بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يعرف المرء مع من يتعامل او يتخاطب معرفة تامة فأنه سيضع المُخاطب في المنزلة التي يستحقها ويكون الاحترام والتقدير بناء على هذه المنزلة ..
فكيف بنا إذا كان المُخاطب هو الله سبحانه وتعالى .. عندها سيتغير اسلوب التخاطب حيث نحن الضعفاء وهو القوي .. هو القادر ونحن العاجزين .. هو الخالق ونحن العبيد ..
إذا عرف المرء ذلك وضع نفسه بمنزلة يبتغيها مع الله .. وعند الله .. فالله سبحانه وتعالى رفع قدرنا وكرمنا على سائر المخلوقات بتكليفه وتشريفه لنا بعبادته فنلنا بذلك الشرف والحضوة ..
يتبين معرفتك بالله من خلال تصرفاتك .. كلامك .. أعمالك .. وكل انماط سلوكك ..
يتعرض الانسان في مشوار حياته لكثير من حالات التعاسة والسعادة .. والمصائب والابتلاءات .. والانجازات والاخفاقات ..
وحده المؤمن المحتسب هو من ينجح في جعل كل ذلك رصيداً في حسناته خصماً من سيئاته .. كيف ذلك ؟؟
يعرف المؤمن حق المعرفة ان ما اصابه لم يكن ليخطئه .. وما اخطأه لم يكن ليصيبه .. وان كل ما حدث له هو بقدر الله .. وبعمله .. عندها .. وعندها فقط يتم التسليم بأمر الله وقدره .. مهما كان كنهه .. فذلك عند المؤمن سيان .. كلها تصب في حسناته ..
فياللروعة ..!! كل لحظاته .. سكناته .. مشاعره .. همومه .. أعماله .. حتى فشله وحزنه .. كل ذلك عنده سعادة ..!!
لماذا ؟؟ .. سؤال يصعب على غيره اجابته او حتى تصديقه وتبريره !! فقط امثاله هم من يجيبون .. لأنه مسَلِم محتسب .. يرجو ثواب الله ويخاف عقابه ..
عندما يمر بلحظات النجاح والإنجازات .. يسجد لله شكرا و امتناناً لعلمه ان هذا من فضل الله .. { ما اصابك من حسنة فمن الله } .. ويسعد بما سيمن الله عليه من حسنات .. ويعيش بسعادة لرضاه عن نفسه ورجاؤه برضى الله عنه ..
يصاب في حياته ببعض المحن والمصائب .. فيكون ذلك دافعاً له لزيادة الطاعات .. لتيقنه انه حدثت بسبب تقصيره .. لانه تلبس قوله تعالى { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } .. فتقوى علاقته بربه ويحاول ان يرتقي بنفسه للدرجة التي يريدها الله منه ..
يصيبه المرض او بشخص عزيز عليه .. فيحمد الله على ذلك ويشكره .. ياالله !!! ماهذه العلاقة ؟؟ يصاب بمكروه فيشكر الله !!
هو فقط .. يعلم ان ما اصابه هو فضل من الله عليه .. حيث استبشر بقوله صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيرا يصب منه ).. وقوله (إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم أعفاه الله منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل ) ..
حتى انه لا يسخط او يجزع إذا ابتلاه الله بمرض او بولده .. ليقينه بما اخبر به الرسول بأن الله إذا وضع لعبده منزلته بالجنه ولم يُبلِغه عمله تلك المنزلة فإن الله يصيبه بمرض حتى يصل لتلك المنزلة ..!! فبهذا يعلم المؤمن ان الابتلاء والمرض ماهي إلا مقدمات بشرى .. لخير يرتجيه في آخرته .. وفي معنى لحديث ان الله يقول للملَك اجل مسألة فلان حتى اسمع كلامه .. عندها .. تتقوى علاقته بربه إستجابةً لِأمره .. فيناجي ربه مستمتعاً بمناجاته ..
ولا يتوقف امره لذاته .. بل مطمئن بما يصيب الناس من حوله انه بسبب ذنوبهم .. قال الله تعالى {فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون } .. فيبادر الى نصحهم وحثهم على الطاعات وترك المعاصي ..موقناً بنصر الله ..
أرأيتم ؟؟؟
هذا هو شأن المؤمن .. امره كله خير !! مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (عجباً لِأمر المؤمن إن امره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابه ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك إلا لمؤمن)...
تحية طيبه اخوي .. احمد السميري ..
وجزاكـ الله خير على ماطرحته لنا .. من طرحٍ مفيد
أسألـ الله ان يكتب لك بكلـ حرفـ حسنه ...,,
دمتـ لنا ..,, فإلى لقاء ..,,
فعلاً لابد منا نحن المسلمون مرعاة من نخاطب في الصلاه ولمن نصوم
ولابتعاد عن كل ما يشغل قلوبنا اثناء القيام بهذه الطاعات
وان كل مايصيبنا من خير وشر فهو مقدر لنا من الله
ليعلم مدى صبر عباده
جعله الله في ميزان حسناتك
تحياتي
العرض العادي
