعرها وهي ترد عليه
" صباح النور كم الساعة؟ "
" عشر "
تذكرت أن أهله بيجون بعد ربع ساعة فقامت بسرعة وراحت للحمام وفي طريقها انتبهت أنها لابسه فستان الصباحية وبما أن راكان نقلها للغرفة أكيد أن كعبها مرمي جنب الكنبة هناك فغيرت طريقها وقررت تروح تجيبه قبل يجون أهله قال راكان
" وش فيك مستعجلة؟ "
" ليش ما قومتني من بدري وش بيقولن أهلك لو جو و لقوني نايمه ما استقبلتهم؟ "
زم راكان شافيفه وقال
" ما أتوقع يقولون شيء وهم أصلا يعرفونك من قبل "
التفت لها وأضاف وهو يغمز لها بعينه
" زيدي على كذا أن أفكارهم بتوديهم بعيد "
أحمر وجه لينا وكملت طريقها ورفعت كعبها عن الأرض وهي تشوف راكان يترك لها الغرفة فا رجعت للغرفة وصكت الباب وراها عشان تقدر تسمعه إذا دخل مرة ثانية نزلت الفستان بعجلة و لبست روب الحمام ودخلت الحمام تاخذ شاور يبعد عنها النوم وينشطها . أرجعت لغرفتها وجففت شعرها وسرحته ولبست فستانها مرة ثانية ولما بدت تحط زينتها دخل راكان وقال
" باقي خمس دقايق و يجون "






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 23-06-2011, 12:30 AM   رقم المشاركة : 35
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

روايــــــــات سعوديــه كامـــله




" ما عاد بقي لي شيء وأخلص الحين "
قال راكان وهو مبتسم يمازحها
" لينا خليني أنا اللي أرسم لك عينك "
ضحكت لينا بصوت خفيف لأنها تذكرت شيء وقالت
" لا, الله يرفع قدر والديك بعد يدك عن ها الأمور"
" ترى أنا أعرف ولو سألت شمس بتعلمك "
" وهذا اللي يضحكني أذكر أنها قالت لي أنك دخلت الكحل في عينها وعلقت فرشة الاستشوار بشعرها "
ضحك راكان وقرب منها وقال
" طيب خليني أجرب أحط البلاشر ولا أرسم لك الظل "
أخذت لينا العلب من يده
" لا معليه أنا مهوب حقل تجارب من غير إن في ناس بيجون الحين "
حاول راكان يا خذ العلب التجميل منها وهم يتدافعون بلطف وما لقت لينا طريقة أتخلص فيها زينتها ونفسها إلا أنها تقول له وهي تحاول تاصل ليده اللي رافع بها العلب
" الناس بتجي الحين عطني خلني أخلص "
"لا "
" راكان الله يخليك "
هز راسه و قال
" خليني أحط لك و أنتي عدليه زي ما تبين "
" بعدين مهوب الحين "
" متى؟ "
أسكتت عند الطريقة السهلة اللي نطق بها السؤال ثم قالت
" في أي وقت تبي بس عطني أغراضي "
أعطاها أللي في يده وشافها تكمل زينتها بشكل سريع وبيد تدل على مهارتها في أستعمل أدوات الزينة وأكثر ما أدهشة استخدامها للمسكرة اللي زادت من كثافة رمشها من غير أي تكتلات أو مبالغة كان يراقب كل حركة حتى خلصت ويوم التفتت له قال
" إذا صرنا لحالنا لا عاد تحطين ماكياج "
"ليه؟ "
" لأن وجهك حلو من غيره وبعدين أخاف يخرب بشرتك "
ما توقعت لينا مثل كلماته هاذي واللي كانت أول جملة مدح تسمعها منه وحمدت الله أن الباب دق يعلن وصول أهله فطلعت معه تستقبلهم. دخلت أم راكان وجدته و سلمن على لينا بحرارة ما استغربتها منهن وباركن لها ثم باركن لراكان اللي قبل رأس كل وحده فيهن . حطوا الفطور اللي جابوه معهن ولأنه لينا ما صارت مع راكان لحالها ما لقت أي صعوبة تأكل أي لقمة تمدها أي وحده فيهن و راكان بنفسه أرتاح وصار يعوض الأكل اللي تركه قبل الفجر.كانت أمه وجدته في غاية اللطف والذوق ومجرد حسن أن الاثنين أكلوا والجو بينهم صافي قرروا يمشون لكن راكان تضايق لما عرف أنه ما في أحد ينتظرهن بالسيارة تحت لأنهن أخذن تاكسي. أستأذن هو من لينا أنه بيرجع أمه وجدته وما عرضته هي لكن الحريم قالوا له أنه عادي ياخذن تاكسي ولا يصلح يطلع ويترك لينا وراه لكن راكان ما أعطاهن وقت يناقشنه لأنه أخذ مفتاح سيارته وخلاهن يودعن لينا وفتح الباب ومشى قدامهن لسيارة . صكت لينا الباب من بعدهم وهي تتأمل رسم الحناء حول أصابعها الناعمة الطويلة ورجعت تجلس قدام الأكل وقالت أن هاذي فرصة تقدر تسكت جوعها ولا يزعجها راكان وقت الغداء. انتهت لينا و نظفت المكان وغسلت الأطباق والحافظات وجففتها لأنه أكيد راكان بيرجعها لأمه . فتحت الزمزمية وصبت لها من الشاهي بالنعناع ولما أخذت منه رشفه سمعت صوت الباب يفتح
وعرفت أن راكان رجع . تلقائيا راحت تمشي للصالة ولما شافت رجال غريب أسمر وجهه يدل على أن من جنسية غير عربية و لابس قميص وسروال أزرق وبيده مكانس ما عرفت لينا وش أتسوي غير أنها صاحت بخوف لدرجة أن عامل النظافة اللي ما كان يتوقع وجود أحد خاف هو الثاني وأرتجف من صوتها الحاد وطلع بسرعة وصك الباب . لينا نزلت الكوب من يدها ولأن دايما قاعدتها إنها ما تثق في أحد بدت تفتش و لقت مساحة في المطبخ ما كانت منتبهة لها.أخذتها من الخوف و رجعت ووقفت مقابل الباب وما هي إلا خمس دقايق و تشوف مقبضه يتحرك كانت في نفسها تردد الله يهدي راكان ليش ما ترك و لا مفتاح لها وتمنت من أعماقها لو يرجع بسرعة . فتح الباب ورفعت لينا عصاها وهي مستعدة لكن هاذي المرة اللي دخل راكان وتمنت الأرض تنشق وتبلعها ولا تشوف نظرت الاستنكار في عينه وهو يصك الباب و أول ما التقت عينه بعينها مرة ثانية ما قدر يمسك ضحكته أكثر من كذا فضحك بقوة وقال
" ما كنت أتوقع أنك خوافة لها الدرجة "
قالت لينا وهي تبتسم و تغطي حرجها
" من قال أني خوافة؟ "
" أنا أقول ما سمعتيني؟ "
لينا تحاول تلقى عذر لموقفها فقالت له اللي صار وهي خايفة من ردت فعله وفعلاً هذا اللي صار لأن عيونه أظلمت و وجهه تغير وقال لها
" جهزي أغراضك كلها أنا بكلم المسئولين وأرجع "
" ليه؟ "
"لأننا بنروح بيتنا "
كان غضبة واضح ومن غير ما تناقش راحت للغرفة وجهزت أغراضها بسرعة بما أنها كانت مرتبه ولأن معظمها في البيت ما هو في الفندق. حزمت شنطتها وأخذت ملابس راكان ورتبتها ودخل عليها و هي تحزم شنطته فقال
" كل شيء جاهز؟ "
" أيه "
تفقد راكان كل شيء حوله ورجع لصالة وبعدين دخل المطبخ وشاف خاتمها على المجلى فناداها وقال بصوت هادي ما يبن اللي بداخله
" أنا ما قلت لك لا تنزلينه؟ "
" كنت أغسل "
أعطاها خاتمها و جمع كل شيء لهم عند الباب و نادى المضيف اللي شال الشنط وحطها في السيارة وقت ما كان راكان يدفع الحساب عند المكتب. أخذ راكان لينا لسيارة و تحركوا بعيد عن الفندق .في الطريق قال
" ما عليه يا لينا ما كان ودي أرجعك للبيت إلا بعد السفر لكن ..."
وسكت ما كمل أما لينا فتصرفت بطبيعتها من غير ما تنتبه كانت تبغى تنسيه اللي صار وما هي مستغربه عصبيته لأنه لو كان أخوانها يمكن يصير الوضع أصعب، فقالت له
" وين بنسافر؟ "
" أنتي وين تبين؟ "
" ودي أخذ عمرة "
أبتسم راكان وقال
" هذا شيء طبيعي كل المتزوجين ياخذون عمره أول شيء. وبعده وين تبين؟ "
" أنت قرر لكن أهم شيء لا يكون الشرقية لأني ما أحبها "
" أوكي بس نسيت أقول لك إننا لازم نمر على الجنوب "
" أنا متحمسة أشوف ديرتكم "
" أتوقع إن شمس قالت لك عنها "
" كثير بس أنا ملاحظة إن لهجتك ما هي جنوبية أبدا "
" هذا لأني تركت الجنوب من عمري 18 ودرست في أرامكو وبعدين توظفت بالرياض "
" أها وأهلك اللي في الديره يتكلمون مثلك "
" لا أخواني وأقاربي يتكلمون بلهجتهم إلا أختي أسماء و الناس اللي استقروا في الرياض زي شمس وأهلها فكلهم يتكلمون مثلي أما أبوي فهذا له طريقة ثانية. ما سمعتيه أمس وهو يبارك لك؟ "
" ما قدرت أنتبه "
" أجل انتظري لين تقابلينه "
" لا قل لي الحين "
" طيب يا حبيبتي "
نطق راكان الكلمة بطريقة آلية زي ما ينطقها معظم الناس و مثل ما يقولونها أخوانها لها عشان كذا ما ركزت عليها وسمعته وهو يكمل
" أبوي كان يشتغل في أرامكو وبما إنه هناك طول عمره وكل شيء يتعاملون فيه بالانجليزي تلقين معظم مصطلحات أجنبية حتى وهو متقاعد الآن له سنين يستخدمها فلا تستغربين لو قال شاغلي الكوندشن ولا هاتي الكلاس او أكتبي في النوت ولا جيبي البن و البيبر"
" واو شكل عمي شبابي متى بنروح لهم؟ "
" لا تستعجلين أنا حجزت رحلة لجدة بعد أسبوع بعدها بنروح مكة ناخذ عمرة ويمكن نمر على المدينة إلا إذا حددوا العرس الثاني "
لينا باستغراب
" أي عرس؟ "
" العرس اللي يسوونه في الديره لناس اللي ما حظروا الزواج في الرياض "
"أيه صح "
تذكرت لينا إن هذا من العادة سائدة في المجتمع إذا أقيم حفل الزواج في المدينة اللي تكون فيها البنت فلازم يقيمون حفل ثاني في مدينة الرجال لكن طبيعي بيكون أصغر وما فيه تكلفة مثل تكلفة الزواج الرسمي وهاذي العادة يسميها البعض ( التحواله ).دخل راكان السيارة للبايكه ونزل الشنط ودخل مع لينا يوريها البيت وبعد ألظهر أخذها وتغدوا في مطعم من مطاعم الرياض قبل يرجعون لبيتهم ويأخذون قيلولة لأنه كان يوم متعب لهم وما أخذوا من النوم كفايتهم .

------------------------------------
--------------------------------------------------
* تتوقعون بتمشي الأمور تمام بين لينا & راكان ؟؟
------------------------------
----------------------------------------

مع تحياتي غدآآآ لنا لقاء بباي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 23-06-2011, 04:36 PM   رقم المشاركة : 36
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

روووووعه القصه

يعطيج العافيه قلب الزهووووور ع الاجزاء الحلووووووه

ننتظر الباقي لاهنتي







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 23-06-2011, 08:45 PM   رقم المشاركة : 37
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل
روووووعه القصه

يعطيج العافيه قلب الزهووووور ع الاجزاء الحلووووووه

ننتظر الباقي لاهنتي

ياحبيبتي الا اروووووووع حضورك ياغاليتي ياربي يخليك
ويسعد قلبك عن جد يسلموو ع المتابعه







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 23-06-2011, 08:49 PM   رقم المشاركة : 38
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

روايــــــــات سعوديــه كامـــله




الفصل التاني عشر


بعد صلاة العصر راكان متمدد على السرير ولا في الغرفة غيره. أنقلب على جنبه وهو يفكر في تصرفات لينا وتهربها منه واللي أثار غضبه طريقة لبسها المحتشمة وخاصة الروب اللي لبسته قبل تنام. ما كان راكان يعرف إن لينا هي اللي بطنت الروب الشفاف بقطعة قماش حرير حتى يكون ساتر. أتخذ راكان قراره فقام من مكانه وقفل باب الغرفة واتجه لدولابها ودار بعينه في داخله. مد يده يفتش بين ملابسها ولا لقى الشيء اللي نفسه فيه. رجع كل شيء على وضعه وصك الدولاب وهو عاقد حواجبه ثم طلع من الغرفة وشاف لينا طالعه من المطبخ وهي لابسه جلابية سكرية مزينة بعناية بنقوش دقيقة باستخدام خيوط ملونه ومتداخلة بتصميم شرقي ساحر. قال راكان
" أنا ما اشتريت للمطبخ شيء لأني ما كنت أتوقع نجي هنا بدري وكنت أبغيك أنتي اللي تجهزينه على ذوقك بعد السفر"
لينا آليا
" لا عادي "
" ألبسي عباتك يا لينا بنطلع "
لينا بدهشة
" وين؟ "
" لسوق! ما هو معقول نجلس أسبوع في الرياض من غير مواعين "
" بس الحين الدنيا حر! "
" ما يخالف الأسواق مغلقة بتبردين إذا دخلتيها "
" طيب "
لينا تمشي بكل ثقة وهي مبسوطة لطريقتها مع راكان لأنها عرفت أن اللي تسويه ضايقه. دخلت الغرفة وغيرت جلابيتها بلبس تنوره بنية ناعمة و واسعة تسهل حركتها بحرية و بلوزة برتقالية خفيفة تخفف من إحساسها بالحر. أخذت عبايتها ولما فتحت درج صغير عشان تأخذ ربطة و تلم شعرها شافت صندوق بحجم الكف وبجنبه علبه مجوهرات مخملية وفوقها كرت. توقعت لينا إن هذا من راكان فأخذته وفتحته وقرت تمنيات صادقة موقعه باسم أحمد وناصر وعبير اللي اشتاقت لهم وكأنها غابت عنهم سنة . رجعت الكرت وفتحت الصندوق الصغير وأخذت الساعة منه وحطتها في يدها وهي تحس إن بها الطريقة هم معها على طول. ابتسمت لينا من فكرتها الدرامية وراحت لراكان.

في الطريق تفاجأت لينا وهي تشوف راكان يأخذها لسوق الملابس وبدا قلبها بنبضه السريع يحذرها إن في شيء قدامها ينتظرها و وقت السكوت عن راكان انتهى .
" أنت ما قلت لي أننا رايحين نجهز للمطبخ؟ "
" إلا "
" طيب؟ "
" وشو؟! "
"ما أتوقع أنهم يبيعون مواعين هنا! "
" أدري "
"راكان ما في سوق مواعين في ذا الطريق؟ "
ما رد عليها راكان فا عصبت من تجاهله لها وقالت
" أنا أكلمك "
ومع هذا ما رد فزادت حدت طبعها و كل عصب منها يتمنى إنها تصرخ في وجهه و قررت إنها في السوق بتستخدم معه نفس أسلوبه وتخليه يعرف طعم إن الواحد يتجاهله . راكان يمشي بجنب لينا والصمت بينهم ثقيل وهو يتأمل المحلات التجارية اللي رتبت الملابس على الباترن بشكل معين بغرض العرض . لينا فهمت راكان وش قاعد يدور عليه هي تعمدت إن تكون ملابسها اللي جهزتها محتشمة وهذا شيء ما أعجبه ويرفضه هو مثل ما رفضه ناصر و رفضته عبير من قبله. وقف راكان فجأة قدام محل وكان واضح من عرض الملابس على واجهته الخارجية إن اللي بداخله يعجب ذوق راكان. طلب منها راكان إنها تتقدم قبله وتدخل فقالت
" ما راح أدخل "
"لينا أنا ما عندي وقت أناقشك هنا "
"و أنا ما ناقص لي شي عشان تجيني هنا "
راكان ما يشوف تعابير وجهها بسبب الغطاء لكن ما منعه هذا ما يفهم الغضب اللي في صوتها فقال
" هو صح ما ناقصك شيء بس أنا بشتري لك على ذوقي "
لينا بسخرية من صوتها الناعم
" ليه ملابسي ما هي عاجبتك ؟ "
" يا الـــله .أنتي شايفه أن هذا وقت أكلمك فيه؟ "
هنا أسفهته لينا بجرأة ومشت من قدام المحل وقلبها متقطع من الخوف للحركة اللي سوتها لأن ما هو سهل انك تتعامل مع إنسان دمه حار وطبيعته جبلية لكن كان من المفترض يراعي إن هي بعد تأثر عليها طبيعة أرض نجد الصحراوية وحرارتها اللي تصقل الشخصيات. شكت لينا في شيئ وهي تمشي بعصبية إن كانت الإحصائيات تقول إن سبع نساء من بين عشر يتلقين ضرب عنيف من أزواجهم إنها هي بتنظم لسبعة في أول نهار لزواجها بسب اللي صار. مشى راكان بجنبها عشان ما يلفت انتباه الناس للي يصير بينهم ومسك يدها بشراسة دلاله على تهديده وقال وهو يراقب المحلات التجارية اللي حوله
" أنا ما عندي حرمة تسفهني وتمشي معطيه ظهرها لي تفهمين؟ "
" وأنا مهوب بقرة تجرها معك وين ما تبي! "
" شكلك ما فهمتي؟ "
" أيه خبله ما أفهم وش رايك؟ "
" أف "
ومن دون مقدمات سحبها بطريقة ما ينتبه لها أحد و رجعها للمحل اللي تركوه ورآهم ولأن لينا لاحظت أن اللي حولها يلتفتون لراكان وجاذبيته بسبب طوله الملفت و وجماله وطريقة ترتيبه لشماغة و ما هو لأنهم انتبهوا لسوء التفاهم اللي بينهم مشت معه ولا فضلت تسوي مشكلة في مكان عام خصوصا و إن ملامح راكان متقلصة بشكل مخيف وتهدد بخطر فريب. في داخل المحل كان وجود الرجال مع محارمهم شيء قليل وهذا اللي زاد من التفات الناس لهم .شافت لينا في عين كل وحده متنقبه نظرة إعجاب للإنسان اللي واقف جنبها وكأنها تتمنى إنها هي اللي تكون مكان لينا. تبادر لذهنها سؤال لأول مرة تفكر فيه بما إن راكان يتميز بجوانب كثيرة تخليه إنسان مختلف أكيد أنه ما فيه وحدة من قريباته ما تتمناه يكون زوج لها, معقول على كل السنوات اللي مرت ما لقى منهن اللي تناسبه؟ ولما التقت بعينه من ورى غطاها رددت في عقلها تلقائيا خصوصا مع هذا الجمال الرجولي الصاخب واللي كرهته لأنه مجرد من الأخلاق
" شوفي هذا يا لينا "
التفتت للقطعة اللي في يده فقالت بصوت هادي يوضح العصبية اللي دخلها
" لا تتوقع مني ألبسها! "
" طيب أنتي وش رأيك فيها؟ "
بعدت وجهها عنه وما ردت عليه لكن هو تجاهل حركتها وأخذ القطعة ودفع قيمتها وسحبها معاه لمحل ثاني. لما شافت لينا إن الملابس لهذا المحل أكثر جرأة وأغراء من الأول قالت لراكان وهي تحط يدها على ذراعه بشكل لا أرادي
" لحظة راكان أسمعني أنا ما راح أدخل هذا المحل بذات "
" ليه؟ "
" بس كذا ما أقدر"
توهج وجه لينا نار من خلف غطاها وهي تشوف راكان يبتسم لها ويقول
" ليه ما تقدرين؟ "
" ما أدري "
"كيف ما تدرين؟ "
ما عرفت وش ترد عليه فقالت أقرب شيء لذهنها
"راكان صعب فيه ناس ما أقدر"
ما توقعت تسمع صوته و فيه نبرة تفهم
" لينا الناس الحين متفهمة و صار عندها الوضع عادي ولا أتوقع من وحده متعلمة مثلك تفكر زي جداتنا "
طريقته خلت مكان الغضب الجامح إحراج وخجل فقالت بصوت يماثل صوته
" ما اختلفنا بس أنا ما أبغى أدخل "
أخذها من يدها وهو يقول
" كل شيء صار عادي في الزمن هذا وأنتي بتشوفين الحين بعينك "
" على الأقل ما يصلح تدخل محل زي كذا لأنك بتحرج الموجودات "
راكان يمازحها
"وأنتي! ما أنتي مستحيه مني؟ "
قالت برتباك
" قلت لك من أول أني ما أبغى أدخل و ما أعطيتني وجه "
قال يلاطفها
" أفـــآ أنا ما أعطيت لينا حبيبتي وجه؟! من أعطي أجل؟ "
أثناء مرور راكان ولينا مع باب المحل مرت وحده بعبايه على كتفها و مخصره عند وسطها يظهر بنطلونها الجنز الأبيض في كل مرة بسبب مشيتها المتعمدة وكان معظم وجهها المجمل بمكياج يكشفه اللثام الشفاف وهي مزينه عينها الواسعة بشكل متقن بكحل ومسكرة. أصدمت في راكان وقالت بغنج وصوت مدلل وهي تتعداه
"أوه sorry "
في ها اللحظة بذات وقف عالم لينا وتجمد وغابت كل أبعاده وألوانه وما رجعها لعالمها إلا صوت راكان وهو يدخلها قدامه
" أعوذ بالله "
ما فهمت لينا شعورها و لا النغمة الغريبة اللي في صوت راكان صحيح إنها كانت نغمة كريهة لكن ما كانت تعني كرهه للإنسانة اللي مرت قبل شوي أكثر مما كانت تعني شفقته عليها. في أخر الوقت وقبل ما يعلن المؤذن دخول صلاة المغرب ركبوا سيارتهم والمرتبة الخلفية ممتليه من الأكياس واللي بطبيعة الحال فيها ملابس كلها من اختيار راكان اللي تغيرت طريقة تعاملها معها بشكل تدريجي . صار أهدا وألطف و ألين من قبل حتى أنه قدر يمتص غضبها ويحوله إلى خجل يستفيد هو منه وبمثل هاذي الوضع قدر ياخذ لينا لأكثر من محل وهو يزيد في إحراجها . في السيارة قال راكان
" بعد صلاة المغرب بنشتري أغراض المطبخ "
" أوكي "
" لينا عندك مانع لو طبخنا اليوم في البيت؟ "
لينا مستنكره استئذانه لأنها كانت تتوقع منه إذا بغى شيء أنه يستخدم أسلوب الأمر و لا كانت تعرف إن هدفه من مثل هذا الاحتكاك البسيط كسر الحواجز إلى للحين باقية بينهم .قالت لينا له
" لا عادي "
راكان يمازحها
" أنتي ما عنك غير ذا الكلمة؟ سولفي قولي شيء "
لينا ضحكت ضحكة قصيرة بسبب أسلوبه وهو يمثل دور العاجز
" وش تبيني أقول؟ "
" أي شيء ؟ قولي مثلا وش تحبين؟ أو من أغلى واحد عندك؟ أو وش تبيني أسوي لك؟ وين تبين تروحين؟ وش النظام اللي تبينه لحياتنا؟ وش هدفك في الحياة؟ أي شيء المهم تكلمي يا حلوه "
" أوكي أنا أحب أبوي وأمي وأخواني و ..."
"بس؟ "
" و أحب شمس "
"تكلمي من بعد ؟ "
"راكان "
راكان حس بسعادة غامرة ولذة نصر لكن فجأة طفا أملة لما عرف إنها كانت تناديه لأنها قالت وهي تشوف الطريق
" هذا ما هو طريق البيت! "
عرف إنها تتهرب منه هاذي المرة بعد فسايرها وقال
" ما شاء الله عليك أمداك تحفظين الدرب؟ "
" أيه بس حنا وين رايحين؟ "
" بنصلي في مسجد الراجحي بما إنه قريب من هنا و بعدين نشتري المواعين ونروح للبيت قبل صلاة العشاء "

أثبتت لينا جدارتها في الطبخ وهذا الشيء ما كان يتوقعه راكان أبدا واللي أساسا كان يصر عليها وهو يساعدها في المطبخ إنها تسوي شيء خفيف ينتهي طبخه في وقت قصير لكن هي رفضت لأنها تعرف إن ما عندها شيء تشغل به وقتها لو خلصت بدري؟ وافقها على اللي تسويه و هو في داخله متساهل معها طول اليوم هذا لأنه أتخذ قرار ما فيه أي رجعه وإن كانت تتهرب منه في كل مرة فهاذي المرة ما راح يسمح لها أبدا وإن كانت تجهل تأثيرها البريء فيه فا اليوم بيعلمها إنها شيء مختلف عن اللي هي تتخيله مهما لبست من ملابس محتشمة. لينا جالسة تجفف الأطباق اللي قدامها لأن راكان أصر أنه هو اللي يغسل عشان يقدر يطلع من المطبخ قبلها ولما تركها لحالها ما كان يعرف أنه ترك في تفكيرها صور له متناقضة من غير الصور الموجودة أصلا قبل سنتين. دخل راكان للغرفة و حط على السرير روب نوم أشتراه لهاذي الليلة بالذات ومثل ما دخل بهدوء طلع. طلعت لينا من المطبخ وفي يدها كاس عصير وراحت تجلس في الصالة وهي تشوفه نازل الدرج في قميصه البني و بنطلونه البيج .
" لينا تعالي أبيك "
شربت من العصير وناظرته بعين فيها برأه
" خير؟ "
" في شيء باخذ رأيك فيه "
" ما يجي بعدين أشوفه؟ "
لما قالت كذا كان راكان واقف قدامها وهو يقول
" لا ما يجي؟ "
" طيب وشو؟ "
أخذ كاس العصير من يدها وحطه على الطاولة اللي جنبه وقال
" تتقومين والا أشيلك؟ "
قامت وهي مرتبكة ولون الأحمر يزحف ويغطي وجهها
" لا لا أقوم ما هي مشكلة قالوا لك رجلي منقشه بحناء؟ "
طلعت الدرج قدامه وهي تشوف المكر في عيونه و لما قربوا من باب غرفة النوم قالت وهي تلتفت برأسها له لأنه كان ماسك أكتافها
" ظنيت أن اللي بتاخذ رأيي فيه في المكتب؟ "
" أدخلي و بتعرفين الحين "
لينا فعلاً خايفة وقلبها مثل قلب عصفورة فاجأها قط لكن مع هذا تصنعت اللامبالاة ودخلت أول ما شافت الروب تجاهلته ومشت داخل الغرفة وهي تحس بضغط الدم في رأسها وجهها يشتعل بحرارة. قال راكان وهو واقف عند الباب
" التفتي لي يا لينا "
التفتت وهي رافعه حواجبها الأنيقة مستفهمة وفي نفس الوقت تحاشت النظر في عيونه ولما ما لقت جواب قالت
" وش اللي بتاخذ رأيي فيه ؟ "
دخل وصك الباب بعده و أخذ الروب عن السرير ولما قرب منه قالت
" أنا قايله لك و حنا في السوق أني ما راح ألبسها "
راكان بصوت هادي لكن غريب
" أنتي كذا كذا بتلبسنه إذا ما هو اليلة بكره "
لينا وفي صوتها ارتجاف خفيف
" أنا ماني محتاجته له عندي حقي "
ولما كانت بتتعداه سد طريقها بجسمه وقال
" معليه الليلة بتلبسين هذا "
حطه في يدها وقال
"خمس دقايق وأرجع إذا ما لبستيه خمني وش بيجيك؟ أنا بلبسك إياه "
"كيف؟ "
" اللي سمعتي "
" بس ...."
وبسبب قلبها اللي رافض يهدا وحلقها الجاف ما قدرت تكمل وطلع راكان من الغرفة قبل يسمع أي اعتراض. حطت لينا يديها حول وجهها و ضغطت بأصابعها على العروق اللي تضخ الدم بشكل مجنون لرأسها و فركت جبهتها وهي تحاول ترخي أعصابها المشدودة عشان تفكر بهدوء لكن قدام تهديده ضاعت كلمة الهدوء من قاموسها. أخيرا حكمت عقلها اللي قرر إنها لو ما لبسته بتتعقد الأمور أكثر و بتذل وهي المتضررة في النهاية و استقرت على إنها تلبس الروب الشفاف بكرامتها. بعد ما رجع راكان الغرفة شافها واقفة وفي عينها شيء واحد الخوف منه وحتى لا يزيد من خوفها ما أعطا نفسه وقت يتأملها. قرب منها بهدوء و حط ذراعه حول أكتافها الضعيفة يطمئنها وكانت هي منزلة رأسها ولما حس بارتجافها ضمها له بحنان وقال في إذنها كلمات ناعمة بصوت دافئ أجش ثم رفع رأسها له وهي مغمضة عينها
" لينا أفتحي عينك "
فتحت عينها بتردد ولأول مرة تشوف أن عينه الحادة تناظرها بطريقة مختلفة والقسوة ما عاد لها وجود في وجهه حتى عند حواجبه اللي دايما معقودة لكن نفس النظرة الغريبة اللي ما تفهمها موجودها. تأمل راكان ختم شافيفها واللي يدل على حساسيتها ورقتها فقبلها بنعومة حتى ما يؤذيها وكانت هاذي قبلة الاشتعال اللي أذابت الجليد بينهم .







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 23-06-2011, 08:51 PM   رقم المشاركة : 39
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

روايــــــــات سعوديــه كامـــله



الفصل التالت عشر


بعد أسبوع من زواجهم قامت لينا من نومها قبل أذان الفجر بسبب الضيقة اللي تحس فيها بصدرها واللي ما خلتها ترتاح. راحت للحمام بالروب الحريري اللي طوله إلى نصف فخذها والمربوط بشريطه ناعمة عند خصرها صحيح أن له أكمام طويلة لكنه كان مغري بشفافيته ويكشف أكثر من انه يستر. تأملت وجهها الناعس في المرايه وأخذت فرشاتها وفتحت المعجون وهي ذهنها مشغول براكان اللي كانت ناوية تحول حياته لجهنم لكن هو استغل حيائها منه وقلب حياتها هي فوق تحت ولا تركها تذوق طعم النوم في كل ليلة من هذا الأسبوع. احمر وجهها وهي تتذكر أحداث ليلة البارحة وكلماته وهو يغازلها فتأثرت من داخلها وكرهت نفسها بسبب هذا التأثر وكرهت الطريقة اللي هي عايشه فيها لكن بديهي هي كانت تعرف في نفسها ومن أول ما راحوا لسوق قبل أسبوع إن راكان أو أي رجل مكانه ما راح يتنازل عن حقه الشرعي. لينا مهما كانت تكره راكان بس ما هي حجر أصم ما تتأثر به خصوصا أنه شخص له جاذبية صاخبه وهي إنسانه لها حس رقيق هي بنت عندها عاطفة مرهفة قررت من قبل تحجبها عنه لكن هو قدر يستخرجها .كرهت لينا أفكارها وبدت نفسيتها تتعب و انقلب مزاجها وصار وجهها كئيب يغطيه النكد حتى شافت في عينها لمعان دمعة قهر. استندت على المغسلة وبدت تفرش أسنانها بعنف وتحاول توقف تفكيرها تحاول تنسى كل شيء تحاول لو قدرت تتجرد من حياتها وترجع للبنت البريئة اللي تنام في غرفتها بسلام وراحة بال ولأنها ما انتبهت لنفسها مررت الفرشاة على أسنانها الخلفية لفكها السفلي وهي موقفه تنفسها وقبل توصل لضرس العقل مرت الفرشاة على جزء من لسانها و تركتها هاذي الحركة السريعة تصير على وشك تتقيأ. بعدت فرشاتها وحاولت إنها ما تستفرغ لكن ما في فايده خصوصا مع طعم المرارة اللي في حلقها. راكان كان واعي بكل حركه تسويها فاقفز من السرير مسرع يوم سمع صوت حنجرتها المخنوق بأهه تجسد ألمها النفسي. فتح الباب و شافها متمسكة بالمغسلة وهي تحاول تضبط نفسها وصوت أنينها الضعيف يحركه غصب عنه قرب منها وحوطها بذراعه القوية يسندها له وقال بصوت يعبر عن حنانه
"لينا سلمات فيك شي؟ "
قالت بصوت ضعيف وهي تقاوم دموعها
"لا ما فيه شي بس كنت بستفرغ "
رفعت رأسها له وشافت ابتسامة بسيطة على وجهه وعيونه فيها السعادة وهو يقول
" تحتاجين أوديك مستشفى؟ "
فهمت لينا كلامه فاسترجعت قوتها وبعدت عنه والقهر يشنقها وقالت بارتباك
"لا ما يحتاج ما فيني إلا العافية. فرشت أسناني الأخيرة وكنت بستفرغ من الفرشاة لأنها مرت فوق لساني بس "
زاد عرض ابتسامته وهو يشوف وجها يحمر و جسمها الفاتن في الروب اللي اختاره يرتعش, فقالت لينا بانزعاج واضح وهي تبعد شعرها عن وجهها بحركة عصبية
"إذا تبي الحمام بتركه لك الحين بس بغسل فمي "
فهم إنها تبي تتخلص منه ولاحظ تضايقها فقال
"لا ما هي مشكلة بستنى لين تخلصين "
وطلع وتركها وهي تردد في ذهنها إنها أتعس وأغبى مخلوقة يوم رضت باللي صار لها وقبلت تتزوجه .
* * * *
ذكر راكان للينا قبل يطلع بعد الظهر عشان يتأكد من بعض الأمور أن سفرهم لجدة بيكون اليوم بعد المغرب. بعد ما ترك لها البيت فاضي حست أن ضيقة صدرها خفت لكن تفكيرها لازال مشحون عليه وبشكل غير متوقع لقت إن تعاملها مع راكان من البداية غلط ما كان من المفترض تخليه يحس إنه يتعامل مع إنسانة ما كان من المفترض تناقشه أو تجادله أو تترك لطبعها يفلت منها لأنه في النهاية بيتعمد يحرجها والحياء أمر مفطورة عليه ولا هو في يدها وفي الأخر تنتهي الأمور زي ما يحب هو ولأنها لقت إن استراتيجيه البرود أفضل طريقة لمواجه راكان وأكثر قدره لسيطرة على نفسها قررت تنفذها من اليوم مع إنها ما تقدر تضمن ردت فعله. تركها قرارها الجديد تسترخي لكن الشعور الكئيب لازال موجد. أخذت الجوال وتنقلت بأصبعها بين الأسماء بسرعة و ضغطت على اتصال. أحساس بسعادة خالط قلبها لأن ما طال انتظارها و سمعت الصوت يرحب فيها
" يا هلا والله "
" هلا أبوي كيفكم وش أخباركم "
" حنا الحمد لله بخير أنتي علومك عساك طيبه "
" طيبه طاب فالك أمي وش أخبارها وأخواني "
"كلهم بخير يا الله لك الحمد والشكر عساك مرتاحة "
حست لينا إن كلمة الراحة شيء جديد ولأول مرة تعرف بوجودها لكنها كملت مكالمتها بشكل طبيعي
" أيه الحمد لله مرتاحة ومبسوطة ما ينقصني إلا شوفتكم "
" ما أنصحك تشوفين ناصر لأنه طافي من تركتيه "
" يا حليلة أثري غالية و أنا مدري "
ضحكت مع أبوها اللي قال
" أمك جنبي تبي تكلمك خذيها "
صوت أم الوليد وهي متشوقة لبنتها
" السلام عليكم "
" هلا وعليكم السلام كيفك يمه وش علومك "
" أنا بخير أنتي بشرينا عنك عساك طيبه "
هنا سمعت لينا صوت أمها وهي تغالب بكاها لكن ما في فايدة لأنها مشتاقة لشخص اللي دايم يسوي مصايب في البيت ويعدم الدنيا هبال الشخص اللي كان دايم يشغل وقتها بملاحقته ومتابعة أموره والاهتمام فيه. بعد ما غابت لينا البيت اللي كان مليان إزعاج صار هادي وغريب على الجميع بكت لينا مع أمها وهي تحس إنها مسألة وقت ويتغير كل شيء . أخطفت عبير الجوال من يد أمها لما شافتها تبكي وأبوها يهديها وقالت للينا
" سلام يا حلوة "
"آهلين عبير وعليكم السلام "
" لا لا لا ما يصلح عروسة تبكي "
" يا شيخه روحي وراك. ما بطلتي ذا الكلمة! "
" أقول لينا حولك أحد؟ "
" لا راكان طلع و بيرجع بعد نص ساعة "
"طيب عندك تلفون أدق عليك أحسن ما أكلف على جوالك "
" هو فيه تلفون بس أنا ما أعرف رقمه تعرفين استحيت أسأل راكان "
" طيب تقدرين تدقين على البيت؟ "
" أوكي الحين بدق "
بعد ما عادت الاتصال مرة ثانية صار الجو حول عبير أكثر هدوء
" أيوه الحين الواحد يعرف يكلم أنتي وش أخبارك إن شاء الله تمام "
" تمام التمام أقول عبير كأن الجو هدا عندك؟ "
" أيه أخذت التلفون لغرفتي وطلعت الصغيرين المزعجين "
" يا الله فقدتهم وش أخبار أحمد وناصر ؟ "
"كلهم بخير أحمد له فترة يستعد لترتيبات التخرج خلاص و يحط النجمة و ناصر ما لقى أحد زي هباله فا تلاقينه دايم مع الشباب "
" يعني ما فيه منهم أحد الحين؟ "
" هم فيه بس راحوا يشيكون على السيارات بنكشت اليوم بعد العصر "
" ما شاء الله كان ودي لو أني معكم أقول عبير وش أخبار التوأم وسامي وعبد السلام؟ "
" كلهم بخير الحمد لله أنتي طمنينا عنك؟"
" أنا الحمد لله بسافر اليوم بعد المغرب لجدة "
" رتبتي شغلك وأغراضك؟ "
" قلت أكلمك قبل أجهز أي شيء وقبل ما يرجع راكان بعد "
في هاذي الأثناء دخل ناصر وأحمد على عبير لما قالوا لهم الصغار إنها تكلم لينا وأخذوا السماعة منها
ناصر :-" هلآ لينا وش أخبارك؟ "
تجمعت دموع لينا في عينها لأنها ما قدرت تضغط على مشعرها وتكابر أكثر من كذا وعشان تغطي صوت بكاها ضحكت وقالت
" آهليـــــــــــــــن بالدكتور ناصر "
أحمد يصرخ على ناصر :-" حط على السبيكر يا شيخ "
حطوا على السبيكر وصوت لينا من التلفون يملى الغرفة من حولهم
" كأني أسمع صوت أبو حميد عطه السماعة بكلمه "
ناصر:- " يسمعك يسمعك حنا حاطين على السبيكر "
أحمد :- " وش أخبارك يا لينا؟ "
لينا :- " أنا بخير ومشتاقة لكم كلكم "
أحمد :- " ودك تشوفيني؟ "
لينا :- "وهاذي يبي لها كلام! "
أحمد:-" أجل أسمعي بعد بكره حفل التخرج و طبيعي يذيعونه في التلفزيون مباشرة فا دوري في الشاشة يمكن تلقيني هنا ولا هنا "
لينا وهي تضحك :- " والله ما أدري مع العدد الكبير للمتخرجين واللي أصلاً طولكم واحد ولبسكم واحد حتى شكل أجسامكم متشابه كيف تبيني أطلعك؟! "
ناصر :- " لا حبيبتي هذا أحمد بن خالد علم في رأسه نار "
لينا :-" وأنا أشهد بس والله جد ما أتوقع أقدر أشوف حفل تخرج الكلية لأني اليوم مسافرة لجدة وبعد بكرة يمكن أنزل على مكة أخذ عمرة "
أحمد :- " لاه.."
لينا :- " ما فيه مشكلة سجلوا لي الحلقة بفيديو أقول أحمد أخذوا لك صورة مع شباب الدفعة ؟ "
أحمد :- " أيه التصوير خالصين منه من زمان"
الكلية الأمنية تهدي لكل طلاب الدفعة مع وثيقة التخرج كتاب عبارة عن ألبوم لصور تذكارية لجميع الدفعة عشان كذا قالت لينا
" أحتفظ لي بالصور إذا رجعت لرياض بمر أشوفها "
ناصر يمزح :-" فكينا منه حرام عليك من رحتي ما عاد عندنا إلا هو وتخرجه وتلاقين الواحد من ها الضباط أولتها حليو ثم إذا ترقى تفرعن على المسلمين و تعرفينهم من أشكالهم إذا مشوا الواحد منهم تشوفينه رافع لي صدغه وما يلتفت تقل بعير ملطوم خده "
أحمد يضحك:- " كثر خيره ما قال ناقة "
ناصر:-"المهم لينا إذا رحتي للحرم أدعي لي أتخرج "
لينا :- " ما توصون أنتم في القلب يا عم "
عبير :- "لينا طولنا عليك روحي جهزي أغراضك قبل يجي راكان "
لينا تمزح :- " حتى وأنا بعيد توصين لا تخافين معي وقت أقول ناصر "
ناصر :-" يا لبيه "
لينا :- " أمي ما عجبني صوتها يوم كلمتني إذا طلعت للبر أزعجها لا تخليها تفكر في شيء "
ناصر يمازحها :- " ما هي مشكلة هاذي ألوالده ما يبي لها وصاه لكن أنا من يعطيني وجه؟ "
لينا :- " شف القمر أحمد قدامك "
ناصر :- " حرام عليك تتركيني مع التمساح هذا اللي من الشمس و التدريب صار جلده حرش! أول كنت أقول الله يجزي الكلية خير يوم ما يفكونه إلا خميس وجمعة والحين ما أدري وش أسوي؟ "
لينا :- " أحمد ما وصيك على ناصر هاه عليك فيه وره نجوم القايله "
أحمد وهو يناظر لناصر :-" لا تخافين عليه في أيدي أمينة "
لينا تمزح:- " أمينه ولا سعاد؟ "






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 23-06-2011, 08:52 PM   رقم المشاركة : 40
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

ناصر ييرفع صوته:- " خليها على سعاد يا شيخه سعاد أشوى "
أحمد:-" توني أستوعب السالفة , لينا من قصدك بأمينة؟ "
لينا تضحك:- " أقصد بها عبير "
ضحكوا شوي ثم قالت لينا :-"عبير ما شاء الله ما تحتاجين وصاه أهتمي لأبوي وأمي , يلله شباب ما ودي أتركم بس لازم أصك الحين "
ناصر :- " سلامتك يا لينا "
لينا :- " على فكرة تسلمون على الساعة من شفتها ما نزلتها من يدي "
أحمد :- " بياكلنا راكان لو عرف هو عندك؟ "
لينا :-" لا مهوب موجود توصون شيء شباب لازم أروح الحين"
أحمد:- " لا أبد تسافرين وترجعين بسلامة يلينا "
لينا:- " الله يسلمكم مع السلامة"
تغيرت نفسيتها كثير بعد ما سمعت صوت أهلها وبما إن راكان ما جاء وبقي معها وقت اتصلت على شمس اللي استقبلتها
" يا مرحبا يا مرحبا مراحب إعداد ما ظهر نجم سهيل وغرد طير "
ابتسمت لينا
" أيوه طلعت اللهجة على أصولها "
" وش أخبار الحلوين من لقى أحبابه نسى أصحبه؟ "
" أفا مهوب أنا اللي يقال له ها الكلام وش فيها الشبكة صوتك يروح ويجي؟ "
" إيه حنا رحنا بعد زواجك لأبها وأنا الحين مع بنت أختي أسماء جالسين في الجبل وفيه ضباب حولنا والدنيا تجنن "
" يا حظكم "
" إذا جيتوا أخذتك معي الجبل مع إن أخو اللي معي ما راح يسمح لي, أقول لينا خذي كلمي أسماء أخت راكان "
أسماء:- " ألسلام عليكم"
لينا :- "هلا وعليكم السلام "
أسماء :- "ألف مبروك يا لينا "
لينا :- " الله يبارك فيك "
أسماء :- " ما عليك من كلام خالتي شمس تراها مجنونة أخوي طيب و ما راح يقول لا "
لينا من الإحراج قالت وهي تضحك " الله يعطيك العافية أنتي وش أخبارك وأخبار عمي وخالتي "
أسماء :- " كلهم بخير على فكرة أبوي حدد يوم الحفل وبيني وبينك هو مستعجل على غير عادته "
لينا :- " متى صار الحفل ؟ "
أسماء :-" بعد أسبوع أقول لينا خذي شمس أزعجتني تبيك مع السلامة "
شمس بصوت مرتفع :- " هيه لينا في سؤال محرج بس بتأكد لأن فيه بيني وبين أسماء مراهن ؟ "
لينا :- " زين اللي صرت تعرفين معنى الإحراج وأستاذان أخبر أيام الكلية تعطيني الأسئلة على وجهي سلام سلام "
لينا تسمع صوت أسماء تقول ما هو وقته لكن شمس قالت
" أسأل ولا لا ؟"
" اسألي أشوف "
" بالمختصر راكان رومانسي ولا لا ؟ "
لينا تمزح مع شمس
" إذا جينا عندكم شوفي بنفسك "
" لينا! "
" مع السلامة شمس بروح أجهز أغراضي قبل يجي راكان "
" طيب مع السلامة "
تأملت لينا جوالها ولأن من عادتها إذا كانت لحالها تتكلم بصوت مسموع وتضيف بلغة إنجليزية جمل قصيرة قالت
" راكان رومانسي؟! he’s not romantic man at all‏ "
ما كانت تعرف لينا وهي تتكلم إن راكان دخل و وقف وراها بمسافة قصيرة ولما سمع كلامها ضمها بشكل مفاجأ وأمطرها بقبلاته وقال وهو يبتسم
" طيب وش رأيك بهذا؟ "
اختفى الخوف من قلبها لكنه ما هدا نبضه بسبب راكان وقربه وبدت لينا تستخدم حربها الجديدة مع إن وجهها الأحمر يختلف عن صوتها الهادي لما قالت
" متى جيت؟ "
"قبل شوي"
"طيب ممكن تفكني بروح أجهز أغراضي "
" من كنت تكلمين؟ "
"شمس "
" آه شمس حتى وهي في أبها لاحقتني في الرياض ؟ "
ما اختفى الهدوء من وجهها وصوتها لما قالت
" لو سمحت راكان ممكن تفكني "
" لا. وش بتسوين يعني؟ "
هزت كتفها بلامبالاة وقالت
" ما باليد حيلة "
"لينا صاير لك شيء اليوم؟ "
رفعت حواجبها وقالت
" مثل أيش ؟ "
لما شاف برودها تركها وقال
" ما أدري خلينا نجهز أغراضنا عشان نلحق على موعد الطيارة" .

لما كان كل واحد يرتب أغراضه شاف راكان طريقتها الجديدة وصمتها الطويل ولما انتبه لشنطتها لقى إنها ما أخذت شيء من الملابس اللي أختارها. مشى جهتها والعبوس يغطي وجهه وقال
" وش قاعدة تسوين؟ "
"أرتب شنطتي "
" أدري بس ليش ما أخذتي من اللي أنا اشتريته؟ "
ما ردت عليه ومشت جهت الدولاب وأخذت بعض البناطيل الفضفاضة وحطتها في الشنطة وقالت
"كذا خلاص "
" لينا! تسوين كذا ليش؟ يعني بالضبط وش هدفك؟"
لينا ببرود كئيب
" لا تتوقع مني ألبس عند الناس شيء ضيق ولا يفضح "
" أنا ما قلت كذا وهذا الشيء أصلا مرفوض في ألديره بس أنتي وقتك كله ما راح يكون هناك "
" أوكي تبغى ترتب شنطتي أنا ما قلت لا "
كان استفزاز واضح لراكان اللي ما تعود يتعامل بهاذي الطريقة من أحد أو يخدمه ومع هذا نسق شنطتها بنفسه ولما شافت أنه أخذ تنوره رمادية قصيرة طولها إلى نصف الفخذ تضايقت و أبلعت اعتراضها وهي تسأل إن كانت حربها الجديدة معه تنفع لانتقامها منه أو إنها بتنقلب عليها مثل حربها الأولى ؟.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية